أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم حبيب - بؤس العلم أم علم البؤس ما تدعو إليه أيها الشيخ محمد اليعقوبي!! محنة المرأة مع شيوخ آخر زمان!!














المزيد.....

بؤس العلم أم علم البؤس ما تدعو إليه أيها الشيخ محمد اليعقوبي!! محنة المرأة مع شيوخ آخر زمان!!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 14:23
المحور: حقوق الانسان
    


قدم وزير العدل حسن الشمري، وهو أحد رعايا حزب الشيخ محمد اليعقوبي في حكومة المالكي، مشروعاً مشوهاً سمي بـ "قانون الأحوال الشخصية الجعفري". لينهي العمل بقانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 الذي شرّع في فترة حكم عبد الكريم قاسم والذي وجد التأييد والدعم من الشعب العراقي بأغلبيته. ولم يكن غريباً على حكومة المالكي أن توافق على هذا القانون المسخ وترسله إلى مجلس النواب لمناقشته بهدف إقراره. ولكن الغريب بالأمر أن التحالف الكردستاني، المشارك في هذه الحكومة المستهلكة، لم يعلن عن عدم موافقته على هذا القانون، وبالتالي فهو مشارك في إقرار إرساله إلى مجلس النواب، بمن فيهم نائب رئيس الوزراء الدكتور روژ شاويس والوزراء الكرد. لقد أقر مجلس الوزراء هذا القانون على طريقة المساومات البائسة والمناهضة جدياً لمصالح المرأة العراقية وحقوقها وحرياتها الأساسية قبل الانتخابات العامة القادمة وانطلاقاً من نفس الذهنية الرثة التي تمارس فيها السياسات الحكومية في المرحلة الراهنة.
واجه إرسال هذا القانون الجعفري الطائفي بامتياز إلى مجلس النواب معارضة كبيرة في أوساط المجتمع العراقي خشية منها على تمزيق وحدة الشعب العراقي التي تعاني اليوم من صراعات ونزاعات شديدة الخطورة من جهة، واحتراماً للمرأة ودورها في المجتمع وحقوقها المعترف بها دولياً الذي يتطاول عليها هذا القانون الذي يريد إعادتها إلى فترة العبودية الغاشمة، فترة الهيمنة المطلقة للذكور على الإناث من جهة أخرى. ولكن هذا القانون المسخ واجه معارضة واضحة من عدد من الشخصيات الإسلامية التي تحترم نفسها وتحترم المرأة أيضاً، إذ رأت فيه مخالفة صريحة للفقه الإسلامي وتجاوزاً فظاً على المرأة وهي تعيش في القرن الحادي والعشرين.
ولكن الأهم من كل ذلك وجد القانون رفضاً قاطعاً من النساء العراقيات الواعيات لما يراد لهن عبر هذا القانون المسخ، إذ لم يطل الوقت حتى نهضن حاملات راية النضال الديمقراطي ضد هذا القانون ومطالبات بسحبه فوراً ومحتجات ضد من يريد الإساءة لهن وسلب حقوقهن المشروعة وحرياتهن العامة وإعادتهن إلى حياة العبودية. لا يمكن أن ينتظر الإنسان من حكومة مثل حكومة المالكي أفضل من هذا القانون الذي يعبر عن طبيعة هذه الحكومة وعن هويتها وسياساتها الطائفية. ليس سوى رائحة كريهة نتنة تزكم الأنوف مليئة بالحقد والكراهية والتمييز الموجهة ضد المرأة العراقية هي التي تصدر عن هذا القانون وتميزه.
لقد وجّه الشيخ اليعقوبي إهانة كبيرة للمرأة العراقية واعتدى على حقها في الاحتجاج وإعلان رأيها في ما يراد لها وكذب عليها في ما ادعى عيها. إنك يا شيخ من نفس تلك الجماعة التي أقرت قاعدة المفاخخة التي أفتى بها سيدك الخميني حين نشر الفتوى التالية في كتابه الموسوم "تحرير الوسيلة"، وإلى القارئات والقراء نصها:
لا يجوز وطء الزوجة قبل إكمال تسع سنين دواماً كان النكاح أو منقطعاً . وأما سائر الاستمتاعات كاللمس بشهوة أو الضم والتفخيذ فلا بأس بها حتى في الرضيعة." [الخميني تحرير الوسيلة، مسألة 12]

