أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ريهام عودة - حلمي أن أكون وزيرا














المزيد.....

حلمي أن أكون وزيرا


ريهام عودة

الحوار المتمدن-العدد: 3751 - 2012 / 6 / 7 - 01:18
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


انتشرت في الآونة الأخيرة بمدينة غزة ظاهرة التجمعات الشبابية التي انضم اليها العديد من الشباب الغزيين و الناشطين الأجانب في مجال حقوق الإنسان حيث يلتقي معظم أفراد تلك المجموعات في أروقة المقاهي الرمالية ذات الطابع الأوربي و التي يتردد عليها غالباً موظفي المؤسسات الغير حكومية و نخبة من الصحافيين الأجانب و المحليين ، لكي يتبادلوا مع بعضهم البعض أطراف الحديث المتنوعة حول العديد من مواضيع الحياة العامة و الخاصة و ذلك بلهجة غزاوية تخترقها بعض الكلمات الأجنبية ، متسائلين أحياناً حول مستقبل غزة المجهول و الوضع السياسي المترقب في ضوء استمرار حكم حركة حماس لغزة ، وبين حديث من هنا وهناك و ضيق مكان المقهى يلمح الزائر المتردد على المقهى وجوه فتيات غزيات عصريات تكاد تلمع أعينهن من كثرة الطموح المتقد والرغبة الشديدة باحداث تغيير جذري بمجتمعهن الغزي و تحويله من مجتمع تقليدي ديني الي مجتمع متحرر نسبيا يشبه بشكل ما المجتمع الباريسي الذي تنعم به المرأة الأوربية بقدر كبير من الحرية الشكلية فعلى سبيل المثال تستطيع الشابة الغربية تدخين سيجارتها الفرنسية الأنثوية مع احتساء رشفة من فنجان قهوة ايطالية على أنغام الموسيقى اللاتنية ، مدندنة مع رفاقها الذكور كلمات لأغنية باللغة الأسبانية الكنارية و ذلك بكل ثقة و اعتزاز بدون أن تتعرض لأي انتقاد أو هجوم من قبل أفراد مجتمعها .
و عودة الي المشهد الغزي ، حيث ما استرعى انتباهي أثناء ترددي على تلك المقاهي هو كثرة التقاء الصحافيون أو المتضامنون الأجانب مع هؤلاء الشباب و الشابات الذين نستطيع أن نطلق عليهم صفة "االشباب المودرن " و الذين يتحدثون اللغة الانجليزية بطلاقة تشبه لغة مقدمين برامج الأخبار في قناة ل CNN الشهيرة فيستطيع أي زائر للمقهى أن يلمح بدقة مدى اهتمام هؤلاء المتضامنون الأجانب بتلك الفئة من الشباب باعتبارهم قادة للتغيير المجتمعي و الاصلاح و باعتبارهم أيضا حلفاء مستقبليين للغرب .
لقد سعدت بالبداية بمدى التغيير الذي يمكن أن يحدث بالمجتمع الغزي و احتمالية انفتاح غزة على العالم الخارجي خاصة أنني متأثرة بخلفيتى العلمية الغربية التي تحبذ و تشجع ثقافة الاختلاف و التنوع الثقافي و قبول الاخر حتى لو كانت مبادئه و عاداته و ديانته مختلفة ، لكن تردد في رأسي عدة مرات بعض من التساؤلات الحائرة ، و هي ماذا يريد هؤلاء الشباب ، هل بالفعل يريدون انهاء الانقسام ؟ هل يريدون مجتمع فلسطيني متطور؟ أم يريدون فقط حب الظهور و الانتشار في مواقع الصحافة العالمية بصفتهم أبطال للحرية ؟ فهل يريد هؤلاء الشباب بالفعل احداث تغيير مجتمعي حقيقي في غزة ؟ و اذا كانت الاجابة بنعم ، ما نوع هذا التغيير و ما هو المجتمع الذي ينشدونه ؟ هل هو مجتمع علماني ليبرالي ؟ أم مجتمع يساري اشتراكي ؟ أم مجتمع برجوازي مثقف ؟ أم مجرد مجتمع يكفل لهم حرية الرأي و التعبير و يقول لهم أنتم هنا بدلاً من أن يقول الشباب بأنفسهم لكبار المجتمع نحن هنا ؟
لقد استمعت مؤخراً لحديث دار بين شاب غزي و متضامن أجنبي يسأل الشاب ما هو طموحك وما هو حلمك بالمستقبل؟ فأجاب الشاب حينذاك بكل ثقة و بدون تردد أحلم بأن أكون وزيرا. سألت نفسي هنا متعجبة أهذا هو طموح هذا الشاب المتقد حماسا للعمل التطوعي أهكذا نظرته للمستقبل و لخدمة وطنه ألا يستطيع أن يخدم بلده اذا كان مهندساً ناجحا في تعمير منازل أصحاب البيوت المدمرة أو اذا كان ممرض رحيم يرعى المرضى أو سائق سيارة اسعاف شجاع ينقذ الجرحى أثناء عمليات القصف الاسرائيلي أو حتى لو كان عامل نظافة نشيط يستيقظ بالصباح الباكر لكي ينعم أهل الحارة بشارع نظيف ...
للأسف تصور العديد من الشباب أن المنصب الوزاري هو الذي سيتيح لهم الفرصة السلطوية لتغيير مجتمعهم و اصلاحه و أصبح معظم ما يخططوا له الأن هو أن يصبحوا في يوم ما وزراء أو سفراء لدولة مازال يكافح رئيسها في أروقة الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بها ، و نسوا أو تناسوا أن من أشعل ثورة العالم العربي كله و هز عروش الرؤساء العرب هو مجرد بائع خضار .



#ريهام_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ريهام عودة - حلمي أن أكون وزيرا