أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فوزي حامد الهيتي - الصراع الحضاري والحلم الفلسفي : قراءة اولية في فلسفة مدني صالح















المزيد.....

الصراع الحضاري والحلم الفلسفي : قراءة اولية في فلسفة مدني صالح


فوزي حامد الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1999 - 2007 / 8 / 6 - 11:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



ينطلق مدني صالح في بناء منظومته الفلسفية من قضية بسيطة تقول – إن الحياة بأسرها هي الفلسفة الحقة - وأي مذهب فلسفي لا يستطيع أن يعبر عن كلية الوجود والحياة وكما هي متحققة بالفعل هو مذهب أحادي مزيف لأنه يتحدث عن جانب واحد من الحقيقة أو جزأ منها .
من هذا المفهوم للفلسفة ينطلق مدني صالح في قراءته النقدية لتاريخ الفلسفة من طاليس وسقراط وافلاطون وأرسطو إلى ماركس وهيكل ونيتشه ورسل وفيتغنشتاين وسارتر وكارناب وبوبر فاغلب هذه المذاهب الفلسفية كانت تعالج مسائل الوجود بمنطق أحادي لهذا كانت عاجزة في التعبير عن هذه الحقائق فضلا عن عجزها في الفعل والتأثير أو التغير إلى كل ما هو جميل ونافع. فالحياة والوجود بعامة عنده هي محل لصراع لا هوادة فيه بين مكوناته ... صراع بين الخير والشر ... بين الحب والكره .... بين الجمال والقبح بين الغنى والفقر... فكل هذه التوصيفات هي مكونات الوجود وحقيقته وعلى الحكيم العارف أن يعطينا صورة حية عن هذا الحراك والتطاحن ويرسم لنا في الوقت نفسه طريقا نختطه لأنفسنا ويعيننا على اختيار كل ما هو نافع وجميل يليق بوجودنا الإنساني في هذه الحياة
من هنا يمكننا أن نفسر تنوع عطاء مدني صالح وانشغاله بكل جوانب الإبداع الإنساني وبخاصة اهتمامه بالشعر والفن وكل فنون الإبداع الأدبي فهذا المجال هو الأرحب والأكثر قدرة في التعبير عن ثراء الوجود وتنوع الحياة من أي فن خطابي آخر ومن هنا يمكننا أن نفهم أيضا لماذا كان مدني صالح كبيرا في دراساته النقدية الأدبية فهو كان يتسلح بهذه الرؤية الفلسفية للوجود والحياة ويبحث في الصياغات النصية الإبداعية عن هذه الصور الحياتية الثرية والمتنوعة وكان يحاسب النصوص على هذا القياس .
يحدد العلامة مدني صالح تاريخا يعده فاصالا في تطور نتاجه الفكري هو 22 / 4 / 1995 . والمتتبع لنتاج أستاذنا ما قبل وبعد هذا التاريخ يلاحظ بالفعل أن هناك اهتماما وانشغالا واضحا في موضوعات محددة لم يكن قبل هذا التاريخ معنيا بها حيث نرى إن جل نشاطه الثقافي كان منصبا على الأدب والنقد الأدبي في حين تحول اهتمامه في الآونة الأخيرة إلى مجال ثقافي وإبداعي آخر يقترب فيه من مجال تخصصه الأكاديمي - الفلسفة - واعتقد إن هذا التحول يعد تطورا في مساره الفكري وإنتقالة نوعية في مجاله الإبداعي وليس تغيرا في مساره الفكري بمعنى أن مدني صالح بدا بالدرس والنقد وإنشاء العبارة الأدبية المعبرة عن مذهبه الفلسفي وبعد أن تطورت أدواته المنهجية وتحددت ملامح مذهبه الفلسفي انتقل إلى مرحلة التأسيس والتنظير الفلسفي لهذا المذهب فأنتج لنا في هذا الإطار مجموعة من النصوص المؤسسة لمذهبه أهمها
- الثقافة والحضارة والمدنية
- التصوف والوجودية
- بعد خراب الفلسفة
- فلسفة الاحتكار
- في مهب العاصفة
- بعد الطوفان.
ويمكننا تحديد أربعة محاور رئيسة تركزت هذه الدراسات حولها هي :
- إشكالية العلاقة بين الأنا ... والآخر المختلف ... ويركز الحديث هنا عن الآخر الغرب .
