أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ريهام عودة - الحرية الدينية: هل ستسمح إسرائيل لمسلمي غزة أيضاً للصلاة بالقدس ؟














المزيد.....

الحرية الدينية: هل ستسمح إسرائيل لمسلمي غزة أيضاً للصلاة بالقدس ؟


ريهام عودة

الحوار المتمدن-العدد: 4427 - 2014 / 4 / 17 - 16:49
المحور: حقوق الانسان
    


يحتفل الإخوة المسيحيون في كل عام بالأعياد المجيدة و يقيمون الصلوات المقدسة في الكنائس التاريخية المنتشرة في كافة أنحاء أراضي السلطة الفلسطينية مع تقدير و احترام كبير من قبل إخوانهم المسلمين و تحت إشراف السلطات الفلسطينية المحلية التي تحاول أن تحافظ على أمن وحماية المسيحيون من أية تهديدات أمنية قد تحدث من قبل بعض المتطرفين.

إن العلاقة بين المسلمين و المسيحين في فلسطين تتسم بالتعاون و الاحترام المتبادل بينهم، فجميعهم يوحدهم حلم الدولة المستقلة و الوطن الحر و هم يحرصون في كل مناسبة على تبادل التهاني و التبريكات بينهم أثناء فترة الأعياد الوطنية و الدينية ، فالمسيحي الفلسطيني دائماً ما يبادر بتهنئة أخيه المسلم في أعياده الدينية، لدرجة أن بعض أفراد الطوائف المسيحية في فلسطين قد يمتنعون عن الطعام و الشراب خلال شهر رمضان الكريم و ذلك من أجل مراعاة مشاعر إخوانهم المسلمين الذين هم أيضاً يحتفلون أحياناً مع المسيحيون بأعياد الميلاد المجيدة وذلك عندما يتسابقون معهم بشراء شجرة عيد الميلاد الخضراء التي يزينون بها منازلهم من أجل ادخال الفرحة و البهجة لقلوب أطفالهم.

لا أحد يستطيع أن يُنكر مدى قوة العلاقة بين المسلمين و المسيحيين في فلسطين خاصة المتواجدين في قطاع غزة حتى لو حدث بالسابق بعض انتهاكات صغيرة ضد الطائفة المسيحية من قبل بعض المتطرفين في القطاع و التي استطاعت حينذاك حكومة حماس القضاء علي بعضها و معالجتها بكل حكمة و اتزان، إلا أننا نستطيع القول بأن المسلمين و المسيحيين في القطاع يعانون أيضاً من نفس الحصار و الحروب و النزاعات و أحداث العنف الناتجة عن قضية الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي.

لكن ما يثير الانتباه والدهشة هو الأخبار المتواردة عبر وكالات الأنباء في كل عام حول سماح اسرائيل لأفراد الطائفة المسيحية للسفر إلي القدس و الضفة الغربية عبر معبر إيرز و ذلك أثناء فترة الأعياد المسيحية ، مما يدعونا هنا إلي التساؤل و تحليل طريقة تعامل الحكومة الاسرائيلية مع سكان قطاع غزة التي تتخذ في بعض الأحيان طابع التمييز والتفرقة بين المسلمين و المسيحيين بالقطاع من جهة السماح للبعض بحرية العبادة وممارسة شعائرهم الدينية في القدس ومنع البعض الأخر من ممارسة نفس الحرية التي تؤكد عليها المادة رقم 18 للإعلان العالمي لحقوق الانسان.

لذا أرى هنا أنه عندما تسمح إسرائيل للأخوة المسيحيين في القطاع للسفر إلي القدس و بيت لحم من أجل ممارسة شعائرهم الدينية في الكنائس المقدسة لديهم ، فإن إسرائيل لا تفعل ذلك تجملًا عليهم بل هو واجب و مسئولية أخلاقية و انسانية يجب أن تتحملها الحكومة الإسرائيلية أمام الجميع وذلك حتى لا يتم اتهامها من قبل الغرب بأنها دولة عنصرية تضطهد حقوق المسيحيين و تعيق حريتهم الدينية. وقد تطبق اسرائيل تلك الإجراءات أيضاً في الضفة الغربية حيث سمحت في السنوات الماضية لمسلمي الضفة الغربية بالذهاب إلي القدس خلال أشهر رمضان السابقة و ذلك من أجل الصلاة في المسجد الأقصى.

