أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل جبران - الاتحاد الاشتراكي، واجب تقديم العزاء..














المزيد.....

الاتحاد الاشتراكي، واجب تقديم العزاء..


عادل جبران

الحوار المتمدن-العدد: 4405 - 2014 / 3 / 26 - 16:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرا ما يدفعنا الحب إلى التضحية بأغلى ما نملك من اجل من نحب،لكن أن نضحي بمن نحب من اجل أهوائنا و أمنيتنا فهذا امر يثير الاشمئزاز منا و ممن يسارينا و يدعمنا و يبعث الشك في آدميتنا و وجودنا.
تجرأت و تتبعت ما يجري داخل حزب الوردة الذابلة هذه الأيام،و حاولت أن اربطه على الأقل بالصيرورة التاريخية لهذا الحزب،و بالضبط تلك التي تلت مرحلة تحمله مسؤولية تسيير البلاد عبر حكومة التناوب و ما رافقها من صراعات و انقسامات و انسحابات و نشر الغسيل الداخلي .و ركزت على الخيط الناظم بين صراعات تلك المرحلة بقيادة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي كشخصية تاريخية وازنة يتمتع بكاريزما قل نظيرها الى لم تكن معدومة داخل الحزب في الوقت الحالي،تمتع بحكمة ناذرة و بعد نظر ثاقب و رصيد نضالي حقيقي و علاقات متشعبة و متميزة داخليا و خارجيا،رجل ضحى بمجموعة من الأحلام لأجل المساهمة في وضع المغرب على سكة الديمقراطية و الحداثة.
تلك المرحلة كان فيها الكاتب الاول الحالي للحزب يرسم الخطط للاستحواذ على التنظيم الحزبي باعتباره آلية قوية يضع الأهداف و يقود حملات التصفية الحزبية و النضالية لكل معارض او مختلف،لا أريد ان اسقط في فخ المقارنة بين الاستاذ و إدريس لشكر لسبب بسيط هو ان الشروط الموضوعية و الذاتية منتفية في هذا المقام.فقط أريد ان أشير الى مسالة غاية في الاهمية،كيف لحزب كان في أوج عطاءاته يتوفر على خزان هائل من الأطر و الكفاءات و يحضى بدعم جماهيري بالغ و قاعدة عريضة من المناضلين و اشعاع كبير،كل هذا و فشل في الحفاظ على وحدته و تماسكه و استسلم للانشقاقات المتتالية.
اليوم هذا الحزب برئاسة ادريس لشكر الذي طرحت طريقة انتخابه مجموعة من التساؤلات و الانتقادات و تم الترويج الى تورط جهات خارج التنظيم الحزبي في تبوئه المنصب الاول لحزب أصبح فاقدا لبريقه و اطره و غير قادر على تدبير الاختلاف الذي كان من بين الأسس التي قام عليها.
يبدو ان البيت الاتحادي لازال يغلي و لازالت فكرة فرض الامر الواقع و عدم القبول بالآخر هي السمة الغالبة الآن،و لازال الاتحاديين لم يحسموا أمرهم بعد فعندما تغيب مصلحة الحزب و وحدته فان الامر يبقى مفتوحا على الكثير من التوقعات و القراءات.
مؤسف جدا أن يصل الصراع إلى هذا المستوى الهزيل بالنسبة لحزب ساهم طوال هذه السنين في الحياة السياسية و اثر فيها بشكل ايجابي عامة،و ساهم في صنع أحداث و مواقف و تفاعل مع مطالب الشعب المغربي،حزب دشن لمرحلة حساسة من تاريخ المغرب مغرب التوافق و المصالحة و التنمية.
يبقى السؤال المحرج لكل متتبع هو لماذا يتشبث المعارضون لادريس لشكر بفرضية تدخل جهات خفية في تسهيل عملية احتلاله المركز الاول و وعامته الحزب؟و ما هي حقيقة رواية التي قدمها كاتب الاتحاد بخصوص اقتراح اسم رضا الشامي من طرف مستشار ملكي لرئاسة حزب الاتحاد؟
خطورة هذه التصريحات تصب في منحى واحد و وحيد و هو ان حزب الوردة أصبح ملحقة من ملحقات الديوان الملكي،و يفتقد بالنتيجة إلى الاستقلالية في اتخاذ القرار بعد صناعته و من ثم أصبحت أيادي خفية هي من توجهه عبر آليات شكلية(مؤتمرات إقليمية .وطنية..)معتمدة في ذلك على منطق التعيينات بدل الانتخاب،و هي بالنتيجة اجهزة لا تختلف عن باقي الاحزاب الادارية المعروفة.
و إذا كان الأمر غير صحيح و كانت مجرد ادعاءات و حروب بين تيارات متنافسة فان المسالة تبعث عن الاستغراب في اقحام مؤسسة دستورية لها رمزيتها و مكانتها داخل الدولة في شان حزبي،و هذا يعني انه بالرغم من الفترة التي قضاها الحزب في الحكم الى جانب هذه المؤسسة فان هناك مجموعة من المنتسبين للاتحاد الاشتراكي لم يغيروا قناعاتهم اتجاهها،و ان مكون الثقة لم يترسخ بالكيفية اللازمة.