- إشكالية النهضة في الفكر العربي المعاصر ... وهي المحاولة للإجابة عن سؤال كيف ننهض وما هي مقومات ومعوقات النهوض العربي ؟
- القوى المحركة للتاريخ وهي عند مدني صالح قوتان لا ثالث لهما وهي :
أ‌- مالك قوى الإنتاج وهو التاجر المحتكر الشايلوكي المرابي الذي يدور حول محور الحرب ... التجارة ... الاحتكار .
ب‌- الحلم الفلسفي الذي تتحطم علية واقعية التاجر المحتكر والذي يدور حول – العمل للإنتاج واللعب للابتهاج – والذي منه الحلم الافلاطوني والأحلام الفارابية ومنه أيضا الحلم الروسي الماركسي المبلشف والحلم الصيني الماوي الممركس ومنه أيضا حلم مدني صالح القائل بالتدويل والتأميم أي تدويل المعرفة بعدها منجزا إنسانيا ساهم فيه الجميع ويحق للجميع أن يتمتعوا بخيراته لا أن يكون حكرا للتاجر بحجة شرائه حق التصرف. وتأميم الاقتصاد داخل الدولة، فالعمل من اجل الإنتاج هو واجب جميع المواطنين إزاء بعضهم ومن حقهم أيضا التمتع واللعب والابتهاج فالاجتماع الفاضل لا يكون إلا بإحترم حقوق الجميع سواء في العمل أم في توزيع الخيرات والأمة لا تكبر إلا بتكبير مواطنيها على هذا الأساس وهو حلم في اعتقادنا لا يملك مقومات نجاحه إلا إذا وافق السيد كروسو الشايلوكي المحتكر أن يتنازل عن أرباحه فلسا احمر. وهذا مشكوك فيه عندي وعند مدني صالح لهذا وصفه بالحلم ولكنه يبقى منغصا ومقلقا لحياة التاجر، لا يمكن أن يتجاهله ويغفل عنه للحظة بل بقي يفسد عليه حياته وسببا من أسباب شقائه وعلى مر التاريخ من هابيل وقابيل إلى كروسو المؤمرك وفرايدي المسكين
وحلم مدني صالح هنا يمثل حلا لمأساة الإنسان المستديمة ... حلا لإشكالية الصراع بين الخير والشر وطريقا إن سلكناه، نقترب أكثر لكل ما هو جميل ونافع في الحياة.
- المحور الرابع ويتلخص في الجواب المقترح لإشكالية العلاقة بين الأنا والآخر وأسباب نهوض الأنا من كبوتها ويشكل حلمه السابق جزء من هذا الحل والجزء الآخر وربما الأهم من الحل يتلخص في احترام الأنا لذاتها والانفتاح على الآخر المختلف فليس أمام فرايدي العربي سوى خيارا واحدا للتحرر من سطوة السيد كروسو واله، وهو خيار احترام الذات وعدم التفريط بحقه والتأسيس على أصل ثقافي ثابت وليس على قشور الثقافة. وهذا ما أود الوقوف عنده بشيء من التفصيل لأهميته لنا في هذه الأيام.
لا شك إن هذه المحاور الأربعة هي متداخلة في موضوعاتها ولا يمكن فصلها ألا لغرض التوضيح والتبسيط في العرض. ولا يمكن الحديث أي منها دون تناول المحاور الأخرى.
يتناول مدني صالح في كتابه – بعد الطوفان – إشكالية العلاقة بين السيد والعبد، وهي إشكالية تناولها قبله كثير من الفلاسفة وبخاصة في العصر الحديث مثل هيجل ونيتشه . ونلاحظ إن مدني صالح قد وظف هذه الإشكالية الفلسفية في معالجة إشكالية أخرى عرفت في الفكر العربي الحديث - بإشكالية العلاقة بين الأنا والآخر – ونعتقد إن توظيف هذه الإشكالية الفلسفية في معالجة إشكالية العلاقة بين الأنا والآخر ... الغرب يراد منه اقتراح الحل سلفا بل وفرضه علينا فرضا، فأنت لا تملك أن تكون إلا سيدا أو عبدا ... وللسيد ثقافة ومنهج وسلوك ، وللعبد كذلك ثقافة ومنهج وسلوك . وهكذا وعلى طريقة مدني صالح في القول والكتابة حطم وبجملة واحدة إشكالية الأصالة والمعاصرة في ثقافتنا العربية المتهرئة.
