أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - ساد ستوكهولم القسم السادس عشر رالف لندغرن (3) نسخة مزيدة ومنقحة















المزيد.....

ساد ستوكهولم القسم السادس عشر رالف لندغرن (3) نسخة مزيدة ومنقحة


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4419 - 2014 / 4 / 9 - 13:33
المحور: الادب والفن
    




ركض رالف لندغرن من وراء جوستين بمخدة يريد خنقها، وجوستين تهرب من زاوية إلى زاوية. تعثر العالم اللاهوتي بتمثال القديسة العذراء، وتداعى تداعي الخواطر والأفكار. كان ذلك لجوستين مدعاةً لفتح الباب، دون أن تفلح. كشفت ثديها الأيسر، وبحثت عن مفتاحٍ تخبئه، فعرضَ رالف لندغرن ثديَهُ، ووشمُ مفتاحٍ يبدو للعين.
- هل هذا ما تبحثين عنه؟
- كيف أَخَذْتَنِيه؟
- وهل أنا مجنون كي أقول لكِ؟
- أنت غير مجنون مجنون.
- في الليل لا تتوقف الشياطين عن التحدث معي، تُغريني بأثدائها المقطوعة، تَخْرُجُ من كتبي الدينية، وتُهددني إذا ما لم أقتلكِ خنقًا قَتَلَت بنتيّ وابني، ولماذا خنقًا سألتها، إلقاؤك في حفرة في جليد البلطيق أسهل، فلم أقنعها.
- سّرِّي عنك الهموم بشكل آخر، طلبت جوستين.
- وإلا سيكون الجحيم مثواكَ، قالت لي.
- إنه الدورُ السرمديُّ كما تراه شياطينك.
- الروح الشريرة لا تفوتها شاردة ولا واردة.
- تفوتها.
- كيف؟
- أن تتظاهر بخنقي، وأن أتظاهر بموتي.
- وبعد ذلك؟
- ستلهو الروح الشريرة بغيرنا.
- خنقُكِ شرطٌ لا بد منه.
- وخنقُكَ؟
- خنقي!
- شرط المعاملة بالمثل.
- ألستِ مشمئزة من الحياة؟
- شكواي من الحياة أقوى من أسباب شكواي.
- صعوبةُ المِراس من أخلاقك، نرفز رالف لندغرن.
- لن يصلحَ أمرُكِ، يا جوستين، نرفزت جوستين.
- لن تهربي إلى آخر الزمان، ألقى رالف لندغرن بين يدي جوستين كمن يلقي بين يدي شخص غائب.
- ألسنا في آخر الزمان هنا في ساد ستوكهولم؟ عاندت جوستين.
- لم أحسب آخر الدقائق.
- احسبها، فماذا تنتظر؟
- وهل أنا مجنون كي أحسبها؟
- ستنتهي وسننتهي.
- ليس قبل أن أضع هذه المخدة على وجهك، وأضغط.
- لن أدعك تفعل.
- ليس أنتِ...
