المسيح المخلص الجديد لمصر المحروسة!!!

العتابي فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 4406 - 2014 / 3 / 27 - 13:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

على الرغم من استقالة السيسي وترشيحه للرئاسة المصرية ليس بالغريب على الشارع العربي.
لكن الملفت للنظر هذا التهريج الاعلامي الوطني المصري لهذا الترشيح كما ظهر على القنوات الفضائية وعلى المنابر الاعلامية وسط الزغاريد التي وصلت الى ان البعض من الأعلاميين ومنهم المهرج عمرو أديب الى الرقص على الوحدة ونص في برنامجه اثناء مداخلة لمتصل مصري...
وهذا ليس بالغريب على بعض الأعلاميين في مصر المحروسة منذ زيارة السادات لتل ابيب ومروراً باغتياله وتلميعهم واصطفافهم خلف مبارك والى قبل سقوطة المخزي بأيام وهم يمجدونه..
هنالك الكثير من الناس والكتاب والمثقفين وانا من ضمنهم ضد الاخوان وما شابَ تصرفاتهم خلال فوزهم بالانتخابات في مصر وترشح مرسي للرئاسة وفاز فيها بشكل قانوني وانتخابات كانت المنافسة فيها شرسة بين تيار الاخوان ومن تحالف معهم وبين البقية ومنهم احمد شفيق ومن سانده وأتلف معه.
لكن حسب لعبة الديمقراطية فاز مرشح الاخوان بفارق بسيط عن احمد شفيق الجنرال السابق في عهد مبارك...
لكن خروج الاخوان عن حياديتهم وممارساتهم الدينية المتشددة جعلت مصر تعوم في بحر التجاذبات الشعبية والسياسية..
الى ان ظهر المسيح المخلص(((السيسي))وبطريقة الى حد ما قريبة الى الانقلاب أستولى على السلطة وبقى من خلف الستارة يدير شؤون مصر...
كل هذا الذي جرى بكل تأكيد بوجود القطبين الرئيسيين على الساحة المصرية وهما السعودية بدعمها لجبهة المسيح المخلص وقطر بدعمها المزمن للاخوان عن طريق الشيخ الخرف القرضاوي...
وما رافق كل هذا من قتل وتخريب وحرق واعتصامات وقوانين وحبس واعدامات جعلت مصر المحروسة تفقد صورتها البهية وتفقد قيادتها للعرب بسبب أنجرارها للعبة القطبين الخليجيين لاثارة القلاقل في عموم بلاد المسلمين...
والأكثر من ذلك هو تناحر الاعلام المصري فيما بينه وهذا التناحر والانحياز للطرف الاخر ليس بالغريب عن البعض من الأعلاميين المصريين...
لكن البعض منهم يجعل من السيسي هو الله وهو النبي وهو المنقذ هذه مزحة مصرية سمجة....
مما حدى بالرجل ان يتصور نفسه وكما خطط له في الكواليس ان يكون رئيس مصر المقبل....بالمفتشر كما يقول اهل مصر راح عسكر ورجع عسكر((وكأنك يابو زيد ماغزيت)) هذا الذي حصل..
المواطن البسيط المتابع للذي يجري في مصر وانا هذا المواطن اتسائل أين الثورة وما الداعي لهذا الربيع العربي وما الداعي للقتل والحرق والتخريب..
كان من الممكن ان تتفق السعودية مع مبارك وتغييره برجل اخر وعن طريق انقلاب يتم التغيير بدون جر مصر الى هذه المهازل وحمامات الدم والاعدامات والسجون وفي اخرها جر مصر الى حرب اهلية وشيكة رغم سطوت العسكر لكن التدخلات الخارجية على الساحة المصرية ظاهرة للعلن من خلال دعم الحركات الدينية وتبنيها خطاب العنف والتدمير...
والسؤال الاخر اين الشباب الذين سخروا كل امكانيتهم لسقوط مبارك هل هم راضون عما يجري في المحروسة ام انشغل جُّلهم بما قبضوه من عملة خارجية وضحكوا على ذقن المواطن المصري الكدع البسيط...
والادهى من ذلك انسحاب جميع المرشحين امامه بمهزلة أقل ما يقال عنها مُذلة وتقبل الأمر الواقع وبالأرغام..مبروك لك ياسيسي فرعون مصر الجديد ونبي الغلابة ومخلص الاقباط...
والمزيد من الرفاهية لشعب مصر بهبات السعودية والامارات...
والمزيد من الدعم المالي للاخوان والحركات التي انبثقت والتي ستفرخ أخرى ومن الخراب لمصر المحروسة في ظل الحكم الفرعوني لفرعون مصر في القرن الواحد والعشرين الجنرال السيسي!!!!!
وللنتظر الأيام المقبلة أي بعد فوز السيسي بالرئاسة ماذا سيحدث لمصر أكثر من الذي يحدث اليوم...

#العتابي_فاضل (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل