أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - وصول غودو القسم السادس نسخة مزيدة ومنقحة















المزيد.....



وصول غودو القسم السادس نسخة مزيدة ومنقحة


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 12:06
المحور: الادب والفن
    




لم تتساءل الصغيرة دوروتيه لماذا تشعل أمها عين فرن الغاز، وتتركها هكذا، ولم يقلقها ذلك، والأمر يتكرر كل يوم. كانت تهمس بقبلة على خدها، وتفكر أن هذا يسعدها. ربما لأني أعيش على هامش المجتمع، قالت الأم ذات يوم ما تفكر بصوت عال، فلم تفهم الصغيرة دوروتيه.
- ماذا تقولين، ماما؟
- أنا هي التي أشْعَلَتِ النار.
- أعرف، ماما.
- الشمس قوية.
- إنه الصيف، ماما.
- حريق، يا دوروتيه، هل تشمين رائحة الدخان؟
- أنا لا أشم، ماما.
- اسمعي، رجال المطافئ.
- أنا لا أسمع، ماما.
- رجال المطافئ، يا دين الكلب!
- رجال المطافئ، ماما.
- ربما كان هناك بعض المحترقين.
- بعض المحترقين، ماما؟
- لا بأس، يا دوروتيه، لا بأس، يا حبيبتي! العبي، يا حبيبتي!
وعندما كانت الأم لا تجد ما تقول، تتوجه بالكلام إلى ابنتها:
- النار، هذا من أجل قهوتي.
- من أجل قهوتك، ماما؟
- قهوتي.
- ساخنة، ماما.
- ساخنة.
- أنا لا أحب القهوة، ماما.
- أنت تحبين الشوكولاطة بالحليب.
- أنا أحب الشوكولاطة بالحليب، ماما.
- تريدين أن أسخن لك طاسًا؟
- لا.
- لماذا؟
- هكذا.
- كما تريدين.
- أنا أحب النار، ماما.
- تريدين أن أشعل لك المدفأة؟
- لا.
- لماذا؟
- هكذا.
- كما تريدين.
- أنا أحب لونها، ماما.
- لون النار؟
- أنا أحب لونها.
- تحبين لونها.
- أنا أحب لون النار، ماما.
- تحبين لون النار.
- أنا أحب طعمها.
- تحبين طعم النار.
- أنا أحب لهبها.
- تحبين لهب النار.
- أنا أحب النار، مثلك، ماما.
- سأغلي قهوتي.
- اغلي.
لكنها لا تتحرك من مكانها، فتصعد الصغيرة دوروتيه على كرسي، وتتناول صندوق القهوة.
- خذي، ماما.
- أوه! شكرًا، يا حبيبتي!
كانت تشعل عينًا ثانية، وتتأمل النار.
- سخني لي طاس شوكولاطة بالحليب، ماما.
- حالاً، يا حبيبتي!
وتشعل الأم عينًا ثالثة.

* * *

لم تعرف الفتاة الحمراء إلى أين تذهب في عالم محطة بوبيني شرقَ باريس، عالم من الحجارة والرمل كله مهدم، الباصات، الترامويهات، قطارات المترو، ولم تجد ما تفعل سوى إشعال النار. رأت في النار جسدها، وفي النار عقلها، وأنهت التناقض ما بينهما. بكل بساطة، دونما حاجة بها إلى كينونة فوق الوجود المادي مفارقة له. بشحطة عود كبريت. الطبيعة والعقل من النار نفسها. ابتسمت على انهيار النظريات، كل النظريات منذ أرسطو إلى هيدغر مرورًا بهيغل. النار فلسفة؟ ليس بالضبط هذا. الهدم. الهدم الخلاق. على صورةِ الهدمِ خالقُهُ. خالقُ الهدم. هذا الخالق المبتَكَر، المبتَكِر. جوهرُهُ. كل معاركه السابقة لا شيء، كل معاركه القديمة ليست سوى غربال لنفسها، فالضرورة غربال الأفعال، والحتمية ابنة الطبيعة. يكفي أن يكون شرطها. لهذا كان الكائن شرطًا لفعل، لا الفعل شرطًا لكائن.
أَبْصَرَت الصور ثانية: كيف تم الهدم، همجية السين، وحشية المارن، بربرية الرون. من أجمل الصور كانت. هل هناك أجمل من جواد يصهل غضبًا، ومن ليث يزأر يأسًا، ومن ثعبان ينفث احتقانًا؟ يكون الجواد بالغضب، والليث باليأس، والثعبان بالاحتقان. يلتقي الصهيل بالغضب، والزئير باليأس، والفحيح بالاحتقان. تلتقي الهمجية بجسدها، والوحشية بكِيانها، والبربرية بفضائها. تلتقي النار بالشَّعر الأحمر، والحُلم بالساحة الحمراء، والأمل بالشروق الدموي. الشروق الدموي هو هذا، قالت الفتاة الحمراء لنفسها، معنى الكينونة، حقيقتها، بين ثدييّ، على بطني، بين فخذيّ، لأني الشرط.
