أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدون هليل - حوار مع الاكاديمي سمير الشيخ















المزيد.....

حوار مع الاكاديمي سمير الشيخ


سعدون هليل

الحوار المتمدن-العدد: 4416 - 2014 / 4 / 6 - 16:40
المحور: الادب والفن
    


الأكاديمي الناقد والمترجم سميـــر الشيــــخ
التاريخ هو تقدم الوعي بالحرية
ينابيع الرؤيا لدي بدأن بالفن الذي يحاول خلق اشكال ممتعة
الفلسفة في الشعر انحسرت منذ أبو تمام والمعري

حاوره: سعـــدون هليـــــل

الدخول إلى الكون الثقافي للناقد والمترجم والشاعر سميـر الشيــخ يعني الدخول إلى متاهة الجَمال . فالجمال كل ما يثير المسرة لدى المتلقي عبر فعل الطبيعة التلقائي أو فعل الكاتب المُخلق. مبدأ الجمال لديه مرقوم في كل الواح الوجود. والتبصر الثاقب في السيرة الثقافية للكاتب تظهر انه حاز على شهادة ( البكالوريوس) من جامعة بغداد –ملية الآداب العام 1975. و حاز على شهادة ( الماجستير ) في ( الأسلوبية الأدبية ) من جامعة البصرة – كلية التربية العام 1997. يكمل الأستاذ المساعد الشيخ دراسة ( الدكتوراه) في السيمياء المقارنة في الأسطورة في جامعة بغداد، كلية الآداب ، فيما يلقي محاضراته في الشعر الإنكليزي في جامعة ميسان – كلية التربية منذ العام 2004.شارك في مؤتمرات عالمية في الولايات المتحدة وإنكلترا إضافة إلى العراق، وهو عضو في جمعية TESOL في الولايات المتحدة ، وعضو في جمعية ( اللسانيات الوظيفية ) SFL في ( سدنــي).
صدرت للكاتب المؤلفات الآتية : ( القصائد المائية: دراسات اسلوبية في شعر نزار قباني، دار الفارابي، بيروت ، 2008 ) ، ( الثقافة والترجمة: أوراق في الترجمة، دار الفارابي، بيروت، 2010)، ( الوردة والرماد – شعر، دار الينابيع، دمشق، 2010)، ( تحولات زهرة العباد: في الخطاب النقدي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2011 )، ( الزنبقة الصوفية: في جادة النقد، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2012)، ( الغاب: دراسات أسلوبية في الشعر الحديث، دار الفارابي، بيروت، 2012)،( الوردة الزرقاء عند الغسق ( بالإنكليزية ) ، Bloomington: authorHouse, 2012 ).
في هذا الحوار تناولنا ينابيع المعرفة لدى الكاتب ومدارات اشتغالااته إضافة إلى الثقافة وفلسفة التاريخ.

- الجمال والحرية جناحان غميران في مائية الشعر وزرقة الفلسفة، كما تقول في كتابك ( الزنبقة الصوفية)، فما ينابيع الرؤيا لديك؟

أزمنة الكاتب أزمنة متحولة، فالمولد العظيم للوعي لا يهزل ، وهو لم يكن يوماً من بنات الأزمنة المترتبة، إنما هو الرواية الكبرى تلهمه الفكرة الفلسفية للكون والدور الذ يمكن لذلك الروح الإنساني ( الكاتب) ان يلعبه في دراما الوجود. فالوجود الرواية الكبرى. . رواية الفكر البشري على مستوى الفرد-الكاتب تتشكل من مختلف المعارف والثقافات والمرئيات التي تُخَلِق وتعدل من الصعود المعرفي اللامتناهي حيث يندفع الفكر النقدي الحر إلى أقصى مدياته مخلفاً وراءه هامشيات الثقافة المتدنية- ثقافة العِرق واللون والطائفة والتدين الزائف والتي تغذي دوافع العنف تغذية راجعة. وأحسب ان ينابيع الرؤيا لدي قد بدأت بالفن. فالفن في معتقد ( هربرت ريد) محاولة خلق اشكال ممتعة. ومثل هذه الأشكال تشبع احساساً بالجمال عبر الوحدة والتناغم بين مجموعة من العلاقات الشكلية من بين الأشياء التي تدركها حواسنا. هذه الأشكال الممتعة كنت اراها معلقة على جدران مرسم ( المتوسطة المركزية ) في ( العمارة) بين الأعوام 1965-1967)). كان خالقها الفنان التشكيلي ( شوكت الربيعي) الذي يقيم في ايطاليا الآن، فيما كان يغذي مخيلتي صديقي التشكيلي ( مازن سامي ) الذي يقيم في الولايات المتحدة الآن وهو يشرح لي فن الكولاج ومعنى اللون. هذه الغائية الجمالية ما كانت لتكون تكون لولا التداعي الحر. في ( المكتبة المركزية) في (العمارة) قرأت (نزار قباني) أول مرة. كانت تلك الدواوين المنمنة حد الأنوثة تعمق الوعي بالفن لدي. وأفترض انني قرأت فلسفة الجمال عند ( كانت) على سبيل المحاكاة. ثمة نبع آخر للرؤيا – الأسطورة في فن السينما . ففي نهاية الخمسينات ومنتصف ستينات القرن العشرين راجت موجة أفلام ( السيف والصندل) التي تصور مآثر ( هرقل ) والأفعال الخارقية التي كان يقوم بها، متخذة هذه الأفلام الحضارات القديمة كالبابلية والمصرية الخزانة الفكرية لها. كل ينابيع الفن تلك قد غدت – فيما بعد - الزرقة التي شكلت دراساتي النقدية في مسارها الثقافي.

