أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الطريق المفقود1997:فيلم من كتابة واخراج ديفيد لينش: بين حبكة بوليسية وقصة رومانسية يغرق لينش في عوالم ليلية فنتازية














المزيد.....

الطريق المفقود1997:فيلم من كتابة واخراج ديفيد لينش: بين حبكة بوليسية وقصة رومانسية يغرق لينش في عوالم ليلية فنتازية


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4418 - 2014 / 4 / 8 - 20:18
المحور: الادب والفن
    


الطريق المفقود1997:فيلم من كتابة واخراج ديفيد لينش: بين حبكة بوليسية وقصة رومانسية يغرق لينش في عوالم ليلية فنتازية
شخص ما يدفن في ملامحه ألم نفسي واكتئاب واضح
صوت جرس...ربما هاتف...بريد صوتي ..دك لورنت قد مات
المجتمع الذي يقصده لينش وبشكل عام مجتمع صغير،منكفأ على نفسه ودائما هناك شخصية مركزية قوية جدا في افلامه،وكأن الشخصيات الأخرى عبارة عن اشعاعات منبعثة من تلك الشخصية المركزية مع حوار متقشف جدا في الكلام،وربما ينطبق هذا تماما على فيلم (الطريق المفقود)،وهو فيلم مشهدي ايضا مثل كل افلام لينش السابقة.
يغوص لينش في بيئة ليلية،وهي تعتبر البيئة الأفضل لأفلامه...كل أفلامه التي شاهدناها سابقا تدور احداثها في عالم ليلي مظلم حتى فيلم الرجل الفيل الذي بدا أسودا في كثير من الأحيان...وعلى الرغم من كل الصخب المرافق لها تبدو هادئة وصامتة جدا...
فريد(بول بولمان) يعمل كعازف مزمار في نادي ليلي متزوج من رينيه(باتريشيا اركت) وهي امرأة جذابة تود القراءة هذه الليلة.
هناك تركيز كبير على الهاتف..على وسيلة الاتصال هذه...يدق الهاتف من دون سابق انذار:دك لورنت قد مات
لازالت هذه العبارة تدق في ذهن المشاهد...دك لورنت قد مات
بريد ومن ثم شريط فيديو،تمسكه رينيه...لايوجد شيء على شريط الفيديو المذكور هذا سوى واجه منزلهما،ولكن هل يعقل ان يكون مبعوث فقط من وكيل عقارات؟!
للألغاز دور كبير،ونحن متأكدين أن لينش لن يقدم أي حل واضح لما نراه الآن...هواجس واحلام وذكريات
هواجس واحلام على شاكلة ان زوجته تخونه...نعم نحن نرى وبعد مشاهدة ثالثة للفيلم،أن هذا هو الموضوع الوحيد للفيلم،أو بالأحرى الخيط المبنى عليه كل احداث الفيلم...
لينش يتمسك بخطة مركزية...الخوف من الأبوة في فيلم رأس ممحاة،وجسد مشوه في الرجل الفيل...
رينيه تتعرى وفريد ينظر اليها...هلى التعري مجاني في هذا الفيلم؟
كما ان لينش يركز مطولا وبشاعرية على مشاهد الجماع...احلام وكوابيس عن زوجته...تظهر له بصورة مرعبة وفي وجه مختلف تماما ومرعب...
هذا الوجه سوف نتعرف عليه لاحقا وليس من السابق لأوانه أن نقول عن هذه الشخصية بانها الهواجس الداخلية لفريد
هي الشكوك والظنون...هي كل مايراود نفس فريد البشرية من افكار سلبية
شريط فيديو آخر من شخص مجهول الهوية...هذه المرة الصور التي على الشريط لهما...هناك شخص يصورهما في منزلهما،في الاحتفال هناك آندي الذي يشك به فريد،وهناك الشخص المرعب الذي تشكل به وجه زوجته ذات مرة موجود في الاحتفال ايضا...يقول لفريد:
تقابلنا من قبل...أليس كذلك؟
فريد:لا أعتقد هذا...أين تعتقد بأننا تقابلنا؟!...في منزلك ألا تتذكر
في واقع الأمر أنا هناك الأن في بيتك....
هذا الشخص هو صديق دك لورنت،وفريد لايعرف من هو دك لورنت أصلا..
إذا هناك اقتحام خفي من كائنات داخلية لمنزل فريد...
رينيه تقتل والمتهم المذنب بالدرجة الأولى زوجها فريد الذي سوف يعدم بالكرسي الكهربائي
عوارض من قلة النوم والصرع...لازال ذلك الشخص يداهمه في منامه وفي احلامه..أشياء من هواجس داخلية واحلام وذكريات تبدو أنها من الماضي...
تقول شخصية فريد إلى شخصية أخرى اصغر منها عمرا...سارق الي اعتقل منذ خمس سنوات
إذا يجب أن نجد رابطة بين فريد ماديسن وبيتر رايموند ديتون
نحن نعرف أن الذي يحدث أمامنا من واقع الحياة على الرغم من وجود شخصيات من خلف الطبيعة كما نعتقد،أو كما أراد لينش أن يعتقد المشاهد وتبقى النوادي الليلية جزءا لايتجزأ من عوالم لينش الفيلمية
نحن نرى أن عالم بيتر ديتون هو عالم من خيال فريد،والشخصيات هي شخصيات حقيقية ولكنها مسارها الفني هو مسار ذهني غير واقعية كحالة لتبرير وقوع رينيه بالخيانة مع لورنت...
زوجتي تنام مع غيري...أشعر أن زوجتي ممثلة دعارة...
هذه القصة الأخرى هي عبارة عن تحول لهواجس داخلية حلمية أو شيء يشبه انقلاب الهاجس الى حلم
يقع بيتر فريسة لحب اليكس التي هي صورة طبق الأصل عن رينيه،وهي تابعة لدك لورنت رجل عصابات مجنون يدير بالأصل مؤسسة لتصوير افلام الدعارة...
يستخدم لينش كنايات واضحة جميلة شاعرية للعوالم الليلية...كل ما في الفيلم يخدم الفيلم...نشعر ان الجنس في السيارة بين ديتون وصديقته أشيلا ومن ثم بينه وبين الكس في الشقة يخدم مسار الفيلم...أو على الأقل ضمن مسار الفيلم.
في خضم شيء اسمه الغموض الذي يحكم كل العلاقات في الفيلم والشخصيات نفسها في (الطريق المفقود) علينا أن نسأل انفسنا سؤالا...من اين تنشأ هذه الشخصيات فعليا،هل هي حلمية أم هي هواجس أم هي حقيقية فعلا....
بين حبكة بوليسية وقصة رومانسية يغرق لينش في عوالم ليلية فنتازية
في فندق الطريق المفقود غرفة رقم26 وفي نفس المنزل رينيه/اليكس في علاقة حميمة مع لورنت
في لقطة سابقة يفتح بريتون باب غرفة رقم26 يجد كائنا...امرأة على شاكلة مصاص دماء...تقول له:
هل تريد فعلا أن تعرف لماذا فعلت ذلك
ونكتشف ان فريد هو الذي يخبر نفسه بان دك لورنت قد مات
فريد ماديسون شخصية حقيقة ورينيه شخصية حقيقية ودك لورنت شخصية حقيقية وفعل القتل هو فعل حقيقي ايضا ومن الصعب ان احكم فعليا ان كان كل الذي حدث هو في ذهن ودماغ فريد المعقد...
ولكن بريتون مختلف...وهو لايعرف اصلا بانه مختلف...عندما غضبت اشيلا منه صرخت به:
انت مختلف...كانت تنظر الى والده وتقول له:أخبره بانه مختلف
ترى ما علة هذا الاختلاف وما حقيقته
ديفيد لينش ملك في اللعبة السينمائية،خبير في توظيف العناصر السينمائية وترتيبها بشكل مختلف،ومع قمة الغرابة يجد الانسان نفسه منجذبا الى افلامه مهتما ان يشاهدها اكثر من مرة حتى لو لم يفهمها لأنه يكتفي بمشاهدة فيلم سينمائي حقيقي تجتمع فيه كل العناصر الجمالية لفن اسمه السينما...
وفيلم المرآة للعظيم أندريه تاركوفسكي ليس بعيدا ابدا عن هذا..
لايجوز ان بفسر أو أن يحلل فيلم لينش هذا ضمن نظريات علم النفس،وفرويد نفسع بعيد كل البعد عن هذا الموضوع



