أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله أبو شرخ - ورقة للنقاش: نحو ميثاق فلسطيني جديد !















المزيد.....

ورقة للنقاش: نحو ميثاق فلسطيني جديد !


عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)


الحوار المتمدن-العدد: 4247 - 2013 / 10 / 16 - 19:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


السلام هو رثاء فتى ثقبت قلبه شامة امرأة .. لا رصاص ولا قنبلة
السلام هو غناء حياة هنا في الحياة .. على وتر السنبلة
محمود درويش / حالة حصار
--------------

( في 14 مارس 2006 انسحب المراقبون الأمريكيين والبريطانيين من سجن أريحا، وبعد خمس دقائق دخلت قوة عسكرية صهيونية إلى مدينة أريحا حاصرت السجن وبدأت بهدم أجزاء منه. بعد حصار دام 12 ساعة تم إلقاء القبض على سعدات ومجموعة من المطلوبين الفلسطينيين للقوات الإسرائيلية ( - عن ويكيبيديا

بعد الاقتحام البربري لسجن أريحا واعتقال أمين عام الجبهة الشعبية أحمد سعدات، دعت حركة السلام الآن " ميرتس " إلى تظاهرة حاشدة في تل أبيب قوامها 50 ألف متظاهر، رفعت فيها شعارات تناهض الاقتحام بل وتتضامن فيها مع الجبهة الشعبية !! من ضمن تلك الشعارات شعار وصف فيه البطولة الزائفة للجيش بأنه ( قطيعٌ من الفيلة في دكانة كراميكا ! )، وشعار آخر يقول ( زئيفي كان سفاح دموي وقائد جيش عنصري ) !!

كانت رسالة تضامنية قوية من اليسار الإسرائيلي، ولكن هل التقط الرفاق في الجبهة الشعبية تلك الرسالة ؟! وهل تغير موقف القوى الوطنية من حركة السلام الآن واليسار الإسرائيلي الحقيقي ؟!

أذكر أيام مخيمات العمل التطوعي الدولية التي كانت تقيمها جامعة بيرزيت أن مؤسسة تابعة للمفكر إدوارد سعيد كانت تقوم بحشد الطلاب الأمريكيين والأوروبيين للمشاركة في تلك المخيمات، وغني عن الذكر أن إدوارد سعيد كان يعاني من ملاحقة قوى اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة. ولكن ماذا كان موقف الراديكاليين الفلسطينيين - يساريين أو إسلاميين – من مخيمات العمل الدولية ووفود التضامن في أواخر الثمانينات ؟! كان موقفاً مضحكاً إذ كان موقف تلك القوى بأن المتضامنين الأجانب عبارة عن جواسيس للموساد !!!

أثناء الانتفاضة الأولى كان للصحافيين الأجانب تأثيراً كبيراً في تغطية الفعاليات الشعبية للانتفاضة ( خاصة في بداياتها قبل أن تتجه للتسلح )، وقد كان جيش الاحتلال يتخذ مواقفاً عدائية من هؤلاء الأجانب حيث كان يعتدي عليهم بالضرب ومصادرة الكاميرات أو قتلهم أحياناً بدعوى اختراقهم لمناطق عسكرية مغلقة !

ففي الانتفاضة الثانية قتل الجيش الإسرائيلي المتضامنة الأمريكية ريتشيل كوري ( 16- 3 0 – 2003 ) في رفح، وذلك دهساً وحشياً متعمداً بجرافة كانت تنوي هدم منازل فلسطينية بصورة تعسفية ! كوري كانت عضوة في منظمة التضامن العالمية ( ISM ).
لم ينكر الشعب الفلسطيني عامة دور التضامن الدولي نصرة لقضيته العادلة، بل كان يتطوع من أجل استقبالهم في البيوت ويقوم المتعلمون والمثقفون بدور المترجم لهؤلاء الصحافيين الباحثين عن الحقيقة. ولكننا نتساءل: ما موقف الإسلاميين ؟!

من جانبها تقوم الدولة العبرية بحملات إعلامية مكثفة هدفها استمالة الرأي العام الغربي، حيث وصلت تلك الحملات إلى نقل باص متفحم إثر عملية ضد المدنيين الإسرائيليين إلى مقر محكمة العدل الدولية في لاهاي وذلك عندما ناقشت المحكمة حيثيات النظر في مشروعية إقامة الجدار العازل في الضفة الغربية، حيث قضت المحكمة بأن الجدار يتعارض مع القانون الدولي ويجب هدمه ! وفي أكتوبر 2003 تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يقضي بأن توقف إسرائيل بناء الجدار وأن يهدم الجزء الذي تم بناؤه !

إسرائيل اخترقت القانون الدولي عندما لم تلتزم بخريطة التقسيم 1947 عند قيامها، واخترقت القانون الدولي عندما رفضت إعادة اللاجئين الذين تم تهجيرهم قسراً بقوة السلاح وذلك برفضها تنفيذ قرار الجمعية العامة رقم 194 .. إسرائيل تخترق القانون الدولي عند مصادرتها للأراضي الفلسطينية منذ قيامها عام 1948 وحتى هذه اللحظة !

إسرائيل دولة تخترق القانون الدولي، ولكنها تخترق في الوقت نفسه الإعلام الغربي وتقوم بابتزاز الرأي العام الأوروبي بما يعرف بالهلوكوست أو حرب الإبادة النازية ضد اليهود، وكأن الشعب الفلسطيني كان مسؤولاً عن تلك الأحداث !

