أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - فوزي حامد الهيتي - لو اسمعت حيا يارفاعي














المزيد.....

لو اسمعت حيا يارفاعي


فوزي حامد الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3466 - 2011 / 8 / 24 - 13:53
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    



يقول مدني صالح لو انصرفت الجامعة العربية الى بناء مؤسسة للترجمة تتوحد فيها جهود المترجمين العرب وتتعاظم اثار نتاجاتهم العلمية في عملية التحديث، لقدمت خدمة للامة العربية ما لم تقدمة في تاريخها الطويل ولبررت وجودها.
تذكرت هذا القول وانا اقرأ افتتاحية الدكتور عبد الجبار الرفاعي لمجلة قضايا اسلامية معاصرة لعددها (45-46) اذ يكشف الدكتور الرفاعي في هذا المقال الافتتاحي ليس فقط همومه الفكرية ومشروعه التحديثي الذي سعى وجاهد طوال سنين طوال لانجازه عبر مجلته عالية الصيت بالغة الاثر في حياتنا الثقافية المعاصرة فضلا عن سلسة اصداراته التي تبنى بها المنجز الفكري العراقي طباعة وتوزيعا، وترجمة منتخبات من انجازات الفكر العالمي. وهو جهد لو لم يقدم الرفاعي غيره لكفاه فخرا واستحق منا نحن المثقفين الاحترام والتقدير. لم يكتفي الرفاعي بهذا البوح بل كشف لقرائه سر الجنود المجهولة التي تحملت اعباء وجهود انجاز كل هذا المشروع الثقافي الكبير.
يقول الرفاعي: ( تود هذه الدورية ان تبوح لقرائها بانها فضلا عن افتقارها الى مكتب ومبنى فانها لا تتوافر لديها ميزانيةاو ممتلكات اوقاف خاصة بها ومساهمات الكتاب فيعا تطوعية، ولا تتم عملية التحرير فيها في مكان واحد؛ فتحريرها وطباعتها وتوزيعها تجري في اكثر من بلد، وفريق تحريرها يتالف من ( عائلة)، تتولى فيها الام سكرتارية التحرير منذ العدد الاول، فيما يتولى الابن الاخراج والتنظيم، ويشرف الاب على التواصل مع الكتاب، واقتراح محاور وموضوعات كل عدد، وادارة عملية التحرير، واجراء الندوات والحوارات، غير ان ذلك لم يمنعها من الاستمرار لمدة خمسة عشر عاما، بالنهج الذي اختطه، وبكفاءة فكرية عرفها بها المتابعون لها.)
جاء هذا الكلام في سياق جواب على سؤال اضنه افتراضي وعلى طريقة اسلافنا في القول ( سالت ايها الاخ الكريم ....) وعليه هي صرخة استغاثة اطلقها الرفاعي بعد طول عناء وتجاهل من بيدهم كاكات النفط ومفاتيح كنوز الارض من ابناء جلدتنا عسى ان يغيثو مشروعة النهضوي ويتحملوا معه همومه الثقافية والمعرفية. وهي بالطبع همومنا ايضا نحن الباحثين عن طريق للتحرر من قيود الكهف الافلاطوني الذي تكبلنا داخله قرونا طويلة.
ماذا يمكن ان نقدم للمستصرخ الرفاعي دعما لجهوده الثقافية سوى ان نكون صدا لصرخته عسى ان تصل الى وزارة الثقافة والمعنيين القادرين على دعم مشروعه الفكري النهضوي ونقولها بلا التواء ومواربة ان الرسالة الحضارية التي تبنتها مجلة ( قضايا اسلامية معاصرة) والمنهج الذي اتبعته في ايصال وتبليغ رسالتها والجهد الكبير الذي انجزته خلال مسيرتها الماضية ... كل هذا الذي فصله الرفاعي في افتتاحيته ... عسى ان ينتبه اليه المغلسون المستاثرون بالاموال المقتطعة من خبزنا اليومي لتخصص للشان الثقافي