أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - اليمن التي نريد














المزيد.....

اليمن التي نريد


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 4417 - 2014 / 4 / 7 - 23:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


وفقا للسياق التاريخي كان لليمنيين حضور في اطار دولة ونشاط اقتصادي يمتد الى خارج اليمن في القارات الثلاث وكان النظام السياسي حصيلة ائتلاف وتوافق محتمعي وسياسي يستهدف تعزيز الهوية السياسية وكانت الدولة تتشكل وفق محددات التاريخ ومنطق الجغرافيا والارادة القوية للتكوينات الاجتماعية بطموحاتاهم نحو تعزيز هويتهم وحضورهم الفاعل في اقليم غارق في البداوة في زمن كانت المدينة والدولة من نصيب حضارات على ضفاف الانهار ..
ومع تنقلات الزمن بمراحل كبيرة تجمد المشهد اليمني في حين تحرك الاخرون تدريجيا وكانت النقلة الكبيرة لهؤلاء مع ظهور النفط ضمن فاعلية الانتاج الراسمالي المستكشف والمنتج والمخطط لهذه النقلة التحديثية هنا غرق اليمنيون في صراعاتهم من اجل استملاك السلطة والثروة التي ارتبطت بحضور الدولة التي لم يكتما نموها..ومع انطلاق الاخرون على فضاء الحداثة السياسية بتخفيض نسبة الارتباط بالبدواة وتنظيماتها الجهوية والمذهبية تحرك اليمنييون نحو ذات الفضاء حاملين على ظهورهم وفي رؤوسهم بداوتهم ومذهبيتهم بل وتم مباركة هذه الحمولة السلبية بشكل مباشر من دول النفط التي سخرت ولا تزال تسخر من اليمن واليمنيين لانهم وقعوا في فخ الصراع الداخلي وتدمير مسارات النهوض والتحديث واكثر مظاهر السخرية ما يحدث اليوم من اصرار للتدمير وبتمويل خارجي مباشر وبتخطيط معلن يستهدف اليمن واليمنيين وهنا تبرز اللعنة التاريخية التي حلت باليمن من ايام سباء ولاتزال تسحب مفاعيلها حتى اليوم .
فما يحدث من تدمير ممنهج للدولة وللجغرافيا ونهب للثروة واهدارها وتشوية الصورة التاريخية والرمزية لليمن وتحقير الوجود الاجتماعي والسياسي انما يصب في خدمة مجموعة من الافراد والعائلات ذات الارتباط بالخارج الاقليمي والدولي ويتجلي هذا الارتباط في ايامنا حيث السفارات في صنعاء تنفتح لهؤلاء جهارا نهارا (هناك خمسين عائلة تحظى بدعم الخارج الاقليمي والدولي ولممثليها حضور دائم في الحكومة ومحتلف اجهزة الدولة) .الجدير بالذكر ان رموزالقوة الاقتصادية القدامى والجدد بتحالفاتهم مع العسكر والقبيلة تتشكل معهم نزعات ونزوات التسلط والاحتكار مع الحاح في تغييب الهوية الوطنية بل ويأخذون هم صورة منقولة عن اخرين فتظهر صورتهم بشكل مشوه وجودا ووعيا .
ومع متغيرات عالمية متعددة وغير مسبوقة ووفق بروز وعي حداثي لدى قطاع من المجتمع تزايد طموح الغالبية بدولة مدنية ضمن الجغرافية الطبيعية لليمن فكانت الوحدة التي اعلن عنها سلما فعاش ابناء السعيدة شهرا من الفرح انعش تطلعهم نحو آفاق واسعة من الفرص والنماء والخير ثم سرعان ما انطفئ هذا الفرح والتطلع بحرب عدوانية اظهرت الجهل المسلح بكل بداوته وتخلفه هنا اجهض المشروع الوحدوي والانمائي برمته وهنا دخلت البلاد نفقا تزايدت ظلماته حتى اعلا مراحلها وهنا ايضا ظهر بجلاء المشروع الجهوي العائلي من خلال استملاك السلطة والثروة وكانت انتفاضة الشعب في فبراير نقلة نوعية في بلورة الارادة الشعبية والسياسية نحو التغيير وكسرحلقات الاستملاك بل ونفي فكرتها ومبرراتها . وهو ما عشناه اربعين يوما بالتمام والكمال انتهت يوم نزول العسكر والقبيلة الى ميادين التغيير وكانت المبادرة مثل لعنة سباء حيث ترتب عليها وأد الثورة بكلا دلالات التغيير والتجديد وهنا تم اعادة النظام االسابق بصورة اقبح مماكان عليه.
وهكذا اجبرنا مرة اخرى على ان نعيش حياة البؤس والفوضى وتدمير كل المكتسبات السابقة مع اننا حلمنا بصورة جديدة لليمن ترفع من كرامة الفرد وكرامة البلاد وتعلي من قيمتها وحضورها عبر نظام مدني ديمقراطي محوره المواطنة والنزاهة والتنمية والعدالة الاجتماعية وتداول السلطة وهي صورة تستحقها اليمن .
لكن ما كل ما يتمناه اليمنيين قابل للتحقق والحضور هنا تم قهر ارادة المجتمع وطمس وعيهم واعادة ربط حركيتهم بمراكز قوى كانت الثورة ضدهم واستهدفت اخراجهم من حسابات الدولة والسياسة ...لتتحول اليمن التي نريد الى صورة في المخيال الاجتماعي والشعبي في انتظار المخلص القادم او في انتظار استرداد الوعي الشعبي والجمعي عبر انتفاضة ثورية تعيد الاعتبار للدولة وللمجتمع وتضع اليمن بصورة افضل واجمل في سياقاتها محليا واقليميا وعالميا لتتجلى باسمها القديم العربية السعيدة ؟



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية العلاقة بين الديني والسياسي
- الصورة والظل في المشهد السياسي اليمني
- من سبتمبر الى فبراير ..الثورة متجددة
- اليمن بين ثورتين
- جماعة الاخوان ... فكرة تجاوزها التنظيم
- الجمهوريات العربية تبحث عن هوياتها
- نحو رؤية جديدة في السياسات الاقتصادية لدول الربيع العربي
- في اليمن ... بؤس الاحزاب والنخبة
- الربيع العربي يحدث أهتزازات في النظام السياسي الخليجي
- السعودية تجدد مملكتها
- مملكة السيد وجمهورية الشيخ ..صراع الزعامات داخل القبيلة الزي ...
- قطر في عين العاصفة السعودية
- الربيع العربي يبيع النظام الجمهوري ..
- المشهد السياسي اليمني ..تقدير موقف
- المخلص ... رمز الميثولوجيا السياسية في الفكر العربي
- في اليمن..الغباء السياسي والصدفة التاريخية
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
- برجوازية طفيلية وحكومات فاسدة ..؟
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
- اليسار الجديد.. رؤية نقدية


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - اليمن التي نريد