أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله أبو شرخ - لماذا ندفع ثمن المحرقة ؟!














المزيد.....

لماذا ندفع ثمن المحرقة ؟!


عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)


الحوار المتمدن-العدد: 4437 - 2014 / 4 / 28 - 18:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


عام 1979 اندلعت الثورة الإيرانية .. الأحداث كانت عاصفة ومتلاحقة .. أزمة الرهائن .. انفجار البرلمان .. كان الناس لدينا مشغولون بتلك الأحداث والفلسطينيون اعتبروا الثورة الإيرانية نصراً لهم .. كنت في أثناء تلك الأحداث في إجازة نهاية العام للصف الأول الثانوي .. وكنت من عادتي أن أساعد أبي فأعمل في شهور الصيف في إسرائيل .. عملت الشهور الثلاثة في مصنع لدباغة الجلود في بتاح تكفاه ( ملبس ) .. وكان أبي يعمل صباغاً ماهراً .. كانت تجاوره اليهودية جولدا التي نجت من المحرقة وكان تعمل معه في الدباغة .. كان أبي يجيد العبرية بطلاقة وكان يتحدث معها عن طفولته في المجدل، وتحدثه هي عن أسوأ أيامها في المعتقل النازي في النمسا. كنت أشاهد في ذراعها ختماً محفوراً بالنار هو رقمها في المعتقل !

جولدا هذه أهدت أخي غسان الذي كان عمره عام واحد، زجاجة شامبو أطفال وبدلة خضراء رائعة. أخي غسان استشهد عام 2003 في اشتباك مسلح مع جيش الاحتلال !

بعض المؤرخين والكتاب شككوا في المحرقة، مثل أن تقديرات الإبادة لم تتجاوز 150 ألفاً وليس 6 ملايين، ومثل أن ألمانيا كان تلجأ لإحراق الجثث كوسيلة لمقاومة الكوليرا والتفوئيد، أي أنهم كانوا يحرقون حتى جثث الألمان للتخلص من الميكروبات، وأن الصهاينة فيما بعد استخدموا الصور التي نشرتها وزارة الصحة الألمانية بطريقة رسمية من أجل تأليف أكاذيب المحرقة، علماً بأن ضحايا المحارق كانوا من عدة شرائح كالشيوعيين والغجر والليبراليين واليهود، أي أن الفكر العنصري النازي الذي كان يؤمن بنقاء العرق الآري وحقه في أن يحكم العالم، كان يحتقر في الوقت نفسه جميع الأعراق الأخرى وليس فقط اليهود !

لست مع إنكار المحارق لسبب بسيط، وهو أنني شاهدت بعضاً من ضحايا المعتقلات النازية بأم عيني .. بعضهم فقد عقله .. بعضهم كان يمشي ويحدث نفسه .. جولدا زميلة أبي في العمل كانت مصابة باضطراب عصبي ونفسي يحرمها النوم الطبيعي أثناء الليل ! لكن كم فلسطيني في غزة محروم الآن من النوم ؟؟!

لكن ما أود الانتقال إليه، هو انتهاء العنصرية النازية والقضاء على أفكارها في أوروبا والعالم، وظهور وتصاعد الحركة الصهيونية التي مارست تطهيراً عرقياً ضد الفلسطينيين عام النكبة 1948 .. في هذا العام الحزين هجرت العصابات الصهيونية أكثر من 500 قرية ومدينة فلسطينية ليعيشوا حتى اليوم في محرقة أخرى اسمها " مخيمات اللجوء " !!

ويبقى السؤال الكثر ألماً ودهشة، ما ذنب الفلسطينيين لكي يدفعوا ثمن جرائم الإبادة التي ارتكبها النازيون ؟؟! وما الفرق بين العنصرية النازية التي تعتقد بنقاء العرق الآري وحقه في أن يحكم العالم، والعنصرية الصهيونية التي تعتقد أن اليهود هم " شعب الله المختار " ؟؟!

ليس هناك فلسطيني يؤيد جرائم القتل والإبادة بحق اليهود أو بحق غيرهم لسبب بسيط وواضح، هو أن الشعب الفلسطيني نفسه ضحية عنصرية فاشية أخرى اسمها الصهيونية ! جرائم إبادة وتطهير عرقي وقتل منظم ومصادرة أراضي وحصار وتجويع من أجل تحقيق الحلم الصهيوني بالسيطرة على أرض فلسطين كاملة خالية من أي فلسطيني !!

ماذا تعني 66 عاماً من النكبة سوى قبحاً للضمير الأوروبي الذي كافأ اليهود بإعطائهم فلسطين لذبح وتهجير أهلها لتكفر أوروبا ذنوب جرائم الحرق والإبادة ؟؟! السؤال الكبير الذي لم يسأله أبو مازن هو " ما ذبنا نحن في محارق ارتكبتها النازية الألمانية ؟؟! ولماذا ندفع ثمن إقامة وطن قومي لليهود في أرض لها شعب يعيش فيها منذ 6000 عام ؟؟! ألم يخيروهم بين الأرجنتين وأوغندا وشرق الجزيرة العربية ؟؟!

يقول درويش موجهاً خطابه إلى الجندي الصهيوني:

إلي قاتلٍ: لو تأمَّلْتَ وَجْهَ الضحيّةْ

وفكَّرتَ، كُنْتَ تذكَّرْتَ أُمَّك في غُرْفَةِ

الغازِ، كُنْتَ تحرَّرتَ من حكمة البندقيَّةْ

وغيَّرتَ رأيك: ما هكذا تُسْتَعادُ الهُويَّةْ !



#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى النكبة: ماذا عن لاجئي الضفة وغزة ؟؟!
- في ظل الانهيار العربي .. هل من تواضع ؟؟!
- ماذا ينتظر اليسار الفلسطيني ؟؟!
- إسرائيل دولة أبارتهايد !
- الدولة الواحدة في شعر محمود درويش !
- إله الكنعانيين وإله اليهود !
- خيار الدولة الديمقراطية الواحدة مرة أخرى !
- هل تذهب غزة للقرون الوسطى ؟؟! بمناسبة عقوبة الجلد !
- لماذا يجب دعم أبو مازن ؟!
- حقيقة ما يجري: أبارتهايد عنصري بتوصيف دولة !
- بكائية على أطلال المشروع القومي
- تطبيقات طبية لحل المعادلات الخطية !
- ورقة للنقاش: نحو ميثاق فلسطيني جديد !
- ورقة للنقاش: هل ما زال الكفاح المسلح ملائماً ؟!
- سلطتان ومعاهد وجامعات .. رسالة من قلب الحصار !
- يهودية الدولة بين الحقيقة والوهم !
- شعب الله المختار !
- ماذا تبقى من حل الدولتين ؟!
- الكارثة الإنسانية في غزة !!
- الأولمبياد الدولي في الرياضيات


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله أبو شرخ - لماذا ندفع ثمن المحرقة ؟!