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -رأس ممحاة 1977(ديفيد لينش): قصة عن عوالم غير مكتملة والمكتم ...
- طفل الطبيعة(الطفل المتوحش) 1970(فرانسوا تروفو):فيلم خارج الن ...
- أبناء الجنة 1945(مارسيل كارنيه): تشكيل واقعي سينمائي لزمن ما ...
- قبلات مسروقة 1968(فرانسوا تروفو):أحداث مركبة لخدمة كوميديا م ...
- مخمل أزرق 1986(ديفيد لينش):عندما يقسم لينش الواقع الى مستويا ...
- الرجل الفيل 1981(ديفيد لينش):عن عوالم ديفيد لينش والخلط بين ...
- طعم الكرز 1997(عباس كيارومستاني):عن عباس كيارومستاني والانتح ...
- فهرنهايت451/فرانسوا تروفو1966: بل هو شيء اراد أن يقوله تروفو ...
- جولي وجيم (1962) / فرانسوا تروفو -:فيلم يقف عملاقا في الموجة ...
- ممثل أومبعوث الشيطان 1942(مارسيل كارنيه):عن مارسيل كارنيه وا ...
- اطلق النار على عازف البيانو1960(فرانسوا تروفو): درس في اخرج ...
- استراتيجية العنكبوت 1970 برناردو برتولوتشي:برتولتشي يعيد تشك ...
- عن فرانسوا تروفو والموجة الجديدة والاربعمائة ضربة (1959) وغو ...
- إشكاليات صياغة خطاب النهضة العربية الثانية
- Pieta2012(كيم كي دك):عن سينما في ظاهرها تبدو قاسية ولكن مسار ...
- Dream 2008كيم كي دك:جنوج الى الفلسفة في عالم من السريالية وا ...
- الساحرات 1967:عن حضور واداء الممثلة Silvana Mangano
- أمبرتودي1952:افضل فيلم انتجته نظريات الواقعية الجديدة
- Breath 2007(كيم كي دك):عن حالة بشرية ترغب في انهاء الانفاس
- Time(الزمن)كيم كي دك:العلاقة بين الرجل والمرأة وفقا للمقياس ...


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الطريق المفقود1997:فيلم من كتابة واخراج ديفيد لينش: بين حبكة بوليسية وقصة رومانسية يغرق لينش في عوالم ليلية فنتازية