أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله أبو شرخ - النكبة: عذاب يستمر وجذوة تشتعل !














المزيد.....

النكبة: عذاب يستمر وجذوة تشتعل !


عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)


الحوار المتمدن-العدد: 3359 - 2011 / 5 / 8 - 13:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


قتل العرب ليس من تعليمات كهانا، بل هي تعاليم التوراة !! – مئير كهانا / مستوطن صهيوني متطرف.
----------------------------------------------------------

لا أتخيل حياة أشد قساوة ولا عذاباً من حياة اللجوء، فحياة المخيم تضج بالزحام الذي انفجر بصورة هستيرية مع انعدام الأمل في بناء مدن جديدة تخفف الازدحام. حياة المخيم كلها بؤس وشقاء وفقر مدقع، ولولا وجود وكالة غوث وتشغيل اللاجئين وقيامها بتوزيع كوبونات الدقيق على فئة واسعة من الناس لحدثت في غزة كارثة إنسانية.
معظم سكان غزة كانوا يعتاشون من خلال عملهم في إسرائيل الذي انقطع بفعل العمليات ضد المدنيين اليهود، وكذلك، لأن نتنياهو قد أعلن صراحة إسرائيل كدولة يهودية، أي أنها دولة لليهود فقط، والمقصود من نقاء الدولة لليهود هو طرد ما تبقى من فلسطينيين من بلادهم وقراهم وتهجيرهم تنفيذا لرغبة اليمين العنصري وحركات " الترانسفير ".
التيار الكهربائي دخل مخيم جباليا عام 1974، وكنت وقتها في الصف الأول الإعدادي، أي أنني قد أنهيت المرحلة الابتدائية بينما وسيلة الإضاءة المتوفرة كانت عبارة عن لامبة الجاز.
قبل أن تزود مؤسسة UNDP المخيمات بالبنى التحتية وشبكات الصرف الصحي، كانت المعارك تنشب بين الناس لأن مياه منزل فلان تمر من أمام منزل علان. كانت الشوارع عبارة عن مستنقعات مقززة.
لم تكن مياه الشرب النظيفة قد وصلت إلى المخيم، فكانت وكالة الغوث تزود كل حي بحنفية مياه يقوم الناس بمليء جرار المياه منها، ولنتخيل كم أن عمل تعبئة المياه مضن وممل وقاس عندما يكون سلوكاً يومياً، فالحياة مستحيلة بلا مياه. كان أبي يعمل في إسرائيل وكانت أمي هي من يقوم بإحضار الماء من حنفية الوكالة. آلاف المشاكل حدثت عند حنفية المياه لأن امرأة فلان تريد تقديم دورها على امرأة أخرى أضعف منها. كنت أشاهد اقتتال النساء على محطة المياه وكيف أن المرأة القوية تفتري على من هي أضعف منها فتشد شعرها وتلويه إلى أن توقعها أرضاً. هذا النوع من المشكلات لم يكن ينتهي بمجرد نهاية العراك، ذلك أن المعركة غالباً ما كانت تنتقل فيما بعد لتصبح بين العائلتين.
لم يكن بالمخيم طرقاً معبدة ولا تليفونات.
أما منتهى القرف والاشمئزاز فكان يحدث عندما يمتليء البئر الخارجي الموصول بحمام البيت. كان يأتينا رجل ارتضى لنفسه هذا العمل طلباً لأجرة زهيدة تقيه وتقي أطفاله شر الجوع، فكان يحفر حفرة مناسبة بجانب البئر ثم يفتح غطاء البئر الممتليء فتفوح رائحة كريهة جداً تملأ الحي برمته. عندما كبرت قليلاً أصبحت أقوم بهذه المهمة حتى دخلت البنية التحتية وشبكات الصرف الصحي في أوائل التسعينات.
مراكز التغذية التابعة للوكالة كانت تقدم وجبة يومية للكثير من الناس ولا أذكر أنني دخلت لتناول الغذاء فيها مرة أو مرتين طوال حياتي، فالوجبات كانت مخصصة للناس الأشد فقراً بحسب تصنيف الوكالة فكانت توزع على المحتاجين بطاقات خاصة للدخول. النكتة كانت عندما يعلم الناس أن الوجبة في اليوم التالي كفتة لحم ! كيف كان الناس يعلمون ماهية الوجبة قبلها بيوم لا أعلم. مؤكد من العاملين بالمركز. كان المركز يضج بالناس عندما تكون الوجبة كفتة لحم أو فاصولياء بالبرغل، بينما لا تشاهد زحاماً عندما تكون الوجبة مجدرة ( أرز وعدس ).
في المخيمات لدينا نادراً ما تجد طفلاً ما بعد سن العاشرة لا يعرف بلدته الأصلية، فهي أسماء يتم تداولها وتناقلها جيلاً بعد جيل. كذلك نادراً ما تجد رجلا أو امرأة لا يكيل السباب والشتائم لبريطانيا كونها منحت أرض فلسطين لليهود. لا يمكن أن تجد فلسطيني واحد لا يعرف وعد بلفور المشئوم أو قرار هيئة الأمم المتحدة رقم 194 الذي ينص على ضرورة أن تعيد إسرائيل جميع اللاجئين إلى بلادهم وتعويضهم عن الممتلكات وكذلك عن سنوات الشقاء والعذاب. لا يمكن أن تستمر إسرائيل في التنكر لحق العودة والتملص من قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة إلى الأبد. نحن في عصر الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولا يمكن أن تستمر معاناة اللاجئين بلا سبب سوى أنهم ليسوا يهوداً، أما يهود أثيوبيا فيسمح لهم بالقدوم. كثير من الناس لدينا متفائلون ويحلمون دوماً بالعودة إلى قراهم وبلداتهم ومدنهم التي هجروا منها بالقوة في ليلة حالكة السواد، لكن والحق يقال فثمة من دب اليأس في قلوبهم نتيجة الضعف والهوان في العالم العربي.
بعد ثلاث وستون عاماً من الإبعاد القسري واللجوء الإجباري لابد أن يقوم اللاجئون بفعاليات سلمية لتأكيد هذا الحق، فلنشاهد مسيرات مليونية على الحدود. من لبنان وسوريا والأردن وغزة والضفة الغربية ولدى الجاليات في المهجر. هذه المسيرات سوف تشد انتباه العالم وقواه الحية والإنسانية ولتصدح السيدة فيروز في جميع وسائل الإعلام بأغنيتها الخالدة: سنرجع يوماً !

