أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - اليمن بين ثورتين















المزيد.....

اليمن بين ثورتين


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 4414 - 2014 / 4 / 4 - 22:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في مناسبة العيد الخمسين لثورة سبتمبر 62 لابد لنا ان نضع تشاؤلات هامة عن ما تم انجازه وما تحقق من اهداف هذه الثورة خاصة واننا نحتقل بهذه المناسبة في سياق مسار ثوري جديد (ثورة فبراير2011 ) يجعل من تساؤلاتنا جوهر الاحتفال بنظرة تقييمية ونقدية للمسافة بين الثورتين ..فالثورة الام سبتمبر باهدافها الستة العظيمة لم يتحقق منها شيئ -من وجهة نظري- الا بعض الانجازات الكمية والمظهرية وما مسار التغييرات المحققة الا انعكاس لدور المجتمع الافراد والجماعات والهجرة الداخلية والدعم الاقليمي والاجنبي وكان دور الدولة مقتصر على الا قرار بانفتاح اليمن على السوق العالمية وما اعقب ذلك من تغلغل السلع التجارية وحركة راس المال اضافة الى حركة المهاجرين اليمنيين نحو الخارج ..
اما الحكومات والنخب الحاكمة فقد كان دورها سلبيا بامتياز من خلال منهجها في استملاك السلطة والثروة وفق عقلية الغنيمة الامر الذي ادخلها في صراعات متعددة ومتنوعة تارة مع رفاقها من ذات النخبة وتارة مع رموز المجتمع من القوى التقليدية غير الموالية لهم ومع رموز الحركة التجارية التقليدية التي تاسست في الخمسينات وبداية الستينات وتارة ثالثة مع رموز المجتمع المدني الناشئ من النقابات والطلبة والمثقفين ..
وكنا ولانزل في اليمن خلال قرن كامل نخضع لجدلية متناقضة في ثنائيتها بين مجتمع يميل للاستقرار ونخبة حاكمة تميل الى تعميم الفوضى الامنية والعسكرية ،،، بين مجتمع يميل للعمل والانتاج ونخبة تميل للريع والتسول السياسي ،، بين مجتمع يميل للتعدد والتنوع ونخبة تميل للواحدية والتسلط ،،،بين مجتمع يميل للمشاركة ويدعو للديمقراكية ونخبة حاكمة تميل للاحادية والشمولية.
وهكذا ومع مرور خمسين عاما من الثورة الام (سبتمبر )لم يتحق ايا من اهدافها الستة ..فالامامة لاتزال قائمة فكرا وسلوكا وزاد في الامر ان ظهرت تنظيمات حركية وسياسية تدعوا اليها مدعومة من اطراف في السلطة الحاكمة ،، واعوان الامامة لم يتم القضاء عليهم كما لم يتم القضاء على الامامة ،، فأعوان الامامة سيطروا على البلاد ولايزالون بصور متعدد ومتنوعة من خلال جيل الاباء وجيل الابناء بدعم اقليمي في بعض الاحيان ..وكذلك الحال مع الهدف الثاني والثالث من اهداف الثورة فلا ظهر لدينا مجتمع تعاوني وديمقراطي – الامراحل قصيرة بسنواتها المعدودة- ولم يتشكل لدينا جيش وطني بل جيش منقسم الى وحدات تتبع مراكز قوى لاهم لها الا مصالحها الخاصة والاسرية ضدا على مصالح الوطن .
ووفقا لذلك ظهرت عوامل الثورة الجديدة ،، فالمجتمع يعاني من ازمات بنيوية حادة تشمل كل ابنية المجتمع والدولة .وهي ازمات متعدة ومتنوعة اهمها تزايد معدلات الفقر والبطالة والاحباط العام لدي الشباب وتعكير مزاجهم الفردي والجمعي اضافة الى انتشار الفساد وانهيار مؤسسات الدولة وتغييب القانون والعدالة وتزايد الفجوة بين اقلية ثرية واغلبية فقيرة مهمشة سياسيا وهنا كانت اهداف ثورة فبراير 2011 بالعدالة الاجتماعية والتغيير والحرية والكرامة من خلال بناء دولة مدنية تقوم على مبدا المواطنة المتساوية .
في هذا السياق يمكن القول ان المسافة بين الثورتين هي مسافة قهر المجتمع واهدار حقوقه وثرواته وتشوية صورته المجتمعية والسياسية من قبل نخب لاترتبط بالمجتمع بل كانت تابعة اقليميا ودوليا .اساءت الى المجتمع في الخارج كما اساءت اليه في الداخل. وهي مسافة تمرد واحتجاجات مستمرة للتغيير وحب الوطن من خلال شريحة واسعة في جيل الشباب والرموز الوطنية التي لم تعمل مع النظام السابق ولا مع مراكز القوى الفاسدة ..ورغم احباطات واخفاقات متعددة نجح الشعب في فبراير2011 في اعادة الاعتبار لذاته وابراز فاعليته السياسية من خلال تصدره للمشهد السياسي في مظاهرات احتجاجية بلغت ذروتها في ساحات التغيير التي توسعت جغرافيا في عموم المدن والمحافظات وتوسعت اجتماعيا وفئويا وشبابيا اظهرت اصطفافا مجتمعيا غير مسبوق في تاريخنا الحديث والمعاصر.
