أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدون هليل - حوار مع القاص والناقد المسرحي حسب الله يحيى















المزيد.....

حوار مع القاص والناقد المسرحي حسب الله يحيى


سعدون هليل

الحوار المتمدن-العدد: 4388 - 2014 / 3 / 9 - 15:11
المحور: الادب والفن
    




"اكتب من اجل تغيير الكثير من القيم والتقاليد البالية"
القاص والناقد المسرحي حسب الله يحيى
حاوره: سعدون هليل

حسب الله يحيى تولد مدينة الموصل عام 1944.خريج معهد المعلمين بالموصل عام 1968.سجن وعذب وتمت احالته الى عدة محاكم. وتم منعه من الكتابة مراراً.وهو قاص وناقد مسرحي قام بتدريس النقد المسرحي وتاريخ المسرح في معهد الفنون الجميلة– بغداد، ساهم في ندوات ومؤتمرات ومهرجانات مسرحية عراقية وعربية عديدة وترأس قسم المسرح في مجلة (فنون) وهيئة تحرير مجلة (السينما والمسرح).كتب ونشر العديد من المقالات بأسماء مستعارة عديدة وفي صحف ومجلات عربية وكردية.أعد وقدم عددا من البرامج الثقافية والمسرحية - إذاعية وتلفزيونية لسنوات عدة، أصدر أكثر من 19 مجموعة قصصية نذكر منها "الغضب"."القيد حول عنق الزهرة."ضمير الماء". "النهار يدق الأبواب" "كوميديا الكاتب في الزمن الكاذب" "حدائق عارية" "اجنحة حجرية" "ارهاب" "اصابع القرنفل" في قصص الأطفال أصدر "دفاع عن الفرح"."الفراشات"."سمكة تعرف كل شيء" أما في المسرح فله أكثر من تسع دراسات نذكر منها "مقدمة في مسرح الاطفال"."فنا رات في القصة والرواية"."المسرح العراقي- قضايا ومواقف".أصدر مجلة(قصص69) في الموصل.عمل محراراً متفرغاً في عدة مجلات منها:آفاق عربية، الأقلام، الثقافة الأجنبية، الموقف الثقافي، الحكمة. مدير الإعلام في وزارة الثقافة بعد سقوط السلطة السابقة.ترجمت مسرحياته الى اللغة الكردية بعنوان/أصابع القرنفل/ في حوارنا معه تطرق القاص والناقد يحيى إلى طرائق الكتابة القصصية والمسرحية، وهموم ثقافية أخرى.

* بدءاً ان البيئة والمولد، او المولد في بيئة ما هو القرار الأول في زرع الميول والاتجاهات والرغبات، كما يقول علم النفس، ترى ما هي مرتبتهما في وجودك الإبداعي؟
منذ وقت مبكر من صباي، تنبهت الى انني امام خطين متوازيين أحدهما لأب فقير معدم بالكاد يحصل على قوت عائلته.. لكنه رجل حكيم وله تجارب حياتية معمقة، فضلا عن مواقف شجاعة تبنيتها من خلاله.. ومع أنه أمي إلا أنه كان يحفظ معظم شعر المعري ويعتبره القدوة الحسنة والأنموذج الأفضل للوعي والنباهة، مثلما يحفظ لشاعر شعبي أمي موصلي اسمه (عبد المحمد علي) الذي يعد شعره شاعر السخرية النقدية الحادة والصادقة..
أما الخط الثاني فيعود لخي الشهيد وعدالله يحيى النجار الذي رسخ في ذاكرتي القدرة على الصراحة والصدق والمبدئية في التعامل مع الآخرين.. لكنني لم اعش وإياه زمناً طويلا، فقد قضى معظم وقته في السجون بسبب آرائه التقدمية المناوئة للسلطات السابقة..
ومع ان اخي وعدالله كان يكبرني اكثر من عشر سنوات، إلا انه كان يصغي لآرائي ومقترحاتي ويأخذ بالكثير منها.
ابي شجعني على القراءة والكتابة من دون ان يدري. كان يريد ان يجالسني فيما انا مشغول بالقراءة.. ويسألني ما اكتب.. ويرفض أنني من كتب ما اقرأه له.. حتى أنني صرت ازعم ان صاحب القصة او المقال المنشور في الصحيفة التي اقرأها له تعود لسم ابتكره.. فكان يثني عليه ثناء يخجلني مع بعض الملاحظات احيانا.. من دون ان اذكر له انني صاحب المادة المنشورة التي قرأتها له.إنه اطراء خفي افهمه وانتشي وازهو به داخل نفسي.
أما وعدالله فكان يحثني على قراءة كتب بعينها.. كان اول من عرفني على اعمال دستويفسكي وتولستوي وغوركي وتشيخوف وهمنغواي وديكنز ونجيب محفوظ وسلامة موسى.. وكان اثناء مواجهتي له في السجن يناقشني فيما قرأت.. ويرشدني الى كتب جديدة، ويطلب اليّ كتابة رأيي بشأن كل كتاب اقرأه.. وان ادون ملاحظاتي وازوده بها سراً عن طريق اوراق خفيفة وشفافة سهلة الطوي داخل سلال الفواكه او داخل الطعام بعد لفها بعازل كنا نأخذه من صناديق الشاي.. وهو ورق فضي عازل.

