أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله أبو شرخ - السلفيون وتاريخية النصوص الدينية














المزيد.....

السلفيون وتاريخية النصوص الدينية


عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)


الحوار المتمدن-العدد: 3422 - 2011 / 7 / 10 - 13:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أهم ما يميز السلفيين هو ادعائهم بأن النصوص الإسلامية من قرآن كريم وسنة نبوية صالحة لكل زمان ومكان، لكن ليحتفظوا هم وحدهم بحق التلاعب بالناسخ والمنسوخ، وحتى تبقى الكلمة الأخيرة لهم هم وحدهم، يقررون مستقبل الأجيال والأمم ويحتفظون بمراكز سيادية مقربة من ذوي السلطان الذي يغدق عليهم من نعم السلطة فيتقاسمون بذلك النفوذ والجاه بعد أن فشلوا في دراستهم ولم تقبلهم أي كلية سوى كلية العلوم الشرعية التي تكتفي بـ 50 % في معدل التوجيهي.

فهل حقاً أن جميع نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية صالحة لكل زمان ولكل مكان ؟! ماذا مع النصوص القرآنية المنسوخة ؟ هل ما زالت صالحة رغم أن صلاحيتها قد انتهت منذ نزول آيات أخرى بدلت أحكامها، مثل حكم الخمر الذي تبدل ثلاث مرات ؟!

لابد من التأكيد على أن الإسلام يحتل قيمة وجدانية عالية بين الناس لارتباطه بقيم جميلة مثل اجتماع إفطار رمضان أو الفوانيس للأطفال أو توزيع اللحوم والصدقات على الفقراء والمساكين أو احتواء الإسلام على أحاديث تنهى عن إيذاء الجار وإلخ، وكلها قيم لا شك جميلة تترك في النفوس عمقاً لا يمكن الاستغناء عنه أو تبديله.

لكن الأمر يختلف عند ظهور الجماعات الدينية السياسية التي ترتزق من الإسلام عبر فبركة وصناعة الفتاوى، فيستغفلون العامة عندما يلجأون للناسخ حيناً وللمنسوخ أحياناً أخرى، مثل قولهم أن " لا إكراه في الدين " بينما الأصح أن " الدين عند الله الإسلام ".

لنبدأ مناقشة الصلاحية لكل زمان ولكل مكان. يقول الله في سورة النساء الآية 24 (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا )، ولنشاهد تفسير الآية كما ورد في أمهات الكتب.

أولاً: تفسير ابن كثير
( عنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ قَالَ : أَصَبْنَا سَبْيًا مِنْ سَبْي أَوْطَاس وَلَهُنَّ أَزْوَاج فَكَرِهْنَا أَنْ نَقَع عَلَيْهِنَّ وَلَهُنَّ أَزْوَاج فَسَأَلْنَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة " وَالْمُحْصَنَات مِنْ النِّسَاء إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانكُمْ " فَاسْتَحْلَلْنَا فَزَوْجهنَّ ) انتهى.
ألا تدل هذه الآية على أن القرآن لم يمانع اغتصاب نساء المهزومين في الحرب بقوله " فاستحللنا فروجهن " ؟! وكيف نقارن ذلك بالتشريعات والقوانين التي توصلت إليها البشرية بخصوص حقوق المدنيين تحت الاحتلال في اتفاقات جنيف والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ؟! وماذا لو تخيلنا أن جنود الدولة الصهيونية سوف يطبقون التشريع القرآني على نسائنا في الضفة الغربية، سيما وأننا جميعاً رهائن لديهم ؟؟! وهل حقاً تعتبر الآية السابقة صالحة للقرن ال 21 مثلما كانت صالحة لدى عرب الجزيرة قبل 14 قرناً من الزمان ؟؟!

ثانيا: الطبراني
(عنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : كُلّ ذَات زَوْج إِتْيَانهَا زِنًا , إِلَّا مَا سُبِيَتْ ) انتهى، أي أن مواقعة السبية ليست زنا !!

النقطة المدمرة التي أشرت إليها في بداية المقال هي تجاهل تاريخية النصوص. أي أن أي نص هو ابن بيئته وابن زمانه وابن مكانه ولا يصح بأي حال تجاهل حراك بشري مخضب بالدماء والدموع طوال 14 قرناً من الزمان، لكي نأتي ونقول أن الإسلام يبيح اغتصاب نساء المهزومين في الحرب ! الذي يدعي هذا هم السلفيون الذين يصرون على صلاحية جميع النصوص لكل العصور، بينما المسلم العلماني الذي يؤمن بالله وبالقرآن، يفهم تماماً أن هذا النص قد تجاوزه الزمن بلا عودة. لابد من الإشارة إلى أن عرب ما قبل الإسلام كانوا يأخذون السبايا وكانوا يواقعهون.

لقد أضر السلفيون بالإسلام وبالقرآن أيما ضرر، وحتى في سلوكياتهم، فهم يصرون على معاداة المجتمع في لباسه وعاداته، فلماذا لا يرفضون الحديث في الموبايل ويرفضون ركوب السيارة مثلما يرفضون معجون الأسنان ويصرون على تنقيب النساء ؟؟! لماذا يستخدمون الكمبيوتر والإنترنت وكلها من منجزات العلمانية الكافرة ؟!

السلفيون والجهاديون طبقوا آيات القتل على اعتبار أنه جهاد، ففي العراق وفي الجزائر وفي دارفور، طبقوها ضد أناس يدينون بالإسلام، دون أي اعتبار بأن تلك النصوص جاءت في وقت انتشار الإسلام وبداية الدعوة وأن تعداد المسلمين اليوم مليار ونصف نسمة، وأن الإسلام ينتشر بالطرق السلمية بينما ما يفعله هؤلاء ينفر المسلمين من الإسلام فما بالك بغير المسلمين ؟!

هناك من النصوص في القرآن الكريم وفي الحديث الشريف لم يعد لها مكان في حضارة اليوم، وعلى السلفيين أن يكفوا عن إزعاج المجتمع وإشغال المفكرين والكتاب، لكي تتفرغ مجتمعاتنا لإصلاح التعليم وإنشاء أجيال غير مقولبة ولا معلبة، يمكنها من دخول حلبة المنافسات الدولية في شتى المجالات الإنسانية والثقافية والعلمية والاقتصادية.

دمتم بخير



#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفال في قلب الحصار !!
- تهانينا للإسلاميين !!
- عن التفكير الناقد
- متى نعترف بالتخلف وأسبابه ؟!
- عن أوهام الإعجاز العلمي مجدداً
- يهودية الدولة هي المشكلة الحقيقية !!
- لماذا تقدم المسلمون في العصر العباسي الأول ؟!
- النكبة: عذاب يستمر وجذوة تشتعل !
- جرائم الفكر السلفي قتلت أمة بأسرها !
- الدماغ Brain والعقل Mind .. ما الفرق ؟!
- أي مستقبل للسلفية الجهادية ؟!
- مصر الجديدة وغزة ومجرد سؤال
- في الأول من أيار: الحركة العمالية والربيع العربي
- سيف التفكير وسيف التخوين
- على إسرائيل أيضاً أن تتغير !
- العرب بعيون يابانية: متدينون جداً .. فاسدون جداً !!
- إسرائيل ليست علمانية ولا ديمقراطية !
- تاريخ الإسلام لم يعرف التداول السلمي للسلطة
- عارٌ في غزة !!
- ملاحظات انتقادية لحكومة حماس


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله أبو شرخ - السلفيون وتاريخية النصوص الدينية