- ما أسرع ما يمضي الوقت! همس الرجل المتغضن الوجه الأرمد الشعر في أذن الفتاة الحمراء.
- كما تأكل النار الهشيم، دمدمت ابنة النار.
- الوقت كالنار يحترق بسرعة، اليوم كالبارحة. الكينونة نار، والوقت نار، كلاهما واحد.
- أحب اللون الأزرق للنار.
- وأنا الأخضر.
- لهذا يهوى الناس الاستبداد، لأن لونيه أزرقُ وأخضرُ.
- لهذا يشعلون النيران.
- ضد الاستبداد.
- للاستبداد، فما أن ينتهي الواحد حتى يبدأ الآخر. الحق أن هناك استبدادات من كل نوع، وهي تنهل بالتبادل من بعضها. تتغير التسميات، هذا كل ما هنالك. الوظيفة مدى الحياة استبداد كاستبداد بن علي، أَخْذُ الباص كل يوم، أَكْلُ الخراء كل مساء والنظر إلى أخبار الساعة الثامنة. وليس هذا فقط، الديمقراطية استبداد كاستبداد الهاتف الجوّال.
- هناك استبداد واستبداد، الاستبداد الحلو والاستبداد المر، طعمهما على اللسان ليس متشابهًا.
- كلاهما على اللسان خراء، المر والحلو.
- هاتِ ما عندك!
- الإنسان اليوم هو كونه مستبدًا بطبعه، يهدم، يتهدم، لا ليبني، لا لينبني، ليهدم، ليتهدم. متعة ما بعدها متعة.
- متعة بربرية.
- متعة، فقط متعة.
- هاتِ لي خدك!
- لهذا نعتاد الاستبداد، نتشبث به بمخالبنا، نعضه بأسناننا، نبدله فقط إذا ما اضطررنا إلى ذلك.
- الحرية إذن لماذا؟
- ليبقى الاستبداد.
- هاتِ !
- أرض الهدم إذن هي التغيير من استبداد إلى استبداد تحت معنى ألا يتغير شيء، لا شيء ينزع عن الوجوه أقاقياها، وجوه شائخة، حتى الشابة منها شائخة.
- هاتوا!
- من هنا يأتي معنى الزمان، من استبداد إلى استبداد، من هنا يأتي معنى الوجود، من الاستبداد إلى الاستبداد، الباقي فذلكات حسابية، وحمرنات فلسفية.
- آتوا!
- الإنسان إذن لا يتوقف على كونه إنسانًا، يتوقف على كونه مستبدًا، يكون شرطًا للفعل، ثم يغدو شرطًا لشرطه، بكل قواه القوية، فلا شيء أقوى، اضطرابات الكينونة من صنعه، لغاية واحدة: تبديل الاستبداد بالاستبداد. إن يتوقفْ يتعبْ أو يمللْ، تدفعه أصابع المخابرات. آه! أجمل شيء في الوجود أصابع الأقاقيا. إنها حدائقنا في القرن الحادي والعشرين.
- أصابع المخابرات وجدائل رأس المال.
- جدائل رأس المال حياتاتنا، عقولنا، أجسادنا، أزماننا، كِياناتنا، حبالنا التي نشنق أنفسنا بها، نيراننا التي نحرق تواريخنا فيها، جيوشنا التي لنا من أجل هزائمنا، أين مكان الفلسفة في محفظة سمينة؟ أين نار العقل في موقد ذهبيّ؟ أين أمواج الموضوعية في محيطات الكاك 40؟ يا لهم من قراصنة عُمْي العينين الفلاسفة! أينهم تحت أبراج المال في هونغ كونغ؟ بين نيران المدافع في مالي أو في أفريقيا المركزية؟ فوق بدلات سموكنغ الطائرت الخاصة؟ انتهت الفلسفة، وبقي الفلاسفة. هناك مكان لهم في صفوف مطعم القلب!
انبثق الأخوان السياميان من رمل الوقت، كحجرين مهدمين. بدت على وجهيهما الشيخوخة على الرغم من شبابهما، وانعكس عن محياهما التاريخ القديم. كانا صحنًا للوقت في حركته، وفي أثره، وعاءً لبركان أودى بالحياة بعد نوم طويل.
- أين الباحث عنا؟ قال السياميان للفتاة الحمراء والرجل الأرمد الشعر المتغضن التعابير. كان أحدهم بانتظارنا، فأين هو؟
- لا أحد ينتظر أحدًا، أجابت الفتاة الحمراء، وديعةُ الخُلُقِ.
