أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طارق رؤوف محمود - الكذابون














المزيد.....

الكذابون


طارق رؤوف محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4403 - 2014 / 3 / 24 - 08:12
المحور: المجتمع المدني
    


الكذابون

من استحلى رضاع الكذب .. عسر فطامه


معنى الكذب اصطلاحًا:
هو الإخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه سواء كان عمدًا أم خطئًا .
وقال النووي: (الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو، عمدًا كان أو سهوًا، سواء كان الإخبار عن ماض أو مستقبل)
والكذب يكون بتزييف الحقائق وخلق روايات وأحداث ، بقصد الخداع لتحقيق هدف معين وقد يكون مادي أو اجتماعي ، وسلطوي ، والكذب قد يكون بسيطا ولكن إذا تطور ولازم الفرد فعند ذاك يكون الفرد مصابا بمرض الكذب. ويؤدى ذلك بالتأكيد إلى انهيار شخصيته وتقبلها كل أنواع الجرائم الماسة بكرامته ، والكذب محرم في اغلب الأديان .
وحرم الإسلام الكذب، ذكر في القرآن: (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) [ سورة غافر: 28] وقول الله في سورة الحج30: (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)، والكذب هو أبغض الأخلاق لرسول الله محمد عليه الصلاة والسلام .
والكذب في الديانتين المسيحية واليهودية يعتبر محرماً، حيث يذكر العهد القديم "لاَ تَسْرِقْ، وَلاَ تَكْذِبْ، وَلاَ تَغْدُرْ بِصَاحِبِكَ،"[4] وَهَذَا مَا عَلَيْكُمْ أَنْ تَفْعَلُوهُ: لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَاحْكُمُوا فِي سَاحَاتِ قَضَائِكُمْ بِالْعَدْلِ وَأَحْكَامِ السَّلاَمِ." [5]. لا يوجد استثناءات لهذه القاعدة

