أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - ساد ستوكهولم القسم العاشر بيتر أكرفيلدت (2) نسخة مزيدة ومنقحة















المزيد.....

ساد ستوكهولم القسم العاشر بيتر أكرفيلدت (2) نسخة مزيدة ومنقحة


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4413 - 2014 / 4 / 3 - 11:54
المحور: الادب والفن
    


- بيتر! جأر دافيد، الأخ الأكبر، جُؤارَ نزلاء مستشفى الأمراض العصبية، ماذا تفعل في ساد ستوكهولم؟
- أبحث عن ساشينا، أجاب بيتر أكرفيلدت باكتئاب ويأس.
- ساشينا؟
- أختنا الصغيرة.
- إلى الجحيم، أختنا الصغيرة!
- هل رأيتها؟
- لا أريد أن أراها.
- اعذرني إذن.
- بيتر!
- ألا ترى أنني مشغول؟
- مشغول بالبحث عن ساشينا.
- وهل هناك أحد غيرها؟
- تعال، يا بيتر، صاحت كريستينا سفينسون، ها هي كاتارينا فريدن.
- أبحث عن ساشينا.
- ظننت أنك تبحث عن كاتارينا.
- ساشينا.
- تجعلني أُغضي على القذى، يا أخي الصغير.
- دون ساشينا لن يقر لي قرار، يا أخي الكبير.
- سأبحث عنها معك.
- كلا ثم كلا!
- يا بيتر، صاح هوراس ألفريدسون، ولكن كاتارينا فريدن هنا.
- أكرفيلدت، صاحت كاتارينا فريدن، أنا هنا.
- إنه لا يسمع، علق رالف لندغرن.
- ولا يرى.
- ولا يدخن.
- يبحث.
- هل تعرف كل ناحية من نواحي ساد ستوكهولم؟ سأل دافيد، وهو يرتعش ارتعاش المجانين.
- علبة الليل هذه هي عالمي الثاني، أكد بيتر كئيب الفؤاد.
- والأول؟
- لا تستفزني، يا دافيد!
- أنا لا أستفزك.
- لا تثر ماما ضدي.
- ماما!
- لا تقاوم القوة بالقوة.
- وما علاقة هذا بماما؟
- ماما تفضلك عليّ وعلى ساشينا.
- ماما؟
- ساشينا! نادى بيتر أكرفيلدت إحدى الفتيات.
- ماما تفضلك أنت على ساشينا وعليّ.
- أنت وساشينا دومًا ما كنتما عصابة واحدة.
- ليس صحيحًا.
- بلى صحيح.
- كم قنينة جعة احتسيت؟
- ساشينا! نادى بيتر أكرفيلدت إحدى الفتيات.
- كم قنينة؟
- لم أعدّها، ثلاث، أربع.
- حالتك تستلزم الانتباه.
- تعني العناية لواحد معتوه مثلي.
- مثلي.
- مثلنا.
- سننزل تحت.
- هل أنزل معكما؟ سألت إحدى الفتيات.
- ما رأيك؟
- ليس قبل أن نجد ساشينا.
- لن نجدها.
- سنجدها.
- ساشينا لا تتردد على المواخير.
- ساد ستوكهولم ليس ماخورًا.
- هو أسوأ.
- ساشينا!
- ماخور حديث بعد أن أغلقوا كل المواخير الأخرى، شيطاني.
- إلهي بما أنه شيطاني.
- حضارتنا فيه تنيك بعضها.
- لماذا تَرَكَتْ ماما ساشينا تذهب وحدها؟
- أنا تحت أمركما، ألقى أحد المقنّعين.
- ساشينا كبيرة اليوم تعرف إلى أين تذهب.
- ماما لا تحب ساشينا، لهذا تركتها تذهب دون أن ترافقها.
- قلت لك ساشينا كبيرة اليوم.
- ساشينا!
- ساشينا تنام مع من تشاء.
- أيها القذر!
- لن تنام فقط معك.
- أيها القذر! أيها القذر!
- أيُّهُ القذر فينا؟
- أيها القذر! أيها القذر! ايها القذر!
- لهذا لن تجد ساشينا.
- ساشينا!
- لن تجدها قلت لك.
- سأجدها.
- لن تجدها، لن تجدها.
- سأجدها، سأجدها,
- لن تجدها، لن تجدها، لن تجدها.
- سأجدها، سأجدها، سأجدها، وسأقتلها.
- لن تقتلها.
- أنت أيضًا بعد ماما تعتقد أنني جبان.
- بعد بابا.
- بابا لم يحبني يومًا، أحبتني ماما.
- عدم حبه لك ليس السبب.
- وما هو؟
- سأوذيك.
- معتاد.
- لن أوذيك أكثر مما تؤذيني، يا برودة أعصابك!
- سلاحي الوحيد.
- ماذا؟
- برودة أعصابي، اعتقادي بالغائب، أو اعتقادي بحضوره، قهقهتي.
راح يقهقه، فثارت أعصاب دافيد، وبكفه أغلق فمه.
- يا دين الرب! قال دافيد.
- أتعلل بكلام فارغ، قال بيتر.
- كلام لا يقبل أي اجتهاد.
- كلام رنان.
- ليس فقط ما تقول.
- ...
- هل تسمع ما يغنون في ساد ستوكهولم؟
- لا.
- هل ترى من يرقص؟
- لا.
- هل تدخن ما يدخنون؟
- لا.
- الحشيش قضية أخرى.
- أحب رائحته.
- ماخورية.
- فردوسية.
- صناديق السجائر مرمية على الطاولات للتدخين مجانًا، شطارة من منتجيها في اصطياد مدخني المستقبل السويدي. خذ واحدة.
- لا، قال بيتر أكرفيلدت، وهو يسحب سيجارة.
- سأشعلها لك.
- شكرًا!
- عفوًا!
- لستُ ضيق العقل.