- أنفقنا وقتنا إذن باطلاً.
- وحضوركما بعد كل ما جرى لا فائدة منه، قال الرجل الذي أسال أودية من الحبر.
- كل هذا الهدم لا فائدة منه، قال المِسْخان الأشياءَ بدونِ مواربة.
- الهدم قدر الأشياء، همس الرجل الحكيم.
- لن نعود من حيث جئنا.
- الوقت لا يعود إلى الوراء.
- لن نرقص مع كائنات الرمل.
- الكائنات لا تتقن سوى ما تفعل.
- لن نعيد حدث الهدم.
- لكل حدث وقته.
- تعالا إلى ذراعيّ، رجت الفتاة الحمراء السياميين متوردة الخدين.
قبّلت الأول، وقبّلت الثاني. للأول أورثت الحزن، وللثاني الضَّيْق.
- هذه القبلة كل التاريخ، قال السيامي الأول.
- هذه القبلة كل الزمان، قال السيامي الثاني.
- شخصان متماثلا التكوين، ورّى الرجل المتغضن الوجه الأرمد الشعر.
- هكذا كنا منذ الولادة، قال الأخوان المشوهان، لا يرقى إلينا الشك.
- حقيقة كينونتنا.
حضر خادم القرصان دون القرصان، وهو يربط عنقه بحبل، ويحمل متاع القرصان في حقائب عديدة.
- وراء الأكمة ما وراءها، بدأ الخادم القول.
ثم:
- هل رأى أحدكم سيد البحر؟
- هل بحثت عنه في النار؟ تورطت الفتاة الحمراء في السؤال.
- بحثت، ولم أجده.
- هل بحثت عنه في الدمار؟
- بحثت ولم أجده.
- هل بحثت عنه في اللُّجّ؟
- أي لُجّ؟ الرمل؟ إذا كان الرمل لُجًا بحثت ولم أجده.
- ستجده إذن في الشجاعة، ألقت الفتاة الحمراء دون أن تكون واثقة.
- بحثت عنه في الشجاعة ولم أجده.
- ستجده إذن في الجبن.
- بحثت عنه في الجبن ولم أجده.
- ستجده إذن في المَلاحة، إذا ما بقيت هناك مَلاحة.
- بحثت عنه في المَلاحة ولم أجده.
- ستجده إذن في الدمامة.
- بحثت عنه في الدمامة ولم أجده.
تراخت قدم الخادم، وتساقطت أحماله.
- هذا مصير كل عدو لوقته، تمتم الرجل الأرمد الشعر المتغضن الوجه حانقًا على الحياة.
- وماذا سأفعل؟ انحنى الخادم أمام الرجل الحكيم في احترام والدموع تترقرق من عينيه.
- لا تنتظر، وامض إلى حيث كان سيدك يريد الذهاب، فلربما وجدته قبل أن يغدو وقته له عدوًا.
جاء البشر، وعادوا يهدمون ما هدموا، وكل واحد بدا جزءًا من كل، كانوا المستبد على أنفسهم.
- حقًا! لا أمل هنا في الوقوع على سيد البحر، قال خادم القرصان، وهو يتأكله الحقد، قبل أن يغادر المكان دون الحقائب، والنار تقوده بعيدًا عن النار.
أثناء ذلك، حضر القرصان، من الاتجاه الذي ذهب منه خادمه.
- هذه النار لا تقود إلى شيء، قال القرصان بمثابة التحية.
- كالماء في هذه البلاد، ككل شيء، أجاب الرجل المتغضن الوجه الأرمد الشعر إثباتًا لرأيه.
- إذا كنتَ تبحث عن خادمك، فقد ذهب من الطريق التي جئت منها، أبلغت الفتاة الحمراء.
- لم أره، تردد القرصان، وهو يضرب قبضة السوط في قبضته، وأنا على كل حال لم أبحث عنه، أتركه يجيء.
- ما أكذبه!
- لقد سمعتُ نُعابًا منذ قليل، فقلت لنفسي لقد مرّ من هنا، ابن القحبة!
- حقائبك هناك، أشار السياميان، وذهبا لإحضارها بقدم غير ثابتة.
- كم هذا السوط جائع، ألقى القرصان ثابط الهمة، وهو يواصل ضرب قبضة السوط في قبضته.
- لدينا بعض البطاطا المسلوقة، همهمت الفتاة الثدياء بلهجة ثخينة.
- لعالم البر أسياد جبابرة سياطهم لا تعد ولا تحصى، وهي لا تجوع أبدًا، أوضح سيد البحر، وهو يعض شفته السفلى، فيبدو ثَرِمًا، أسياطهم هي الأكوان ببشرها وآلهتها، من سوط الضريبة إلى سوط المخرأة مرورًا بسوط برامج المزبلة في التلفزيون، لهذا الناس أرانب، كلهم أرانب، لا حاجة بهم إلى تمرد يهدم ولا شيء يبني.
