أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد غريب - عن سباق الرئاسة: السياسي والموظف















المزيد.....

عن سباق الرئاسة: السياسي والموظف


أحمد غريب

الحوار المتمدن-العدد: 4435 - 2014 / 4 / 26 - 07:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذه معركة بين ما تبقى من ثورة يناير ضد من استحوذ على 30 يونيو.
معركة بين السياسي وبين الموظف. السياسي الذي أعاد صياغة نفسه وبرامجه عدة مرات ليخرج من الأيديولوجية الناصرية في الثمانينات، إلى حركة كفاية، ثم إلى التعبير عن جماهير شعبية واسعة كما جسدها محصوله في انتخابات الرئاسة السابقة، ثم انتمائه لجبهة الإنقاذ الوطني التي رفضت انقلاب الإخوان الدستوري.
وبين موظف الدولة الكبير الذي لم يصعد سلمها الوظيفي إلا لأنه كان حارس الأسرار، أو حارس "الصندوق الأسود" للنظام؛ وكان ترقيه السياسي في أعلى درجتين فقط، عندما احتضنه الإخوان المسلمين لأنه كان قد حذرهم من حدوث موقعة الجمل قبل وقوعها بساعات، وعندما اصطدم بهم، مضطراً، ليمتص غضب ملايين عديدة لم يقبلوا انقلاب الإخوان الدستوري.

في هذه الانتخابات سبق الدستور اختيار الرئيس، لكن لا أحد يهتم بتأثير ذلك عند محاولة تصوّر شخص الحاكم الذي يصلح للمنصب، أو القائد الذي يمكنه أن يلعب دوراً مؤثراً في إدارة عجلة البلد صوب اتجاه ينتشلها من حالة الأزمة.
لا أحد يهتم بتأثير الدستور الجديد، لأن أصوات الساخطين من السياسة واللاعنين لها أعلى وأكثر دوياً ممن فتحوا مجالها الذي ظل مغلقاً وحصرياً لعقود، هذا من جانب. ومن جانب آخر لايزال الشعب يصارع نفسه محاولاً امتصاص أثر ثورة يناير، والعثور على طريق بعد زلزالها. حتى من يحاولون من جديد لملمة النظام الذي قامت ضده ثورة يناير ويتحلقون حول السيسي، لم تتح لهم مثل هذه الفرصة لولا أن أزاحت ثورة يناير وامتداداتها في محمد محمود، ثم ملحقها في 30 يونيو طبقة العسكريين القدامى الذين أحاط بهم مبارك نفسه.

تجديد هذه الطبقة ضرورة فرضتها ثورة يناير التي كشفت عن ضعف قيادة الجيش، وأسهمت في الدفع بها محاولة الإخوان المسلمين الاستحواذ على الثورة وابتلاعها.
لكن هل يمثل السيسي جديداً غير فارق السن بينه وبين شخص مثل عمر سليمان؟ ألا يشكل هو نفسه مشكلة أمنية حال توليه منصب كبير بينما يناصبه عدد لا يستهان به من الشعب عداء شديداً؟ هل يحتمل الجيش رهاناً كهذا وسط تقلبات مزاج الشارع المصري الحادة، وانقلاباته المتعاقبة على الطبقة السياسية نتيجة أزمته الاقتصادية؟

حتى الآن لم تستطع تحولات ثورة يناير، ومن بعدها انتفاضة 30 يونيو شق طريق واضح للسياسة في البلد، ولم يفلح الدستور الذي قصقص من سلطات الرئيس لصالح رئيس الوزراء والهيئة التشريعية، وقنن لمجموعة منشطات إيجابية من شأنها أن تبقي المجال العام مفتوحاً أمام المشاركة، وثبّت بعض المبادئ الحقوقية التي تراعي شرائح اجتماعية لم تؤخذ بعين الاعتبار من قبل؛ حتى الآن لم يرسم ذلك معالم لطريق، وأيضاً لم تنجح محاولات تجاهل وردم هذه التحولات التي أطلقتها ثورة يناير في امتصاص زلزال الثورة ومحو أثره.

