أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رجا زعاترة - مخاطر إفرازات الصراع في الخندق الاحتلالي الواحد














المزيد.....

مخاطر إفرازات الصراع في الخندق الاحتلالي الواحد


رجا زعاترة

الحوار المتمدن-العدد: 1251 - 2005 / 7 / 7 - 09:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك في ان المشهد الاسرائيلي الراهن، أي الصراع بين اليمين البرغماتي الحاكم بقيادة شارون من جهة، واليمين المتطرف والمستوطنين من جهة أخرى، هو مشهد قد يثير التسلية، خاصة لمن يدرك حقيقة ان هذا الصراع يجري داخل خندق احتلالي واحد.
ولكن قد تكون لهذا الصراع إفرازات غير مسلية بالنسبة لقضية التحرر الوطني الفلسطيني ولقضايا الجماهير العربية الفلسطينية داخل إسرائيل. وسأحاول الوقوف عند اثنين منها.
أولا – تستخدم حكومة شارون في صراعها الآني مع المستوطنين آليات قمعية غالبا مع كانت توجه إلى المواطنين العرب والتقدميين اليهود، والمثال الأبرز هو الإعتقالات الإدارية ضد ناشطي اليمين المتطرف.
وكي لا يساء فهمي فليست في قلبي ذرة واحدة من الرحمة أو الشفقة تجاه اولئك الفاشيين الكاهانيين الذين نموا على هامش مستنقع الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي. إن ما أدعيه هو ان السلطات تملك ما يكفي من آليات وقوى وموارد للجم سوائب المستوطنين واليمين المتطرف دون ابتكار آليات جديدة. ولا أقول هذا كوني خبيرا عسكريا بل لأن الفطرة الواعية المجبولة بالتجربة التاريخية تؤكد إن الجماهير العربية والقوى الدمقراطية اليهودية ستكون الضحية الأساسية لأي مساس بالحريات الدمقراطية، مثلما رأينا في حالة الشيخ رائد صلاح (رئيس الحركة الإسلامية المسجون بسبب عمله في مجال رعاية أبناء شهداء الانتفاضة) وكذلك في حالة الناشطة اليهودية التقدمية طالي فحيمه (التي سجنت في أعقاب نشاطها السياسي والانساني في مخيم جنين وعلاقتها بقائد كتائب شهداء الأقى في المخيم زكريا الزبيدي).
ثانيا – السجال السياسي الأساسي مقصور اليوم على قطبين يمينيين (حكومة شارون واليمين المتطرف) لا يختلفان جوهريا في شيء اللهم إلا ان شارون مستعد للتضحية بمستوطنات غزة لضمان استيطان الضفة وتهويد القدس والجليل والنقب. فيما يكاد يكون معدوما أي قطب ثالث أو رابع يضع الأمور في سياق عدم شرعية الاحتلال والاستيطان ككل وبالمقابل شرعية نضال الشعب العربي الفلسطيني وقوى السلام الحقيقية في إسرائيل حتى كنس آخر ثكنة عسكرية وآخر مستوطنة من المناطق التي احتلت عام 1967.
خطورة النقطة الأولى تكمن في ان السلطات ستتخذ من هذا المشهد سابقة لتصعيد سياستها القمعية ضد المواطنين العرب والقوى التقدمية اليهودية مستقبلا عند الحاجة. أما النقطة الثانية فستؤدي الى خلق مناخ سياسي يميني فاشي معادي لتقدم العملية السياسية ولحق المواطنين العرب في التأثير على القرار السياسي في إسرائيل، وفي سياق الانتخابات المتوقعة بعد تنفيذ خطة الفصل فسيؤدي هذا المناخ الى تركيبة برلمانية لا تقل يمينية عن تركيبة الكنيست الحالية.
ما المطلوب اذا؟ أولا علينا عدم الوقوع في الفخ، بل إبداء موقف مبدئي حازم ضد ابتكار آليات سلطوية قمعية جديدة والتأكيد على ان المشكلة هي في ارادة السلطات وليس قلة حيلتها أو آلياتها. وثانيا على القوى السياسية العربية واليهودية المناضلة من أجل السلام أن تخرج الى الشوارع وعدم ابقائها لسوائب اليمين والمستوطنين، يجب طرح بدائل أمام المجتمع اليهودي كي لا يكون شارون أو شريكه "العمل" أقصى الخيارات يسارية.

* كاتب وصحافي فلسطيني من مدينة حيفا



#رجا_زعاترة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس القطري للحزب الشيوعي: ليكن رافعة لفكرنا وعملنا
- اللاسامية والصهيونية.. نقيضان أم رديفان؟
- شارون والمستوطنين: لعبة متقنة جدًا
- وفي دور اليسار..
- برتوكول
- حق العودة - إلى ماركس
- دولتان للشعبين.. الآن بالذات
- عزمي بشارة ليس عميلاً
- مسابقة – انتلكتوالية – في المعلومات
- قراءة في ثورية ((الثورة الدستورية)) الإسرائيلية
- عن التيارات الفكرية في الحركة النسوية: من الليبرالية الى الم ...
- بين الديمغرافية والديمقراطية
- بين قبعة بوش وسجائر شارون..
- المرأة في الإعلانات التجارية: تكريس الآراء المسبقة أم -تحرر- ...


المزيد.....




- شركة في دبي تأمل بإطلاق خدمة التاكسي الطائر في عام 2026
- ماذا قدّم أسبوع باريس للأزياء الراقية لعروس شتاء 2026؟
- أوروبا تمنح إيران مهلة: إما التفاوض بشأن برنامجها النووي أو ...
- صفقات بين واشنطن والمنامة بنحو 17 مليار دولار.. عشية لقاء تر ...
- النووي الإيراني ـ الترويكا الأوروبية تهدد طهران بإعادة فرض ا ...
- ميخائيل بوغدانوف مهندس السياسة الروسية في الشرق الأوسط
- لماذا خاطب بزشكيان الإيرانيين المغتربين؟ خبراء يجيبون
- %52 من الإسرائيليين يؤيدون حكما عسكريا في غزة
- هآرتس: تدمير غزة يُنفذ عبر مقاولين إسرائيليين يتقاضون 1500 د ...
- عاجل | وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل مهاجمة قوات النظام الس ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رجا زعاترة - مخاطر إفرازات الصراع في الخندق الاحتلالي الواحد