أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد غريب - دولة مدنية.. أحلام الثورة مستمرة















المزيد.....

دولة مدنية.. أحلام الثورة مستمرة


أحمد غريب

الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 10:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دُعيت الأسبوع الماضي إلى ندوة نظمها د.وليد الخشاب أستاذ الدراسات العربية في جامعة يورك بمدينة تورنتو الكندية تحت عنوان "علمانية – مدنية.. من منظور العرب الكنديين". فعاليات الندوة التي تضمنت عرضا لفيلم وثائقي ومائدة مستديرة شارك فيها عدد من الأكاديميين العرب في كندا، جددت من وجهة نظري أهمية مفهوم "الدولة المدنية" الذي فرض نفسه على الواقع السياسي الذي أطلقته ثورة 25 يناير.
كان تعبير "دولة مدنية" سابق الاستخدام على الثورة، لكنه اكتسب شكلاً ودوراً جديداً في أعقاب المبادرة التي أطلقتها د. مي التلمساني يوم 13 فبراير عقب سقوط مبارك بيومين، وأيدها عدد لافت من المثقفين.
و بحسب علمي لم يجد مفهوم خرج من دائرة المثقفين اهتماماً واسعاً وتفاعلاً مثلما لقي مفهوم "دولة مدنية"، بل إن إشكاليات تحديد معناه، كونه يشير إلى توجه مستمر نحو سمات تقدمية ترتبط بالمدينة الحديثة أكثر من إشارته إلى مواصفات علمانية بعينها، إشكاليات المفهوم ودلالاته هذه أتاحت له التفاعل بحيوية مع قطاعات جماهيرية كبيرة أبدت اهتماماً جديداً بالمشاركة السياسية وحقها في التعبير.
ندوة جامعة يورك نالت اهتماماً من عدد لافت من العرب إلى جانب طلاب الدراسات العربية الذين تفاعلوا باهتمام بالغ مع أولى الفعاليات، وهو فيلم وثائقي من إخراج مي إسكندر يوثق نشاط صحفية مصرية "هبة عفيفي" في التفاعل مع الثورة ما بين الميدان والإنترنت، وعلاقتها بأسرتها في ضوء التغيرات الاجتماعية والسياسية التي أعطاها الشباب والفتيات مثل هبة كل جهدهم لتكون تحولات جذرية تحقق إسقاط مفهوم الأب والوصاية ليحل محله مفهوم المشاركة.
مشاهد الفيلم بين البيت والميدان، نقاشات العائلة وقسوة التعامل مع المطالبين بحق التعبير وأحلام البسطاء عند طوابير الانتخابات، أوجدت حالة من الالتحام بين الطلاب الشباب - ونسبة منهم أبناء الجيل الثاني من المهاجرين- وبين أقرانهم داخل مصر، وفتحت الباب لتحليل قدمته د.مي التلمساني (جامعة أوتاوا) بدأ بالإشارة إلى طبقات أخرى من الالتحام جسدها التعاون بين مي إسكندر وهبة عفيفي في توثيق يومياتها مع الثورة، فالمخرجة قبطية مصرية مقيمة في الولايات المتحدة، والصحفية الشابة مسلمة ابنة الجيل الشاب الذي أطلق شرارة الثورة، لكن التوحد والالتحام أزاح الطائفية والمسافات الجغرافية وصب كل الاهتمام على الميدان ونجاح الثوار في إنتاج سلطة مدنية منتخبة تحقق أهداف الثورة.
القصة في الواقع لم تنته فصولاً كما انتهت أحداث الفيلم عند فاصل معين هو انتخاب رئيس مدني لأول مرة، ولعل ذلك ما أضفى على مناقشات المائدة المستديرة جدلاً لا يختلف كثيراً عما تشهده بيوت ومقاهي المحروسة. فمنازعة التيار الإسلامي القوى السياسية الأخرى، بدأت منذ ادعائه أنه يسعى بدوره لتحقيق نفس مفهوم "الدولة المدنية"، وهي دعوى غريبة إذ تستخدم التيارات العلمانية مسمَّى "مدنية" بديلاً عن العلمانية، وهو تحديداً ما يبني التيار الإسلامي توجهه كنقيض له، لكن نزعة الاستحواذ وبريق المفهوم الذي جاء طرحه في توقيت كانت الجماهير عند أقصى درجات الاستعداد للتفاعل، لم يترك مجالاً لأن يزهد الإسلاميون فيه.

