أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل جبران - الهوية المغربية.. روح الملكية الثانية















المزيد.....

الهوية المغربية.. روح الملكية الثانية


عادل جبران

الحوار المتمدن-العدد: 4038 - 2013 / 3 / 21 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دلالات الزمان و المكان تساعد في كثير من الأحيان على قراءة الأحداث و الوقائع و تكون لها إيحاءات تارة واضحة و و صريحة و في كثير من الأحيان تضمر رسائل مشفرة من أجل خدمة أجندات ..أو لتعرية مخططات و دسائس تحتك في الكواليس لترجمتها عبر قنوات و باليات معروفة.فأما الزمان فلا يخفى على أحد زمن الحراك الاجتماعي و السياسي و الثقافي في ظل وضع عربي سِمَتُهُ الأساسية الاحتجاج تحت يافطة التغيير صنعته فئات شبابية غير مسيسة اختارت نفي حكامها خارج السلطة إرحل،أو هدم هياكل الفساد يسقط الفساد لتتلقفها حركات سياسية و تعيد صياغتها طبقا لمنهجيتها و سقوفها السياسية .بين عفوية و اندفاع الشباب و حسابات و برغماتية الحركات المتلقفة لها و تتكاثر التساؤلات و تتسارع الأحداث .
بالنسبة للمكان فغني عن التعريف بلدي المغرب الامازيغي العربي الإسلامي اليهودي الحساني،و بالنسبة للتوطئة و المغزى منها فهو إطلالات العديد من زعماء بين (قوسين) هذه الحركات بخصوص قضية تخص جميع مغاربة المغرب الأقصى منذ قبل الميلاد و ستستمر إلى ما شاء الله إنها الهوية المغربية بلا مزايدات.
منذ الصغر و أنا ابحث عن تعريف دقيق لمعنى الهوية و كان اكبر درس تعلمته إنما هو بساطة سكان المغرب في غير ما سذاجة و لازلت أتذكر افتخار جدتي بتاريخ مدينتي "صفرو" و الاندماج و التآخي بين مكونات جميع الديانات و الأعراق و اللهجات حبها لجارتها اليهودية جميلة و العلاقات المتينة التي كانت تجمعهما في السراء و الضراء و افتتانتها بحكمة و جلد ميمونة الامازيغية التي كانت تجمعها علاقات شراكة في الفلاحة و تربية المواشي بجدي رحمه الله و التي توجت بمصاهرة العائلتين حيث أصبحت عمة زوجة الامازيغي حكيم و أمين .تذكرت كيف كنت أجاهد نفسي في فك رموز أمازيغيته المنسابة الطليقة حتى إنني كنت في صراع دائم مع أقراني في التباهي بنطق كلمات عديدة بتلك اللغة و على طريقة الحاج ميمون.
ما بين محاضرة بيل كلينتون مؤخرا بالدار البيضاء و محاضرة الريسوني بقطر من حقنا أن نتساءل عن حال الهوية المغربية ،فمع دسترة الامازيغية كلغة رسمية للمملكة المغربية إلى جانب العربية على أساس من التلاحم بين مكونات الهوية الوطنية الموحدة الغنية بتعدد روافدها العبرية و الأندلسية و المتوسطية،لازالت هناك بعض الأصوات تتحدث عن الحيف و الإقصاء الذي طال هذا المكون الأساسي في تركيبة المجتمع المغربي و بطريقة استفزازية تطرح العديد من علامات الاستفهام حول المطالب التي ترفعها هذه الحركات السياسية إلى الحد الذي جعل احد الوجوه البارزة المهتمة بالمكون الامازيغي يقوم بوصفها "الهوس الهوياتي"،الأمر الذي يبعث على القلق و الخوف المشروع من هذه الدعوات التي لا نعرف مداها و لا من يقف وراءها فالمغرب منذ ثلاثة عشر قرنا اعتمد النموذج الإسلامي بالرغم من بعض النكسات و الآفات و هو في أغلبيته يمتزج فيه العربي بالامازيغي هوية امازيغية عربية مندمجة و ليست مزدوجة لا فارق و لا حزازات بينهما.