أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ريهام عودة - عمال غزة يكادون أن يشيخوا من شدة البطالة ....














المزيد.....

عمال غزة يكادون أن يشيخوا من شدة البطالة ....


ريهام عودة

الحوار المتمدن-العدد: 4437 - 2014 / 4 / 28 - 23:14
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


يستيقظ مبكراً مع أول صياح لديك الجيران الذهبي اللون و يصلي الفجر مع أخيه ثم يودع زوجته و يُقبل جبين طفلته الرضيعة بعد أن يعد طفله الصغير بأنه سوف يعود مرة أخرى للبيت في نهاية الأسبوع و يُحضر له و لجدته كعك القدس اللذيذ مع أقراص الفلافل المستديرة الكبيرة الحجم لكي يتناولوا العشاء معا في مساء يوم الجمعة حيث يوم السبت هو يوم إجازته الأسبوعية من العمل و سوف يقضيها بالاستجمام مع أسرته على شاطئ بحر غزة ويستمتع معهم بيوم مشرق و مشمس.

هكذا كان حال العمال الغزيين الذي كانوا يعملون بالماضي في داخل أراضي الخط الأخضر ، حيث ساهم هؤلاء العمال في التنمية الاقتصادية لقطاع غزة و كانوا يُعدون من أهم طبقات المجتمع الغزي ، التي يطلق عليها صفة " الطبقة المستريحة " و التي كانت تُدر دخل كبير للقطاع ،فقد كانت أجرة العامل الفلسطيني انذاك تتراوح ما بين 50 الي 100 دولار باليوم الواحد ،و قد تميز العمال الفلسطينيون أثناء فترة عملهم بالمصانع الإسرائيلية بجودة أدائهم و سرعة انجازهم و بالصبر وقدرة التحمل على أداء الأعمال الشاقة التي يعزف عن القيام بها المواطن الإسرائيلي العادي.

لكن كما يقال بالأمثال الشعبية فإن دوام الحال من المحال ، فلقد شهد الوضع الاقتصادي لعمال غزة تغيرات دراماتيكية و هبط معدل دخلهم بشكل حاد و ذلك بعد قرار الحكومة الإسرائيلية الاستغناء عنهم تدريجياً بدءاً من فترة اشتعال انتفاضة الأقصى الثانية حتى فترة انسحاب اسرائيل الكامل من أراضي قطاع غزة في عام 2005 ، حيث منعت الحكومة الإسرائيلية بعد تلك الحقبة التاريخية في حياة الشعب الفلسطيني ، العمال الغزيين من العودة بشكل نهائي إلي العمل ضمن أراضي الخط الأخضر واستبدلتهم بعمال أجانب، فأصبح نحو أكثر من 40 ألف عامل غزي عاطلاً عن العمل و تكدست أعداد هائلة منهم بدون عمل وانضموا الي صفوف العاطلين عن العمل في قطاع غزة.
ومع شدة الحصار الاقتصادي الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007 و الذي أدى إلي إغلاق العديد من المصانع الحيوية في قطاع غزة بسبب انخفاض الموارد و صعوبة ادخال المواد الخام اللازمة لتشغيلها عبر المعابر التجارية الاسرائيلية ، تفاقمت أوضاع العمال وازدادت سوءا و وجد العامل الغزي نفسه مشردا مرة أخرى و غير قادرا على تحمل نفقات الحياة اليومية ، فوصل عدد العاطلين عن العمل في قطاع غزة حسب التقرير الصادر عن مركز الاحصاء الفلسطيني حول مسح القوى العاملة لعام 2013 إلي نحو 159 ألف عاطل عن العمل و سجلت محافظة رفح النتيجة الأعلى في معدلات البطالة لتأثرها المباشر بإغلاق الأنفاق .

و يعتبر عمال غزة حالياً من أكثر فئات الشعب الفلسطيني تهميشاً و أكثرهم تضرراً جراء الحصار الإسرائيلي و الإغلاق المتكرر للمعابر التجارية ، فكل ساعة تمر على العامل بدون عمل ، تجعل هذا العامل يفقد جزء كبير من قدراته المهنية و طاقته الانتاجية ، فأصبح العامل الفلسطيني في غزة يشعر باليأس و الاكتئاب من شدة البطالة و ندرة فرص العمل المتاحة له ، فغزا الشيب شعره قبل الأوان و تجمدت عروق كفتيه من قلة تعرضها للعمل و أصبح العامل الشاب يشعر بأنه شيخ مُقعد عاجز يعتمد على أموال الصدقات و كوبونات الجمعيات الإغاثية.