هي معركة السياسي في مواجهة الموظف؛ يعاب على حمدين صباحي عدم خبرته بالمناصب مع أنه وصل إلى عضوية البرلمان منتخباً، وهو أعلى منصب يمكن الوصول إليه دون رغبة النظام الحاكم، ويعاب على السيسي أنه هو نفسه مشكلة أمنية حال توليه منصب سياسي، على الرغم من أن خبرته الوحيدة في جهاز الدولة هي الأمن.

لا توجد ضمانات أن أجهزة ومؤسسات الدولة لن تتمنع على حمدين حال انتخابه رئيساً سوى الناخبين الذين صعدوا به إلى المنصب، ليس للرجل جماعة ولا تنظيم يستقوي بهما، فقط الناخب
ولا توجد ضمانات أن السيسي قادر على إنهاء الحرب على الإرهاب طوال فترة حكمه حال وصوله هو إلى المنصب، الأكثر احتمالاً أن وصوله سيرسخ من شرعية المعركة بالنسبة للإرهابيين، وسيكون أمنه الشخصي عبئاً على الشعب كله، من انتخبه ومن لم ينتخبه.

هي أيضاً معركة ما تبقى من 25 يناير في مواجهة من استحوذ على 30 يونيو، لكن إلى أي مدى يعبر المرشحان عن الغائبين عن المشهد، والمنسحبين منه، والمقاطعين له، والمتشككين فيه، والمستبعدين منه؟
لا توجد في هذه الانتخابات تدريجات لونية مثلما كانت انتخابات 2012، لا يوجد إسلامي معتدل كأبوالفتوح، وممثل صريح لليسار كخالد علي، ولا مرشح يمثل يسار المحافظين مثل عمرو موسى، ولا مجموعة باهتة من ضباط الشرطة يساعد حضورهم الباهت على تسليط الانتباه على ضابط جيش بعينه.

هذه انتخابات شديدة العصبية أيضاً، لقلة مرشحيها لا لكثرتهم. مرشحان فقط، يمثلان تناقضات جماهير 30 يونيو، ويعكسان أزمتها.
مرشحان فقط، يكشف الفارق بينهما تناقضات الناصرية؛ هل الناصرية هي تحديث الدولة وإعادة توزيع الثروة، وفتح مجال الحراك الاجتماعي؟ أم الناصرية حاكم وطني، يضبط الأمن، ويحقق الاستقرار بإقصاء الخصوم والمنافسين؟
هناك أزمات مسكوت عنها في السباق للرئاسة: أزمة استبعاد قطاع من الجماهير من المشهد، استعدائهم، ومعاداتهم.

هناك أزمة صعوبة تمثيل كل مرشح لقطاع جماهيري عريض، ما سيضطر كثيرين ممن قرروا المشاركة والتصويت في الانتخابات إلى البحث عن أسباب رفض للمرشح الآخر أكثر من تبني أسباب تأييد للمرشح الذي يمنحونه أصواتهم.
أزمة هذه الانتخابات أنها تحاول تسوية ما لم تحسمه حركة الجماهير الثائرة، تحاول امتصاص حركة الشارع بإعلان قسم منه فائزاً وآخر مهزوماً:
السيسي بالنسبة لمناصريه الشخص المقبول الذي يمكنه حصد قدر من الأغلبية فشل أحمد شفيق في جذبه، لتعود الأمور كما كانت أيام مبارك في التسعينات مثلاً، وليس كما كانت في أواخر عهده. يؤيد ذلك ما يمكن أن نسميهم "تجار البازار"، العاملين في السياحة والأنشطة المستفيدة منها، وكثير من صغار ومتوسطي التجار، إلى جانب تأييد قطاع من موظفي الدولة، تزداد درجة التأييد لدى بعضهم بحسب درجة الاستفادة منها.