تظل مسالة ماسسة التيارات كالية تدبير الاختلاف جاخل الحزب الحلقة المفقودة جاخل البيت الاتحادي،فالكاتب الاول للحزب ادريس لشكر يرفض الفكرة بتاتا في حين يرى الكثير من المناضلين ان قضية التيارات اصبحت تفرض نفسها كظاهرة قائمة الذات لا يمكن لاي ملاحظ او ممارس لن ينكرها.
و نجزم ان التقاعس عن معالجة ماسسة التيارات ما هي الا احدى تجليات الاعطاب التي تعاني منها التنظيمات السياسية المغربية و منها الاتحاد و على راسها غياب ديمقراطية داخلية و قبول راي الاخر و اعتماد نفس القبلية في الممارسة السياسية.في ظل غياب رؤية واضحة و التحام حول مشروع مقنع و واقعي قابل التحقيق على ارض الواقع.
إلى جانب غياب كاريزما حقيقية فجل الزعامات الحالية باهتة من ناحية التواصل و الحضور المؤثر و افتقارها الخيال السياسي في خلق الأفكار و البدائل التي تقود إلى تنافسية برامجية هادفة تعود بالنفع.
السؤال الذي على إدريس لشكر الإجابة عليه بخصوص تدبير الاختلاف، أيهما احسن ان يعترف بمن يختلف معه و لا يتقاسم معه نفس التصورات و القناعات و يفتح حوارا يقضي بإشاعة منطق الائتلاف مع الاختلاف،ام الضرب على الافواه و محاصرة الأفكار و تجفيف منابعها و من ثم تكون الجنازة و يكون واجب العزاء واجب و يدخل الكاتب الاول التاريخ من أوسع أبوابه في الإجهاز على حزب تاريخ؟
هل سيصمد لشكر أمام تيار الزايدي و اصوات تحلت بفضيلة الصمت الوقتي؟و هل ستعطي الديمقراطية الصارمة ثمارها ام الدكتاتورية اللينة كما وصفها احد الاتحاديين.
و نتساءل مع الأستاذ حسن أوريد،ماذا لو سمع قوم جسوس لجسوس لكان لحزبهم شان آخر،و ماذا لو سمع قوم لشكر لقوم الزايدي و قوم اليازغي و قوم الشامي.. لكان لحزب الاتحاد شأن يغنيه عن مجموعة من القلاقل و الرجات.
تحريك اللعبة داخل الحزب من اجل التحكم فيه و فرض توجهات لا تتلاءم مع مبادئه يخلق أشباه مناضلين و يتم تفريغه من كفاءاته ،الشيء الذي يبعث على القلق و الخوف من الفراغ الذي سيتركه على الساحة السياسية المغربية التي تحتاجه أكثر في خلق التوازن و النطق بالحكمة و الدفاع عن الديمقراطية و العدالة الاجتماعية.و إلا سيتحتم علينا تقديم العزاء لكل الشرفاء المناضلين و نقول عزاؤنا و عزاؤكم واحد.



#عادل_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نورة الطفلة ..نورة الجهادية
- الخطر القادم .. من الشعبويين و التكفيريين
- دراسة المستقبل ..وظيفة من؟
- ديمقراطية المغرب تؤرق جنرالات الجزائر
- العمر السياسي للزعيم الحزبي في المغرب
- بوليساريو و أحداث 16 ماي.. ظاهرتين للتأمل
- أفق حوار راديكاليي المغرب..
- الهوية المغربية.. روح الملكية الثانية


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل جبران - الاتحاد الاشتراكي، واجب تقديم العزاء..