- ها هي حقائبك، ثغثغ التوأمان المِسْخان، وهما يلقيانها أرضًا بحركة عنيفة، فتنفتح، ويبين ما فيها من سياط.
راح القرصان بهما لسعًا وركلاً، وبغضبٍ يسب ويلعن.
- اتركهما، يا دين الرب! صاحت الفتاة الحمراء، وهي تحاول مسك يده، إلى أن توقف عن ضربهما لاهثًا.
- هذا لا شيء غير المقبلات، كلم القرصان سوطه، ضمان على حسن نيتي.
ثم كلم السياميين الجريحين:
- انهضا، وليأخذ كل منكما سوطًا، ستكونان لي عونين. هيا، كونا بمقام الكد!
أثلج صدرهما، فنهضا، واختار كل منهما سوطًا بينما الأمل يشع من عينيهما.
- لأجل تسعير النار فقط لا غير، قال القرصان لابنة النار، وهو يلمس شعرها، ليثير الشكوك أكثر مما يثير الشهوات، ولأنني أحب اللهو والتسلية.
- حرية الضمير.
- راحة الضمير.
كشياطين الحرب، أخذ التوأمان السياميان يسوط أحدهما الآخر، هذا يقول إنه يحب القرصان والقرصان سيده، وذاك يقول إنه يكره القرصان والقرصان سيده. تعاركا باليدين والقدمين، وهما يتراشقان بالشتائم: أيها القذر! أيها القذر! ورميا بنفسهما على الأرض، وكأنهما حيوان غريب بعيدُ الهَوْء، بينما القرصان يضحك عليهما حتى سَكْبِ الدمع.
- أكيدًا! العالم هنا غير العالم، ألقى القرصان كمن يلقي خطابًا يهز المشاعر، هنا السوط غير السوط، والقبضة غير القبضة.
- هنا السوط ليس سوط الستيك فريت، همهم الرجل المتغضن الوجه الأرمد الشعر مهددًا، هنا السوط ليس سوط الجائزة غونكور.
- الجائزة غونكور! استخف القرصان بتهديداته، ما دخل الجائزة غونكور في كل هذا؟
- في لا شيء، همهم الرجل الحكيم المستحوذة عليه همومه، أنا صاحب مسرح، أقول أول كلمة حرة تجيء على لساني. مأفون أنا، مغفل، لهذا أنا صاحب مسرح. ابن شرموطة! اثنتان وثلاثون مسرحية أنا، لم يخرجها أحد، اثنان وثلاثون سوطًا أجلد بها نفسي. هل ترى؟ هناك السوط الجائع وهناك السوط اللاجائع، هناك السوط المجوِّع وهناك السوط المجوَّع. في نهاية المطاف كلها واحدة كإرادات الكائنات، كالخراء واحدة، فهل هناك خراء ثري وخراء فقير؟ هل هناك خراء صيني وآخر سويدي؟ والخراء يمكن أن يكون في الرأس بدلاً من الدماغ كما هو الحال في رؤوس النقاد عندنا الذين يتعاملون مع الأدب كما يتعاملون مع كلابهم. في الواقع، هناك أدوات نقدية بإرادة الأدب تعمل لا بإرادة الناقد، فلم تعد هناك نظرية نقدية، كل كتابة تحمل في أحشائها نظريتها النقدية. كما أن تجاهل الأديب من طرف النقاد كتقطيع جسده بأمواسهم، هم يعتقدون أنهم يقتلونه، ولا يرون كيف يفجرون مع دمه الأقاقيا الحمراء والأيائل. لكني لا ألوم أحدًا. هم أيضًا ضحايا السوط. هل تعرف أيُّهُ؟
- مَنْ صَنَّفَ فَقَدْ اِسْتَهْدَفَ.
- سوط الدعاية، يا دين الرب!
- حميت نفسك من ثرثرة البرامج الأدبية والحركات الشيطانية للأيدي.
- يا للهول! تريد أن تبتلع البرشامة ولا يكون بمقدورك، كما لو كنت تأكل وتشعر بحاجتك إلى التغوط، كما لو كنت تضاجع وتخرأ، كما لو كنت تناضل وتشخ على الإنسانية.
- جِدْ مكانك في هذا الخراء.
- لأجد مكاني في هذا الخراء، يجب تبديل الذهنية، لا، تبديلها لا يكفي، يجب نسفها، الذهنية. الذهنية، أجنحة فرس أفكارنا التي تضاجعنا ونضاجعها، ونحن في المترو، ونحن في المخرآت، ونحن في المباول، ونحن في السوبرماركتات. يجب تفجيرها.
