|
مُشتهى الأمم
زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 4429 - 2014 / 4 / 19 - 19:58
المحور:
المجتمع المدني
" وصار عرقه كقطرات دمٍ نازلة على الأرض "
الإنجيل الكريم
"شخصيّة السيّد المسيح ، في روعتها وعظمتها ، .....وفي حياته وتعاليمه وكلّ خطوة مشيها ، وكلّ كلمة قالها ، وكلّ حاجة عملها ، ....حسّيت إنّو مش ممكن ده حدّ يكون غير ربِّنا ؛ الله الظاهر في الجسد ." كريستين حجازي
كانت تلك الليلة مشهودة ، كانت ليلةً ليلاء حالكة ، سجّلها التّاريخ وخطّها على صفحاته ونقشها في ضميره ...ليلة حُبلى بالألم والخيانة و.....الولادة الجديدة .
كم كنت أتمنّى أن أكون رسّاما ماهرًا لأنقلها لوحةً خالدة ، أو نحّاتًا مُبدعًا لأنقل مشاعري وأحاسيسي عبرها إلى الحجر الأصمّ الأبكم ، فأجعل الحياة تدبّ فيها ، وأجعل القداسة تحيا وتتنفّس حقًّا ، نعم كنت أريد أن أرسم المشهد الأحلى والأجمل ، المشهد الذي يفيض حنانًا وتحنانًا وألماً وفداءً ، ولكن لا بأس ، فها أنا أحاول أن أخطّها حروفًا ...حروفًا جميلة قدر استطاعتي المتواضعة ، مشهد ابن الإنسان وهو يصلّي بلجاجة وحرارة للآب أن يرفع عنه هذه الكأس .." ولكن لتكن مشيئتك لا مشيئتي " صرخ وتساقطت قطرات عرقه كما قطرات دم ، بل قطرات دمٍ فعلا ، دم الألم ، دم الخطيئة التي سيحملها على منكبيه وكتفيه.
يسوع ؛ شاعر المحبّة وجبّار البأس ، ارتعش كانسان أمام هول خطايانا ، وأمام يقينه أنّ أباه سيحجب وجهه عنه ، وكيف لا يكون ذلك وهو زهرة الشارون البيضاء ، الناصعة ، النقيّة الطاهرة ، ستصبح مُغبّرة ًبخطايانا ؛ خطايا البشرية جمعاء .
نعم سيحملها السيّد بعد ساعات ما بين السماء والأرض ، وسيتحدّى الموت في عقر داره ، وسيجره حتمًا مُهانًا في سراديب الهاوية أمام أعوانه ، ومع زغاريد الملائكة وترنيماتهم .
جميلة هذه الليلة الليلاء ، الحزينة الحالمة ، لأنّه من أعماقها انبثق الفجر ؛ فجر الأحد ، فجر الحريّة والغلبة...انبثق السّلام وانبجست الطمأنينة. فجر الأحد قصيدة جميلة ، كتبها يسوع بدمائه ، وغنّاها برخيم صوته ، فوصل صداها إلى العرش الأسمى ، فرنّم كل مَن في السماء ، وجثت كلّ ركبة تعرف الحقّ وتعشقه.
فجر الأحد فجر الدُّنيا والأمل المعقود على جبين الكينونة والصّيرورة ، والمُزهر أبدًا فوق كلّ الرُّبى العابقة بأريج الفداء ، وطِيب حاملات الطيب الذي ما زال يتضوّع .
يســـــــــــــــــــــوع ؛ العريس ابن الثلاثة والثلاثين نيسانًا ، والمقام من الموت والمنتصر عليه : ...نرنو إليك ونشتاق ، نحبّك ونُعظًمك ونُقدِّر صليبك عالًيًا ، ونفاخر بك الدُّنيا ، فبهذا الصليب ، رمز المحبّة اللامتناهية ، والتضحية الغامرة ، صار لنا الحقّ أن نصبح أبناءً للباري العظيم ، وصار لنا الحقّ أن نرث الملكوت . أتفطّر وأتقطّع حُزنًا يا سيّدي ، وأنا أرى أرتال البشر ومواكبهم يسرعون نحو الجحيم ، بل الأدهى والأمرّ إنهم يزدرون بصليبكَ ، ويأبون خلاصًا هذا مقداره. إنهم يستهينون يا سيّد بالصّليب ، ويرفضون المحبّة ، ولا يقبلون إلا السنّ بالسّن والبادئ أظلم !!، يستهينون بحِلمك وبخلاصك يا يسوع، ويرفضون أن يفتحوا لك الأبواب والقلوب ، وأنت تقرع وتقرع . . آه ......لربما غاليْتُ بعض الشيء يا سيّدي فاعذرني ، فالأمر ليس في السوداوية التي وصفتها أنا ، فالفضائيات والإذاعات وسفراؤك يحملون البشارة بأمانة إلى كلّ بيت ، فتنتشر هذه البشارة وتزدهر وتملأ النفوس دفئًا وإيماناً وتجديدًا .. نعم الاختراع يا سيّد – وأنت ربّه – يخدمك بل يخدم البشرية والحقّ.
يســــــــــــــــــــــوع في هذه الأيام الفصحيّة أقف إجلالا لصليبكَ.
يســـــــــــــــــــــــوع .... أعظِّم آلامكَ
يســــــــــــــــــــــــوع..... أذوبُ فرحًا بقيامتكَ
يســـــــــــــــــــــــــوع .... أنتَ ربّي والهي.
يســــــــــــــــــــــــــوع ....إنّنا ننتظرك ، فعجَّل .
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التّأمّل ...............
-
شعر اليوم يوازي الواوا بَح!
-
آدم.............. أنت اللوحة الأحلى
-
لاقاني والدّنيا غروب
-
كلُّنا مَعك
-
أغمر سواقينا يا ربّ
-
ممّا خطّه قلمي في فقيد الفنّ الجميل - وديع الصافي
-
عملاق الفنّ الأصيل وديع الصافي في كتاباتي
-
في رثاء عملاق الفنّ الأصيل...وديع الصّافي
-
الضربات العَشْر
-
بَلاقيك جنبي ( ترنيمة)
-
الشَّرَف القاتل
-
ظلمناكِ وما زلنا نظلمكِ
-
الماضي الجميل
-
الزّمن غفلة
-
عامٌ جديدٌ وآمالٌ جديدةٌ
-
بائعة الورد
-
المجد لله في العلا...
-
فرعونكم أنا
-
مصر كبيرة عليك يا مرسي
المزيد.....
-
أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
-
بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع
...
-
مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: نشعر بالذعر من تقارير وجود
...
-
اعتقالات جماعية في جامعات أمريكية بسبب مظاهرات مناهضة لحرب غ
...
-
ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال
...
-
بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج
...
-
تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا
...
-
الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين
...
-
إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
-
مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|