أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريهام عودة - التويتر من عصفور مغرد إلي صقر محارب














المزيد.....

التويتر من عصفور مغرد إلي صقر محارب


ريهام عودة

الحوار المتمدن-العدد: 3916 - 2012 / 11 / 19 - 15:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


إنه الطائر الأزرق الصغير الذي يغرد بأصوات الهاربين من عالم الواقع إلي العالم الافتراضي الالكتروني عبر موقع التويتر الشهير .
فأصحاب تلك الأصوات لا يحتاجون للسفر إلي كافة أنحاء العالم لكي يتحدثوا عن قضاياهم و يعبروا عن ألامهم عبر منابر وكالات الإعلام الدولية و التجمعات الشبابية العالمية و هم غير مضطرون للانتظار لعدة أيام من أجل تحديد موعد لاجتماع مع مسئول دولي كبير قد يكترث لندائهم العاجل لإغاثة سكان مدينتهم الجريحة و لا يرغبون أيضاً بالانتظار ليوم واحد أمام باب منزل نجمهم الفني المفضل لكي يطرحوا عليه سؤالاً حول أخر أعماله الفنية و مغامراته العاطفية.

إنهم بكل بساطه شباب غزة الذين يغردون ويسافرون عبر طائر التويتر الجميل و يرسلون رسائل الحب و العتاب للعالم كله ،بصوت عصفور سجين لا تحتمل حنجرته الصغيرة سوى 140 حرف فقط ، فهو يغرد بعدة لغات من العربية الي الانجليزية أو أي لغة أخرى يمكن أن تعتمدها لوحة مفاتيح حاسوبهم الشخصي.

إنني أستطيع أن أجزم هنا بأنه قد لا يوجد شاب فلسطيني مثقف في غزة ليس لديه حساب مجاني في مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية ، فندرة الأماكن الترفيهية و النوادي الشبابية في قطاع غزة تجعل معظم شباب غزة يتهافتون لاحتضان هواتفهم المحمولة من أجل التواصل عبر المواقع الالكترونية الاجتماعية مع ذويهم و أقرانهم المتواجدون في كافة أنحاء العالم ،فهم يعبرون بكل حرية عن أرائهم المتنوعة حول الحياة و السلام أو الحرب و الثورة و ذلك من خلال عبارات نصية قصيرة تلخص مدى الألم النفسي الذي يعانون منه جراء الانقسام الفلسطيني و واقع الصراع الاسرائيلي الفلسطيني المرير الذي أنهك قوى الكبير قبل الصغير و الذي ورثه الأجداد للأحفاد من أحلام العودة إلي الديار المهجرة و أحلام الحرية و الاستقلال و الوحدة الوطنية الفلسطينية.

ومابين السياسة المتقلبة و الأوضاع الاقتصادية المتردية في قطاع غزة ، تلمح عيني زائر أعشاش التويتر التي تسكنها الطيور الشابة الفلسطينية نص لتغريده ذات ابتسامة ساخرة تصدر من شابة مقبله على الحياة بكافة ألوانها الرمادية و الوردية تحاول أن تمازح شاباً متقمصاً لدور مراسل الأخبار العاجلة وتقول له: "لماذا تستمر بنقل الأخبار الحزينة التي أصبحت جزءً لا يتجزأ من حياتنا اليومية و التي أصبحت أيضاً واقعاً لا نستطيع أن نتغلب عليه ؟ فلنستمع سوياً عبر مقطع اليوتوب لقصيدة لمحمود درويش يقول فيها :على هذه الأرض ما يستحق الحياة".

