أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فوزي حامد الهيتي - الرابح في الانتخابات














المزيد.....

الرابح في الانتخابات


فوزي حامد الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4441 - 2014 / 5 / 2 - 08:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الرابح في الانتخابات

انتهت عملية الانتخابات في موعدها المقرر في تمام الساعة السادسة مساء يوم 30-4. بعدها اتجهت كل الانظار الى المفوضية العليا للانتخابات المستقلة بحثا عن جواب لسؤال طالما طرح في الاعلام وتبارى الساسة والمحللون في تقديم توقعاتهم عليه. ومراجعة سريعة للعملية الانتخابية يمكننا تسجيل الملاحظات الآتية عليها:
1- الحضور الايجابي لاغلب النخب الدينية: كان لرجال الدين وبخاصة القيادات الدينية (المراجع الدينية) ومن كل الاطياف حضور ايجابي وفعال، اختلف وبشكل واضح عن دورهم في الإنتخابات السابقة تمثل هذا الدور الايجابي ليس فقط في الدعوة المباشرة والصريحة للمشاركة في التصويت بل في تحميلهم الناخب المسؤولية الاخلاقية والوطنية في اختياره وترك الحرية له كاملة في من يختار من المرشحين مشددين على ضرورة ان يختار الانزه والاكفأ من بين المرشحين وذهبت بعض هذه المراجع الى القول إن المعيار الذي يجب اعتماده في الاختيار هو المعيار الوطني وليس الفئوي الطائفي، بل ومنهم من كان اكثر انفتاحا حين فتح خيارات الناخب الى خارج حدود الطائفة والمذهب والدين والقومية، واشترطو فقط الكفاءة والوطنية والعراقية،ورفضهم القاطع ان يكون الدين مقولة من مقولات اليساسة كما رفضو ان تكون السياسة مقولة من مقولات الدين حيث قال بعضهم ان العملية السياسة في لعراق لا تستقيم مع وجود العمامة.
إن هذه الانتخابات جسدت وبشكل واضح الوعي العالي والمسؤولية الدينية والاخلاقية لهذه النخب حين نأت بنفسها عن تجاذبات الساسة اليومية وإنحازت الى جانب المواطن بل انها لعبت دورا تربويا واخلاقيا حين حملت المواطن مسؤولية الاختيار وحرية من يختار.
لا شك ان تأثرهذه المواقف سينعكس بشكل مباشر على شكل النظام الديمقراطي في العراق وليس على النتائج الانتخابية لهذه الدورة يكون في حضور المؤسسة الدينية بين الافراد داخل المجتمع العراقي وليس جزأ من النظام السياسي العراقي.
هؤلاء هم اول الرابحين في الانتخابات وسيسجل لهم التاريخ هذا الموقف النبيل.
2- ان الطبقة السياسية العراقية وبالرغم من كل الانتقادات التي يمكن ان توجه لها لم تتجاوز الخطوط الحمر فهي قد احترمت قواعد وقوانيين العملية الانتخابية ومؤشرات ذلك صعوبة التنبؤ بدقة بنتائج الانتخاات هذه الدورة كما ان الالتزام بمواعيد الانتخاب هو وحده مؤشر ايجابي على نجاح النظام الانتخابي لدينا وإذا ما استثنينا تركيا وإسرائيل فنحن افضل نظام ديمقراطي في المنطقة إذا استطعنا الحفاظ عليه سنجني ثماره لا حقا. إذ ان نظامنا الديمقراطي ما زال وليدا وفي طور التشكل وكأي ولادة لها صعوباتها وآلآمها. وهنا اقول ان الطبقة السياسية اليوم يتحملون المسؤلية التاريخية والاخلاقية في التخفيف والتقليل من هذه الصعوبات والالام وذلك بالتخلي عن المصالح الضيقة والانية لهم والتصرف بمسؤولية كرجال دولة وبخاصة في المسائل الوطنية الخطيرة التي تتعلق بالامن الوطني العراقي وان يكون العراق انتمائهم وهويتهم الاولى. ان يتصرفوا بمستوى تصرف المراجع الدينية التي غلَبت مصلحة الوطن وفصلت بشكل واضح بين الديني والسياسي.