* الدراسة هي محطة مهمة لصياغة الأفكار وتوجيه الميول. أين أنت منها؟

حياتي الدراسية متواضعة.. بسبب فقر الحال وانشغالي بمهن عديدة كالبناء وصباغة الدور والنجارة لمساعدة عائلتي.. ودوامي مساءاً.. ومنذ الدراسة الابتدائية، تنبهت الى معلم التربية الدينية الذي كان يضرب زميلاً لي كان مسيحيا.. وسألت هذا المعلم الذي كان يعاملني باحترام.. بأن ضربه للمسيحي كان مقصودا، حتى يجعله يترك المدرسة.. لمجرد انه مسيحي..من هذه التجربة، بدأت البذرة الاولى التي جعلتني اتجاوز في تعاملي مع الآخرين بعيدا عن انتماءاتهم الدينية والقومية والمناطقية والفئوية.. وأكره حتى الحديث بشأنها.. لأن بديهة الأمور تؤكد على انسانية الانسان ايا كان مذهبه او لون بشرته أو.. أو.
* المدرسة والبيئة، هل جعلتا منك نموذج عائلي خاص؟

ابي واخي.. عاملاني باحترام، عاملاني بوصفي رجلا وانا في صباي، هذا جعلني شديد الحرص على تطوير نفسي حتى اكون بمستوى المسؤولية.. صرت اقرأ بينهم.. وانتقي اصدقائي.. واحترم وقتي وانظمه بدقة.
* كنت في المسرح صحافيا متابعاً، ومعداً، وكاتباً، وناقداً. نود معرفة اهم نقاط ديناميكيتك (نشاطك) في هذا؟

دخلت عالم المسرح.. كارهاً لعروضه التي شاهدتها في مدينتي الموصل في الستينيات.. وتساءلت عن اسباب كراهيتي ومقتي لهذه العروض. وفي الوقت نفسه فوجئت بالنصوص المسرحية المترجمة عبر سلسلة عالم المسرح التي تصدر في القاهرة.. صرت اقرأها بنهم.. وتبينت ان هذا هو المسرح الحقيقي الذي ينبغي ان يكون.
وتبينت ان المسرح من ارقى الفنون، ومن اعظم الخطابات الثقافية التي ينبغي ان توليها عنايتنا واهتمامنا.. الى جانب فضح الاعمال الرديئة وامية وجهل اصحاب العروض التي يزعمون أنها (مسرح) وما هي سوى نكات تافهة لا قيمة لها ولا تقدم الثقافة الراقية التي ينشدها المسرح الحقيقي النابه.
ومن دون مبالغة.. استطيع ان اقول انني كنت اشاهد جميع المسرحيات التي كانت تعرض في بغداد خلال اربعة عقود من الستينيات الى نهاية التسعينيات. بعد انتقالي من الموصل الى بغداد.. وكنت اكتب على معظمها نقداً لاذعاً قادني الى سلسلة من التوقيفات والمحاكمات والاجراءات التعسفية في الوقت نفسه تنبهت لي كلية ومعهد الفنون الجميلة في بغداد.. وبت القي محاضرات عديدة فيها، وكنت الشخص الوحيد من بين الملاك التدريسي الذي لا حمل شهادة تخصص في فنون المسرح، إلا انني اختزن معرفة جيدة جدا في شؤون المسرح تفوق احيانا معرفة وثقافة عدد كبير من الاساتذة.
كما تحولت بعدئذ الى خبير ومستشار في شؤون المسرح ومن دائرة السينما والمسرح تحديداً، وكنت اجيز النصوص والعروض والكثير من المسرحيات التي تعرض في التلفزيون. وصار لي برامج اذاعية وتلفزيونية مسرحية في التلفزيون والاذاعة استمرت لسنوات عديدة.