يرى مدني صالح إن هناك نمطين من العقلانية وان شئت فسمهما شخصية عرفتهما الحضارة الإنسانية:
- الأول هو النمط السايكسبيكوي الخلفائي التسلطي السلطاني الكسروي الهرقلي.
- والثاني هو النمط الرعوي الاستسلامي العامي الجمهوري العبودي الفرايدوي الانقيادي ألاتكالي الانهزامي.
وهذان النمطان قد تكونا تاريخيا عبر علاقة صراع وتطاحن لا هوادة فيها. إن تاريخ الإنسان عند مدني صالح هو تاريخ حرب وصراع منذ هابيل وقابيل وحتى كروسو وفرايدي وقد وصل هذا الصراع أشده في القرن العشرين وما زال يتصاعد وترتب عليه خراب ودمار للإنسانية جمعاء ... شقاء السيد كروسو نفسه وشقاء فرايدي وشقاء الاثنين معا. ربما يثار هنا سؤال: كيف يمكن أن نصف هذا الصراع ؟ هل هو صراع الخير مع الشر ... الحق مع الباطل القوة مع المعنى ...؟؟.
إن استخدام مدني صالح للرموز التاريخية للتعبير عن هذين النمطين من الثقافة قد توحي بهذا التأويل لما تحمله هذه المفردات من شحنة تاريخية قد تحضر في مخيال القارئ مثل الكسروي والسلطاني والسايكسبيكوي المؤمرك .... الخ من مفردات توحي بالقوة والبطش والشر والظلم، ولكن ما يقابل هذه المفردات للإشارة إلى النمط الثاني لا يوحي أو يشير إلى العدل أو الخير بقدر ما تشير إلى الضعف والانكسار مثل فرايدي الرعوي الأفروآسيوي ... الخ من مفردات تشير إلى الشعوب الفقيرة المقهورة والضعيفة التي لم تعتمد أسباب القوة ولم تعرف معنى الحق والجميل النافع في الحياة وإنما هي أسيرة لنمط عقلاني عبودي. إذاً، هذه المفردات لا تفهم وتؤل إلا بعدها صفة من صفات نمط عقلاني محدد هي عقلانية السيد في مقابل عقلانية العبد التي تتصف بالتبعية والانقياد والاتكال على ما يجود به السيد من إبداع وإنتاج لتقليده واستهلاكه.
يميز مدني صالح في مقال مستقل له بين مفهوم السلطوي والمعرفي فالسلطة هي القوة التي يحاول مالك قوى الإنتاج احتكارها والاستعانة بها في توظيف كل ما أنتجه العقل البشري من :
- ثقافة: علما وأدبا وفنا
- ومدنية: زراعة وصناعة وعمارة
- وحضارة: سياسة وأخلاقا وتشريعا
والمعرفي الذي يشمل كل هذه المجالات الثلاثة هي إبداعات بشرية عبر التاريخ ساهم في إنتاجها كل البشر من كل الأجناس ويجب أن لا تكون حكرا لجماعة أو جنس بشري بعينه ... لا يجوز احتكارها والادعاء بامتلاكها وحيازتها ومنعها عن الآخرين. ولكن من صفات عقلانية السيد هو هذا الادعاء فضلا عن محاولاته المستمرة وبوسائل عديدة منع العبد من امتلاك وتوظيف هذا الإبداع الإنساني للمعرفة، إما بحجة شراء حقوق الإنتاج وإما بإقناع العبد فرايدي بضرورة احترام خصوصيته الثقافية والحضارية والمدنية. يقول مدني صالح:
إن الغازي الفاتح الأورو- أمريكي الروبنكروزوي مؤسس السايكسبيكوية المؤمركة يقرأ وهو قي مقر قيادة الحملة مرة رواية روبنسن كروزو ومرة في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ويحمل وهو في الحملة بندقية وذهبا وبارودا وإنجيلا ورأسا استقرت فيه خلاصة الأكاديميات وعالي كلاسيك الأمم جميعا بلا استثناء ولا انغلاق إلا في أمور السياسة والحرب والتجارة والاحتكار وإلا فروبنسن كروزو لا يركن إلى الانغلاق إلا جراء لمنع فرايدي من الانفتاح. ص-25 )
ويقول في مكان آخر :