- في نتاجك النقدي والشعري ثمة مفردات تتكرر مثل ( الوردة ) ، ( الزرقة). أفهل هذه المفردات من حلى الكتابة لديك أم ان هناك فلسفة ما عبر الرمز؟

عندما تتكرر مفردة ما في لغة كاتب بصورة واعية فإنها سوف تصبح رمزاً بعد آن. الوردة في الوعي الجمعي البشري رمزية جمالية، لكنها بالنسبة لي تشكل بعداً آخر. الوردة الزرقاء - والتي لا وجود لها في الواقع - هي الجمال الفكري المثالي اللامتناهي. ربما تسلل هذا الرمز إلى كتاباتي بفعل طول مصاحبتي للرومانسيين الإنكليز، إذ يشكل ( جون كيتس) غربياً و ( نزار قباني) مشرقياً مرجعيتي الشعرية، فيما يشكل ( كانت) و ( كروتشــه ) مرجعيتي الفلسفية في نظرية الجمال. لذا، ليس من الفجاءة أن تكون ( النقدية الجمالية ) الذي طرحتها في كتابي الأول ( القصائد المائية) مقاربة نقدية تقوم على ربط التحليل اللساني للخطاب بفلسفة الجمال – ولنقل - عند ( سانتايانا) في إدراك معنى الزرقة في شعرية قباني. ربما ارتبطت تداعيات الوردة أيضاً ببعد سيكولوجي وتجربة شعورية واقعية هي تجربة ( روزا أليشيا أشيعيا ) - الغادة المسيحية القادمة من استراليا في المرحلة الجامعية ( 1971-1975 ) والتي أصبحت بالنسبة لي مصدر غبطة . هذه التجربة قد علمتني الوله الطفولي بالجمال مثلما علمتني معنى المحبة في الأديان.

- لماذا اختفت التيارات الفكرية والمدارس الفلسفية من الأدب العربي؟
في حيوات الحضارات ثمة تحولات ليس على مستوى الفكر حسب بل على مستوى الحساسية الجمالية والثقافية كذلك. صحيح ان الحساسية الجمالية ثابتة وولكن الصحيح أيضاُ أن المتغير هو أدراك الإنسان وفهمه مثلما ان العنصر المتغير في الفن هو التعبير. هذا النمو الثقافي الجمالي يأتي عبر ذلك الإدماج بين الثقافات في الزمان والمكان، كما حدث في الثقافة الهلينية والثقافة العربية الإسلامية في العصر العباسي الأول( 712-812) و ما تلاه من قلائل القرون . لكن هذا الوريق قد احترق بسقوط غرناطة العام 1492 وانحسار الفلسفة بعد ابن رشد. هذا الفراغ الفكري قد قاد إلى سطوة المؤسسة الدينية الكهفية التي غالباً ما وقفت وتقف ضد ارتقاء الفكر الحر من أجل تطور النوع الإنساني.والأدب بوصفه دراسة النوع الإنساني عبر ممر التخييل قد كف – وبسبب من غياب الفضاء المعرفي الإنساني - عن توليد الأنماط الفكرية الثقافية الجادة والمعنية بتشريح النفس البشرية عميقة الغور. فالفلسفة في الشعر، مثالاً ، قد غادرت مملكة الشعر منذ أبي تمام والمعري لتورق وبشكل نادر في شعرية ( ادونيس).

