أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مع كابي وفرقته -ريمي-














المزيد.....

مع كابي وفرقته -ريمي-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4395 - 2014 / 3 / 16 - 16:46
المحور: الادب والفن
    


مع كابي وفرقته "ريمي"
هكتور مالو

هذه القصة التي اشتهرت باسم "ريمي" أواخر القرن الماضي، والتي تتحدث عن الطفل الذي ينتزع من عائلة الأم "باربران" "التي تربى فيها، والذي كان يعد احد أفرادها فعليا، لكن إصابة "جريوم" رب العائلة في باريس جعلته يفقد المقدرة على العمل ثم يعود إلى قريته، لكي يخبر زوجته بأنه لا يستطيع أن يعيل "ريمي" والعائلة معا، وذكرها بان ريمي ليس ابنا حقيقيا لهما، لكن الأم "باربران" تصر على الاحتفاظ بالطفل، يقوم جيرام بخطة لكي يتخلص من رفض الأم "باريان" فيرسل زوجته إلى قرية قريبة ومن ثم يستدعي "فيتاليس" الذي كان قد اتفق معه مسبقا على أن يستأجر ريمي مقابل مبلغ من المال يدفع سنويا "لجيرم" يأخذه "فيتاليس" الطفل وتبدأ رحلة مغامرات ريمي مع الفرقة " المكونة من ثلاثة كلاب وقرد، والتي تقوم بعرض أعمالها الفنية في تجوالها وأثناء مسيرها في القرى والبلدات.
تتعرض الفرقة لمجموعة من الانتكاسات تتمثل في الطقس شديد البرودة، حيث تكون الثلوج والأجواء الباردة هي السبب الرئيس لما تعاني منه الفرقة من شدائد وصعوبات، الطعام والمأوى كان في أحيانا كثيرة يعد من الأمور التي يصعب تأمينها للفرقة.
يقوم فيتاليس بلكم احد أفراد الشرطة عندما ضرب ريمي، فيحكم عليه بالسجن لمدة شهريين، يتعرض ريمي خلالها لمحنة جديدة حيث انه لا يعرف كالسيد فيتاليس تأمين مصاريف الفرقة كما انه لا يعرف الطرق إلى الأماكن الأمانة والسليمة التي يمكن أن تعرض فيها الفرقة أعمالها، أثناء ذلك يأتي الفرج للفرقة عندما كان ريمي يعزف لنفسه لحننا فيسمع ذلك اللحن الطفل "آرثر" ابن السيدة "ميليجان" التي تطلب من الفرقة أن تصعد إلى السفينة التي خصصت كوسيلة ترفيه ل"آرثر" المقعد، يعيش ريمي وفرقته اسعد أيامهم ، حيث يجد السرير المغطى بالبياض والطعام الشهي، والأثاث الفاخر، وهنا تنشأ علاقة حميمة بين ريمي وآرثر والسيدة ميليجان، لكن اقتراب موعد خروج "فيتاليس" من السجن يجعل الفرقة تغادر مكان النعيم الذي تنعمت به، ورغم إلحاح "آرثر" على استبقاء "ريمي" إلا أن قرار "فيتاليس" كان يحول دون استمرار هذا اللقاء، تبدأ الفرقة من جديد طريقها إلى باريس، تتعرض لعاصفة ثلجية، تجبرها على المبيت في كوخ في الغابة، وهناك تأتي الذئاب وتفترس كلبين من أعضاء الفرقة، ويفر القرد على احدى الأشجار العالية حيث الصقيع والبرد مما يسبب تعرضه للمرض شديد، تفقد الفرقة ثلاثة عناصر، الكلبين والقرد، ويبقى فيتاليس وريمي والكلب "كابي" فقط، تسير الفرقة مكملة طريقها إلى باريس، يصاب فيتاليس بالقشعريرة لعدم وجود مأوي من الثلوج مما يؤدي إلى وفاته، وهنا تتبنى إحدى العائلات ريمي، لكي يبيت في المسكن ويؤكل مقابل أن يقوم بالأعمال الزراعية، يتعرض رب الأسرة إلى الإفلاس بعد أن تضرب العاصفة البيت وتدمر الحقل والمزروعات، فلا يستطيع أن يوفي دفع قسط الرهان للبنك، وهناك تمسي العائلة بلا حول ولا قوة، يمرض رب الأسرة، يطلب من ريمي أن يكتب رسالة إلى شقيقته "كاترين" لكي تأتي وتقوم بواجبها اتجاه العائلة، يتوزع أفراد العائلة على الأعمام والعمات ويبقى ريمي بلا معين، يلبس ريمي لباس المهرج ويبدأ المسير.