وللعلم نحن اليمنيين صنعنا اربع ثورة خلال المائة العام الاخيرة بدءا بثورتنا ضد الاتراك واعلان الاستقلال عام 1917 لكن النخبة الحاكمة لم تستوعب درس الثورة والاستقلال فبادرت الى التنكر للثوار واقصائهم ومن ثم الاتجاه نحو التوريث للسلطة وكان ذلك مدخلا لتشكل المعارضة اليمنية بحركتها الاولى عام 34 وصنعنا ثورة سبتمبر 62 واكتوبر 63 الا ان مساريهما المختلفين في الايدولوجيا والنخب الحاكمة المتباينة بجذورها الاجتماعية تسببت في صراعات عسكرية بين الشطرين وفي داخل الشطر الواحد ..وقد جاءت دولة الاستقلال (فيما بعد ثورة سبتمبر واكتوبر) بصفتها الوطنية لكنها حملت معها ازماتها المدمرة لها .. فهي دولة شطرية وغير ديمقراطية وهنا ظهرت معها مشاكل وازمات متعددة رغم الاعتراف ببعض النجاحات الانمائية خاصة في الجنوب من خلال غرس فكرة الدولة في وعي المجتمع ونجاحات انمائية اولية في الشمال بفضل هيئات التعاون الاهلي وتحويلات المهاجرين .
ثم جاءت الوحدة عام 90 التي نظرنا اليها باهتمام كبير لكنها حملت معها اوزار النخبة التي اعلنتها وما ترافق معها من اخطاء بل وخطايا نخبة سياسية وحزبية وعسكرية لامجال معها للوعي بالوطن بل رأت فيها امتدادا لسلطتها وتوسيع منطق الغنيمة .. ووفقا لذلك اعلنت حرب 94 وهكذا تعمقت الازمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية وما تفرع عنها من مخاطر تهدد السلم الاهلي والاندماح الاجتماعي .. ومن هنا تتثبت المصداقية لقولنا ان المسافة بين ثورة سبتمبرة وثروة 2011 انما هي مسافة تعبئة اجتماعية وحشد الطاقات من اجل الثورة الرابعة في المائة العام وهي مسافة تعكس وتعبر عن رغبتنا وطموحنا في مسيرة الاصلاح والتغيير حينا والثورة حينا اخر .اي رغبتنا وطموحنا بالتنمية والتطور والاندماج في حضارة العالم ..
ورغم الاجلال والتقدير للثوار –ثور فبراير2011- وقد كنا منهم ومعهم من اول يوم حتى اللحظة الراهنة -ولانزال ندعو لاكمال مسار الثورة - الا ان وقائع المشهد السياسي وتخليلاتنا تؤكد سرقة الثورة من خلال الاطراف والرموز المعلن عنها في الاحزاب التي تشكلت منها حكومة الوفاق والتي كانت الى الامس القريب تشكل كتلة واحدة مع النظام الذي قامت الثورة ضدة ..
وهكذا تم الاستيلا على مسار الثورة من خلال تحالف الاحزاب والقبيلة والعسكر مع النظام السابق تم لهم السيطرة على مسار الثورة بل والانحراف به نحو مفاوضات ومبادرات لاتعترف بالثورة ولا تسلم بها وهنا تم اعادة انتاج النظام السابق من خلال اصرار ودعم احزاب المشترك وحلفائهم من العسكر والقبيلة مقابل حصص سياسية واقتصادية اصبحت بعضها معلومة .
صفوة القول .. لا مجال لتحقيق التنمية والتحديثة والمواطنة الا باكمال مسار الثورة والتغييرات المرتقبه منها اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا واعادة الاعتبار للمواطن واللوطن في الداخل والخارج .. وهنا فقط تكون الثورة حققت اهدافها وانتصاراتها وهي انتصارات شاملة لكل الثورات السابقة بل واعادة الاعتبار اليها ومن ذلك اعادة الاعتبار لثورة سبتمبر واكتوبر ،،، ان ثورة ايلول/سبتمبر تدعونا لاعادة الاعتبار لها ولاهدافها ولهذا اقول اذا لم نكمل مسار الثورة بازاحة كل رموز النظام وحلفائه معلنين بناء الدولة المدنية ذات القاعدة الفيدرالية فان انهيار الدولة والمجتمع هو المسار القادم ومن ثم خروج اليمن من التاريخ ...؟