ولما لم يجد روبنصن كروزو التاجر المحتكر حكومة تخدمه ويستعملها إداريا وسياسيا اضطر إلى أن يجمع في نفسه ثلاث هيئات هي الهيئة الإدارية والهيئة السياسية والهيئة التجارية في المؤسسة الروبنكروزوية التي صارت دولة يمثل فيها روبنصن كروزو الحكومة ويمثل فيها فرايدي الشعب ) . واستطيع أن أضيف إلى سلطاته هذه، السلطة القضائية أيضا إذ لم يتركها هي الأخرى بيد غيره. وهذه تعد مرحلة متقدمة جدا في تجلي أو تمظهر عقلانية السيد والتي تعرف اليوم بعصر السوبر إنبريالزم "supper imperialism" هو عصر اتحد فيه آل كروزو في كل مكان ضد آل فرايدي في كل مكان فلم يعد الصراع بين غرب وشرق كما يحاول كروزو أن يوهمنا بذلك بقصد إدخالنا في صراعات وهمية بل هو صراع بين التاجر المحتكر الذي يدور ( حول محور ... التجارة ... الحرب ... الاحتكار ) ضد آل فرايدي وهم شعوب العالم اجمع الخاضعة لسطوة وسيطرة آل كروزو المحتكرين ويقف مع آل فرايدي بالطبع في هذا الصراع كل الفلاسفة الحالمين من سقراطيين وفارابيين وغزاليين وماركسيين ومدنيين الذين يسعون حالمين لإعادة صياغة وبناء الواقع على وفق أحلامهم التي تتحرك وفق منطق ( العمل للإنتاج واللعب للابتهاج ) تلك الأحلام التي تٌفزع وتقلق واقعية السيد كروزو وتحاول أن تعيد جذوة الحياة إلى ملايين البشر المسحوقة بحروب التاجر وشروره التي لا تنتهي. وبهذا المعنى يكون الفيلسوف والفلسفة قوة أخرى من القوى الفاعلة والمؤثرة في حركة التاريخ.
في ضوء هذه القراءة لآلية الصراع الحضاري بين الثقافات يقدم مدني صالح جوابه لإشكالية النهوض العربي ... كيف ننهض ؟؟.
يرى مدني صالح إن أمام فرايدي العربي خيار واحد للتحرر من سطوة كروزو وآله السايكسبيكويين المؤمركين هو خيار احترام الذات وعدم التفريط بحقهم والتأسيس على أصل ثقافي ثابت وليس على قشور الثقافة. ومن علامات احترام الذات احترام فرايدي العربي آل بيته وأبناء جلدته والاطمئنان إليهم وان لا يستعين على مخاوفه من ذاته ومن آل بيته بكروزو وعشيرته. ومن أسباب التحرر من كروزو وآله هو الانفتاح المعرفي والفكري على كل ما أنتجه كروزو وآله من معرفة .. ثقافة (علما وأدبا وفنا) ومدنية ( صناعة وزراعة وعمارة ). عليه أن لا يفرط بحقه في موسى والمسيح وإفلاطون وأرسطو مثلما تمسك كروزو بكامل حقه في إبراهيم أبو الأنبياء ولم يستغن عن القدس بروما ولم يترك حقه في أوروك وبيت لحم وسيناء ولو طالت يداه لورث بوذا وكونفوشيوس وهو يعلم علم اليقين انه لا يأخذ من كل الذي ورثه إلا الذي يحتاجه وفي الوقت الذي يحتاجه ، إلا انه يتمسك به ويضعه رصيدا باسمه في مصرف يملكه هو ليسحبه وقت ما يشاء .... على فرايدي أن يأخذ حقه كاملا ولا يفرط بذرة ولا حبة خردل من نيوتن واينشتاين ورسل وسارتر وشكسبير ودستوفسكي وتولستوي وجاك لندن .... من هيجل وماركس وفرويد وفيتغنشتاين وبوفاري ومن كل الأساطين العباقرة السقارطة الأرسطيين. عليه أن ينفتح كل الانفتاح على أسباب القوة وعليه أيضا أن ينغلق كل الانغلاق على ارثه الثقافي والذي منه إقامة الصلوات الخمس بأوقاتها وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت وان نذكر الله قياما وقعودا وان نسبح باسمه في كل حال وان نفشي السلام بيننا وان نحب بعضنا وان نكبر كبيرنا ونعين صغيرنا وان نقول الصدق دائما .
