أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - ساد ستوكهولم القسم السابع كاتارينا فريدن (2) نسخة مزيدة ومنقحة















المزيد.....

ساد ستوكهولم القسم السابع كاتارينا فريدن (2) نسخة مزيدة ومنقحة


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4410 - 2014 / 3 / 31 - 13:22
المحور: الادب والفن
    




- آآآآآآآآآه! أطلقت أم كاتارينا فريدن آهة مديدة، كم رائحة المضاجعة لذيذة في ساد ستوكهولم، اللُّهاث، العُواء، الصُّراخ، الهُواس، الانهيار، الرقص المجنون، المنافاة للأخلاق، الأيام الخاليات، تركيز السلطات، تركيز الفكر، كل شيء هنا لذيذ، فريد، ليس له نظير في الحياة.
- الحياة هنا، يا أمي، قالت كاتارينا فريدن.
- تعالي إذن لنعيش!
سحبت الأم ابنتها من اليد إلى حلبة الرقص، وراحت المرأتان تهتزان تحت الأضواء المعتمة على مزيج موسيقي من كل نوع، موسيقى ليست موسيقى، هجينة، همجية.
- آه! أعبد هذا، لهثت أم كاتارينا فريدن، وأنتِ؟
- وأنا.
- كل تعبي من أجل العيش ذهب سدى قبل هذا.
- لم يذهب شيئًا كبيرًا.
- أنت تمزحين؟
- الحياة بقدر الوقت الذي نقضيه في ساد ستوكهولم.
- أنت تطمئنينني.
- ما عدا السهو والغلط.
- غلط؟
- غلط الحس.
- هذا أفضل من أن يغلط المرء غلطة فاحشة.
- لا تفكري في هذا!
رأت الأم نفسها بين ذراعي أحد الشبان.
- لن أفكر إلا في هذا، صاحت مشيرة إلى الشاب، وهو يغيب بها في زاوية بعيدة من الحلبة، وقهقهتها تغيب معها.
توقفت كاتارينا فريدن عن الرقص، وعبست، وما لبثت أن عادت إلى طاولتها. جرعت قنينة الجعة دفعة واحدة، وارتدى وجهها قناع التفكير، فالتركيز لعبة في نهاية المطاف، والتفكير شأن من شئون الحياة، الحياة في ساد ستوكهولم.
- لماذا لا ترقصين معه؟ قطع أحدهم تفكيرها.
- معه أم معك؟
- معنا نحن الاثنين.
- ليس حالاً.
- إذن لنذهب حالاً إلى غرفة تحت.
- لا، شكرًا.
- خسرتِ حياتك!
غالب الظن أنني خسرت حياتي، قالت كاتارينا فريدن لنفسها. كانت في ساد ستوكهولم لا تعيش، كانت تموت، فالموت كالحياة في علبة الليل الوقت الذي نقضيه. نظرت إلى ساعتها، وارتدى وجهها قناع التفكير من جديد. حملت قنينة جعة أمها، وجرعتها دفعة واحدة. الحمد لله أن لا أخ لها، فلو كان لها أخ لخافت. لا أخ ولا زوج ولا عشيق، وزوج أمها لا حساب له بعد أن غدا سكيرًا. "اتركيني أشرب منك، كاتارينا، يا ابنتي!" "تشرب مني كيف؟" "منك." "مني؟" "منك، منك." "مني، مني." "منك، منك، منك." "مني، مني، مني." "هل فهمتِ؟" "أيها الفاسد العقل، يا رابّي!" بعد أن غدا ملتاثًا، بسببها غدا سكيرًا، ملتاثًا، بسبب شفتيها، وثدييها، ووِرْكَيْها. لم يعد يسعدها ذلك، خاصة بعد أن بدأت أمها تجبرها على إرضائه. كانت أمها تخاف من فقدانها إياه، ولم تترك لكاتارينا فريدن خيارًا آخر غير الرضوخ. عندما كان الحلم أكبر من كل الرغبات المطريركية، كانت تنزع قناع التفكير، وترتدي قناع عدم التركيز. كم كان ذلك سهلاً! إلا أن أمها كانت تغضب، فتحطم كل شيء، ولا تتردد عن تحطيم رأسها، رأس كاتارينا فريدن. وعند ذلك، لم يكن يصمد أمام الشيطانية المطريركية شيء.
على المشرب، طلبت كاتارينا فريدن قنينة جعة، وأرادت العودة بها إلى طاولتها لما أمسكت بها يد ناعمة.
- لستِ ضد أن تنام بنتان معًا؟ ألقت الفتاة.
- لا، ابتسمت كاتارينا فريدن.
- إذن ماذا تنتظرين؟
- الحقيقة أنني مشغولة البال.
- ليس هناك أحسن من هذا في هذه الحال.
- لا، أشكرك.
- اسمعي...
- ربما فيما بعد.
- لا تفكري كثيرًا في قضيبك!
نظرت كاتارينا فريدن إلى ساعتها، وجرعت كل قنينة الجعة دفعة واحدة. عادت إلى حلبة الرقص، وبحثت بعينيها عن أمها دون أن تجدها.
- عني أنت تبحثين؟
استدارت، ووقعت على هوراس ألفريدسون.
- إنها أمي.
- اتركيها وشأنها، بضع جلدات لا تؤذي أحدًا.
- صحيح، ولكن...
- ولكن ماذا؟ لا تكوني خراية! الحرية كالعبادة مطلقة في ساد ستوكهولم!