هل هذا ما تريده لبناتك وبناتنا أيها الشيخ اليعقوبي، هل أنت في كامل عقلك وأنت تشتم النساء المتظاهرات والمحتجات على قانونك السخيف الذي يفضح سوءات الكثير من شيوخ الدين من أمثالك أمام العالم كله وتجعلهم يسفهون فتاواكم البائسة والرثة في مضمونها وما تريدون بلوغه.
كم أتمنى أن تعي المرأة العراقية ما يراد لها حين يسعى هؤلاء المدعون بفقه الدين ممارسة عدوانيتهم ضد المرأة بإلغاء القانون رقم 188 لسنة 1959 لصالح قانون معوج وهزيل ومسيء لأكثر من نصف المجتمع العراقي، للمرأة، ولأغلب النصف الآخر منه، أي للرجال الذين يحترمون أنفسهم باحترامهم للمرأة وحقوقها وحرياتها كاملة غير منقوصة.
تباً لشيوخ الدين من هذا الطراز الذين يريدون إفساد حياتنا بمثل هذه القوانين التي تريد إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء بأكثر من 1400 سنة. أنتم أيها الشيخ اليعقوبي تخوض معركة خاسرة لأنها ضد الحياة وضد طبيعة الإنسان وضد العصر، أنتم أيها الشيخ اليعقوبي تقاومون التقدم وحقوق المرأة كاملة غير منقوصة، ولكن المستقبل كفيل بسحق مثل هذه الأفكار البائسة والمناهضة للمرأة الحرة والكريمة.
كم كان موقف "هيومان رايتس ووتش" (مراقبة حقوق الإنسان) صادقاً ومعبراً عن الموقف الدولي من هذا المشروع حين أكد كارثية هذا القانون وتمييزه الموجه ضد سيدات العراق ويكرس الانقسامات الدينية والطائفية بالبلاد. ثم أكد السيد جو ستورك، ممثل هذه المنظمة، بأن هذا القانون يتعارض تماماً مع التزام الحكومة العراقية القانوني بحماية حقوق السيدات والفتيات ويضرب بها عرض الحائط. (المدى بريس).

إن إسقاط القانون وإلزام الحكومة على سحبه فوراً والاعتذار للمرأة والمجتمع عن تقديمه أصلا وعن الإساءة والإهانة المتعمدة، التي وجهت للمرأة ضمن تصريحات وخطب الشيخ اليعقوبي لتبرير هذا القانون المسخ، كما جاءت على لسان رعاياه وأتباعه، يتطلب رفع روح النضال المشترك للمرأة والرجل ضد هذا القانون وضد التوجهات المماثلة للحكومة العراقية الحالية حماية لنسائنا وبناتنا وأطفالنا ابتداءً من الرضاعة، فالتفخيذ يهددهم!!!
أي علم بائس تعلمته في قم أيها الشيخ اليعقوبي، وأي بؤس يجلبه مستواك الفقهي المتخلف لعلوم الدين بهذا القانون الذي تقدم به وزيرك أيها الشيخ اليعقوبي والذي تدافع عنه بحرارة منقطعة النظير وتشتم نساء العراق بلا حياء أيها الشيخ!!
كم كان الشاعر محمد صالح بحر العلوم، وهو من النجف، مدركاً لسلوك جمهرة من شيوخ الدين، وليس كلهم، حين كتب في قصيدته الشهيرة "أين حقي" يقول:
ليتني استطيع بعث الوعي في بعض الجماجم
لأريح البشر المخدوع من شر البهائم
وأصون الدين عما ينطوي تحت العمائم
من مآسي تقتل الحق وتبكي:
أين حقي؟
14/3/2014 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسات السعودية وقطر الطائفية في تصريحات رئيس مجلس وزراء الع ...
- هل من سبيل لعقلنة النخب السياسية الحاكمة بالعراق؟
- موقف الحكام الدجالين وسفهاء العقل من المرأة بالعراق
- كيف يمكن تدارك الأوضاع الاقتصادية الراهنة بإقليم كُردستان ا ...
- أسباب الأزمة المالية الراهنة في إقليم كردستان العراق
- هل عبر مقتدى الصدر عن حقيقة وطبيعة نوري المالكي؟
- من يزرع الريح يحصد العاصفة: العراق الراهن نموذجاً!!
- القتل بالجملة والاغتيالات مستمرة بالعراق المستباح
- هل لعقلاء العرب والمسلمين من مصلحة في نفي الهولوكوست ومحارق ...
- نيرون روما وبشار سوريا رضعا الجريمة والعهر السياسي!
- مرة أخرى حول العلاقة بين المثقف والسلطة!
- الجمهورية الثانية بالعراق - الفصل الأول حزب البعث العربي الا ...
- هل من دور للمثقفات والمثقفين في الحياة السياسية العراقية في ...
- المثقفون والهوية الثقافية الوطنية العراقية!
- شرطة المالكي تهين كل مثقفي العراق بالإساءة للشاعر عبد الزهرة ...
- قراءة في كتاب -أحاديث برلينية حول قضايا أوروبا والإسلام وفي ...
- المالكي وعسكرة العراق!
- لتتوحد جهود الشعب والجيش لدحر قوى الإرهاب، ولكن لا ينبغي إفل ...
- برنامج التحالف المدني الديمقراطي والموقف من الملاحظات التي ت ...
- وستنقضي الأيام والخير ضاحك يعم الورى والشر يبكي ويلطم للشاعر ...


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم حبيب - بؤس العلم أم علم البؤس ما تدعو إليه أيها الشيخ محمد اليعقوبي!! محنة المرأة مع شيوخ آخر زمان!!