والآن بعد سبع سنوات عجاف من الحصار و الانقسام و الوضع الاقتصادي المتردي ، يأمل الفلسطينيون بأن تثمر جهود إنهاء الانقسام بحلول جذرية لمشكلة البطالة و أن يتم تطبيق اتفاقية المصالحة بين حركتي فتح وحماس على أرض الواقع وليس على الورق فقط ، بحيث تتوحد الحكومتان في كل من الضفة الغربية و قطاع غزة ، و يصبح لدى الشعب الفلسطيني وزارة اقتصاد واحدة تعمل تحت اشراف ادارة موحدة و تقوم بإعداد خطة عمل اقتصادية وطنية قابلة للتطبيق ، تهدف إلي ايجاد حلول عملية و فعلية لمشكلة العمال الفلسطينيين وتخلق لهم فرص عمل في داخل فلسطين أو خارجها عن طريق التنسيق مع دول الخليج العربي التي يمكنها أن تستوعب أعداد كبيرة من العمال الفلسطينيين في أراضيها بدلاً من أن تعتمد تلك الدول بشكل كبير على الأيدي العاملة الأسيوية ، فالعامل الفلسطيني لا يقل كفاءة عن غيره من عمال العالم و هو يستحق كل التكريم و الاحترام من الدولة وذلك ليس فقط في المناسبات و يوم عيد العمال العالمي بل أيضاً في جميع أيام السنة ، فهذا العامل هو بأشد الحاجة للاعتراف بحقوقه الشرعية المتمثلة بالحق في العمل و التأمين الصحي و التعويض عن إصابات العمل بالإضافة إلي حقه في الضمان الاجتماعي والتقاعد وتلك الحقوق تعتبر في أي دولة متقدمة حقوق أساسية لا يمكن التفاوض عليها .

و أخيراً نأمل أن تصل فلسطين في يوم ما إلي مستوى متقدم في مجال احترام حقوق العمال و أن تنخفض معدلات البطالة بين صفوف الشباب الفلسطيني و يتم تشجيعهم من قبل الحكومة و مؤسسات القطاع الخاص على الاحتراف وتطوير أدائهم ومهاراتهم في كافة الأعمال سواء كانت حرف بسيطة في مجال المهن اليدوية أو متطورة في مجال التكنولوجيا الحديثة.



#ريهام_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية الدينية: هل ستسمح إسرائيل لمسلمي غزة أيضاً للصلاة بال ...
- فشل المفاوضات و عقاب إسرائيل الاقتصادي للسلطة الفلسطينية !
- غزة : مختبر تجارب حربيه!
- عنف المرأه ضد المرأه لا ينكر أيضاً
- مفاوضات السلام و عقدة الأمن الاسرائيلية
- أخلاقيات الحروب و النزاعات
- حزب الله : الهدف الأول لإسرائيل
- قوقعة غزة
- الدولة المدنية و الدولة الدينية : وجهة نظر
- خطاب هنيه فعلاً كان مهم ....
- العدالة و حقوق الانسان في عالمنا العربي بين الواقع و التطبيق
- ابتسامات شعوب العالم تدهش الفلسطينيين !
- الشعوب العربية و صدمة المستقبل !
- ما بين فتح و حماس ليس مجرد خصام بل اختلاف استراتيجي
- السياسة و فن التفريغ النفسي لدى الشعوب
- أمراء الجهاد و حلم الخلافة الإسلامية
- هل تترقب أمريكا و اسرائيل سوريا قبل البدء بمحاسبة ايران ؟
- المطالبة بعودة المفاوضات : وسيلة لتحقيق السلام أم هدف لحفظ ا ...
- الكنفدراليه في الواقع الفلسطيني بين جدلية الطرح و امكانية ال ...
- الأخلاق و حرية التعبير عن الرأي


المزيد.....




- جلفار تبيع صيدليات زهرة الروضة في السعودية بـ444 مليون ريال ...
- مؤشر الأسهم الأوروبية يسجل أسوأ أداء شهري في عام
- السعودية توقع مذكرات تفاهم بـ51 مليار دولار مع بنوك يابانية ...
- موديز: الاستثمارات الحالية غير كافية لتحقيق الأهداف المناخية ...
- منها حضارة متعددة الكواكب.. ما أسباب دعم ماسك ترامب بملايين ...
- هاتف شبيه الآيفون.. مواصفات وسعر هاتف Realme C53 الجديد.. مل ...
- القضاء الفرنسي يبطل منع مشاركة شركات إسرائيلية في معرض يورون ...
- لامين جمال يوجه سؤالا مثيرا لنجمة برشلونة بعد تتويجها بالكرة ...
- وزارة الكهرباء العراقية وجنرال إلكتريك ڤ-يرنوڤ-ا ...
- عملاق صناعة السيارات فولكسفاغن وأزمة الاقتصاد الألماني


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ريهام عودة - عمال غزة يكادون أن يشيخوا من شدة البطالة ....