أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريهام عودة - المطالبة بعودة المفاوضات : وسيلة لتحقيق السلام أم هدف لحفظ الأمن!














المزيد.....

المطالبة بعودة المفاوضات : وسيلة لتحقيق السلام أم هدف لحفظ الأمن!


ريهام عودة

الحوار المتمدن-العدد: 3996 - 2013 / 2 / 7 - 20:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ،بنيامين نتانياهو فور استلامه مهمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة عن أهم أولويات حكومته المقبله وهي إنهاء المشروع الإيراني النووي و عودة المفاوضات الإسرائيلية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس .

و قد صادف أثناء إعلان نتانياهو عن نيته لعودة المفاوضات ،بأن تحدث هاتفياً وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس معرباً له عن حرص إدارة البيت الأبيض لتفعيل مفاوضات السلام بين إسرائيل و السلطة الفلسطينية ،حيث تعتبر الادارة الامريكية أن المفاوضات المشتركة هي الحل الأفضل لإنجاح عملية السلام و تحقيق مشروع الدولتين على حدود 67 و ذلك بناء ًعلى قرارات الأمم المتحدة.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ، هل أصبحت قضية المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية هي مجرد وسيلة للضغط بين الطرفين الإسرائيلي و الفلسطيني من أجل كسب مزيد من الوقت حتى يحقق كل طرف مكاسب على حساب الطرف الأخر؟
أم هي بالفعل تهدف الي إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي و تحقيق السلام العادل ؟

و للرد على تلك التساؤلات نستطيع القول أن إسرائيل من جهتها تريد أن تستغل أكبر وقت ممكن لحفظ الأمن و منع اندلاع انتفاضه ثالثه في الضفة الغربية و تخشى أيضاً أنه في حال تم نجاح جهود المصالحة الفلسطينييه أن تسيطر حركة حماس على القيادة في الضفة الغربية الأمر الذي سيؤدى الي تطوير البنية التحية لذراع المقاومة التابعة لحركة حماس و احتمالية شن عمليات عسكرية من قبل المقاومة ضد اسرائيل .

أما بالنسبة للطرف الفلسطيني فقد أصبحت عملية المفاوضات مع إسرائيل تشكل إحراج كبير للسلطة الفلسطينية لدى أوساط المعارضة الفلسطينية فقد أصبح هناك قناعه عند البعض أن السلطة تتفاوض أحياناً فقط من أجل نيل الدعم الأوروبي و الأمريكي ومن أجل تشجيع الغرب على تقديم مزيد من المساعدات الماليه للسلطة الفلسطينية التي تعتمد ثلث ميزانيتها على أموال الاتحاد الأوروبي و المساعدات الأميركية بالرغم أنه بالسابق كانت نية السلطة الفلسطينية هو التفاوض بشكل جدي مع إسرائيل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي على أراضي 67 و من أجل تأسيس دولة فلسطينية مستقلة ،لكن بسبب استمرار إسرائيل في سياسية توسيع الاستيطان ،وصل المفاوض الفلسطيني لدرجه كبيرة من اليأس و الإحباط جعلت الرئيس الفلسطيني محمود عباس يهدد عدة مرات بحل السلطة الفلسطينية تارة و بتسليم الحكم لإسرائيل تارة أخرى.

لكن من يراقب وضع المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية بعين خارجية ،يستطيع أن يرى بوضوح أن السلطة تستخدم ورقة المفاوضات كوسيلة للضغط على اسرائيل لإيقاف الاستيطان و للتلويح لها بأنها هي الشريك الوحيد للسلام مع الإسرائيليين خاصة أن حركة حماس أعلنت مرارًا عن رفضها الاعتراف بإسرائيل ،لذلك فإن من وجهة نظر السلطة الفلسطينية هو أن اسرائيل لن تجد حالياً شريكاً أفضل من السلطة الفلسطينية للتفاوض معه حول السلام والقضايا الأمنية الشائكة بين الطرفين.

بينما بالنسبة لإسرائيل فهي تحاول في الوقت الحالي المحافظة على عدم انهيار السلطة الفلسطينيه بأقل جهد ممكن و إبقاء الوضع كما هو عليه وذلك حتى تأتي في المستقبل قيادة فلسطينييه جديدة تستطيع في حينها أن تتفق مع إسرائيل على الخطوط النهائية لمشروع حل الدولتين ،و نجد ذلك متضحاً بشدة في التصريحات السابقة لوزير الخارجية الاسرائيلية السابق أفيغدور ليبرمان ،عندما لمح بأن إسرائيل تؤمن بعملية السلام و لكنها لا ترى أن القيادة الحالية للسلطة ممكن أن تتفاوض معها حول الملف النهائي و أن لدى اسرائيل خيارات أخرى في حال تم حل السلطة الفلسطينية وهي التفاوض مع شخصيات أو جهات فلسطينييه أخرى غير القيادة الحالية للسلطة ،لكن الوقت لم يحن للكشف عن أسماء تلك الشخصيات أو الجهات.

و في ضوء تلك المستجديات نستنتج أن عملية التفاوض بين الطرفين الاسرائيلي و الفلسطينيي تزداد تعقيدا يوماً بعد يوم في ظل عدم وضوح الرؤية النهائية للطرفين ،فكل طرف لديه هدف يختلف عن الأخر ،الأمر الذي يؤدى إلي صعوبة نجاح المفاوضات بينهما بالمستقبل القريب بسبب فقدان الثقة و بسبب الضغوطات التي يعانيان منها من قبل شعوبهم ، فالحركات الدينية الإسرائيلية تطالب الحكومة الإسرائيلية بعدم التخلي عن أراضي المستوطنات و الأحزاب السياسية الفلسطينية تطالب السلطة الفلسطينية بعدم التنسيق الأمني مع الحكومة الاسرائيلية.

في النهاية أستطيع القول ، أنه من المهم قبل المطالبة بعودة المفاوضات بين الفلسطينيين و الاسرائيليين ، يجب العمل على تقييم عملية المفاوضات السابقة بشكل موضوعي ونزيه بحيث يتم كشف أسباب الخلل في المفاوضات و الأسباب الحقيقية وراء فشل المفاوضات بالسابق و الأخطاء التي ارتكبها كل من فريقي المفاوضات الإسرائيلي و الفلسطيني معاً.

أما في حال الاكتفاء فقط بالدعوة لعودة المفاوضات بدون عمل أي تقييم خارجي فستكون في حينذاك عملية التفاوض مجرد تضييع لمزيد من الوقت و مجرد تهدئه مؤقتة بدلاً من معالجة الأزمة الحقيقية للصراع الاسرائيلي الفلسطيني.



#ريهام_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكنفدراليه في الواقع الفلسطيني بين جدلية الطرح و امكانية ال ...
- الأخلاق و حرية التعبير عن الرأي
- التويتر من عصفور مغرد إلي صقر محارب
- خادمة جارتي السمراء
- أيها اللبنانيون ...... الأمن أولاً
- غزة بين طبول الحرب على إيران و الانقسام الفلسطيني
- اتفاقية أوسلو و التفكير في البديل الثالث
- المرأة الفلسطينية و المشاركة السياسية
- غزة عام 2020 ، ناقوس يدق في عالم النسيان ...
- أبعاد انضمام فلسطين كعضو مراقب بالأمم المتحدة
- العرب في عيون يابانية
- تناول العشاء مع أوباما مقابل 3 دولارات فقط
- حلمي أن أكون وزيرا


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريهام عودة - المطالبة بعودة المفاوضات : وسيلة لتحقيق السلام أم هدف لحفظ الأمن!