- إذا قلنا إن التاريخ فان، كما قال هيغــل، فما برأيك الغائية التي يسعى التاريخ لتحقيقيها؟
يأخذ التاريخ في معتقدي شكل الاستنارة. فالاستنارة – كما يقول كانت – القدرة على التفكير على مستوى الفرد دون إحالة إلى سلطة قهرية خارجية،والتاريخ كل التاريخ إنما هو قصة الحرية. يرى أصحاب نظرية التقدم ان تاريخ البشرية يمر في مسار تقدمي تتطور خلاله المعرفة الإنسانية وتقترب شيئاً فشيئاً نحو الغاية النهائية للمجتمع البشري وهو تحقيق الحرية والسيطرة التامة على الطبيعة. فالنزعة الإنسانية والإشراق المادي والروحي والتطور التقني تشكل في كليتها غائية التاريخ. غائية التاريخ تروم الكشف عن النظام والإضطراد إذا ما اعتبرنا التاريخ وحدة كونية وبنية إنسانية تتشكل من مجمل الحضارات البشرية . الفكر الفلسفي الهيغلي أمن بفكرة ان العقل يسيطر على العالم ، وأن تاريخ العالم يمثل أمامنا بوصفه مساراً عقلياُ. أمن هيغل بمبدأ التطور مثلما هو ماركس عبر فكرة (الجدل) أو ( الديالكتيك)، كما آمن ان التاريخ هو تقدم الوعي بالحرية. . الحرية التي عرفتها أمم الغرب ( بالطبع) دون الشرق. إلا أن هيغل ربط تفسيره العقلاني للتاريخ بمسألة قداسة الدولة متخذاً الدولة الألمانية نموذجاً مثالياً، فهي بالنسبة له – وبسبب من عصبية قومية ربما - ( نهاية التاريخ). فالدولة في نظر هيغل هي مركز الفن والقانون والأخلاق والدين والعلم ونشاط الروح كله ليس له إلا هذه الغاية وهي ان تصبح واعية بهذه الوحدة، كما يقول هيغل نفسه. الدولة في نظره هي الفكرة الإلهية كما توجد على الأرض.هذا الربط بين الدولة ومسألة الحرية لم يتحقق بعد ذاك ، بل كان ظهور النازية والدولة النازية والاتجاهات الفاشية الحصاد المر لهذا الربط القسري ما بين الدولة والحرية.

