أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل جبران - الخطر القادم .. من الشعبويين و التكفيريين















المزيد.....

الخطر القادم .. من الشعبويين و التكفيريين


عادل جبران

الحوار المتمدن-العدد: 4335 - 2014 / 1 / 15 - 16:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فتح الوكيل العام للملك تحقيقا في ملف ما يعرف بأبو النعيم الذي كفر مرجعا فكريا و هرما ثقافيا في المغرب الأستاذ العروي،و سياسيا شعبويا على رأس حزب مغربي عريق يتأسف الكل إلى ما أضحى إليه هذا التنظيم الذي ساهم في تطور المجتمع المغربي و أنجب رجالات لا يجود بهم الزمن إلا ناذرا. كذلك و صل التكفير إلى مجموعة من المفكرين الذي لا يخفى على احد تعصبهم لاتجاه معين.

اختلط في الواقعة ما هو ديني بما هو سياسي و معرفي أكاديمي فقهي بما هو عرقي،حتى أمسينا امام نازلة تجسد في الواقع ماآل اليه واقع هذه الحقول الاربعة (الديني السياسي المعرفي العرقي)و كدنا ننساق وراء تحليلات و اشاعات تقف وراءها جهات و تنظيمات تحيك اصول اللعبة و تتفرج من بعيد على ما ستسفر عليه هذه المحاولة التي من المؤكد لها اهدافها و مراميها على المستوى المتوسط و البعيد.
توالت ردود الافعال و التي كانت تصب في مرمى واحد هو التشبث بقيم التسامح الإسلامي التي يكرسها الدستور المغربي،غير أن المشكل المطروح هو تشبث السلفي الكفر بموقفه و قناعته حتى النخاع بان الأشخاص الذين كفرهم و اهدر دمهم هم مارقين على حد تعبيره يجب قتلهم.و هنا يمكن القول أن المتعصب السلفي لازال مصرا على ان كل ما صدر عنه يدخل في باب الجزاء المترتب عل المس بالدين،و هذا يدخل في واجب الدفاع عن الملة و الدين.

في ظل غياب تام لرأي واضح من طرف المجلس الأعلى العلمي الهيئة الرسمية التي خذلت المجتمع المغربي في كثير من المواقف،و التي لحد الآن لم يصدر عنها رأي قاطع و رد شافي في هذه النازلة و غيرها كثير .لكن ما يدعو للاستغراب ايضا هو تقوقع هذا المجلس على نفسه و عدم مسايرته الأمور المستجدة داخل المجتمع،بل من الممكن اعتباره السر وراء إطلاق رئيس حزب تصريحات تهم المجال الذي يشتغل فيه المجلس الأعلى في هذا الوقت بالذات،سيما أنها صادرة عن رجل سياسي له مجال اشتغاله و لطالما نادى بفصل الدين عن السياسة،و حزب اهلكته الانشقاقات و الصراعات البينية فقد معها الكثير من وهجه و تأثيره في المجتمع.

زعيم شعبوي ذو تكوين قانوني لا علاقة له بالمجال الديني و حقل الاجتهاد رئيس حزب لا يحضى باجماع داخل الحزب بل اثار الكثير من الجدل بخصوص تدخل جهات خارجية لفرضه على مناضلي الحزب كما سبق له ان رفع سقف المطالب مع حكومة عباس الفاسي السابقة و تخلى بمجرد تبوئه مقعدا فيها.

لابد أن وراء هذا الخروج لرجل سياسي بخصوص موضوع ديني حساس له ما يبرره،و هو مواجهة المد الاصولي في المملكة و محاولة إرباك صفوفه و كذلك قياس مدى تشبع و تمسك المغاربة بالقيم و المبادئ التي يقوم عليها الدين الاسلامي،و مهما يكن الأمر فلا احد يمكن ان يصادر في حق هذا السياسي الشعبوي في إبداء رايه و اقتراحاته بخصوص مواضيع شديدة التداخل بالشعور العميق للمواطن المغربي بالانتماء و الهوية و الدين.