- أنت تخريني بكلماتك الكبيرة!
- نزعت قناع الفلسفة، وارتديت قناع الله.
- هذا بالأحرى لندغرن.
- ومن يكون لندغرن، هذا المأفون، لاحتكار الله في ساد ستوكهولم؟
- تعال نرقص!
- أرغب في تعذيبك.
- بل أنا.
- هذا المساء دوري.
- هل هي لعبة؟
- الجسد مجرم، لهذا كانت للرجل عصا.
- وللمرأة أيضًا عصا.
- نسيت أننا في ساد ستوكهولم.
- أرأيت؟
- كل شيء في علبة الليل هذه بخصوص الجسد ممكن.
- وبخصوص الروح؟
- لا تفقدي التركيز، رجاء، كاتارينا فريدن!
راح يراقصها من ظهرها، وهو يبالغ في الالتصاق بها.
- هل تشعرين به؟
- أشعر به.
- سأجلدك به بعد قليل.
لكنها تركته يجلد به نفسه، وغابت بين الأجساد الراقصة.
- ما بِكَ؟ سأله رالف لندغرن المراقص لكريستينا سفينسون.
- كاتارينا فريدن ضاعت هناك.
- هل هي هنا، كاتارينا فريدن؟ سألت كريستينا سفينسون.
- ضاعت هناك.
- هيه! إلى أين أنت ذاهب؟
- اتركه، يبدو أنه لم يضاجع كالعادة.
- أنا أيضًا لم أضاجع كالعادة، قال بيتر أكرفيلدت من ورائهما، وهو يرقص وحده.
- أنت شيء آخر.
- أنا شيء آخر ماذا؟
- أنت تكتفي بالاستمناء.
- ولكن بماذا أقسم لك؟
- بقفا أختك.
فتحت كاتارينا فريدن باب إحدى الغرف التحت الأرضية، ودخلت في شبه العتمة على صرخات أمها كلما ساطها أحد المرتدين للجلود السوداء، الملثم بقناع يخفي كل الوجه: كان الشاب. رأتها عارية تمامًا عري سكان الجحيم، وعملت على ألا تراها. بدلت ثيابها، وتلثمت، ثم أشارت إلى الشاب بالمجيء، فجاء سرًا، سلمها السوط، وبالمقابل سلمته النقود. أخذت مكانه، وبدأت بأمها جلدًا، أسيلاً في البداية، أثار استغراب الضحية، وأصيلاً في النهاية. كانت تسوط أمها بيد الشيطان، وترفع قلاع الشر. وكلما أطلقت أمها صرخة، كلما أطلقت هي الأخرى صرخة. "خذها من ثدييها، يا دين الرب!" قال الصدى. "هذا لأجل ثدييّ!" نبرت كاتارينا فريدن. "كاتارينا، هذه أنتِ؟" توسلت أمها. "وهذا لأجل ردفيّ!" "كاتارينا، ارأفي بأمك!" "وهذا لأجل فخذيّ!" "كاتارينا، ستقتلين أمك!" "وهذا لأجل ساقيّ!" "كاتارينا، يا صغيرتي كاتارينا!" "وهذا لأجل قدميّ!" "يا صغيرتي كاتارينا! يا صغيرتي كاتارينا!" ألقت بالسوط أرضًا، وصعدت كاللبؤة على أمها، وراحت بها تمزيقًا.
- لن أفقد التركيز، يا أمي!
- أوه، يا صغيرتي كاتارينا!
- بعد أن مزقتك، سأعضك.
- ليس من ثديي. آي! آي! يا صغيرتي كاتارينا. يا كلبتي!
- ومن بطنك.
- آي! آي!
- ومن فرجك.
- آي! آي! آي!
- ومن كلك.
- لا، يا كاتارينا! لا، يا صغيرتي! يا صغيرتي كاتارينا!
- وبهذه السلسلة سأخنقك.
- النجدة.
- في ساد ستوكهولم لا أحد يأتي لنجدة أحد.
- اتركيني أذهب، يا حبيبتي!
- لا مكان نذهب إليه في الجحيم.
- فكيني! أطلب منك المعذرة!
- المعذرة؟ أية معذرة؟
- أطلب منك المعذرة!
- فات الأوان.
- المعذرة!
- وبهذا السيخ سأحشوك.
- المعذرة! المعذرة!
- فات الأوان.
- المعذرة! المعذرة! المعذرة!
- فات الأوان.
- لم أكن أعلم ما سَخَّمْتُ بصدرك.
- مساخرك.
- تسلسل أفكاري.
- تسلطك على ميولي.
- كان عليّ أن أحميك على طريقتي، تمتمت الأم، وهي تذرف الدمع السخين، كان عليّ أن أتحداني ضد كل العقبات، كان عليّ أن أكون بقوة الصخر في عالم جبان. لم أتردد عن فعل أي شيء من أجلك، عن قبول ما لا يُقبل، عن الغطس في بحيرات الجليد المائع لأصطاد. نِمت مع أكثر من واحد غدا معلمي، غررت كثيرين لم يفوا بوعودهم. كان عليّ أن أكون أمك وأباك قبل أن يموت أبوك، قبل أن يغدو كحوليًا، هو الآخر، قبل أن يُجَنّ. وكان عليّ أن أصنعك مثلي، قوية لا تأبه بشيء، أن أصنعك غير مثلي، مثقفة، جامعية، تضرب على الطاولة. تحقق لي معك ما لم يتحقق لي معي، فقلت لم أفشل في حياتي، لم أغدُ عاهرة، لم أجمد على أحد الأرصفة. استطعت التغلب على كل الرجال، وكل النساء، ولم يعرف الندم طريقه إلى قلبي، ولا الذنب، ولا السمك الهائم على وجهه، لأني كنت مغامرتي.