دمتم بخير



#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم الفكر السلفي قتلت أمة بأسرها !
- الدماغ Brain والعقل Mind .. ما الفرق ؟!
- أي مستقبل للسلفية الجهادية ؟!
- مصر الجديدة وغزة ومجرد سؤال
- في الأول من أيار: الحركة العمالية والربيع العربي
- سيف التفكير وسيف التخوين
- على إسرائيل أيضاً أن تتغير !
- العرب بعيون يابانية: متدينون جداً .. فاسدون جداً !!
- إسرائيل ليست علمانية ولا ديمقراطية !
- تاريخ الإسلام لم يعرف التداول السلمي للسلطة
- عارٌ في غزة !!
- ملاحظات انتقادية لحكومة حماس
- نفس التفاهة الإسرائيلية
- أسلمة القضية الفلسطينية ويهودية الدولة العبرية
- مدينة الرماد - قصة قصيرة
- الدولة الواحدة بين لا جدوى المقاومة ومشروع العزل العنصري
- ثلاث قصص قصيرة جداً
- هل نذهب لمؤتمر الخريف أو لا نذهب ؟!
- حل السلطة .. السلاح الأقوى بيد الفلسطينيين ؟!
- تاريخنا بين الفساد والعدم !


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله أبو شرخ - النكبة: عذاب يستمر وجذوة تشتعل !