ولكن السؤال الذي ينهض في هذه اللحظة هو، هل قام الفلسطينيون بمحاولات جادة لاختراق الرأي العام الإسرائيلي خاصة ؟! أغلب الظن أن العكس تماماً هو الذي حدث، فقد كان للعمليات ضد المدنيين أثراً سيئاً أدى إلى القضاء على اليسار الإسرائيلي لصالح قوى اليمين الصهيوني، وما زال الكثيرون لا يؤمنون بالعمل على جبهة التضامن الدولي التي تحسب لها إسرائيل ألف حساب. ذلك أن إسرائيل تستغل تفوقها التكنولوجي والصناعي والزراعي والديمقراطي في رسم صورة حضارية لنفسها مقابل الصورة " المتخلفة " للشعوب العربية بصورة عامة والشعب الفلسطيني بصورة خاصة. العمليات ضد المدنيين أتت بجدار الفصل العنصري وبحزب " إسرائيل بيتنا " !

من المصائب والكوارث أن قيادات الشعب الفلسطيني الحالية تساعد إسرائيل في رسم تلك الصورة، فآخر انتخابات أجريت لدينا كانت عام 2005 وتتنازع حماس وفتح على حكم غزة أو يختلفون على تقاسم أموال الضرائب أو يتباحثون حول عدد السفراء التي ينبغي تحديدها لكل من فتح وحماس ! جدير بالذكر أنه وفي العام 2011 قتل المتضامن الإيطالي فيتوريو في غزة. صحيح أن حملة استنكار واسعة وطنية وإسلامية قد اشتعلت رداً على تلك الجريمة النكراء، ولكن إسرائيل تلتقط بعناية جريمة من هذا النوع لتقوم بصياغتها بمهارة للطعن في مدى تحضر الشعب الفلسطيني.

الخلاصة:

1- يحتاج الشعب الفلسطيني إلى صياغة ميثاق وطني جديد يعيد الاعتبار لمنظمة التحرير بعد إصلاح أطرها. ميثاق يحدد أشكال وأساليب النضال العلمي والحضاري والسلمي في عصر العولمة.
2- أن يحدد الميثاق الوطني موقفاً من حل الدولتين ( بعد دماره على أرض الواقع ) والتوجه إلى حل الدولة الديمقراطية الواحدة لجميع مواطنيها.
3- ضرورة أن يحدد الميثاق الوطني الجديد موقفاً من جميع الأعمال العنيفة التي تستهدف غير المحاربين أو ما يمكن تسميته ب ( الإرهاب ).
4- نحتاج إلى أعادة صياغة موقف وطني شامل من قضايا التضامن الدولي والعمل على تلك الجبهة السلمية بهدف حصار إسرائيل دولياً.
5- العمل على صياغة الوعي الفلسطيني لإعادة الاعتبار للكفاح السلمي بدءاً من التظاهرات الشعبية بأعداد كبيرة مروراً بالتضامن مع الحركة الأسيرة من خلال الإضراب العام أو الإضراب عن الطعام من خلال الأطر الطلابية في المعاهد والجامعات، وهي جبهة تكاد تكون معطلة !
6- ضرورة اتخاذ مواقف إيجابية من المتضامنين الإسرائيليين مع حقوق شعبنا الأصيلة وفي مقدمتها الحق في تقرير المصير والعودة، ذلك أن اختراق الوعي الإسرائيلي يجب أن يكون من ضمن الأعمال الوطنية حسبما يقرر المجلس الوطني، وضرورة عدم الخلط بين هذه المواقف ومسألة التطبيع مع كيان الدولة الرسمي المرفوض جملة وتفصيلاً.
7- ضرورة اعتبار المنافسة العلمية مع الدولة العبرية شأناً وطنياً بما في ذلك المنافسة في ترتيب أول 100 جامعة على العالم أو المنافسة في براءات الاختراع أو جوائز نوبل.
8- ضرورة أن تخصص منظمة التحرير موازنة لدعم البحث العلمي والارتقاء بالتعليم المدرسي والجامعي، وتبني نظام لمكافئة المبدعين والعمل على نبذ تخصيص المنح الدراسية لغير مستحقيها.
9- ضرورة العمل على الإنهاء العاجل للانقسام المقيت والمؤذي بين غزة والضفة والتوجه لانتخابات برلمانية ورئاسية عامة، ففي غزة وحدها يوجد حوالي 170 ألف عاطل عن العمل منهم 60 ألف خريجو جامعات !!!



#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورقة للنقاش: هل ما زال الكفاح المسلح ملائماً ؟!
- سلطتان ومعاهد وجامعات .. رسالة من قلب الحصار !
- يهودية الدولة بين الحقيقة والوهم !
- شعب الله المختار !
- ماذا تبقى من حل الدولتين ؟!
- الكارثة الإنسانية في غزة !!
- الأولمبياد الدولي في الرياضيات
- حوار مع عبد القادر أنيس: هل عرقلة الإصلاحيين هي الحل ؟!
- الإصلاح الديني بين الملحدين والسلفيين !
- في ضرورة إصلاح وتطوير الإسلام !
- السلفيون وتاريخية النصوص الدينية
- أطفال في قلب الحصار !!
- تهانينا للإسلاميين !!
- عن التفكير الناقد
- متى نعترف بالتخلف وأسبابه ؟!
- عن أوهام الإعجاز العلمي مجدداً
- يهودية الدولة هي المشكلة الحقيقية !!
- لماذا تقدم المسلمون في العصر العباسي الأول ؟!
- النكبة: عذاب يستمر وجذوة تشتعل !
- جرائم الفكر السلفي قتلت أمة بأسرها !


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله أبو شرخ - ورقة للنقاش: نحو ميثاق فلسطيني جديد !