* يتبع القسم الثامن



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساد ستوكهولم القسم السادس رالف لندغرن (1) نسخة مزيدة ومنقحة
- ساد ستوكهولم القسم الخامس بيتر أكرفيلدت (1) نسخة مزيدة ومنقح ...
- ساد ستوكهولم القسم الرابع هوراس ألفريدسون (1) نسخة مزيدة ومن ...
- ساد ستوكهولم القسم الثالث كريستينا سفينسون (1) نسخة مزيدة وم ...
- ساد ستوكهولم القسم الثاني كاتارينا فريدن (1) نسخة مزيدة ومنق ...
- وصول غودو النص الكامل النهائي
- وصول غودو القسم الحادي عشر والأخير نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم العاشر نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم التاسع نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم الثامن نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم السابع نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم السادس نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم الخامس نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم الرابع نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم الثالث نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم الثاني نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم الأول نسخة مزيدة ومنقحة
- هاملت النص الكامل نسخة مزيدة ومنقحة
- هاملت القسم الرابع والأخير الرواية الجديدة لأفنان القاسم
- هاملت القسم الثالث الرواية الجديدة لأفنان القاسم


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - ساد ستوكهولم القسم السابع كاتارينا فريدن (2) نسخة مزيدة ومنقحة