- اطلب من نابليون الصغير ذلك، عنوانه يعرفه الجميع.
- سأطلب ذلك من ماخور يعشق مرتادوه الشعر وحلمات النساء ويتعاملون مع الكلمات تعاملي مع السياسة بعقلانية.
- اتركه لشأنه، ماخورك، طلبت الفتاة الحمراء، وهي تكشف ثدييها وساقيها، ليس هذا شأنه.
- اتركيني أنت لشأني، يا ماخور الخراء! نبر الرجل الأرمد الشعر المتغضن الوجه بابنة النار، ألسنا في قلب الدمار؟ ألسنا في خراء النار؟ الدمار كالنار حريتنا في هذا السقوط، فلنترك كل ما في أنفسنا يتساقط وإيانا تساقط الخراء من ثقوبنا، إنها حريتنا الوحيدة، الكائنات الذين هم نحن دون كينونة، إنه سوطنا الوحيد، سوط الخراء.
- رائحة الخراء شديدة من هذه الناحية، جاش النَّفَسُ في رئة القرصان، وهو يغلق أنفه بقبضة سوطه، ويهتف بالأخوين السياميين: كُفّا عن التقاتل، احملا الحقائب، واتبعاني!
- حملتُ كل الحقائب الفارغة أنا، باح الرجل الأرمد الشعر المتغضن الوجه بحبه لنفسه، وهو يفتح بنطاله قابضًا على عضوه، لأملأها بما لا أستطيع حمله، ملأتها بالكتب التي لم أقرأها، بالملابس التي لم ألبسها، بالأطعمة التي لم آكلها، بالمرايا التي لم أر نفسي فيها، باللوحات التي لم أرسمها، بالمسرحيات التي لم أكتبها. ملأتها بكل ما لا أريد، بكل ما لا أعرف، بكل ما لا أطيق، وظلت حقائبي دومًا فارغة. لهذا كتبت مسرحياتي كي أملأ حقائبي، وأشعلت النار، وهدمت الأسوار، وصرخت في الشوارع، وناديت على الطيور، وهتفت بالشياطين. لم يكن لي إخوة، فقلت للشياطين كوني إخوتي. غدت الشياطين إخوتي، وأنجزت الكتابة. اثنان وثلاثون كتابًا. لم تعد هناك مواضيع أكتب عنها، لم يعد المجتمع ما أفكر فيه. اكتشفت بعد كل هذا التعب وهذا الجهد أنني لم أفكر كثيرًا في عضوي، لم أغنّجه، لم أشبعه، لم أعش من أجله، وأن نسيانه كان العيش المنسيّ. آه! يا لسخرية الأقدار أن يعيش المرء لقضية كما عشت لقضية الكتابة ولا يعيش لعضوه. القضيب هو القضية! الحياة! الكون! القضيب هو سيد الكائنات، معليها، مدنيها! الجبار! القهار! المعجز، الإعجاز! دونه الدون، وعُليه العُلا! انهارت المدن بإرادته، واحترقت البحار، وزالت الحضارات! لم يقدّره الحكام ولا الرأسماليون ولا الفلاسفة! لم تحتفل به الأفخاذ السوداء والبيضاء والحمراء والسمراء والصفراء كما يجدر الاحتفال به! لم تغنِّهِ الأوبراهات، لم تُشِرْ إليه الإشارات، لم ترقص له الأدغال! لو أحسنْتُ استعمالَهُ لصنعتُ شعوبًا أكثر بسالة، ولكتبتُ كتبًا أكثر نجاحًا. أحسن الكتب لأجود الشعوب. لم أحسن استعماله، فتخلى عني، لهذا لم أجد دورًا أمثله في مسرحياتي. دور المنيك لا دور النائك! الدور الذي يمثله كل البشر في الواقع، في الهدم، في اللهب! دور كل يوم حُرمت منه، دور كل ما له صامت ولا ناطق! الآن ها هو يبكي عليّ، خسرني بعد أن خسرته، ولو كانت أمي لم تزل بعد على قيد الحياة لما وفرت عليّ هي الأخرى دمعها.
- ولكنك تركت الله، فتركك، وأفشل كل مشاريعك.
- أفشلت كل مشاريعه أنا، حطمت كل أبوابه أنا، أعدته إلى مكانه الطبيعي أنا، مكان لا طبيعي، أوهام يستقوون بها، فالحق بالوجود للمستقوي لا للقوي، بعد أن يحمل المرء عناءين، عناء الدنيا وعناء الآخرة. لهذا دومًا ما كنت ضد الدين لا ضد الأديان، فالأديان مسألة المجتمع، والدين مسألة الطبيعة. وبعد كل شيء، خراء كل هذا، كل هذا بؤس الإنسان. أنا الغاطس في خراي لا بؤس لي، آكل مع أبطالي الكرواسانات الساخنة كل صباح، وأشرب الشوكولاطة بالحليب.