لقد اخفق اغلب الزعماء السياسيين العراقيين خلال المرحلة السابقة أن يكون رجال دولة وانما كانو زعماء طوائف وقبائل وانعكس هذا واضحا خلال حملتهم الانتخابية التي حولت حياة العراقيين الى جحيم وعمقوا بسلوكهم هذا الشرخ الاجتماعي بين مكونات المجتمع العراقي واضعفو بذلك مكانة العراق الدولية وفتحوا المجال لكل التدخلات الخارجية بحيث صرنا ساحة لصراعات اقليمية ودولية ليس لنا مصحلة فيها بل جيرت مصالح البلد لصالح تلك الاجندات وصرنا مجرد أداة لصراع دول لا يمكن ان تدخل في الحساب لو كان العراق موحدا وقويا.
ان اغلب هؤلاء الزعماء سيكون لهم حضور في المشهد السياسي للمرحلة القادمة ولكن سيكونون الخاسر الاكبر ان استمرو بسلوكهم السياسي السابق. قد يستمروا لدورة او دورتين قادمتين ولكن بالنتيجة سينتهوا الى ما انتهى اليه غيرهم من الحكام الفاسدين لتلحقهم لعنة الاجيال القادمة. اتمنى عليهم ان يستفيدوا من اخطائهم السابقة في بناء الدولة العراقية الجديدة. واملنا له ما يبرره اذ اغلب هؤلاء الزعماء له تاريخ نضالي طويل في محاربة الدكتاتورية وشاركوا في البناء الجديد في احلك الضروف السياسية التي مر بها البلد بعد التغيير. وعسى ان يدركو ان العراق الواحد هو انفع لكل مكوناته وان العراق لا يكبر إلا بتكبير مواطنيه. وان يعلموا انهم لو نجحو في بناء العراق الجديد على اساس المواطنه يتساوى فيه كل المواطنين بغض النظر عن هويته الاثنية لكسبوا ما لا يمكن شراءه بكل المليارات التي جمعوها
3- الملاحظة الثالثة والاخيرة تتعلق بالناخب العراقي فقد سجل الناخب العراقي وعي متميز عند تصويته يتضح لنا ذلك من النتائج الاولية للانتخابات وهذا الوعي الذي نتوقع له النمو والتطور في الدورات القادمة تجسد في صعود قوائم عابرة للاثنيات والهويات الفرعية مثل قائمة التحالف المدني الديمقراطي وقائمة اياد علاوي. قد لا يكون هذا التحول كبير وملحوظ ولكنه مؤشر على ولادة تيار مدني عابر للاثنيات والهويات الفرعية
ويبقى الرابح الاكبر هو العراق ومشروعه الديمقراطي الوليد في المنطقة العربية
مبروك لكل العرقيين هذا العرس الكبير مبروك لكل القوي السياسية والمدنية التي شاركت وساهمت بانجاز العملية الانتخابية والشكر والامتنان للمراجع الدينية لحضورها الفاعل والبناء في دعم هذه التجربة السياسية.



#فوزي_حامد_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثابت شعبان والفعل الاصلاحي التنويري
- لو اسمعت حيا يارفاعي
- السجناء السياسيين ومؤسستهم العتيدة
- ماركس ضد الماركسية
- نحو بناء مجتمع مدني مفتوح
- هل هناك حل لازمة العنف الطائفي في العراق
- الصراع الحضاري والحلم الفلسفي : قراءة اولية في فلسفة مدني صا ...
- الوداع الاخير لمدني صالح ... الانسان الفيلسوف


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فوزي حامد الهيتي - الرابح في الانتخابات