والعلمي، يجب ان لا يبقى هذا الجهد وجهود الاخرين المشابه يتحملها افراد لوحدهم، بل يجب ... وهذا اليجب من اوجب الواجبات... ان تتحمل مؤسساتنا الرسمية هذه الجهود بالدعم المالي من غير ان تمارس على اصحاب هذه المشاريع الفكرية أية سلطوية على توجهاتها الثقافية فنحن لا نخاف على الثقافي الا من سلطة السياسي المٌؤدلَج المُوظِف لجهود الثقافي لاغراضه. نقول لوزارة الثقافة ولمن بيده مفاتيح رزق البلاد ما قاله مدني صالح بحق الجامعة العربية وليشملوا اصحاب المشاريع الفكرية بالتخصيصات المالية وليوفروا لهم اسباب نجاحهم لان ثمار هذه الجهود هي عامة لا تخص شريحة دون اخرى ولا طائفة دون اخرى ولا مذهب دون اخر ولا قومية دون اخرى. انها جهود تنطلق من فلسفة انسانية مفادها ( انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم) فالاختلاف هو اصل في الوجود وحقيقته وعلينا ان نتعلم كيف نتعايش فيه ... انها جهود تهدف ببساطة ان نتعلم العيش مع الاخر المختلف وتاسس لثقافة تنظر الى الاخر المختلف بعده ضرورة لوجودي فانا لا استطيع ان احدد وجودي المتفرد الا من خلال وجود الاخر المختلف بل ان اهمية وجود هذا الاخر المختلف ضروري ايضا بعدي ذاتا منتجة قادرة على الفعل والتفاعل لانه الاقدر على اكتشاف اخطائي ... ولانجاز هذا الحلم النهضوي تسعى المجلة ان تختط طريقا لا تتجاوز فيه ذاكرة الجماعة ولا تقفز على اللحظة الزمكانية للذات الحاضرة المفكرة. فالذاكرة هي تاريخ الجماعة وخبرتها في التعاطي ومواجهة المشكلات الحياتية اليومية لو احسنا التصرف به بعده خبرة تاريخية مكتسبة وإرثا ( ولا اقول تراثا) يحق لنا ان نُوظِفَه بما يقوي قدرتنا على التكيف مع المستجدات ويمنحنا قدرة اكبر على اقتراح حلول لها، اذَا لا استغراق وفناء في الماضي لتصبح هذه الذاكرة عبأ ثقيلا ننوء بحمله بل تكون ارضا صلبة تقف عليها الذات الحاضرة وتتحرك بثقة وخفة لتصير ذاتا منتجة قادرة على الفعل والتفاعل لا ذات تراثية متكلسة تعيش خارج الزمان ولا ذات منسلخة عن ذاكرتها مغتربة مستهلكة تابعة، فكلا الحالتين لا تنتج سوى ذوات منفعلة مدمرة لكل ما هو جميل في الحياة.
لا شك ان انجاز هذا المشروع النهضوي يتطلب تظافر جهود علمية عديدة ودعم مؤسساتي كبير فهو جهد لن ينجزه جيل لوحده فما بالك بافراد قلائل. يحق للرفاعي ان يقلق ويستغيث وواجب علينا التعاضد معه لانجاز حلمه لانه حلمنا جميعا. ولكننا نعلم, ونعتقد ان الرفاعي يشاطرنا الاعتقاد، ان هذا الحلم يقلق الكثيرين ويقضي مضجع المنتفعين من بقاء الحال ولا نملك ازاء ما نحن فيه الا الصراخ وعسى ان يكون صراخنا في وادِ لا في فضاء لا صدى فيه لصوت.



#فوزي_حامد_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السجناء السياسيين ومؤسستهم العتيدة
- ماركس ضد الماركسية
- نحو بناء مجتمع مدني مفتوح
- هل هناك حل لازمة العنف الطائفي في العراق
- الصراع الحضاري والحلم الفلسفي : قراءة اولية في فلسفة مدني صا ...
- الوداع الاخير لمدني صالح ... الانسان الفيلسوف


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - فوزي حامد الهيتي - لو اسمعت حيا يارفاعي