* الكتابة كونها خروجاً من الذات الى العالم، وتفاعلا حياً بينهما، هل تكتب للعالم، ام تكتب لنفسك؟

انا اكتب لقارئ ذكي.. لا اكتب لاباهي نفسي او لأباهي الآخرين.. او لأغازل امرأة واثير بريق اعجابها.اكتب لانبه، اكتب لأثير الاسئلة، اكتب من اجل تغيير الكثير من القيم والتقاليد البالية. اكتب لاعرف الآخرين بما عرفت.
اكتب لان لي موقف من هذه القضية او تلك، اكتب باسمي وباسماء عديدة لا يمكن الامساك بها في الزمن الصعب.
كنت اتخفى وراء نصوصي القصصية، وانشرها في جميع الصحف والمجلات الناطقة بالعربية خارج العراق.. وقد كشف عدد من اصدقائي العاملين في رقابة المطبوعات عدداً من قصصي المضادة للسلطة.. وحملوا لي المجلات والصحف الممنوعة.. من دون ان يخبروا السلطات الاعلامية عني وهذا امر مشهود له واعتز باصحابه وفي المقدمة منهم القاص والاعلامي الراحل د. خالد حبيب الراوي.

*هل من فاصل بين زمن الكاتب وزمن الكتابة؟وهل للمؤثرات الخارجية الحياتية والتاريخية (مثلا) تأثيرا على لحظة الكتابة –كزمن فلسفي- بالنسبة لك؟

الأزمة تتفاعل وتتقاطع وليست هناك قوانين تنظم هذه العلاقة.. انا اكتب عندما يكون لدي شيء اقوله.. ويستحق ان اقوله واكتبه.. وبالتأكيد هناك مؤثرات اجتماعية وثقافية وتاريخية وحياتية يومية تلقي بظلالها على كتاباتي القصصية تحديدا وعلى وعيي المعرفي نقدياً.

* كيف تنظر الى القصة في العراق قياساً الى القصة العربية والعالمية؟

مازلت انظر الى القصة العراقية.. مع قراءتي لها بدقة في عملي الصحفي وفي متابعاتي المكثفة.. على انها متواضعة مقارنة بالقصة العربية والعالمية.. لم اقرأ قصصاً عراقية بمستوى ما كتبه يوسف ادريس او زكريا تامر او عزيز نسين او دوستويفسكي او ماركيز او سولجنستين.. معظم زملائي يكتبون مذكرات او سير ذاتية يطلقون عليها قصصاً وروايات وبعضهم يهرب الى الاحداث التاريخية معيدا كتابتها روائياً..
انهم يستسهلون الكتابة ويعدونها ترفاً او متعة مجردة.. فيما ارى ان اللجوء الى كتابة القصة والرواية والمسرحية والشعر.. يراد منه ايصال تجارب فاعلة ومؤثرة من شأنها ان تلقي بظلامها على حياة قرائها.. وهذا ما لا اجده في معظم قصص الزملاء.

*الرواية العراقية، ماذا ترى فيها، ما مكانتها من الابداع العربي؟

الرواية العراقية.. شأنها شأن القصة، مازالت تحبو مقارنة بالروايات العربية والعالمية.. من كتب مثل رباعية الإسكندرية لداريل، او أسرة تيثو لدوغار، او اعمال كونديرا وبخاصة (خفة الكائن..)
من كتب مثل: اولاد حارتنا لنجيب محفوظ، او الرجل الذي فقد ظله فتحي غانم ومن كتب مثل اعمال عبدالرحمن منيف.. نعم.. (المسرات والاوجاع) للتكرلي، مشهود لها بالتألق والعمق والدراية، ونعم لرواية ابراهيم احمد (ليلة الهدهد) بما لها من افق واسع ونقد لاذع ونعم لرواية جبرا ابراهيم جبرا (وليد مسعود) وان كان الراحل جبرا فلسطينيا إلا ان انفاسه عراقية- عربية.

* يتحدث عدد كبير من المعنيين بالشأن الروائي عن زمن الرواية، وعصر الرواية، ألديك توضيحاً؟ خاصة وهي جنس يبدو انه سيلتهم بقية الاجناس الإبداعية؟

أنا بعيد عن الأزمة التي تحدد الأجناس الأدبية. انا ابحث عن كتابة حرة خارج الأزمنة، داخل عوالم الازمات والمعاناة سواء كانت رواية او قصة قصيرة.
لا يمكن حصر زمن بجنس ادبي، كل خطاب ابداعي او معرفي له عوالمه ومجساته ومستلزماته وطرق طرحه للآخرين.. والتفوق يكون بمدى مصداقيته ونباهته وتجاوزه لما قبله.
نحن نجهل حتى الان بأن لدينا علوما اسمها (علوم المستقبل).. نحن نعيش في زمن يقتل ما قبله وما بعده عن طريق زرع الإحباط في جدوى المستقبل!