أين تقع "مدنية" من الثورة؟
بأكثر من صيغة غير مباشرة طرح هذا السؤال خلال مناقشات المائدة المستديرة.
أولى الأوراق قدمها د. رشاد أنطونيوس (جامعة كيبيك بمونتريال) تناولت الجانب الفكري لدى التيار الإسلامي، ووصعود تيار الحاكمية فيه، واستحواذه ليس فقط على التيار بل وتغييره وجه الثورة ودفتها ناحيته، وتضمنت معالجة الورقة تحليلاً مثيراً لما تعنيه الحاكمية لدى هذا التيار كآلية لمحو التنوع، وفي المقابل استعرضت ورقة د. أنطونيوس مقومات التنوع الثقافي التي تميز المجتمع الكندي، والنوع الغالب من الهجرة العربية إلى كندا وهي "الهجرة الثقافية" التي تتطلع لمميزات التنوع، وهو ما يتهدده الصعود السياسي لجماعات الحاكمية حيث تمارس تجمعات المهاجرين آليات للضبط الاجتماعي تسمح بنفاذ الإقصائية التي بات يفصح عنها التيار الديني المتشدد.
تعقيب د.ثابت عبدالله (جامعة يورك) نبه إلى ضرورة البحث عن أسباب غلبة التيارات المتشددة دائماً على الصورة، لماذا تحظى بالتأييد دائما؟ لماذا يأتي الأكثر تشدداً فيجتذب القيادة؟ وضرب مثلا بفكر على عبدالرازق نموذجاً لفكر مستنير يتم إقصاءه.
ورقة د. باسمة موماني (جامعة واترلو) ركزت على محورين الأول هو حق المجتمعات العربية في تقرير خياراتها وفقاً لما يلائمها ويتماشى مع تركيبتها الثقافية وهويتها والتي يغلب عليها الطابع الديني، والثاني هو التوكيد على المطالب الأساسية للمظاهرات الأولى التي أطلقت ثورة يناير: عيش، حرية، عدالة اجتماعية. وهي المطالب التي لاتزال تحرك الجماهير وتتسم بطابع إقتصادي أكثر من كونها تصب في مدنية الدولة والتي تبدو بدورها مطالب نخبوية أكثر منها جماهيرية. لكن معالجة د. موماني لم تبين كيف يمكن تصحيح مسار الإجراءات الديموقراطية الفاشلة التي انحرفت بمسار الثورة وأنتجت سلطة لا تعمل على تلبية المطالب الإقتصادية وانحرفت بأهداف الثورة لتختزل في الأبعاد الدينية كالشريعة والأسلمة!
تعقيب د.مي التلمساني شدد من ناحيته على أن عودة المتظاهرين إلى الشارع مرجعه فشل السلطة في تحقيق أهداف الثورة، وإعادة السلطة إنتاج نفس النظام القمعي الذي قامت المظاهرات ضده، كما تساءلت عن تحديث مصطلح "النخبة" ليواكب متغيرات ما بعد الثورة التي كشفت أن قوى الإسلام السياسي والإخوان في المركز منها ليست إلا جناحاً من النخبة، بل إنها جناح قوي بما يملكه من رأسمال واستثمارات وما يمثله من مصالح للأثرياء، كما أن الشواهد أكدت على النزعة النخبوية لدى الإسلاميين في تعاملهم مع مطالب الشرائح الفقيرة والمعدمة والعمالية، حيث تتم مواجهتهم بقمع كامل دون استجابة سياسية، وهو ما يدفع بالناس إلى العودة للشارع مرة بعد مرة تحت لافتات سياسية تناهض السلطة الإسلامية الحاكمة. وقدمت التلمساني إشارة لافتة لخطاب الثورة المضادة الذي يصور "الميدان" باعتباره مصدر الشرور ويدعو الناس للإقلاع عن التظاهر، في مقابل تقديم الثوار لنفس الميدان باعتباره "يوتوبيا" المدينة الفاضلة!
عقب الندوة التي شهدت تفاعلاً كبيراً من الطلاب -لا يسعني المقام هنا لتسجيله- جمعني لقاء مصغَّر في مقهى مع مي التلمساني ووليد الخشاب سألتهما فيه عن رحلتهما في أقاليم مصر لشرح مبادرة دولة مدنية والتي جرت عقب إطلاق المبادرة وخلال الأسابيع والأشهر الأكثر خصوبة من عُمر الثورة، وقد أدهشتني حكايات الجولة واستقبال الناس في عدة مدن وقرى من ريف وصعيد مصر، إنها ثروة من الحكايات، أخبرني الخشاب أنه تم توثيقها بالصور الفوتوغرافية، وهي مادة تستحق التسجيل والكتابة، فلعلها المرة الأولى التي يحدث مثل هذا اللقاء والتفاعل بين الأطراف والمركز، وهو رصيد من الخبرة قد يكون أساسياً لمفهوم ومبادرة مدنية التي يبدو أنها ستظل تعاود الظهور والتجدد بقدر ما يحمل المصطلح مضموناً تقدمياً ونزعة للتحديث.



#أحمد_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دورة العنف.. الرصيد لا يسمح!
- من سيتكلم باسم الشعب؟
- الجماهير أسبق من السياسيين: هذه دولة الإسلاميين.. فماذا عن د ...
- الإسلام السياسي ونزعة الخصومة
- دستور الإخوان:المقاطعة.. والشرعية
- مليونية 27 نوفمبر.. الكتلة الحرجة
- الإسلام السياسي.. الحاكمية.. والبطولة الغائبة
- الأصابع الخفية
- ماذا حدث لسوريا؟
- -الخطة بوتن-
- -والله الموفق-
- المشير
- بروفات مواجهة إسرائيل
- إسرائيل تتحدث
- فن الجماهير: كلمة السر -منقول-


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد غريب - دولة مدنية.. أحلام الثورة مستمرة