ومن أسباب هذا التحرر أيضا أن نقرأ إفلاطون بلا حياء ونلخص أرسطو ونشرحه ونكفره إن شئنا أو كان في تكفيره نفع لنا والذي منه أيضا أن نقرأ المالكي والشافعي وأبا حنيفة النعمان واحمد ابن حنبل وان نعيد القراءة مثناً وثلاث ثم نعود ونقرأ القاضي عبد الجبار وأبا الحسن الأشعري والغزالي وابن تيمية ونعيد القراءة ثلاثا ورباع حتى نكون تيمويين أكثر من ابن تيمية وغزاليين أكثر من الغزالي وأشعريين أكثر من الأشعري ومعتزليين أكثر من القاضي عبد الجبار وابن بشر وأبا هشام الجبائي وكل البغداديين والبصريين وحنابلة حنفيين شافعيين مالكيين أكثر من هؤلاء العباقرة ابن حنبل والشافعي وأبي حنيفة ومالك . وهذا لا يكون إلا إذا كنت قادرا على أن تضرب رأسا برأس وتكسر كل الرؤوس التي منها رأس الغزالي ورأس ابن تيمية ورأس ابن حنبل والاوزاعي والشافعي وأبا حنيفة والقاضي عبد الجبار وابن بشر والجبائيين .... أن تهشم كل هذه الرؤوس وتفعصها فعصا .... ذلك لأنك إذا لم تكن قادرا على كسر رأس الغزالي مثلا ستضطر مجبرا لا مختارا أن تتخذه صنما تحمله على راسك وتنوء بحمله وتتقيد حركتك . وان كبرت الصنم سينقصم ظهرك إلى نصفين وتقعد خائبا كسيحا تطلب العون من أعدائك وأعداء الغزالي وأعداء الله كلما احتجت لان تتداوى من أمراض الظهر والصداع وكلما احتجت أن تزيد غذاءك بروتينا واحداً وكلما احتجت أن ترفع من سقف بيتك أو تحسن مركوبك، وقل مثل هذا في الملبس والمشرب وسرعة الاتصال باخ لك في الصنم المحمول . ولن تكون بعد كل الذي جرى لك ويجرى غزاليا أكثر من الغزالي ولن تكون حنفيا ولا مالكيا ولا شافعيا ولا أشعريا أكثر من هؤلاء الجهابذة العباقرة الغزاليين المالكيين الشافعيين الحنابلة الفارابيين السينويين ... غزاليا مالكيا شافعيا فارابيا سينويا ....
أما إذا كنت قادرا على كسر رأس الغزالي الذي كان قبلك قد كسر كل الرؤوس السابقة عليه وأولها رأس إفلاطون ورأس أرسطو والفارابي وابن سينا فقوض ميتافيزيقاهم وأدخلهم جهنم خالدين فيها أبدا. وكسر رأس المالكي والشافعي واحمد ابن حنبل فأدخل المنطق في الفقه وأصول الدين وعده شرطا واجب تعلمه والاستعانة به على كل الفقهاء والمتكلمين والفلاسفة .... عندها ستكون حتما غزاليا أكثر منه وستكون حنفيا أشعريا أكثر من كل هؤلاء الجهابذة العباقرة المعاميد وستكون قادرا على التأسيس في الثقافة والحضارة والمدنية بعد أن تجعل من رؤوس هؤلاء الجهابذة أصلا تبدأ منه وتقف عليه. وستشعر بثقة وأمان لم تعرفها من قبل وستزول عنك كل آثار الصداع وآلام المفاصل ووجع الظهر وسيهرع إليك الكل من الشرق ومن الغرب ومن الشمال ومن الجنوب ومن كل صوب يهرعون إليك آخذين منك ثقافة وحضارة ومدنية مترجمين عنك إلى كل اللغات الحية والميتة ... المحكية والمكتوبة ... وسيرضى عنك الله ورسوله وكل المالكيون والحنفيون ... المعتزلة والأشاعرة وكل السقارطة الجهابذة الغزاليين من وزن الإدريسي وفرنسيس بيكون وغاليلو ونيوتن واينشتاين وكل المؤسسين المؤصلين الأفذاذ وسيضمونك إلى قائمتهم التي لا تطول إلا بأمثالك من العباقرة المعاميد



#فوزي_حامد_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوداع الاخير لمدني صالح ... الانسان الفيلسوف


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فوزي حامد الهيتي - الصراع الحضاري والحلم الفلسفي : قراءة اولية في فلسفة مدني صالح