فيستمع الشاب إلي القصيدة لعله يجد مسكن لعقله المرهق بسبب مشاهد العنف و الانقسامات و الحروب و الأخبار المؤلمة حول الجرحى و الشهداء و التي تتوارد اليه كل ثانية من أصدقائه المتوترين عبر التويتر ، و تمر الثواني فإذا به يسمع فجأة صوت يغرد من بعيد باللغة الانجليزية و يقول "أوقفوا الصواريخ الفلسطينية " فتثار حماسة هذا الشاب مرة أخرى و يقوم بدعوة أصدقائه المغردين الفلسطينيين و العرب من أجل شن هجوم مضاد و بالتغريد بصوت واحد مرتفع يقول :
" أوقفوا القصف على قطاع غزة " و يتحول بعدها طائر التويتر الوديع إلي صقر ثائر يحلق بين سماء الطيور الاسرائيلية و الطيور الفلسطينية ينقل رسائل تهديد و وعيد من كلا الطرفين و تستمر المعركة الالكترونية حتى أخر لحظه لم ينقطع فيها التيار الكهربائي من أعشاش الطيور الفلسطينية المعلقة بأشجار زيتون غزة.
و مع أصوات القصف المرعبة من قبل الطائرات المحاربة الإسرائيلية تهتز جذور الأشجار و تستيقظ طيور التويتر الفلسطينية من نومها القلق فتشعر بالتهديد و يزاد غضبها و انفعالها أكثر فأكثر فتقوم بمهاجمة أسراب طيور التويتر الاسرائيلية و آبائهم مرةً أخرى حيث منذ بضعة دقائق قام أباء تلك الطيور الاسرائيلية بقصف بعض الأعشاش الفلسطينية الآمنة و كسر بيضها الذي كان ينبض بالحياة، فترد عليهم حينذاك الطيور الاسرائيلية موبخةً لهم: نعم لقد كسرنا بيضكم و لكن بالخطأ لم نقصد ذلك ، فآبائكم يقصفون الآن أعشاشنا و يقلقون نوم أفراخنا الصغار بسبب سهامهم المشتعلة في سمائنا الزرقاء التي تحميها قبة حديدية قد لا تنجح أحيانا في ابتلاع تلك السهام.

وتستمر المعركة و الاتهامات المتبادلة بين الطرفين حتى تزدحم صفحة التويتر و تنهك قوى المتحاربين و ذلك تحت مرآي العاملين في مجال الإعلام الدولية و أمام جمهور الكتروني عريض منقسم بين معارض ومؤيد و غير مكترث لتلك الحرب الالكترونية.

و أخيراً أود أن أؤكد أنني في هذا المقال لا أتبنى وجهة نظر أي نوع من الطيور المذكورة فيه و لكنني أحاول أن أنقل بكل موضوعية صورة رقمية لواقع الحرب الالكترونية بين المغردين الفلسطينيين و الإسرائيليين ،فلكل طائر محارب مبرراته و أسلوبه الخاص في كيفية الدفاع عن النفس و في كيفية تبرير استخدامه للقوة في انهاء الصراع ،فهناك أسراب من الطيور الفلسطينية تعتبر المقاومة المسلحة حق شرعي لها و تعتبرها وسيلة فعالة لاسترداد حقوقهم الوطنية و ردع المعتدي عليهم و هناك أسراب من الطيور الإسرائيلية التي تعتبر أن أسلحة جيشها المتطورة الفتاكة هي التي ستحمي أفراخهم الصغار من الخوف و بيضهم من الكسر .

الكل يحاول أن ينتصر لكن لا أحد يستطيع أن يتوقع كيف ستكون نهاية ذلك الصراع المرير و الطويل الأجل ،و لا أحد يستطيع أيضاً أن يتنبأ من هو الفائز ،ففي الحرب قلما يوجد فائزاً لأن الحروب عادةً لا تجلب لأهلها سوى الدمار و الضياع و المستقبل المجهول.



#ريهام_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خادمة جارتي السمراء
- أيها اللبنانيون ...... الأمن أولاً
- غزة بين طبول الحرب على إيران و الانقسام الفلسطيني
- اتفاقية أوسلو و التفكير في البديل الثالث
- المرأة الفلسطينية و المشاركة السياسية
- غزة عام 2020 ، ناقوس يدق في عالم النسيان ...
- أبعاد انضمام فلسطين كعضو مراقب بالأمم المتحدة
- العرب في عيون يابانية
- تناول العشاء مع أوباما مقابل 3 دولارات فقط
- حلمي أن أكون وزيرا


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريهام عودة - التويتر من عصفور مغرد إلي صقر محارب