حمدين صباحي بالنسبة لمناصريه الاختيار الممكن بعد تفكك ثورة يناير، لا يمثل تهديداً كبيراً على نظام الدولة يجعلها تتمنع عليه كما حدث مع مرسي، وفي الوقت نفسه ليس لديه إلا الناخبين، لا تدعمه جماعة ولا تنظيم ذو قواعد شعبية يمكن أن يتفاوض كما فعل الإخوان المسلمين مع شبكات الفساد القائمة ليشاركها؛ ليس أمامه إلا ترويضها من الداخل، أو قيادة معارضة قوية من الخارج تكون بشكل ما خط ردع لهذا الفساد، أو على الأقل تبقي المعركة ضده مستمرة. يتبنى برنامجاً للتغير، وتوسعة مساحة المشاركة أمام شرائح وطبقات مهمشة، وهنا مصدر تأييده الجماهيري، لكنه مرشح المهمشين الذين لا يعرفون حجمهم.

هذه معركة أهم ما فيها يحدده سؤال: من الذي سيشارك في الانتخابات؟ من سيدلي بصوته؟ تتساوى أهمية ذلك مع أهمية النتيجة.

خيار المقاطعة -كموقف سياسي- في هذه الانتخابات ليس أقل بؤساً من محاولة الإخوان المسلمين وصف مسيراتهم بعد خروج مرسي من السلطة بأنها اليوم الـ19 لثورة يناير.
هناك 25 مليون شخص يشارك في كل الانتخابات والاستفتاءات منذ سقوط مبارك، ويقابلهم حوالي 20 مليون شخص لا يشاركون لأسباب لا علاقة لها بالمقاطعة. هنا يتوه المقاطعون، لا تمنع مقاطعتهم إسباغ شرعية على عملية التصويت نظراً لمشاركة الملايين، ولا تستطيع تمييز نفسها عن ملايين عديدة لا تشارك اتكالا على الآخرين، أو لأنها لم تشارك من قبل.

المقاطعة التي لا تستطيع إقناع ربع المشاركين بعدم المشاركة لا تعد مقاطعة من الأساس. لقد بنت كل الحركة السياسية المعارضة لمبارك خطابها على أن النظام لا يسمح بالمشاركة، وان إتاحة المشاركة ستغير اللعبة، لا يمكن لحركة مقاطعة جادة أن يكون لها صدى الآن بعدما تخطى عدد المشاركين في الانتخابات 25 مليوناً، انطلاقاً من 6 ملايين وهو أكبر عدد رسمي شارك في أي اقتراع أيام مبارك!

يستطيع حمدين صباحي أن يتحرك ويجري اللقاءات الانتخابية، ويلتقي الجمهور، لكن قد يلقى مؤيدوه قمعاً يأتي أحياناً من بعض الجماهير التي تريد إسكات صوت السياسة.
بينما السيسي مقيد، لا يتحرك إلا معتمداً على حراسة مكثفة، لكنه يستطيع أن يعتمد على أنصاره من التجار بشرائحهم المتوسطة والكبيرة في الدعاية له وترويع معسكر خصومه بأن النتيجة محسومة سلفاً، وفي المقابل لا يستطيع إغضاب هؤلاء الأنصار والإعلان عن أي انحيازات صريحة لشرائح الفقراء تتعلق بالعدالة الاجتماعية، وهو ما يشكك في صورة الأغلبية الكاسحة التي يروجها معسكره.



#أحمد_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة بعد الاستفتاء
- شهادتي عن -دولة مدنية-
- عورة طالب الأزهر وعورة علياء المهدي
- القفز في فراغ السياسة المصرية
- ملاحظات على اقتراح استبعاد الأميين من التصويت
- الشرعية الدينية والغاز الطبيعي
- عاصفة 30 يونيو: الإسلام السياسي والتحالف الجديد
- هل الديموقراطية سيئة؟
- النموذج التركي!
- تمرّد
- هواجس عن التدين كوسيلة خروج على القانون!
- دولة مدنية.. أحلام الثورة مستمرة
- دورة العنف.. الرصيد لا يسمح!
- من سيتكلم باسم الشعب؟
- الجماهير أسبق من السياسيين: هذه دولة الإسلاميين.. فماذا عن د ...
- الإسلام السياسي ونزعة الخصومة
- دستور الإخوان:المقاطعة.. والشرعية
- مليونية 27 نوفمبر.. الكتلة الحرجة
- الإسلام السياسي.. الحاكمية.. والبطولة الغائبة
- الأصابع الخفية


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد غريب - عن سباق الرئاسة: السياسي والموظف