لكن الغريب هنا أنه عندما يتم التحدث عن مسلمي قطاع غزة فإن المعادلة تتغير كلياً و تنقلب رأساً على عقب و لا يتم تطبيق تلك الاجراءات التسهيلية للسفر مع مسلمي القطاع، بالرغم أنها قد تُطبق أحياناً بشكل انتقائي و نادر جداً مع بعض مسلمي القطاع الذين لديهم ربما أقارب في القدس.

وهنا أطرح سؤال تعجبي؛ وهو ألم يحن الوقت لأن تسمح اسرائيل لمسلمي القطاع بالسفر أيضاً الي القدس من أجل ممارسة شعائرهم الدينية بحرية أسوةً بإخوانهم المسيحيين ؟ أما أن جميع مسلمي القطاع معاقبون حتى إشعار أخر !
لا أحد يستطيع أن يتجاهل أن إسرائيل قد تسمح أحياناً لأهالي القطاع بالسفر عبر معبر ايرز ضمن اطار الحالات الإنسانية، لكن ما أطرحه هنا في هذا المقال هو لماذا لا يُسمح للمواطنين المسلمين في القطاع بحرية العبادة و ممارسة شعائرهم الدينية بالقدس و ليس فقط خلال شهر رمضان و لكن أيضا في أيام الجمعة.

إن الحجة الإسرائيلية التي كانت تتحجج بها اسرائيل بالسابق حول عدم اعطائها تصاريح تنقل لمسلمي القطاع أثناء الأعياد الدينية كانت حجة أسر الجندي الإسرائيلي جلعاط شاليط و الذي فرضت اسرائيل منذ أسره حصار مشدد على قطاع غزة ، لكن الأن شاليط تحرر ! فهل يمكن تحرير أيضا مواطني القطاع ! و إذا كانت هناك أسباب أمنية أخرى تجعل الحكومة الإسرائيلية تتشدد في تعاملها مع قطاع غزة ، فهل عندما تسمح اسرائيل على الأقل لنساء وشيوخ القطاع للصلاة بالقدس سيؤثر ذلك على أمن إسرائيل ! هل ممكن أن تتصالح إسرائيل مع أهالي القطاع و لا تفرض عليهم عقاب جماعي ؟ و هل يمكن أن تتحقق المعجزة و أن تسمح اسرائيل بدخول أعداد كبيرة من مسلمي القطاع و الغير مصنفين ضمن الحالات الانسانية من أجل ممارسة حقهم الطبيعي في الصلاة بالمسجد الأقصى ؟
ربما أطالب بشبه المستحيل ، لكن لا أحد يستطيع أن يتجاهل حقوق جميع البشر في حرية العبادة والعقيدة سواء كان هؤلاء البشر أصدقاء أم أعداء !



#ريهام_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشل المفاوضات و عقاب إسرائيل الاقتصادي للسلطة الفلسطينية !
- غزة : مختبر تجارب حربيه!
- عنف المرأه ضد المرأه لا ينكر أيضاً
- مفاوضات السلام و عقدة الأمن الاسرائيلية
- أخلاقيات الحروب و النزاعات
- حزب الله : الهدف الأول لإسرائيل
- قوقعة غزة
- الدولة المدنية و الدولة الدينية : وجهة نظر
- خطاب هنيه فعلاً كان مهم ....
- العدالة و حقوق الانسان في عالمنا العربي بين الواقع و التطبيق
- ابتسامات شعوب العالم تدهش الفلسطينيين !
- الشعوب العربية و صدمة المستقبل !
- ما بين فتح و حماس ليس مجرد خصام بل اختلاف استراتيجي
- السياسة و فن التفريغ النفسي لدى الشعوب
- أمراء الجهاد و حلم الخلافة الإسلامية
- هل تترقب أمريكا و اسرائيل سوريا قبل البدء بمحاسبة ايران ؟
- المطالبة بعودة المفاوضات : وسيلة لتحقيق السلام أم هدف لحفظ ا ...
- الكنفدراليه في الواقع الفلسطيني بين جدلية الطرح و امكانية ال ...
- الأخلاق و حرية التعبير عن الرأي
- التويتر من عصفور مغرد إلي صقر محارب


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ريهام عودة - الحرية الدينية: هل ستسمح إسرائيل لمسلمي غزة أيضاً للصلاة بالقدس ؟