أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - ابو مازن في غرفة مغلقة والستائر سوداء مسدلة














المزيد.....

ابو مازن في غرفة مغلقة والستائر سوداء مسدلة


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4414 - 2014 / 4 / 4 - 21:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




كنت اتمنى حين عقد اجتماع القمة العربية في الكويت مؤخراً ان يوضع الى جانب دولة فلسطين مقعداً فارغاً يطلق عليه مقعد " النسيان " أو " التواطؤ العربي " أو " اختفاء الكرامة " في جميع الاحوال والكلمات تبقى حقيقة المقعد الفارغ هي العنوان الذي صمد وبقي فارغاً امام قضية اوجدتها المؤامرات العربية والغربية ، ثم تحولت الى كلام ثم صار الكلام ثرثرة وما زالت الثرثرة مستمرة بصوت مرتفع أو بصوت صامت أو كما يقال جعجعة بلا طحين .
مع أن هناك مبدأ في العسكرية يدعى " وضوح الهدف " فمن مبادىء الحرب الحفاظ على الهدف ولكي تحافظ على الهدف لا بد أن تعرفه وأن تعرف اتجاهك الذي يؤدي اليه الهدف ، لكن هدف القضية الفلسطينية ضاع في سراديب وقاعات الاتفاقيات واللقاءات والانحناءات والغياب العربي ، وضياعها في متاهات الانظمة التي تسعى لاحتوائها والهيمنة عليها والنطق باسمها حتى اصيبت بمرض الخرس أو قطع اللسان فدائماً هناك من يتكلم وينوب عنها .
الدخول في نفق المفاوضات كان جزءاً من مسيرة الشعب الفلسطيني والطريق الى قيام دولته وتحقيق احلامه ، هكذا أشبعوا الشعب الفلسطيني مراجل الابتسامات والاحتضان والصور التذكارية التي تظهر فيها الوجوه الفلسطينية والاسرائيلية وهي تنطق بالفرح الخفي واللحظات الحميمة ، وقد تبين بعدها أن هذه المفاوضات فرضت واقعياً جديداً فيه طعم المراعي الملعونة ولعبة الخراف والذئاب ، حيث تبدأ الذئاب برصد الخراف ثم الانقضاض عليها ونهشها وآكلها وبيع عظامها وصوفها في اسواق المزادات الاعلامية فقط ، ولا تنتهي اللعبة بل مع كل جلسة تفاوض تتسع الآلام الفلسطينية وتكبر جبال الهموم وتنحسر مساحات الأمل .
منذ البدايات تبين أن المفاوضات هي الساعات السانحة لتمرير مخططات الاستيطان وفرض واقع المستوطنات وسلب ما تبقى من مساحة الدولة الفلسطينية الموعودة ، منذ البداية كانت العناوين تتفجر بالقهر وهي تعلن أن المفاوضات ما هي الا جسوراً تسير فوقها المخططات الصهيونية ، وكنا نرى المفاوض الفلسطيني وهو تحت السكين العربي والاوروبي والامريكي ينفذ الأوامر دون نقاش واعتراض ، يهز رأسه واذا اعترض يكون اعتراضه مثل نفاخ البطن سرعان ما يزول .
نسمع البيانات التفاؤلية التي توعد بحل الازمات العالقة والافراج عن الاسرى ، لكن الواقع كان يفرز هدماً ومصادرة وبناء مستوطنات وتضيق الخناق على الحياة الفلسطينية اليومية واعتقال اسرى جدد ، ولا ينسون طريقة الباب الدوار الذي يخرج من باب ويدخل من باب آخر ، وكنا نطالب أن تفتح ملفات وصفحات المفاوضات او الفخاخ والمصائد وتكشف عما يدور في داخلها من تنسيق وملابسات وعلاقات براقة ، وكانت السلطة الفلسطينية تتجاهل المطالبة بالشفافية وكشف حقيقة الاوراق أمام الشعب الفلسطيني ، في الوقت الذي كانت وسائل الاعلام الاسرائيلية تكشف الخبايا التفاوضية بالتوضيح والتفصيل وطريقة تصرف وسلوك المفاوض الفلسطيني أمام شعبها ، والشاعر الذي حاول أن يلخص المعادلة الصعبة ويؤكد ان صداقة العدو قمة النكد ( من نكد الدنيا على الحر – عدواً ما من صداقته بد ) كنا نرى النكد يتقزم ويتلاشى أمام عدسات التصوير .
المفاوض الفلسطيني كان يتقبل النكد بوعود وزرع الآمال والأحلام كل مرة ، حتى وصلت المفاوضات الى طريق مسدود ، والمفاجأة أن الرئيس ابو مازن يقول :
عملية التسوية في مأزق والشعب الفلسطيني سيواصل الدفاع عن حقه بالمقاومة الشعبية السلمية ، و نسأل هل عملية التسوية اليوم فقط في مأزق متى كانت تسير بدون مأزق ؟؟ ولا نعرف ما هي المقاومة الشعبية التي يرددها أبو مازن ويتغنى بوجودها بعد أن أغلق غرفته الرئاسية وأسدل الستائر السوداء ولم يعد ير ماذا يدور على أرض الواقع الفلسطيني المتعب والمنهك ...!!!
يقال السياسي يلعب في السياسة حسب المسافة التي يطلق عليها " فن الممكن " واذا كان الرئيس ابو مازن قد اتخذ قرار التوقيع على خمسة عشر اتفاقية دولية والانضمام الى المنظمات التابعة للأمم المتحدة امام وسائل الاعلام بكل ثقة دون تراجع ، يكون الرئيس الذي أنقذ ما تبقى من الكرامة والحق الفلسطيني .
في التاريخ الكثير من القادة والزعماء مزقوا المعاهدات والاتفاقيات بعد ان وجدوا ان التاريخ سيلعنهم ويضعهم في خانات الشك والتخاذل وعدم المواجهة .
أذكر النحاس باشا الزعيم الوطني المصري الذي الجأته الظروف والضغوط على توقيع معاهدة ترهن استقلال مصر بيد بريطانيا ، حيث كان يومها يريد شراء الوقت وعندما أتى الوقت قال قولته التاريخية ( باسم الأمة وقعت المعاهدة وباسم الأمة امزق المعاهدة ) .
ان المستقبل كفيل بمعرفة حجم الضغوطات التي تمارس على القيادة الفلسطينية وعلى الرئيس ابو مازن من قبل الدول العربية قبل امريكا والدول الأوروبية ، وغداً سنرى اللقاءات السرية وغير السرية والوجوه وهي تقتحم الوجع الفلسطيني وتنزع جلده كي تصنع منه أحذية للتسابق حول ملف المفاوضات ، وعملية اقناع العودة الى الطاولة التي لو نطقت لكتبت مجلدات عن الاستخفاف والاستهتار في فن التفاوض، لكن أيضاً سنعرف مدى حجم الصمود وقوة المواجهة والقدرة على المحافظة على ما تبقى من الكرامة والحلم الفلسطيني .