فالبرغم من المؤاخدات التي يمكن أن نسجلها على السيد الريسوني الامازيغي الاب و الأم و المتفقه في الدين الإسلامي بخصوص مكان المحاضرة قطر و القراءات البارزة و الخفية التي تقف وراء تحديد و اختيار هذه الدويلة سيما و أنها حاولت مرارا و تكرارا عبر دراعها الإعلامي أن تزرع الكثير من الشكوك و الأسئلة المبطنة بعلامات استفهام غير بريئة حول قضية الوحدة الوطنية.و محاولاتها في ضرب عمق تاريخ التسامح و الترابط و التميز المغربي في التعامل مع قضاياه.إلا انه يمكن اعتبار محاضرة الريسوني عكس ما قيل عنها أنها جاءت لبث الفتنة و الفرقة هي في اعتقادنا توطئة و بداية لفتح نقاش حقيقي و صريح بخصوص هويتنا كمغاربة تمتزج بداخلها مكونات مختلفة و متكاملة،و الإجابة عن أسئلة التحديات المطروحة على النخبة المفكرة سياسية و انتربولوجية و ثقافية و فكرية في البحث عن الإجابات الرامية إلى تدعيم الوحدة.
بالرجوع إلى محاضرة الريسوني تحت عنوان "التنوع المغربي و قواسمه المشتركة" نجد أن قلة من الذين ينصبون أنفسهم قيمين على المسالة الامازيغية قد ذهب بهم تطرفهم إلى درجة اتهامه بالفاسق إن هو لم يتراجع عن تصريحاته، و المتمعن في ما جاء في محاضرته يخلص إلى انه يتحدث على فئة ضئيلة حاقدة و هدامة .و لا يخفى أن جميع الحركات تتشكل من أقليات متطرفة و نتساءل هل هذه الأقلية لا تعرف هذه الحقيقة أو تتجاهلها ؟أليست القضية الامازيغية و في أحشائها قضايا فرعية كبيرة تستدعي بإلحاح و استعجال التأمل في بعض تصريحات هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم قيمين على قضية تهم الجميع و ليس فئة بعينها.و نذكر على سبيل المثال تصريحات احدهم بخصوص القضية الفلسطينية التي اعتبرها تخص العرب و ليس الامازيغ.و تصريح عنصري آخر عبر قناة الجزيرة فليرحل العرب عنا و ليأخذوا كتابهم معهم،هل هي حركة ضد العرب و تصنف كمسألة عرقية؟أم هي اكبر من ذلك تدخل فيها حسابات دينية ضد الإسلام و المسلمين؟
هذا ما يدفعنا إلى الاسترسال في طرح أسئلة حارقة ليس من اجل الاستئناس و لكن بهدف الوصول إلى إجابات حقيقية يشارك فيها الجميع من مكونات المجتمع المغربي من خلال هيئات و عقد مناظرات واسعة التمثيل و متنوعة التكوين و ذات مصداقية و مشروعية لحسم قضية الهوية المغربية و طرح المسألة الامازيغية و العربية في ميزان الحفاظ على وحدة المغرب و المغاربة بكل جرأة و مصداقية بعيدا على تسييس المسألة.و يمكن طرح قضية اضطهاد الامازيغ و مدى مصداقيتها.و من المسؤول عن هذا الاضطهاد ؟ و هل الامازيغية كثقافة و لغة و تاريخ في خطر؟ و هل العربية في نفس المضمون في خطر؟و لماذا ندق ناقوس الخطر بشأن هوتنا المغربية؟و هل الحديث عن الهوية قد أصبح متجاوزة أم هذا هو الوقت المناسب للنقاش فعلا؟ وما هي آليات تقويمها و حمايتها؟ و هل هذه القضية تنحصر في الصراع الفكري و الثقافي أم تتجاوزه إلى ما هو سياسيوي ضيق المدى يعبر عن مصالح متداخلة و غير بريئة؟ و نرى في الأخير انه كان ضروريا ليكتمل المشهد الشعبوي بالمغرب أن تنضم إلى جوقته هؤلاء المتمزغون.



#عادل_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل جبران - الهوية المغربية.. روح الملكية الثانية