- من يقرر؟ بلى! أنا التي سَتَنْفُقُ.
- بإرادتي.
- وهل هناك إرادة لأحد في ساد ستوكهولم؟
- لا.
- أرأيت؟
- سأتظاهر بذلك.
- لن أتركك تنجح.
- أنت ستموتين بشكل أو بآخر.
- ليس خنقًا.
- اختاري.
- ليس الآن.
- الزمان في ساد ستوكهولم على وشك الانتهاء.
- ليس بعد.
- وإذا ما دفعتك من النافذة؟
- لا نافذة هناك.
- سنخرج، وسنصعد إلى أعلى برج، فأدفعك.
- أريد الموت في ساد ستوكهولم، آخر مكان لآخر زمان.
- وإذا ما أحضرتُ سُمًا.
- لا صيدلية هناك.
- سنخرج، وسنذهب إلى صيدلية، فأسمك.
- أريد الحياة في ساد ستوكهولم، آخر نَفَس لآخر حوت.
- قبل قليل كنتِ تريدين الموت والآن تريدين الحياة، قليل من الجد.
- وإذا ما خنقتك أنا؟
- فكرة مُعادة.
- سأضع المخدة على وجهك، وأضغط.
- ستريحينني منك.
- أترى؟
- ليس الأمر سهلاً.
- سنمهد للأمر.
- كيف؟
- سأتركُكَ تنتقم مني قبل موتي، بتعذيبي كما تشتهي، وذلك بإدخال أصابعك في كل الفتحات.
- وبعد ذلك؟
- لما تتهالك إعياءً أضع المخدة على وجهك، وأضغط.
- سيُثْقَلُ ضميري.
- كيف؟
- عندما أتركُكِ من بعدي.
- سأجد واحدًا غيرك يريد خنقي.
- لا.
- لماذا؟
- سأخنقك أنا.
- لن تَجِدَ واحدةً غيري تخنقها.
- في هذا المكان لا.
- في كل ستوكهولم.
- لا أعتقد.
- ستجد.
- لن أجد.
- أؤكد لك.
- دعيني أخنقك.
- أؤكد لك قلت لك.
- لا تخنقي متعتي رجاء.
- أنتَ من سيخنقها معي.
- يكفي أن أفكر في أنفاسك تحت ضغط أصابعي فأنتصب.
- وبعد ذلك.
- لست أدري.
- أرأيت؟
- إذن لن أخنقك.
- أنا مُلْكُكَ.
- أعرف أن هذا غير صحيح.
- كيف أثبت لك؟
- أنا في وضع المنتصب.
- أتريدني أن أخلع ثيابي؟
- اخلعي.
- لن تخدعني.
- لن أخدعك.
- كلمة شرف؟
- كلمة شرف.
دخلت امرأةٌ بصدرٍ عارٍ ثديُها الأيسرُ كان مقطوعًا، فسارعت جوستين إلى دفن وجهها في صدر رالف لندغرن.
- أنا آسفة! اعتذرت المرأة، أخطأت في الغرفة.
في الممر، سمعاها تردد:
- هل أخذتَ الخبز؟
- لنذهب من هنا! ابتهلت جوستين.
- هل أخذتَ الخبز؟
- أرجوك!
- هل أخذتَ الخبز؟
- سأترك ثدييّ لأظافرك، بطني، فرجي، كلي، لنتيه بعيدًا عن هذا التيه!
- هل أخذتَ الخبز؟