.علم النفس الاجتماعي فسر الكذب من خلال العملية العقلية التي تعتمد بان الناس تفحص محاكاة رد فعل الآخرين وتحديد ما إذا سيتم تصديق كذبتهم. والكذب هو سلوك مكتسب لا ينشأ مع الفرد إنما يتعلمه من البيئة التي عاش فيها .
يقول مارتن لوثر كنج .
"الكذبة كرةٌ ثـلجيةٌ تـكـبـر كلّما دحرجتها."
وقال أبن الجوزي رحمه الله:
الحق لا يشبه الباطل وإنما يُمَوَّه بالباطل عند من لا يفهم له،
ومن الأكاذيب أدعاء مسيلمة وزوجته سجاح النبوة بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم . وعندما افتضح كذبها قال عطارد بن حاجب:
فلعـنة الله رب النـــاس كـلــــهمُ ** على سجاحٍ ومن بالإفك أغوانا
ومن الأكاذيب التي حدثت في القرون الثلاثة الاولى للهجرة ، اختلاق الأحاديث ونسبتها للرسول (ص ) وهذا النوع انتشر بين الكذابين لأسباب أهمها الخلافات السياسية والانحرافات الفكرية المذهبية والإمراض النفسية ،( كما هو الحال في عراقنا الحبيب ألان )..!!!
ومن المؤلم إن نجد كل أنواع الكذب متفشية في مجتمعنا العربي ، وهي شائعة رغم ما يحصل في العالم من طمر لكل الآفات التي تنخر في جسد المجتمع , لان لها صلة وثيقة تجمع بين الكذب والغش والسرقة والخيانة ، العالم المتحضر يعتبر الكذب جريمة ماسه بكرامة الإنسان ، يحاسب عليها الفرد مهما كان مركزه أو صفته.
لو أجرينا إحصائية دقيقة عن الإضرار التي سببتها آفة الكذب لشعبنا : لوجدنا مقدار تفشيها في كل مرافق حياتنا الرسمية وغيرها .. لقد تسبب الكذب بإضرار جسيمة في حيتنا السياسية والاجتماعية ، والدينية فكم من أشخاص منتفعين أوهموا المسئولين بكذبهم الذي تسبب بإضرار لأبناء شعبنا وكم من أشخاص مرتشين سهلوا للغير إيذاء اقتصادنا ونهب ثرواتنا عن طريق معلومات كاذبة .. وكم من مخبر سري هدم بيوت العالم وتسبب بحبس وموت أبنائهم باستخدامه الكذب من اجل المنفعة الشخصية. وكم من الكذابين المأجورين اللذين امتهنوا أثارة الطائفية ومسخوا هويتنا الوطنية.
لا يكذب المرء إلا من مهانته --- أو فعله السوء أو قلة الأدب
الكذب سلوك مكتسب فهو لا ينشأ مع الفرد إنما يتعلمه ، ولغرض معالجة هذه آلافه التي تسببت في الحقبة الأخيرة بخدش الخلق الاجتماعي من خلال ما صنعه أشباه الرجال الذين تسلقوا المناصب وكدسوا المال الحرام عن طريق الكذب على الشعب والمسئولين . هؤلاء مسخت إنسانيتهم وإصلاحهم أصبح في عداد الاستحالة ،ولا مجال أخر غير محاسبتهم .
. إياك من كذب الكذوب وأفكه --- فلربما مزج اليقين بشكله
ولكن إذا كنا جادين علينا إن نبدأ بتربية الطفل لنحمي المستقبل : لان شعبنا محبط مما أصابه من الكذابين الكبار .. كيف نستطيع تحقيق تربية جيل جديد وتهيئة بيئة صالحة يترعرع بها الطفل تحت رعاية أبوين صالحين وأسرة مترابطة تبعده عن السوء وتعلمه المبادئ والقيم وحب الشعب الوطن ؟؟ ، نعم لا يخلو وطننا من مثل هذه الأسر ، لكن لا ننسى ما تعانيه الأسر التي فقدت معيلها والأرامل والمفقودين والمجوزين والفقراء؟؟ كيف تستطيع هذه الأسر وهي تعاني الفاقة والحرمان في أوضاع شاذة ومزرية ؟؟؟؟ ، شي أخر يتطلبه الحال وانجازه بيد الدولة وهل بإمكانها ألان بعد هذه السنين وضع مناهج تدرسيه حديثة في المدارس الابتدائية تؤهل الطفل علميا واجتماعيا وتغرس فيه السلوك الإنساني الطبيعي . وهل تستطيع مواكبة الأساليب العلمية لتربية الطفل التي تطبق في الدول المتحضرة التي التزمت بالقانون الدولي لحقوق الطفل، هل بإمكان الدولة ووزارة التربية تحقيق ذلك ..؟؟ إذا ما علمنا إن البعض من طلبة المدارس يجلسون على الأرض وفي خيم أو اكشاش لا تحميهم من البرد والحر..؟! هذا هو الحال ، لكن الحل لا يمكن تحقيقه إلا بيد من يؤمن بوطنه وشعبه ويدين لهما .
( كلنا نعلم إن العناية بالطفل هي ضمان لمستقبل أفضل للشعوب المظلومة والمتخلفة ).






#طارق_رؤوف_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون الدولي الانساني واتفاقيات حقوق الانسان ، متى ستصبح ق ...
- المحاماة ومدرسة الحقوق وكلية القانون ونقابة المامين العراقية
- القانون الدولي الانساني .. ومنظومة حقوق الانسان ( لتفعيل الذ ...
- كبار السن
- لمحة تاريخية عن نقباء المحامين في العراق منذ تاسيس النقابة
- هل تستطيع العلمانية معالجة اوضاع شعبنا وايقاف نزيف الدم ؟
- المشردون
- اقوال في الصداقة
- لماذا يسكن العنف بلادنا ؟؟ ويشتد كلما تازم الوضع !!
- الارهاب
- يوم العمال العالمي
- الاحتقان الطائفي والعنصري بين الامس واليوم
- عيد الام 21 - اذار
- لمحة بسيطة عن اهوار بلاد الرافدين
- عيد المرأة العالمي 8 - اذار .. والعنف ضد المرأة
- اربعون عاما في السلك الدبلوماسي العراقي - مذكرات السفير السا ...
- عيد الحب
- شاهد العالم انضباط شعب الرافدين والتزامه بالوطنية والقانون
- الحرب تبدأ في عقل البشر - وفي عقول البشر يجب ان تبنى دفاعات ...
- شعبنا طمر الطائفية .. لم يرغب البعض بأحيائها ..؟؟


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طارق رؤوف محمود - الكذابون