* برأيك ما هو موقع الرواية العربية بالنسبة للعالم؟ وما هي اتجاهاتها الكتابية؟ الى أي منها تنتمي؟

انا أنتمي الى فهمي واستيعابي ودرايتي وبحثي الدائب عن حقيقة الاشياء ومن خلالها اتوجه للكتابة التي أجد ان لدي شيئاً يمكن اضافته ويستحق ان يقرأ من قبل الآخرين.

* هل تمارس النقد القصصي، والروائي، والمسرحي؟وما الذي يجذبك اليه؟
أمارس النقد الثقافي الذي يحثني على الكتابة النقدية سواء كان العمل قصصياً او روائياً او مسرحياً او معرفياً وحتى تشكيليا او مصرفيا وحتما تشكيلياً. أنا أعد نفسي قارئاً نهماً وجيداً وواعياً واحدد موقفي من أي كتاب اقرأه. لا اقرأ للمتعة المسطحة العابرة. انا اقرأ لأفهم واستوعب واعرف اين موقعي وموقفي وحاجتي الى ما قرأته..
* ما تقييمك للنقد الادبي عندنا، والى أي هدف يسير بنا؟

هناك كتابات نقدية اخوانية واضحة في المشهد الثقافي العراقي الراهن الا القلة النادرة.. حتى هذه الندرة بدأت تبحث من خلال الكتابة عن علاقات ومنافع وفوائد جمة.. لم يعد في المشهد الثقافي نقد حقيقي يمارس دوره البناء والصادق والنبيل.. ومن خلال عملي، محرراً للملحق الثقافي في جريدة "التآخي" ارفض عشرات المقالات (النقدية) التي لا اجد فيها سوى عبارات اخوانية.. لا شأن لها بالنقد الموضوعي المنشود انا احترم جداً نقاداً مثل: د. خالد علي مصطفى ود. مالك المطلبي، وان كانا قد عرفا بوصفهما من الشعراء المجيدين.. هما الوحيدان ممن تبقى في الساحة الثقافية التي لا تساوم ولاتؤاخي على حساب النقد السليم.. ومع قلتها وندرتها.. تظل نقية ومعمقة ومحترمة.
* ما العلاقة –برأيك- من الناحية الفنية والتأويلية، بين الادب والآيديلوجية الان؟


من الملاحظ في حياتنا الثقافية والسياسية كذلك أن هناك توجه لإدانة الايديولوجيا، وكأن انسان العصر الراهن لم تعد له حاجة الى الايديولوجيا بمعناها الفكري المعمق..
ان البعض صار يحاصرها بالأحادية والصراحة والانغلاق، هذا فهم مسطح للايديولوجيا.. ذلك ان الافكار لا يمكن ان نغلق عليها العوالم والمؤثرات المحيطة بها.
كل الفنون.. تفكر، كل انسان لابد ان يكون له فكر وموقف.. وتجريد الفنون والانسان من الفكر.. معناه ان الكتابة باتت خالية من الجدوى.
الايديولوجيا.. فكر إنساني نحتاج اليه في كل الأزمنة وكل الاماكن والمواقف.. مثلما نحتاج اليه ونحن نكتب القصة والرواية والمسرحية ونرسم اللوحة ونعزف لحناً ونغني.. لا سبيل الى من خالٍ من الفكر.. شرط ان يكون هذا الفكر منفتحاً على كل العوالم وكل الثقافات وكل الآفاق. ولا يمكن للفنون والآداب والثقافات ان تحيا بمعزل عن الفكر. نحن نكتب لأننا نفكر، ولأننا نفكر ننتج معرفة وهذه هي هوية كل ابداع وكل ثقافة..