- كيف ترى مصطلح ( نهاية التاريخ)؟ وهل هنك فعلا نهاية للتاريخ من وجهة نظر فكرية؟
السياسات الكونية كالسياسة الأمريكية لا تنبت في فراغ أنما هي تستند إلى مقولات فلسفية. والفلسفة بكونها علم القوانين العامة للوجود ( أي الطبيعة والمجتمع)، والتفكير الإنساني وعملية المعرفة، كما تقول ( الموسوعة الفلسفية)، وبكونها شكل من أشكال الوعي الاجتماعي ، فإن من شأن الفلسفة ان تسبغ على السياسات بعداُ تبريرياً كونياً صدقاً أو كذباً. قامت السياسة الأمريكية بادئ الأمر على الفلسفة البرغماتية. وكان الآباء الأوائل لهذه الفلسفة ( بيرس ، جيمس، ديوي ) نبت الأرض الأمريكية. وبعد سقوط المنظومة السوفيتية وحدوث الفراغ الكبير، كان لا بد من فلسفة جيدة لقيادة العالم ، فكان ( فوكوياما) ومؤلفه ( نهاية التاريخ) متبعاً خطى الهيغلية في ربط الدولة الحديثة بشرط الحرية. وفي معتقدي لا نهاية للتاريخ بوصفه سِفر الإنسانية مع الزمن نحو التقدم، وليس هناك من دولة سواء كانت ليبرالية أم ماركسية أم اسلامية يمكن أن تشكل نهاية التطور. يمكن للناقد العارف ان يلحظ في خطاب ( فوكوياما ) بنية سطحية معسولة تؤكد نهاية تاريخ الاضطهاد والنظم الشمولية، وإحلال الليبرالية وقيم الديمقراطية الغربية بديلاُ لحل أزمات العالم. ليس هذا حسب، بل على الولايات المتحدة ان تستخدم القوة في ترويجها للديمقراطية إذ ( على الساسة وهو يقيمون الأخطار ان يدرسوا بعناية اكبر القدرات العسكرية لا النوايا)، كما يقول ( فوكوياما). ولكن البنية العميقة تظهر ان ( نهاية التاريخ ) إنما هو (الإنجيل) الجديد وان ( فوكوياما ) عراب المسيحيين الإنجيليين أو اليمينين الجدد. يؤكد ( روبرت آشكروفت) ان الله أوكل إليه مهمة الدفاع عن الولايات المتحدة وبالتالي عن الديمقراطية الغربية والمسيحية ضد آفة الإسلام، كما تنقل ذلك الكاتبة ( باربرا فيكتور ) في كتابها ( الحرب الصليبية الأخيرة). بذات الخطاب المسيحي الليبرالي فقد أوحى ( الرب) إلى الرئيس الأمريكي بغزو العراق العام 2003 منطلقاً من مقولته أن لا يمكن للمرء ان يكون رئيساً لهذه البلاد ( الولايات المتحدة) من دون قناعة بأننا الأمة الوحيدة الخاضعة لأوامر الله. من ضفة ثانية قاد الخطاب الخشبي والمراهقة السياسية والحروب العبثية إلى هذا التحول الدرامي في العراق في بواكير القرن الجديد. فلسفياً، يرى ( فوكوياما) ان تاريخ الصراع ألإيديولوجي ينتهي بانتصار الحكومة الديمقراطية الليبرالية، هو يدرك امكانية تحقيق ذلك بفعل القوة العسكرية المهولة والأوديسا الإعلامية ذات التأثير. وكان من استراتجيات الانتصار من اجل نشر الليبرالية الديمقراطية ( الصدمة والرعب ) shock and awe التي طبقها ( رامسفيلد ) في الهجوم على بغداد. فالمسألة أبعد من تأمين مصادر الطاقة للحياة الأمريكية. يقول ( فوكوياما ) ان المحور الرئيس للتاريخ هو نمو الحرية. ولكن الذي حدث بعد ذاك نمو الإرهاب. والنوايا الخيرة التي قال بها السيد المسيح قد تحولت في منظومة ( النظام الجيد) ومنهج ( التدمير الخلاق) إلى جرثومة قادت إلى تدمير آثار أعظم حضارة في التاريخ. يعترف ( فوكوياما ) لمجلة ( المعرفة ) البريطانية العدد 10 آذار 2010 ان جورج بوش لن يتمكن من جلب الديمقراطية للعراق بمجرد رغبته بذلك. الذي لم يدركه ( فوكوياما ) ان حتمية التاريخ تؤكد انتصار الحس الإنساني وشرط الحرية لدى امم الأرض النزاعة إلى السلم والمحبة لا إلى الهيمنة والتدمير.فالحضارات قد تُدمر مادياً بفعل آلهة العدوان ولكنها لن تُهزم.

- مقالاتك في ( الكاماسوترا) التي نُشرت في ( الطريق الثقافي) موخراً أثارت اهتماما واسعاً. هل سبق أن توسعت في المفهوم ؟ هل ستصدر كتاباً ما ؟
( الكاماسوترا) تقع في دائرة ما أدعوه ( الفكر العابر للثقافات). فمثلما هناك ( كليات لسانية ) قالت بها ( النحوية التوليدية) فإن هناك كليات ثقافية أو ما أسميته في كتابي ( الثقافة والترجمة) ( كونية الثقافة ). إن مفاهيم من قبيل ( الجمال) ، ( الجنس)، ( الحب) هي مفاهيم كونية تجدها مطروحة في كل ثقافات الأمم. بعد ( الأسلوبية الجمالية ) ومفرداتها سوف يقع كتابي القادم في دائرة الدراسات الثقافية حيث أنماط الثقافة تجد تجلياتها لا في النماذج الأدبية المتعالية حسب، بل أيضاً في الشعبي المتداول.