- تقول هذا لساشينا؟
- لكل شيء.
- ضاقت بك الحياة.
- تصرفي تصرف كل جبان! كُلْ، يا بيتر، كانت ماما تطلب، لا، كنت أجيب، أنا شبعان، ولا ألبث أن آكل. تعالَ، يا بيتر، كانت ماما تطلب، لا، كنت أجيب، أنا تعبان، ولا ألبث أن أذهب. عُمْ، يا بيتر، كانت ماما تطلب، لا، كنت أجيب، أنا لا أحسن العوم، ولا ألبث أن أعوم. وعندما كان بابا مريضًا، كنا نعلم أنه سيموت، ولم نكن نعلم متى. مات بابا، فقلت لماما إنه بابا. إنه بابا ماذا؟ سألتني ماما. لم أكن أجرؤ على قول إنه مات. إنه بابا، أعدت، فبكت ماما. ويوم تقاتلنا أنا وأنت من أجل ساشينا، بعد ذلك قلت لأختنا الصغيرة إنك الخراء، وإنني..
- ليس كما تقول، فأنت مذ كنا صغارًا لم تتبدل، تفضل أن تسمع ضرب ساشينا على البيانو، وعلى عكسي لم تسع إلى تعلم حتى بعض النوتات. كنتَ تكتفي بما تعرفه ساشينا، بما تفعله أختنا الصغيرة. كانت ضربات ساشينا من القوة والمهارة وكأنها تفرض عليك أن تكون ضعيفًا وغمرًا، وكانت تبدو على ملامحك علامات الرضى. أنا، كنت أغير من قوتها ومهارتها وفي الوقت ذاته من ضعفك وغمرك، فأستسلم لمنقار النسر، أتركه يقصف عنقه في كفي. عندما كبرنا أنا وأنت بعيدًا عن ضربات ساشينا على البيانو بعد أن ضربها النسر بمخلبه، شددت رحالي، وقلت هذا البلد سأغادره، وسأنساه. لن أبكي عليه، لن أحبه، لن أقلق لأجله. أردت نسيان ضرب ساشينا على البيانو، فنسيت السويد ولم أنس ساشينا.
عادت الفتاة تسأل:
- ماذا يا أصحاب؟ هل أنزل معكما؟
- تعال ننزل، يا بيتر!
- بيتر؟ ابتسمت الفتاة، الاسم الذي تمنيت على أمي أن تسمينيه.
- لكِ قضيب إذن؟ ابتسم دافيد، وهو يرتعش.
- اصطناعي، وفقط عند اللزوم، هل تريد أن أقرضه لك؟
- يكفيني ما لدي.
- سأقرضه لبيتر.
- مع برودك الجنسي ممكن، قال دافيد لأخيه، وهو يضرب بيده على ظهره ضربات آلمته.
- سأريكَ ما هو برودي الجنسي، نبر بيتر، وهو يجذب الفتاة بعنف إلى الطابق التحت الأرضي.
- كل حجرات الطابق التحت الأرضي الأول مشغولة، قال لهم الخادم، انزلوا إلى الطابق التحتي الثاني أو الثالث، الثالث خاص بالشقق.
- لا حاجة لنا إلى شقة، رد دافيد بعصبية، فنحن لن نقضي الليلة هنا.
- إذن الطابق التحتي الثاني.
بدأ بيتر أكرفيلدت بتعرية الفتاة، وهما في المصعد. كان يقهقه كمن مسه الشيطان، وكان أخوه الكبير يقهقه، هو أيضًا، كمن مسه الشيطان.
- لا شك أنكما أخوان، ألقت الفتاة.
- لأننا نشبه بعضنا، هاجمها دافيد.
- لأنكما تقهقهان بطريقة واحدة، أوضحت الفتاة.
- دافيد، ساشينا! جمد بيتر أكرفيلدت وشفتاه على شفتي الفتاة.
- دافيد! رن صوت الفتاة.
- ساشينا! أعاد الأخ الصغير ذاهلاً.
- ما لها ساشينا؟
- طعم قبلتها.
كانوا في الممر، فأخذ دافيد الفتاة بين ذراعيه، وقبلها بعصبية.
- والله طعم قبلتها!
- دعني أقبلها أيضًا وأيضًا!
- هيه! على مهلكما أنتما الاثنان.
- ليس قبل أن أقبلها أنا أيضًا وأيضًا.
- دع ساشينا لي!
- لستُ ساشينا!
- طعم قبلتها، قرفة وسُم.
- قهوة عربية ودم.
- سأريكما أنني لست ساشينا.
- ساشينا! بكى بيتر.
- ساشينا! بكى دافيد.
في غرفة الساديين، ارتدى الأخوان أكرفيلدت ملابس الشياطين، ملابس الشياطين كانت العراء الأبيض، وارتدت الفتاة ملابس الملائكة، ملابس الملائكة كانت العراء الأسود. بيد حملت السوط، وبأخرى السلسلة. وخلافًا لما هو متوقع، لسعت الأول بالسوط والثاني بالسلسلة، وأسقطتهما أرضًا.
- ساشينا! ابتهل بيتر.
- أُخَيَّتُنا! ابتهل دافيد.
وتركا للجبارة الحق في تقرير مصيرهما، وترك الواحد والآخر نفسه يزحف في الهاوية زحف من استكان إلى الهوان ومشى الهُوَيْنا، دافيد أعماه دمه، فضاع في أحضان الشياطين، وبيتر ترك نفسه من الغبطة في دمه يعوم، فضاع في أحضان المالنخوليا. استعاد في خياله فتاة التزلج كوكبةً من الملائكة والقوانين، وغطس بجسده بين فخذيها بينا عضوه بيده، وهو يلهث، والتاريخ يلهث معه، وهو يقاوم، والمعابد تقاوم معه، ثم غلبت عليه الرغبة، فهطل الوَدْفُ، وأغرق ستوكهولم في الظلام الأبيض.



