أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - لن أبيع لحمي-13-














المزيد.....

لن أبيع لحمي-13-


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 4405 - 2014 / 3 / 26 - 12:02
المحور: الادب والفن
    



زميلتي التي كانت تقاسمني الغرفة في المبيت لم تفهم ما أصابني ليلتها فما كنت بقادرة على إفهامها شيئا لذلك تركتني لهمّي و ذهبت لتنام في غرفة مجاورة و حين جاءت في الصباح لتأخذ أغراضها، طلبت منها أن تمكنني من أحد أغطية رأسها فقد قررت أن أضع الحجاب و كنت أعرف أنها ستستغرب قراري هذا فقد كنت ألومها لأنها تضع الحجاب تحت ضغط والدة خطيبها و ليس لاقتناعها به فلم تكن على درجة من التدين حتى أنها لم تكن تصلي لكنها كانت تريد الزواج بأي ثمن و كانت تقول لي أنها بعد الزواج ستخلعه بعد أن اتفقت مع خطيبها على ارتداءه مؤقتا إرضاء لأمه حتى توافق على العرس. أما أنا فلم أشرح لها شيئا لأني بدوري لا أعرف لماذا قررت وضعه فقد كنت في حالة نفسية شديدة السوء و لم يكن أمامي بعد أن عدلت عن الانتحار إلا أن أسلك هذا الطريق. و رغم أني مؤمنة جدا و أصوم و أصلي إلا أني كنت دائما أرفض ارتداء الحجاب الذي أجد أنه ليس من الدين في شيء و أن أكثر النساء يرتدينه تحت الإكراه أو لإخفاء عيب أو فقر و ليس أبدا عن رغبة أو اقتناع و إن تظاهرن بأنهن به مقتنعات فما من امرأة ترضى بأن تلغي ملامح جسدها أو تخفي شعرها الذي هو تاج جمالها و أنا أذكر أن أمي حين مرضت ذلك المرض الخطير أرادت أن ترتدي الحجاب لكن والدي عارضها و بيّن لها كيف أن الحجاب هو من فرض الفقهاء المتشددين اللذين أرادوا إقصاء المرأة من الحياة العامة فوالدي متظلع كثيرا في الدين و التاريخ الاسلامي و قد كان يريد أن يكون إماما خطيبا في جامع مدينتنا لولا أن بعضهم وشى به لدى السلطات بدعوى أنه ينتمي إلى حركة دينية محظورة مما جعله يتعرض لملاحقات البوليس و حتى إلى الحبس إلى أن أعلن انسلاخه عن الحركة خوفا علينا و خاصة علي أنا فهو يحبنا حبا مفرطا و كان يخشى علينا تنكيل البوليس و مضايقاته ومع ذلك بقي يحظى باحترام أهل المدينة الذين ظلوا يستشيرونه في أمور دينهم لما وجدوا فيه من استقامة و اعتدال فلم يكن أبدا مغاليا في تدينه و إن كان شديد الجدية في مواقفه و في كل ما يسأل عنه حتى أنه لا يعطي رأيا في موضوع مستجد إلا بعد الرجوع إلى المراجع الموثوقة و تمحيصها بدقة فقد كان يعتبر نفسه مسؤولا أمام الله حتى على مجرد نصيحة يسديها و أنا لم أنس تلك اللحظة التي قال فيها لأمي يوم كان حزنها بسبب المرض شديد:" إن الحجاب كفن للجسد و الكفن جعل للموتى و لم يجعل للأحياء" فأجابته و هي تبكي: "ها أني قريبا سألبسه هذا الكفن، فدعني أتعود عليه" فاحتضنها و هو يكفكف دمعها و يقول "إن الموت علينا حق و إن كرهناها و كلنا إليها سائرون و لسنا ندري أيُّنا هو الأقرب إليها، لكن الله يوصينا بأن لا ننسى نصيبنا من الدنيا."

-يتبع-



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن أبيع لحمي -12-
- لن أبيع لحمي-11-
- لن أبيع لحمي -10-
- و لن أجيبك
- و لكنّه الغدر...
- بلعيد هو أنا
- و الرصاص و ما جنى
- لن أبيع لحمي -9-
- و خلف الشفاه...
- دعاء الإنتقام
- لن أبيع لحمي -8-
- لن أبيع لحمي -7-
- لن أبيع لحمي -6-
- لن أبيع لحمي -5-
- لن أبيع لحمي -4-
- إذا مات القلب جوعا...
- لن أبيع لحمي -3-
- لن أبيع لحمي -2-
- لن أبيع لحمي -1-
- بدم النساء


المزيد.....




- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - لن أبيع لحمي-13-