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماعة الاخوان ... فكرة تجاوزها التنظيم
- الجمهوريات العربية تبحث عن هوياتها
- نحو رؤية جديدة في السياسات الاقتصادية لدول الربيع العربي
- في اليمن ... بؤس الاحزاب والنخبة
- الربيع العربي يحدث أهتزازات في النظام السياسي الخليجي
- السعودية تجدد مملكتها
- مملكة السيد وجمهورية الشيخ ..صراع الزعامات داخل القبيلة الزي ...
- قطر في عين العاصفة السعودية
- الربيع العربي يبيع النظام الجمهوري ..
- المشهد السياسي اليمني ..تقدير موقف
- المخلص ... رمز الميثولوجيا السياسية في الفكر العربي
- في اليمن..الغباء السياسي والصدفة التاريخية
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
- برجوازية طفيلية وحكومات فاسدة ..؟
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
- اليسار الجديد.. رؤية نقدية


المزيد.....




- استمعوا الى تسجيل سري بين ترامب ومايكل كوهين عرض في المحكمة ...
- ضجة تصريح اتحاد القبائل -فصيل بالقوات المسلحة-.. مصطفى بكري ...
- من اليوم.. دخول المقيمين في السعودية إلى -العاصمة المقدسة- ب ...
- مصر.. مصير هاتك عرض الرضيعة السودانية قبل أن يقتلها وما عقوب ...
- قصف إسرائيلي على دير البلح يودي بحياة 5 أشخاص
- مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين
- ذكرى التوسع شرقا ـ وزن الاتحاد الأوروبي في جيوسياسية العالم ...
- كييف تكشف تعداد القوات الأوكرانية المتبقية على الجبهة
- تقرير إسرائيلي: قطر تتوقع طلبا أمريكيا بطرد قادة -حماس- وهي ...
- مصدر عسكري: القوات الروسية قصفت مستودعا للطائرات الأوكرانية ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - اليمن بين ثورتين