- أنت خراء بورجوازي إذن.
- ثوري، خراء ثوري، خراء ثوري يذكّر بخراءات أخرى ثورية، وهي لا تعد ولا تحصى. العرب كخراءات ثورية أشجع وأروع وأكثر تفانٍ من الفلسطينيين الذين هم أيضًا خراءات ثورية، لهذا استبداد أولئك أفضل بكثير من استعباد هؤلاء. تضحياتهم طوال قرن لم تبلغ من القوة ما بلغته تضحيات المصريين في شهر أو العراقيين في أسبوع أو السوريين في يوم بغض النظر عن همجية المتدينين أو ورعهم. يحبون بلادهم بالكلام، وبالفعل يحبها غيرهم، لهذا كانوا كلهم شعراء، لا يقرأون سوى قصائدهم، وكالدمامل يفقعونها بأظافرهم. أما عن القراء فحدث، جهل مطبق، العالِم وغير العالِم. هنا يشترون الكتاب ولا يقرأون، هناك لا يشترون الكتاب ولا يقرأون. جحش تركي كل واحد. الحمد لله! خراءات ثورية، خراءات شعرية، خراءات فكرية، خراءات طهوية، خراءات عَرَضِيَّة، خراءات عَرْضِيَّة، خراءات طولية، خراءات عرصية، خراءات، خراءات، خراءات الحياة.
- أنا معجبة بك عندما تقارن بين الخراء الجزائري والخراء الفرنسي وتنحاز إلى الأول، الباقي أقل، لا أحب كثيرًا، اعترفت الفتاة الحمراء. هذا لا يمنع أن تكون كاتبًا جيدًا.
- أن تكون خراء شيء، وأن تخرأ شيء آخر، والاستثناءات ليست كثيرة. للخراء الجزائري رائحة زكية تملأ الفضاء في قصر الشعب منذ ثلاث عهدات، وهي ها هنا لعهدة رابعة، وربما خامسة، فبعض الموتى المحظوظين من الجزائريين يبقون أحياء، وإذا ما رضي الجزائريون عن مرتع خِصْب بإرادة اللاإرادة التي هي إرادتهم، إرادة الخراء. هل يوجد خراء كهذا في التاريخ؟ هم أسياد التاريخ من هذه الناحية، يضفي على خرائهم لطفُهُم سمة خاصة تجعلهم ليس فقط أسياد التاريخ بل وأسياد البشرية.
- والخراء الفرنسي؟
- خلافًا للخراء الجزائري، الخراء الفرنسي يَنْتُنُ برائحة كريهة جدًا، الرائحة الخبيثة في كل مكان، غير أن الرائحة الخبيثة رائحة كل جمالية، كل نحتية، كل تراجيدية، كل كوميدية، إنها رائحة الخلق والحياة، فماذا ننتظر لتدمير كل شيء، ليس فقط محطة بوبيني، ماذا ننتظر لتفجير كل شيء، ماذا ننتظر لحرق كل شيء، ماذا ننتظر، ماذا ننتظر، ماذا ننتظر؟ بدلاً من أن نفطس، أن نهلك، أن نزول، أن نأكل خراءنا، أن نشرب شخاخنا، وكتحلاية أن نبلع الوعود. ماذا ننتظر، ماذا ننتظر، ماذا ننتظر؟ اليومَ الذي نغسل فيه الخراء الوردي كالخراء البنفسجي، اليومَ الذي نكنس فيه الوجوه الدميمة كالوجوه الجميلة، اليومَ الذي ننزل فيه إلى الشوارع، كل فئات التسول الحديث، متقاعدو الستمائة يورو الأوائل. وبعد ذلك، البدء من جديد لبناء استبداد الحُلم، العبقرية، الجمال، الذكاء، الكبرياء، طفولة الغد، الجادات الكبرى. الفاشية تترصد، أمامنا، وراءنا، حولنا. خذي الطريق المحيطيّ، وسترين.
- بفضل الخراء أنت كاتب جيد.
- في عالم كما وصفته لك، يصبح المرء كاتبًا جيدًا أو رديئًا ليس بفضل الخراء الجزائري أو الخراء الفرنسي، ليس بفضل ما يكتب، وإنما بالعلاقة بما يبيع، مليون نسخة أنت أفضل كاتب في عصرك، مائة ألف ثلث أفضل أو ربع أفضل، ألف صفر، تكتب بقدمك، لغتك البسيطة معقدة، صورك الصافية مُعَكَّرة، الطبيعة والتراجيديا كالبرق والرعد لديك هذا صحيح، ولكن...
- أَعْبُدُ المقاطع الإباحية.
