أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رجا زعاترة - بين الديمغرافية والديمقراطية














المزيد.....

بين الديمغرافية والديمقراطية


رجا زعاترة

الحوار المتمدن-العدد: 611 - 2003 / 10 / 4 - 06:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 

شأنها شأن نظيراتها من العنصريات الغربية المتطورة، تعكف العنصرية الرسمية في إسرائيل على موضعة عنصريتها في قوالب علمية وعقلانية، ولا عجب في توظيف الديمغرافية ضمن هذه الجهود في اطار السعي الدائم  لتغليب الخطاب الدمغرافي على ذلك الديمقراطي.
المسألة الديمغرافية – إذا صح التعبير – هي أحدى ركائز النظام السياسي الأثنوقراطي المعمول به في اسرائيل، وقد كانت حتى فترة معينة حكرًا على المؤسسة ثم عُممت على الرأي العام ضمن خانة الأخطار الوجودية على الدولة ولا سيما على أسطورة سرمدية الغالبية اليهودية.
منطلق العنصرية الإسرائيلية هو تحميل الجهة المستضعفة مسؤولية "ضعفها"، أو ، في حالتنا، مسؤولية الخطر الوجودي الكامن في كمية الأطفال التي يسمح المواطنين العرب لنفسهم بإنجابهم في المستنقع الدمقراطي الأوحد في الشرق الأوسط.
إن الجماهير العربية التي صمدت في وطنها رغم نكبة العام 1948، هذه الجماهير التي أرادت لها القيادة التاريخية للحركة الصهيونية أن تتكون من الحطابين وسقاة المياه، فقدت مصدر رزقها الأساسي، الأرض، بكافة أبعادها، الإقتصادية والإجتماعية والسياسية، كما وأقصتهم المؤسسة الحاكمة عن المرافق الصناعية والخدماتية الحديثة، وهكذا بقيت تحت رحمة متطلبات سوق العمل الإسرائيلي، ولم يطلها من التطور العلمي والتقني غير قشوره الإستهلاكية، وفيما تحول المجتمع اليهودي الى مجتمع ما بعد صناعي فإن المجتمع العربي بقي متخلفًا ومهمشًا ومستضعفًا من حيث مكانته وموقعه في علاقات الإنتاج الحديثة والمستحدثة.
المؤسسة الإسرائيلية بذلت كل جهد ممكن لحرف هذه الجماهير عن مسار تطوير كيان جماعي على أسس حديثة، وشجعت الحمائلية والعائلية والطائفية والإقليمية وغيرها من الإنتماءات الضيقة، طمعًا بتهجينهم ومحاولة سلخهم عن شعبهم وقضيتهم. هذه السياسة – سياسة الإقصاء القومي – ترادفها سياسة تهميش مدني، على ما يعنيه ذلك من اهمال مبرمج للبنى التحتية الإجتماعية-الإقتصادية كأجهزة التعليم والصحة والخدمات، وحرمان التجمعات السكنية العربية من المناطق الصناعية، وبالمقابل استمرار قضم الأراضي.
بالإمكان القول إن سياسات الإقصاء القومي، أولاً، والتهميش المدني، ثانيًا، فضلاً عن التعزيز الإستراتيجي للإنتماءات التقليدية (ليس دون تقويض معظم مقوماتها الإقتصادية)، أدت عمليًا الى اجهاض أي تطور طبيعي في المجتمع العربي، والى استمرار الإحتماء بالبنى الإجتماعية التقليدية، العائلة والحمولة والعشيرة، من أجل تأمين أمن الأفراد ومعيشتهم.
ومثلما نستدل الدور الذي تلعبه الإنتماءات التقليدية على صعيد السياسة المحلية في البلدات العربية، بدءًا من العائلة ووصولاً الى الملة، قد نستدله أيضًا من معطى بسيط وهو إن الغالبية الساحقة للمواطنين العرب المتقاعدين لا يملكون مدخولات من صناديق تقاعد أو غيرها من ضمانات الشيخوخة، عدى مخصصات الشيخوخة التي بالكاد تصل نصف الحد الدنى للأجر، وكذلك نستدله اسضًا من العلاقة المثبتة علميًا وإحصائيًا بين المستوى الإقتصادي والمستوى التعليمي والثقافي للوالدين (الأم خاصًة).
نسبة استحقاق الشهادة الثانوية في المدارس الثانوية العربية بالكاد تصل نصف نسبة الثانويات اليهودية. نسبة العرب من طلبة معاهد التعليم العالي لا تتعدى الثمانية بالمئة، الغالبية الساحقة من العرب يتواجدون في الدرجات الثلاث الأدنى في السلم الإجتماعي-الإقتصادي. هذه الأوضاع تؤدي، في ظل محاصرة البنية الإقتصادية الركيكة أصلاً، الى تبعية مطلقة للسوق الإسرائيلي المتطور، ومواصلة سياسة الدمج بدون تطوير، الى ضرورة اللجوء الى العائلة كملاذ إقتصادي ناهيك عن توظيفها كملاذ سياسي أصلاً، كرد فعل طبيعي على عسر التطور الوطني والشراكة الفعلية المدنية.
الطريف في كل الأمر إنه حتى إذا حللنا مسببات التباين الديمغرافي، ندرك إن النقاش يعود، على خلاف روافده الى الصيرورة اللاديمقراطية البنوية في النظام السياسي للدولة اليهودية والديمغرافية، عذرًا.. الديمقراطية.


* كاتب فلسطيني من مدينة حيفا.



#رجا_زعاترة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين قبعة بوش وسجائر شارون..
- المرأة في الإعلانات التجارية: تكريس الآراء المسبقة أم -تحرر- ...


المزيد.....




- أمير الموسوي في بلا قيود: تخصيب إيران اليورانيوم بنسبة 60% ...
- بعد مرور شهر على نظام المساعدات الجديد في غزة، أصبح إطلاق ال ...
- حكم للمحكمة العليا الأمريكية يُوسّع صلاحيات ترامب، والأخير ي ...
- عاجل: ترامب يقول إن وقف إطلاق النار في غزة بات قريباً، ويأمل ...
- ترامب للمرشد الإيراني علي خامنئي: لقد هزمت شرّ هزيمة
- سوريا تعلن ضبط نحو 3 ملايين حبة كبتاغون بعد اشتباك مع مهربين ...
- إعلام إسرائيلي: جثث 3 أسرى في غزة أعادها عناصر من مجموعة أبو ...
- القلق يتصاعد بعد ضربة إسرائيلية استهدفت سجن إيفين... مصير سج ...
- موقفا تخفيف العقوبات عن إيران.. ترامب لخامنئي: أنقذتك من -مو ...
- جيش الاحتلال يقتحم كفر مالك والمستوطنون يصعّدون بالضفة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رجا زعاترة - بين الديمغرافية والديمقراطية