أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله أبو شرخ - أسلمة القضية الفلسطينية ويهودية الدولة العبرية













المزيد.....

أسلمة القضية الفلسطينية ويهودية الدولة العبرية


عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)


الحوار المتمدن-العدد: 2687 - 2009 / 6 / 24 - 09:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ألاحظ من الصبغة العامة لأغلب طرح العلمانيين هنا في الحوار المتمدن، تلك القابلية العجيبة للسقوط في مهاوي أسلمة القضية الفلسطينية، عبر الوقوف التبريري لهمجية الفكر الديني اليهودي والتغطية عليه نكاية في همجية الفكر الديني الإسلامي. هذه المقالة ستحاول فض الاشتباك اللعين بين مفهوم القضية الفلسطينية كقضية إنسانية من الدرجة الأولى حتى لو تمت أسلمتها عبر عقود طويلة من حرب التضليل الأسلاموية والصهيونية معاً في آن.

جذور القضية التاريخية - باختصار

يعود الصراع على أرض فلسطين إلى آلاف السنين، حيث بدأ ذلك الصراع بدخول العبرانيين من نهر الأردن مع النبي إبراهيم الذي سكن الخليل. لم يكن كل العبرانيين يهوداً آنذاك بل كان منهم بعض الأشوريين المطرودين ومنهم بعض السومريين. لم يتكن اليهودية قد تبلورت كديانة ولم تنشأ مملكة للعبرانيين بل عاشوا على أرض الكنعانيين الذين استوطنوا فلسطين وهم من قبائل الفالست اليونانية ( شعوب البحر ).

مملكة إسرائيل القديمة في التاريخ تعود إلى حوالي 1700 ق. م وقد تكونت من اليهود القادمون من صحراء التيه. من الصعب جداً التسليم برواية أحفاد النبي يوسف، بل كان هؤلاء من منكري العقائد الفرعونية وقد تبلورت اليهودية في جبل الطور في صحراء سيناء ( في القرآن / طور سينين ). النبي موسى وعندما وصلوا إلى شرق نهر الأردن لم يقبلوا الدخول والعبور معه وربرروا رفضهم بأن فلسطين يسكنها أناس جبارين وعمالقة. أكمل الحملة يرشع بن نون واليهود يتفاخرون بهذا القائد العسكري وليس كما اعتقدت خطأ د. وفاء سلطان ذات مرة من أن اليهود ليس لهم تراث حربي! المهم أن يوشع بن نون عبر نهر الأردن من منطقة الأغوار ثم حاصر مدينة أريحا الحصينة سبعة أيام ( الرواية حسب سفر يوشع ) وبعدها نفخ في الأبواق فانهارت الأسوار ودخلها فاتحاً.
ملاحظة: ينفي علم الآثار من خلال الحفريات وجود أي أثر للأسوار في منطقة أريحا بل يؤكد العلم أن منطقة أريحا كانت تعاني من شبه انجراف كامل بفعل السيول لأنها منطقة شديدة الانخفاض.

بعد فتح يوشع بن نون لمدينة أريحا واصل دخول بيت لحم ثم أكمل الحملة النبي المحارب داوود الذي أسس ممكلة إسرائيل وعاصمتها ( يور ساليم = دار السلام بالكنعانية ). من المهم هنا للقاريء العزيز ملاحظة ما يلي:

1- إن دخول اليهود فلسطين بقيادة يوشع بن نون كان اعتداء واحتلالاً همجياً حيث تشير الدراسات أنهم قاموا بحرق قرى ومدن الكنعانيين كما قاموا بقتل الأطفال وسبي النساء وسرقة المزارع ومصادرة مصادر المياه.
2- احتفظ الكنعانيون بالساحل والجليل التي لم تطأها قدم يهودي وبقيت ممكلة داوود منحصرة في مرتفعات الضفة الغربية ( شخيم = القدس ونابلس والخليل وجنين وبيت لحم )، لكنهم الآن لا يذكرون ذلك مطلقاً ويعتبرون أرض فلسطين بحدود سايكس بيكو ( الحديثة جداً ).
3- استمرت مملكة داوود حوالي 40 عاماً وبعد قيادة ابنه سليمان ( النبي أيضاً ) انقسمت المملكة إلى مملكتين: الشمالية ( السامرة ) وعاصمتها جلبوع شمال جنين فيما بقيت القدس عاصمة لمملكة يهودا في الجنوب. استمرت الممالك المنقسمة حوالي 35 عاماً ليبلغ مجموع التواجد السياسي الاستيطاني اليهودي على أرض فلسطين 75 عاماً فقط، فيما استمر تاريخ الشعب الكنعاني 7 آلاف عام تقلبت عليهم احتلالات شتى وحتى يومنا هذا.
4- بعد 75 عاماً من التواجد السياسي اليهودي تعرض اليهود في فلسطين للسبي البابلي ( العراقي ) وتم تشتيتهم واسترقاقهم بسبب عقديتهم العنصرية التي تفترض وجود إله خاص بهم كما تفترض أن بلقي البشر هم عبيد لليهود. عقيدة مرعبة جداً سببت الذبح والملاحقة لليهود مئات المرات عبر التاريخ ومن جميع شعوب العالم.