- تتماهى مع شخصياتك، تقوم معك وتقعد، توقظك خلال نومك في أي وقت لتكتب قبل أن تنسى.
- أًقْرَأُ مسرحياتك في نصف ساعة، فأنا لا أقرأ سوى المقاطع الإباحية التي أعبدها.
- تنفق بصرك، صحتك، عمرك.
- أعبدها.
- تنقطع عن العالم.
- في الواقع أعبد كل ما تكتب دون أن أقرأ كل ما تكتب.
- العزلة لعنة اللعنات لما تكون غير منتجة، وفي الحالة المضادة خيّرة من ناحية، ومُرَّة من ناحية، عندما تفكر في عجزك عن تأكيد ملكاتك وفي الوقت البعيد جدًا الذي مضى، فتتكلم مع نفسك، تشعر بنفسك مذنبًا، تقول لماذا، تدرك أنك أضعت حياتك، عند ذلك تؤنب نفسك، تؤنب العالم.
- خلال عشر سنوات، سيعترف الكل بك أحسن كاتب لكل الأزمان.
- أسوأ كاتب لكل العصور.
- أقل سوءًا من غيرك.
- أكثر خراءً من الخراء أنا فيه! عزلة منتجة قلتُ؟ خيّرة قلتُ؟ الدمار هو العزلة، الغبار، الانهيار، النار التي تلتهمك من داخلك ومن خارجك ومن كلك، من كل وجودك، وجود لا يطاق، هو العدم، ابن شرموطة! تسأل عنك الجراذين ولا أحد يسأل، تتآخى وإياها، وتضاجع نفسك معها! تواجه على طريقتك العزلة، فتسقط في الوضاعة. العالم وضاعة، وكل ما أنتجت، كل ما خرأت أناشيد للإنسانية!
سقط من السماء الزرقاء دُوريّ أحمر الأرياش، بجناح محطم، وجناح لا يقوى على حمله. تعلق بالنار، وما لبث أن زلق بمخالبه. تعلق بالنار من جديد، وما لبث أن زلق مرة أخرى بمخالبه، ومن جديد تعلق، ومرة أخرى زلق. تهزهز إليه قلب الفتاة الحمراء، ولم تشأ له الاعتراف بهزيمته. وضعته على كفها، هزيل الوجه، هزمته النار شر هزيمة. فَرَّ الدُّوريّ الأحمر من بين أصابع الفتاة الحمراء، وراح ينقر النار. هزت هذه كتفيها، وتركته ترك الماء لهازجة الماء. اهتشت للرماد، وانتشت انتشاء نار تأكل الهشيم. وكطائر هش العِنان، حلق الدُّوريّ الناريّ بجناحه المحطم وجناحه الضنيّ، فوق رأس الفتاة الحمراء، فرأت كيف أضناه الغم والهم. كان عاشقًا لحلمتيها! نبتت في قلب الدمار شجرة كرز ما أن كشفت ربة النار صدرها، وتفتحت الأثداء ما أن نقر الدُّوريّ الأحمر الكرز منهما. لم يكن الإذعان، كان العصيان. المناقير. النار. القبلات الحرام. قطار من النساء المسلسلات بالشبق والبيرة. بسقوط الأمطار. بالذهب. لماذا لم يفتح لي الباب؟ لماذا لم يجعلني أدخل؟ لماذا تخلى عن اشتهائه لي؟ سأقرع الجرس ثانية. هل يخشى الاحتراق بالورد؟ الغرق في العطر؟ الاختناق في الحرير؟ سأقرع الجرس ثالثة. أنا لن أحطم الباب، سأحطم العالم. الثورة في الجسد. الثورة في العقل. الثورة في قلم الحمرة. تَمَرُّد الفيديو، تَهَجُّم الهاتف النقال، تَحَدِّي الحاسوب. كل التكنولوجيا المُخضعة أخضعها. في أنترنت حريق. صورة افتراضية لحبي. حبي المحترق المحرق. عشاقي يلتهمون ثديي المتعذر لمسه، بطني، فرجي. لك أهبه والعواصف. تمردت الرياح والأغاني. أنا الرياح. أنا الأغاني. أنا الليالي التي أحمرها أصفر كالأقاقيا.

* * *

في شارع سِلس غير بعد عن مونبارناس، كان ضوء أحمر يرسل أشعته من مصباح على عمود ينحني، وهو على وشك السقوط. تحته، توهج شعر دوروتيه توهج اللهب، وكل دوروتيه تلهّبت، لهذا كانت على عجلة من تنفيذ ما جاءا من أجله، هي والمتواطئ معها، بأقصى سرعة.
- ماذا تنتظر، يا دين الرب؟ نبرت بحنق.
- وإذا ما كان أحد في الداخل؟ تردد المتواطئ.