#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجريمة والعقاب
- يهوشوع بن نون يجلس في حضن المهندس الفلسطيني..!
- امريكا الأمير ونحن حذاء السندريلا
- تعالوا نسافر بلا عودة..!!
- -غندرة مشي الفدائي غندرة-..!!
- حملة -اخبر ابنك- امام حملة -أنجب ابنك- رغم القضبان
- سلوى + سعاد = الرجاء اصمتا..!
- أنا ارتعب وأخاف اذن أنا موجود..!!
- رمضان بأي حال عدت يا رمضان..؟
- سعود وفضل نجوم -أمريكا أيدل-..!!
- بلدياتنا ومجالسنا المحلية العربية سلاحف انقلبت على ظهورها
- يارا واطوار يرفضن نكاح الجهاد
- ابن صفنا -جوجل- يتضامن مع العربي المتهم...!!
- القدس الشمالية لنا..!
- بكرا اعتقلوني..!!
- ثقافة الفهلوي في الزمن التراللي..!
- أصبح عندي الآن بندقية ... الى المقاطعة في رام الله خذوني معك ...
- نتنياهو يلحس البوظة وليفني تطالب بالدبس .. !
- اغتصاب بقرار شرعي..!
- العملاء حائرون، يتذمرون...!! ..


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - ابو مازن في غرفة مغلقة والستائر سوداء مسدلة