إنه لمن المستغرب أن يكتب محمد كليبي عن احتلال العرب والمسلمين ( الحديث ) لأرض فلسطين وكان تاريخ فلسطين بدأ منذ مملكة اليهود فقط، دون دراية كافية بماهية هذا التواجد ولا للمدة التي استمرها على الأرض الكنعانية.

=========================

مملكة إسرائيل التاريخية كانت احتلالاً واغتصاباً لأرض الكنعانيين

يهود فلسطين ( الإسرائيليون ) يخوضون معركتهم التاريخية بناء على مملكة إسرائيل ( ال 75 عاماً بعد احتلالها من قبل يوشع بن نون )، بينما الإخوان المسلمين يخوضون معركتهم التاريخية بدءاً من العهدة العمرية ( التاريخ الإسلامي لفلسطين ) وهو تاريخ حديث بالمقارنة مع التاريخ اليهودي مما يضعف المنطق الفلسطيني. جدير بالذكر أيضاً أن اليهود عندما أقاموا مملكة إسرائيل على أرض الكنعانيين لم تكن لهم لغة محددة ومعروفة سوى الهيروغلوفية ( المصرية القديمة ) التي أتوا بها من مصر، وبعد دخولهم فلسطين سطوا على موروث الكنعانيين بدءاً من اللغة وحتى المعتقدات والفلكلور. معركة الفلسطينيين يجب أن تذهب تاريخياً إلى الجذور الكنعانية وليس الإسلامية ( الحديثة )، وهو ما أشار له محمود درويش حينما قال ( جذوري قبل ميلاد الزمان رست وقبل تفتح الحقب ). اللغة العبرية القديمة هي اللغة الكنعانية بل إنهم ورثوا إله الخصاب عند الكنعانيين وهو ( إيل ) ولذلك نلاحظ إضافة هذا المقطع إلى العديد من اسماء المدن العبرية المعاصرة مثل ( بيت إيل = بيت الرب ، إسرائيل عبارة عن مقطعين هما إسرا ( أرض ) وإيل أي أرض الرب ). الفلسطينيون من غير الاتجاه الإسلامي يعرفون هذه الحقائق التاريخية ويراهنون على قضية التراث مراهنة تستحق الإعجاب، فالدبكة الشعبية الفلسطينية وتطريز الأثواب اليدوي هما من الفنون الكنعانية الخالصة الباقية حتى يومنا هذا. من اللافت تركيز الإسلاميين على إسلمة القضية الفلسطينية بينما ينشغل الإسلرائيليون بالأثواب المطرزة ويجعلون منها الزي الرسمي لمضيفات شركة الطيران الإسرائيلية العال، رغم عدم وجود نساء منهم تعرف حتى مجرد مسك إبرة التطريز. الآن يحاولون افتتاح معاهد لتعليم الدبكة الشعبية الفلسطينية !!

=======================

التواجد المسيحي في فلسطين سابق على التواجد الإسلامي، وقد عاش الشعب الفلسطيني بلا أي فئوية وكان المسيحيون يعملون مع لمسلمين في فلاحة الأرض والتجارة والصناعة حتى دون أن تعرف ديانة هذا من ديانة ذاك. خلال الانتفاضات الحديثة ضد الاحتلال الإسرائيلي شارك المسيحيون مع المسلمين في النضال المرير ضد الاحتلال ومنهم من صدرت ضده أحكام عالية بالسجن أو استشهد فيما تمت مصادرة مئات من دونومات الأشجار المثمرة ( لاسيما الزيتون ) من أراضي بيت ساحور وبيت لحم ومنطقة الزبابدة في جنين وهي بمعظمها تعود ملكيتها لمسيحيين.

=======================

كلاً من التراث المسيحي والتراث الإسلامي في فلسطين يمثلان جزء فقط - بل وجزء صغير - من مسيرة 7 ألاف عام من التاريخ المكتوب مقارنة بالتراث الكنعاني الذي يشير إلى الأصحاب الحقيقيين لأرض فلسطين وإلى تراثهم الذي تؤكده جميع حفريات الآثار كما تؤكده الدبكة الشعبية الكنعانية والتطريز النسائي الرائع والجميل، فلماذا الإصرار على الأبعاد الدينية إذا كانت مملكة اليهود سابقة على الوجودين المسيحي والإسلامي ؟ لمصلحة من يقوم البعض باعتبار تراث الدبكة رقصاً منكراً ؟ لمصلحة إعطائه منحة مجانية للإسرائيليين الذين يصرفون الملايين لأجل تزوير وتجيير التراث الكنعاني كتراث يهودي ( أيهما أسبق ؟ ).