- ألم يقولوا إنهم أخلوها؟
- شركة التأمين لا يهمها لا بقليل ولا بكثير أن يخلوها أو لا يخلوها.
- ونحن أيضًا، يا دين الرب!
- ليس أنا.
- أنا بلى، أنا بلى، يا دين الرب!
- انتظريني.
تسلل داخل العِمارة، بينا دوروتيه تشتعل بنور المصباح وبرغبتها في تنفيذ ما أُريد منها بأقصى سرعة. نظرت إلى أقصى الشارع الضيق، فلم يكن أحد هناك. كان الليل ركامًا على حِنطة.
- العِمارة لا أحد فيها، ألقى المتواطئ قبل أن يصل إليها.
- لنشعل فيها النار، نبرت دوروتيه.
- يجب أن يبدو الأمر متعمدًا لا لانفجار الغاز بسبب النار أو غيره.
- عِمارة على وشك التهدم وتتكلم عن غاز!
- هناك غاز.
- وماذا يهم؟
- سيتفجر الغاز، ولن يعرفوا سببه.
- سيعرفون، يا دين الرب!
- حادث إجرامي، يجب أن يمضي الأمر على أنه تخريب، كيلا تدفع شركة التأمين سنتيمًا واحدًا.
- كيف سنتصرف؟
فتح حقيبة كان يحملها طوال الوقت، وأخرج منها قنبلة موقوتة.
- لا، ليس هذا، يا دين الرب!
- إنها الوسيلة الوحيدة.
- وهل يعلمون في شركة الخراء؟
- لا.
- ماذا إذن؟
- قالوا أن نتدبر أمرنا.
- أن نتدبر أمرنا، ليس بقنبلة موقوتة، يا دين الرب!
- إنها الوسيلة الوحيدة.
- وأنا التي أحضرت أعواد الكبريت.
فتحت علبة كبريت كبيرة، وأفرغتها تحت قدمها.
- كانت في سعة من عيشها، أمي.
- ما الذي جاء بأمك هنا، يا ماخور الخراء؟
- هكذا.
- لماذا تفعلين هذا الخراء إذن؟
- قلت "كانت"، يا دين الرب!
- وأنا أيضًا كان أبي معلم كل المواخير في باريس!
- أنا أكذب، فلا تصدقني.
- لماذا لم تقولي لي من قبل؟
- وكانت تشعل عين الغاز، وتتركها هكذا.
- أهلاً وسهلاً بالكذب!
- بماذا أقسم لك؟
- لندخل، يجب أن ننهي الشغل.
- رجال المطافئ!
- وماذا أيضًا، يا ماخور الخراء!
- هل تسمع رجال المطافئ؟
- كفى!
- أنت لا تسمع رجال المطافئ؟
- قلت كفى!
جذب المتواطئ دوروتيه، واخترق معها العمارة إلى مكان بدأ يربط فيه القنبلة الموقوتة، فوضعت دوروتيه في فمها سيجارة.
- هل فقدت عقلك؟
- ليس لدي كبريت.
- كنت أظن.
- قفاي!
- أجمل قفا!
- أحب النار.
- وأنا قفاك.
- لون النار.
- كفى!
- طعمها.
- كفى، يا ماخور الخراء!
- لهبها.
- لهب قفاي!
وهما في الخارج، تناولت دوروتيه عود كبريت من الأعواد التي ألقتها أرضًا، وأشعلته.



* يتبع القسم السابع



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصول غودو القسم الخامس نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم الرابع نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم الثالث نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم الثاني نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم الأول نسخة مزيدة ومنقحة
- هاملت النص الكامل نسخة مزيدة ومنقحة
- هاملت القسم الرابع والأخير الرواية الجديدة لأفنان القاسم
- هاملت القسم الثالث الرواية الجديدة لأفنان القاسم
- هاملت القسم الثاني الرواية الجديدة لأفنان القاسم
- علي الخليلي ابن صفي ابن بلدياتي
- هاملت القسم الأول الرواية الجديدة لأفنان القاسم
- قرصنوا إيميلي واغتصبوا اسمي
- كوابيس المجموعة القصصية
- القصص الأخيرة لأفنان القاسم الكابوس العاشر: الأحمر
- القصص الأخيرة لأفنان القاسم الكابوس التاسع: الأصفر
- القصص الأخيرة لأفنان القاسم الكابوس الثامن: الأسود
- القصص الأخيرة لأفنان القاسم الكابوس السابع: الدولة
- القصص الأخيرة لأفنان القاسم الكابوس السادس: النفق
- القصص الأخيرة لأفنان القاسم الكابوس الخامس: القَرض
- القصص الأخيرة لأفنان القاسم الكابوس الرابع: المسجد


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - وصول غودو القسم السادس نسخة مزيدة ومنقحة