الا السياسي الشعبوي كان الاحرى به ان ينتقد هيأة المجلس الاعلى العلمي بدل التطفل على موضوع لا يختلف اثنان على انه لم يكن يوما يشكل اولوية من اولويات المغاربة و لا الحزب الذي يرأسه،الم يكن حريا به أن يقدم مذكرة في الموضوع للهيئات المعنية و المختصة يطرح فيها تصور حزبه بشكل رسمي و ليس رأي شخصي تطغى عليه النزعة البرغماتية المغلفة بنكهة شعبوية بادية للعيان؟

فالحزب كان دائما سباقا إلى طرح الاقتراحات و الاجتهادات و الدفاع عنها حتى آخر محطة،بالاعتماد على الطاقات و الكفاءات التي تنبع في جوهرها من خلال الندوات و الدورات التي يبرمجها الحزب على جميع المستويات و التي تخضع في آخر المطاف لتزكية برلمان الحزب. اذن نعتبر ان هذه الخرجة من زعيم الحزب هي تصور شخصي انفرادي و حصل في ظل الفراغ الذي يعانيه حزبه حيث ان جميع الاطر و الكفاءات هجرته و تركت مسافة بينها و بين هذه القيادة التي لا تتوانى في خوض حروب ضد الكل من اجل مصلحتها الشخصية و ل شيء آخر.

المثير في هذه القضية انها مست مشاعر جميع المغاربة و خلفت نوعا من الدهشة و الاستغراب،و استفزت شعور و احاسيس الحداثيين قبل المحافظين.ذلك ان المشاكل و الهموم و التطلعات التي ينتظرها الشعب المغربي اكبر و اهم من الخوض في أمور دينية محسومة قطعا بالنصوص الواضحة و تعايش معها المغاربة و المسلمين قاطبة عبر مسيرة الدين الإسلامي طيلة أربعة عشر قرنا،و لا تشكل اية مشكلة او عقدة بالنسبة لكثير من المواطنين.فهمهم يطغى عليه الحق في الشغل و الصحة و التعليم الجيد...

كلنا يعي ان سقف الدين و مجالاته أعلى و أرحب من مجالات السياسة،لهذا فالشعبوية مجالاتها السياسة و ليس الدين من هذا الطرف او ذاك،لان الدين ارقى من أن يدخل في حسابات ضيقة و كيدية تتداخل فيها مؤثرات ايديولوجية نفسية و عرقية..و إلا فانه يمكن القول بصراحة ان هناك نوايا مبيتة تريد ان تدخل المملكة إلى المجهول.

فصيحات التكفير لا يمكن أن تبرز إلا إذا توافرت لها مثل هذه الخرجات الشعبوية اللامسؤولة و نظن ان هناك من له القدرة على اعلانها صراحة بلغة قوية عريضة لا التواء فيها،و هناك من سيعلنها حربا على الحزب و قيادييه من خلال محاسبتهم في المحطات الانتخابية،فهل هي خطة لدفن السياسة في المغرب؟
و خلاصة القول في هذا الباب انه اذا كان هناك من ينادي بتجريم التكفير فاننا نقول بانه نحن مع تجريم التكفير و في المقابل لابد من تحديد المسؤولية الوطنية و تجريم كل من يعبث بها و لا يقدره كركيزة اساسية في الاستقرار،فمن تسقط عنه المسؤولية سقطت وطنيته وجب متابعته بحكم القانون.
و نجزم ان الشعبوية بكل تلاوينها و رجالاتها أصبحت مجالا لبروز أصوات نشاز و مرتعا حقيقيا لكل المغمورين الظلاميين،فهي الحقل الخصب الذي يغذي بشكل مباشر هؤلاء،فزيادة الاحتقان و اللاعب بمشاعر المغاربة يزداد معه نبرة التكفير و يمكن أن تصل ذروتها و مداها عندما تحصل حوادث مادية يذهب ضحيتها أناس أبرياء و يتضرر منها البلد ككل.

المشعوذون الشعوبيون يجهدون أنفسهم في إخافتنا و زرع الفتنة في صفوف المغاربة بدعوى أن هناك كائنات خطيرة تعيش بيننا تنصب المشانق لكل خارج عن الملة و تبيح أرواحنا و أعراضنا .و الخفافيش الظلاميون يرفعون أصواتهم و أسلحتهم في وجه كل شخص يخالفهم في فهمهم لأمور الدين و الدنيا و يمارسون هم أيضا دجلهم بدعوى أن الدين في خطر و أن الكل يتربص به
و آخر الكلام اللهم أمِّنْ روعاتنا..



#عادل_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة المستقبل ..وظيفة من؟
- ديمقراطية المغرب تؤرق جنرالات الجزائر
- العمر السياسي للزعيم الحزبي في المغرب
- بوليساريو و أحداث 16 ماي.. ظاهرتين للتأمل
- أفق حوار راديكاليي المغرب..
- الهوية المغربية.. روح الملكية الثانية


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل جبران - الخطر القادم .. من الشعبويين و التكفيريين