======================

قام اليهود باحتلال الضفة الغربية بقيادة يوشع بن نون على اعتبار أن إله اليهود ( يهوة ) قال لهم ادخلوا فلسطين، بمعنى ان مشكلة الفلسطينيين الكنعانيين مع إله اليهود، ثم ولاحقاً قام الرومان باحتلال فلسطين لأكثر من 700 عام على اعتبار أن فلسطين هي أرض الرب يسوع ( ولد في بيت لحم )، ثم - ولاحقاً - قام المسلمون باحتلال فلسطين باعتبارها أرض الإسراء والمعراج، وهكذا تقلبت على الكنعانيين احتلالات هي في معظمها بدعاوى دينية عقائدية.

بعد التطرف الديني اليهودي والتطرف الديني الإسلامي، فإن فلسطين مرشحة للاغتصاب الديني لمن يملك ميزان القوى، وسوف تستمر عنجهية يهود فلسطين الذين امتلكوها بقرار من ربهم يهوة. هؤلاء ينظرون إلى الوجود العربي الإسلامي كمجرد احتلال لاحق لأرض مملكتهم، وعلى الشعب الفلسطيني أن يعي أهمية جذوره الكنعانية في مواجهة كافة أشكال الاحتلال وأولها وأسبقها الاحتلال اليهودي. على أرض الواقع سوف يستمر نزيف الدم لأتفه الأسباب، وطالما أن اليهود متمسكين بقرار الرب يهوة والمسلمين متمسكين بمفهوم الإسراء ، فالنتيجة الطبعية هي استمرار العداء والكراهية والبغضاء كما سيستمر التفكير الإلغائي والإقصائي للطرف الأضعف وهو الشعب الفلسطيني.

سلاح الفلسطينيين الأقوى هو عدالة القضية ومنطقية الطرح والتنصل من ثقافة الإرهاب ( قتل المدنيين )، وترك هذه المهمة للإسرائيليين وحدهم. خلال الانتفاضة الأولى قتل الجيش الإسرائيلي بدم بارد حوالي 800 طفلاً ( ما بين 6 سنوات - 19 سنة )، ولم يكن القتل مبرراً بحسب مراصد الصحافة وهيئات حقوق الإنسان حتى الإسرائيلية منها، فكان أن تعاطف العالم قاطبة مع الشعب الفلسطيني بشكل لم يسبق له مثيل، أما وقد أصبح لدينا مفخخات وصواريخ مقابل طائرات إسرائيل وصواريخها فإننا قد دخلنا فعلا حرباً فظيعة غير متكافئة، دون أن ننسى ولو للحظة أن عمليات قتل المدنيين الإسرائيليين وارتباطها بالتطرف الإسلامي قد أدى إلى تضاؤل التأييد الدولي مع القضية الفلسطينية إلى حدوده الدنيا.

لا يحق للمنادين بأسلمة القضية الفلسطينية لوم نتنياهو واليمين الإسرائيلي على مفهوم يهودية الدولة، فطالما أننا نؤمن بإسلامية فلسطين، فما المانع من أن يؤمن الآخرون بيهودية الدولة ؟ على العلمانيين من الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي العمل الجاد لاستبعاد خلط الأديان بالسياسة والاعتراف بضرورة تعايش الشعبين بأمن وسلام ( وعدالة ) على أرض فلسطين، في دولة واحدة علمانية واحدة تكفل عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم الأصلية حسب قرار هئية الأمم 194، ودون ذلك سيستمر تشتت الشعب الفلسطيني ومعاناته الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى استمرار زعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة برمتها.





#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة الرماد - قصة قصيرة
- الدولة الواحدة بين لا جدوى المقاومة ومشروع العزل العنصري
- ثلاث قصص قصيرة جداً
- هل نذهب لمؤتمر الخريف أو لا نذهب ؟!
- حل السلطة .. السلاح الأقوى بيد الفلسطينيين ؟!
- تاريخنا بين الفساد والعدم !
- في القضاء والقدر - من يتحمل مسئولية الموت ؟؟!
- وردة حمدان
- عن الظلام والحصار في غزة - رداً على مقال الزميل علي جرادات
- حماس بين مأزق المقاومة وأزمة التحول الديمقراطي !
- ديمقراطية آخر مويل !!
- إسرائيل دولة عنصرية لا تقبل السلام أو التعايش !! وثيقة هامة
- جدتي وأرسطو
- حل السلطة بين استمرار المقاومة والدولة المقترحة


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله أبو شرخ - أسلمة القضية الفلسطينية ويهودية الدولة العبرية