* * *

أعلم الجرّاح جولييت بكلمات وخيمة العاقبة أن العملية لن تكون سهلة، وأن جوستين ستموت إذا ما كان سرطانها قد انتشر في كل جسدها. سالت دمعة ساخنة على خد الأخت الكبرى، وأسلمت أمرها لله. صَلَّت في مُصَلّى المستشفى، وأشعلت شمعة وضعتها قرب قدمي تمثال المسيح. لم تدعُ لإنقاذ أختها الصغيرة مرةً بل ألف مرة. وبينا هي تتراوح بين يأس ورجاء، أحست بيد على كتفها، فاستدارت لتقع على امرأة بكامل جمالها وأناقتها.
- هل هو غالٍ على قلبك؟ سألت المرأة.
- هي، أوضحت جولييت.
- غالية على قلبك هي.
- هي أختي.
- كم عمرها؟
- سبع وعشرون سنة.
- لم تزل في ريعان الشباب.
- كما تقولين.
- والحال هذه، وحده القديس أنطوان من يجيب إلى مطلبك.
- وعيسى؟
- لا.
- سيبلغ عيسى القديس أنطوان.
- لن يبلغه.
- ستموت جوستين.
- اسمها جوستين؟
- نعم.
- لو كنت مكانك لما صليت، لما دعوت.
- لماذا؟
- كل واحدة اسمها جوستين لا صلاة ولا دعاء لها، وعلى أي حال لا الصلاة تنفع ولا الدعاء ينفع في وضعٍ حرجٍ كوضع أختك كما أفترض. جوستين لن ينقذها أحد!
- ستنقذها طفولة لم تكن طفولة.
- بل ستدمرها.
- سينقذها شباب لم يكن شبابًا.
- بل سيدمرها.
- سينقذها نُضج لم يكن نُضجًا.
- بل سيدمرها.
- والآلام التي دفعت ثمنها غاليًا؟
- ستريحها الآلام منها.
- والخيبات التي كانت حياتها؟
- سترتاح الخيبات منها.
- والعهود التي لم يف بها أحد لها؟
- لن تريح العهود أصحابها.
- عليّ الذهاب، فاسمحي لي!
- لا تغضبي!
جذبت المرأة جولييت من ذراعها، وبعنف قبلتها.
- هذا آخر ما توقعت! نبرت جولييت، وهي تخلّص نفسها، وفوق هذا في المُصَلّى!
اندفعت المرأة عليها، وأسقطتها على طاولة مُقَبِّلةً كاشِفَةً عن فخذين لم ينحت فنان غير الله مثلهما، وبعد مقاومة غير مجدية، استسلمت جولييت للعناق.
- أنتِ لا تؤمنين، ألقت جولييت، وهي تعيد ارتداء ملابسها.
- أومن.
- ليس بالله.
- بكِ.
- والأخلاق لديكِ؟
- أنتِ.
- أنتِ لا أخلاق لديكِ؟
- أنا.
- وفي الليل تنامين في أي حضن؟
- أنام.
- لا تختارين.
- أختار ولا أختار.
- لعالمك طقوس من يريد تغيير العالم على حساب غيره.
- طقوس قفاي!
- سأدعو لك.
- لستُ جوستين، لكني سأحيا.
- من أجلها، لم أترك بابًا إلا وطرقته.
- لستِ من طراز الأبطال، أنتِ.
- من أجلها، تطرفتُ في القول.
- طريقة في التصرف سيئة.
- من أجلها، خرجتُ عن طاعة دافيد.
- دافيد من؟
- زوجي.
- ما طاوعك قلبك على ذلك.
- ثم أسلمتُ أمري لله.
- قاعدة الاستسلام لأخف المتاعب.
- جوستينُ هي أيضًا الاستسلامُ للإغراء.
- تريدين القول الاستسلامُ للأهواء.
- للمعاصي.
- للإدمان.
- لوشاية الواشين.
- إسناد التهم.
- انحطاط الأخلاق.
- أسوأ الاحتمالات.
- إساءة الظن.
- إساءة المعاملة.
- سَوَّدَ اللهُ وجهها!
- آمين!
بعد أقل من ساعة، وجولييت تنتظر في الممر الطويل، جاء الطبيب بخطواتٍ متثاقلة ووجهٍ جَهْم...



* يتبع القسم السابع عشر



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساد ستوكهولم القسم الخامس عشر بيتر أكرفيلدت (3) نسخة مزيدة و ...
- ساد ستوكهولم القسم الرابع عشر هوراس ألفريدسون (3) نسخة مزيدة ...
- ساد ستوكهولم القسم الثالث عشر كريستينا سفينسون (3) نسخة مزيد ...
- ساد ستوكهولم القسم الثاني عشر كاتارينا فريدن (3) نسخة مزيدة ...
- ساد ستوكهولم القسم الحادي عشر رالف لندغرن (2) نسخة مزيدة ومن ...
- ساد ستوكهولم القسم العاشر بيتر أكرفيلدت (2) نسخة مزيدة ومنقح ...
- ساد ستوكهولم القسم التاسع هوراس ألفريدسون (2) نسخة مزيدة ومن ...
- ساد ستوكهولم القسم الثامن كريستينا سفينسون (2) نسخة مزيدة وم ...
- ساد ستوكهولم القسم السابع كاتارينا فريدن (2) نسخة مزيدة ومنق ...
- ساد ستوكهولم القسم السادس رالف لندغرن (1) نسخة مزيدة ومنقحة
- ساد ستوكهولم القسم الخامس بيتر أكرفيلدت (1) نسخة مزيدة ومنقح ...
- ساد ستوكهولم القسم الرابع هوراس ألفريدسون (1) نسخة مزيدة ومن ...
- ساد ستوكهولم القسم الثالث كريستينا سفينسون (1) نسخة مزيدة وم ...
- ساد ستوكهولم القسم الثاني كاتارينا فريدن (1) نسخة مزيدة ومنق ...
- وصول غودو النص الكامل النهائي
- وصول غودو القسم الحادي عشر والأخير نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم العاشر نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم التاسع نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم الثامن نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم السابع نسخة مزيدة ومنقحة


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - ساد ستوكهولم القسم السادس عشر رالف لندغرن (3) نسخة مزيدة ومنقحة