* يتبع القسم الحادي عشر



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساد ستوكهولم القسم التاسع هوراس ألفريدسون (2) نسخة مزيدة ومن ...
- ساد ستوكهولم القسم الثامن كريستينا سفينسون (2) نسخة مزيدة وم ...
- ساد ستوكهولم القسم السابع كاتارينا فريدن (2) نسخة مزيدة ومنق ...
- ساد ستوكهولم القسم السادس رالف لندغرن (1) نسخة مزيدة ومنقحة
- ساد ستوكهولم القسم الخامس بيتر أكرفيلدت (1) نسخة مزيدة ومنقح ...
- ساد ستوكهولم القسم الرابع هوراس ألفريدسون (1) نسخة مزيدة ومن ...
- ساد ستوكهولم القسم الثالث كريستينا سفينسون (1) نسخة مزيدة وم ...
- ساد ستوكهولم القسم الثاني كاتارينا فريدن (1) نسخة مزيدة ومنق ...
- وصول غودو النص الكامل النهائي
- وصول غودو القسم الحادي عشر والأخير نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم العاشر نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم التاسع نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم الثامن نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم السابع نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم السادس نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم الخامس نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم الرابع نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم الثالث نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم الثاني نسخة مزيدة ومنقحة
- وصول غودو القسم الأول نسخة مزيدة ومنقحة


المزيد.....




- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - ساد ستوكهولم القسم العاشر بيتر أكرفيلدت (2) نسخة مزيدة ومنقحة