* هل تميل الى تطبيق الفرضية المنوّه عليها عالمياً في (النظرية الثقافية)، أم ترى الثقافة تحليلا للحصائل المعرفية والاجتماعية، ام ترى النقد الثقافي هو العمل الخلاّق في توظيف الثقافة للصالح البشري؟

بالتأكيد الثقافة للشعب، لا للذات المجردة، لا لأشعاع هوى ذاتي معين.. وإلا لأكتفينا بكتب نحتضنها داخل اربعة جدران..!
الثقاف.. كما انهما، إنتاج معرفي وخبرات حياتية ومعرفية متعددة، وتأتي الموهبة مكملة لهذه المعرفة التي يفترض ان تكون موجودة وعلى وفرة.. أما الموهبة المجردة فأنها تظهر.. ثم تضمحل إن لم تكن مدعومة بوعي ثنائي ناضج ومتجذر واصيل..
* هل أسهم المثقف العربي بمسؤولية تشرذم البنى الثقافية العربية؟

لم يسهم المثقف العراقي والعربي بشكل عام مساهمة فعالة يمكن لنا تأشيرها بوضوح.. وإلا لكان انتفض على هذا الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي المتردي الذي تشهده بلادنا والوطن العربي عموما.
الانسان البسيط.. بات اكثر قدرة في مواجهة هذا الواقع المر الذي نعيشه..مثقفونا اتكئوا على خزين معرفي.. أهلهم لعدد من المواقع الوظيفية.. وقد اكتفى معظمهم بهذا الموقع وعمل على حمايته. وهناك اقلام شجاعة حرة ما ان علا صوتها حتى تم قمعها ومن ثم ابادتها وامامنا الشهداء: كامل شياع وهادي المهدي.. وغيرهما.
* هل ترى وجود ازمة ثقافية "نقدية، اجتماعية، اقتصادية" ام ان بوادر التغيير الجديدة ستؤول الى عكس التدهور العربي؟

لو تيسرت لنا مراجعة الاسماء الأدبية والفنية العراقية الخلاقة التي هاجرت وهجرت.. لوجدنا خبرة مبدعينا ومفكرينا.. خارج العراق.. نعيش اوضاعاً صعبة واحباطاً مراً وعطاء مكتوماً وثقلا حاداً في معايشة ما يجري في العراق والوطن العربي..
ان الثقافة في العراق.. لم تعد تلقي بثقلها السابق الذي عرف عنها، وإنما صارت تبحث عن وجود الإنسانية لاصحابها، ومن بقي يكتب ويواصل مسيرته، فمحدود ومهمش.. والنادر من ارتفع صوته وبقي يتلمس الحياة التي تنجيه من غرق يحدق به من كل صوب.
معذرة.. لا أريد ان أكون محبطاً ويائساً، وإنما هذه هي حقيقة ثقافة مقموعة، مدمرة، منخورة، تخلو من أي فعل مؤثر.
الامل ان ننتبه الى هذا الواقع الاجتماعي والسياسي المتردي الذي لايمكن عزل الثقافة عنه.. والأنتباه قد يفتح باباً للأمل.. خاصة اذا تجرد الزملاء الانقياء من المنافع الذاتية والمواقف الانتهازية، وتوجهوا الى قيم حقيقية هم أدرى بحقائقها من سواهم..
المهم الآن.. كيف نبقي على الباقي من ثقافتنا الوطنية التي باتت إضاءتها.. تتضاءل.
مهمتنا الان ان نقدم خطابنا بقدر من المسؤولية، بقدر من احترامنا لأنفسنا.. وإلا سيأخذنا الطوفان الى حيث لاندري، وندري كل هذا جيدا.. وليس من المعقول ان يقول أحد بأنه لا يدري بما سوف تنحدر الأمور من سيء الى أسوأ..



#سعدون_هليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الناقد والشاعر فاروق مصطفى
- حوار مع القاص محمدخضير
- حوار مع الدكتور أسعد الامارة
- حوار مع الاستاذ الدكتور صاحب أبو جناح
- حوار مع الدكتور الناقد والتشكيلي جواد الزيدي
- حوار مع الدكتور صالح زامل
- حوار مع الدكتور عبدالقادر جبار
- حوار مع الشاعر والناقد جمال جاسم أمين
- حوار مع الدكتور علي عبود المحمداوي
- حوار مع الدكتور حسام الآلوسي
- أطروحة الاستبداد النفطي حوار مع الدكتور سليم الوردي
- حوار مع الاستاذ الدكتور سليم الوردي
- الفلسفات الآسيوية
- حوار مع المفكر محمود شمال
- اسماعيل ابراهيم العبد ورصيد التحولات
- اليوتوبيا معيارا نقديا
- حوار مع الناقد حميد حسن جعفر
- حوار مع القاص قصي الخفاجي
- حوار مع الشاعر والناقد ليث الصندوق
- حوار مع الباحث الدكتور أحمد أسماعيل عبود


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدون هليل - حوار مع القاص والناقد المسرحي حسب الله يحيى