هذه ملخص القصة التي تشكل احد أهم الأعمال الدرامية الكرتونية التي عرضت على التلفاز في العقد الثامن من القرن الماضي، وقد قيل عنها "القصة التي أبكت فرنسا" .
فالقصة وضعت بطريقة سلسة وقد استخدمت المترجمة ـ نوال محمد حسين ـ فيها لغة أدبية رفيعة مما جعل المتلقي يشعر بالمتعة والانسجام مع النص، الأحداث كانت مكثفة وبعيدة عن السرد الطويل، شخوص القصة إن كانوا سلبيين أم ايجابيين كانوا يشكلوا معا حالة من الصراع المتكافئ بين الخير والشر، الظروف الاقتصادية دائما كانت هي السيد المطلق في مسار الأحداث، وكانت دائما هي من يتغلب على العاطفة، حيث كان الناضجون هم من يتخذ القرار وليس الأطفال ريمي أو آرثر، كما أن المرأة لم تكن لتقرر أو تتخذ موقف يتعارض مع موقف الرجل، ـ هذا إذا استثنينا موقف العمة "كاترين" ـ التي هي من عمل على عدم قبول ريمي ضمن العائلة، ودن ذلك يكون الرجال هم الأسياد الفعليين في الأحداث.
القصة وجدناها ضمن إصدارات "الألف كتاب" رقم 528، الناشر دار الفكر القاهرة، أي أن إصدارها يعود إلى أوائل السبعينيات من القرن الماضي، وهذا يعني بأننا في القرن الماضي كنا نهتم بالأدب العالمية ذات الطابع الإنساني، ما يميز هذه القصة، هي حديثها عن الفقر والتشرد كما هو الحال في رواية "أولفر توست" ورواية "البؤساء" وكأن كتاب القرن الثامن والتاسع عشر حذروا من مسألة الجوع والتشرد التي يتعرض لها الكثير إن كانوا أطفال أم كبار، فلا يجوز أن يموت شخص في الثلج لعدم وجود المأوى المناسب، ولا يجوز الأطفال أن يساقوا إلى الأعمال التي لا تتناسب مع طبيعتهم، وكأنهم من خلال هذا الطرح قالوا بوجوب وجود قانون يحمي الأطفال خاصة والإنسان بشكل عام، ونعتقد بان مثل هذا الأعمال هي من سارعت وأسهمت في وجود القوانين التي تحمي الأطفال وتؤمن حقوق الإنسان.
ما يجعل الرواية مهمة ـ في الوقت الحاضر ـ وهو حالة الأطفال العرب المشردين هنا وهناك، فعندما كتب الغرب عن حالة البؤس والجوع والتشرد، كانت الحالة الاقتصادية في أوروبا ضعيفة، والغذاء محدود جدا، لكن سبب بؤس وجوع وتشرد أطفالنا هو التخلف التفكيري والانتهازية التي تسيطر على مجموعة كبيرة من الذين يتعاطون في السياسية.
نرجو أن تكون هذه القصة حافز لنا جميعا كي نحافظ على حياة أطفالنا ولا ننساق وراء المدجلين والمتاجرين بالإنسان.
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملكوت هذه الارض -هدى بركات-
- أستمع أيها الصغير
- خربشات عربية
- طريقة تفكير العربي
- مسرحية الإستثناء والقاعدة بريخت
- المرأة بكل تجلياتها في رواية -الوطن في العينين- لحمدة نعناع
- الحضارة الهلالية والتكوين التوراتي (النص الكامل)
- الحضارة الهلالية (الفلاح والراعي)
- قصة حب مجوسية
- الحضارة الهلالية (الجنة)
- الحضارة الهلالية (البعل راكب السحب)
- اللغة في غير محلها
- سفر الموت في -مفتاح الباب المخلوع
- الحضارة الهلالية (قدسية رقم سبعة)
- التكوين الهلالي والتوراتي
- نحن العرب
- التأثر المصري في التكوين التوراتي
- الخطوط البارزة في التاريخ (المدن الشامية)
- الخطوط البارزة في التاريخ (الدولة الاشورية)
- الخطوط البارزة في التاريخ ( الدولة البابلية)


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مع كابي وفرقته -ريمي-