- في ضوء تخصصك الأكاديمي قدمت مفهوم ( الأسلوبية الجمالية). فما ( الأسلوبية الجمالية ) حقاً؟
( الأسلوبية الجمالية ) مقاربة نقدية توحدن الوصف اللساني بالتأويل الجمالي منطلقة من تصور مفاده ان اللغة حاملة للثقافة. ولما كانت لغة الشاعر ( وليس الشعر) تشكل خرقاً قصدياً لممكنات اللغة، فهي جمالية بهذا ا المعنى. . لغة تثير الإدهاش واللاتوقع عبر تخليق الصورة الشعرية التي تقوم على مبدأ التعالق المتنافر داخل مجرة الأسلوب. فالأسلوب – من منظور لساني – الصياغة التعبيرية المغايرة والمتجلية على المستوى النحوي – الدلالي، بل والصوتي أيضاً. فالخطاب المغاير بأسولبيته المتفردة خطاب يثير الغبطة الجمالية لدى وعي القارئ الجاد.
- على أي أسس يمكن رسم خطوط الثقافة المستقبلية برأيك؟
الثقافة، في واحد من تحديداتها المعرفية، الشبكة المعقدة من نُظُم العقائد والسلوك وطرائق التفكير. والثقافة تحيل بوجه عام إلى أنماط النشاط الإنساني والأبنية الرمزيةالتي تُسبغ على هذه الأنشطة أهميتها، كما جاء في كتابي ( تحولات زهرة العباد). ولما كانت الثقافة نتاج العقل والروح الإنساني ، فمن المفترض ان تقوم على احداثيات ثلاثة : االتعبير الحر والتفكير النقدي والبحث العلمي. ومن المؤكد ان هذه الاشتراطات تقف ضد الانغلاق الفكري وتَقبُل الفكر- الآخر دون تحليل عقلي. هذا يصح ربما في كل ميادين الحياة وفي مقدمتها السياسة والاقتصاد.

- هناك من يؤكد ان الرواية فن المستقبل العربي؟ هل تقف مع هذا الراي؟
في زيارتي للولايات المتحدة العام 2009، زرت إحدى المكتبات العملاقة ( بارنز ونوبلز) في ( واشنطن) ومن ثم ( بالتيمور). وجدت دليلاً يقول ( الأدب )- بجل أجناسيته - فيما آخر يقول ( الرواية). هذا يشي ان الرواية فن العصر. قد يرتبط الأمر ربما بثقافة العصر وهي ثقافة عقلية. و قد يفسر هذا هيمنة رواية الخيال العلمي ليس في الأدب بل في السينما أيضاً. لكنما الرواية ليست بالمعرفة حسب، بل هي مسؤولية إزاء مشكلات الإنسان بوصفه أعلى حلقات التطور في الأرض، وهي مسؤولية لا تخلو من حس اخلاقي. فالأدب بوجه عام والرواية على وجه أدق ليس بالهذيان اللفظي إنما هو نتاج تخييلي يحمل رؤية للعالم. من هنا يجد الروائي الفضاء الأعظم للتعبير.فإذا كان الشعر فن الحذف، فالرواية فن التفصيل. الروائيون وهم يقدمون السرد إنما يستدعون الخليقة وهم يتماهون معها حتى ولو كانت تجاربهم مختلفة عن تجارب الآخرين. والروائي العربي الحداثي ليس بمنأى عن مشكلات العالم وإيقاع العصر. من هنا، أضع في تفكيري نقد الرواية في دراساتي القادمة .





- ما الدراسات التي تشغل محور التفكير لديك؟
إضافة إلى فن الرواية فإن ما يشغلني الآن نظرية الرمز أو نظرية العلامات. فبالرغم من الكثرة الكاثرة من الترجمات لهذا النظرية إلا أن النتاج المترجم يأتي برطانة لسانية تعبيرية نحسبها إبهاماً في الخطاب الأصل، والأمر ليس كذلك. أنني أفكر بتقديم النظرية لا بقصد التنظير المتعالي بل بقصد أمكانية تطبيق نظرية العلامات في شتى ضروب الفن ومنها الشعر والرواية والتشكيل والسينما بل وحتى الأساطير بوصفها السياق الإنساني أو المغامرة الكبرى لوعي الإنسان الأول بهذا العالم.



#سعدون_هليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الدكتور فاضل التميمي
- التغيرات المجتمعية
- حوار مع القاص والناقد المسرحي حسب الله يحيى
- حوار مع الناقد والشاعر فاروق مصطفى
- حوار مع القاص محمدخضير
- حوار مع الدكتور أسعد الامارة
- حوار مع الاستاذ الدكتور صاحب أبو جناح
- حوار مع الدكتور الناقد والتشكيلي جواد الزيدي
- حوار مع الدكتور صالح زامل
- حوار مع الدكتور عبدالقادر جبار
- حوار مع الشاعر والناقد جمال جاسم أمين
- حوار مع الدكتور علي عبود المحمداوي
- حوار مع الدكتور حسام الآلوسي
- أطروحة الاستبداد النفطي حوار مع الدكتور سليم الوردي
- حوار مع الاستاذ الدكتور سليم الوردي
- الفلسفات الآسيوية
- حوار مع المفكر محمود شمال
- اسماعيل ابراهيم العبد ورصيد التحولات
- اليوتوبيا معيارا نقديا
- حوار مع الناقد حميد حسن جعفر


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدون هليل - حوار مع الاكاديمي سمير الشيخ