أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - كاظم حبيب - أسباب الأزمة المالية الراهنة في إقليم كردستان العراق














المزيد.....

أسباب الأزمة المالية الراهنة في إقليم كردستان العراق


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4373 - 2014 / 2 / 22 - 20:33
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


حين تمت استشارتي في الشأن الاقتصادي كمختص وصديق للشعب الكردي لا كموظف أو مستشار رسمي براتب، توجهت للعمل وأشركت الصديق المهندس والاقتصادي الدكتور جعفر عبد الغني بهذه المهمة التطوعية. فوضعنا على مدى عدة شهور دراسة مكثفة جداً تتضمن الخطوط والتوجهات الأساسية التي يحتاجها الإقليم للبدء بعملية تنمية اقتصادية جادة ومسؤولة في إقليم كردستان، وأكدنا فيها على نموذجين: الأول بناء اقتصاد كردستاني يتكامل مع الاقتصاد في بقية أنحاء العراق ويعتبر بقية أنحاء العراق امتداداً لسوقه الاقتصادي؛ والثاني بناء اقتصاد يستطيع العمل بشكل مستقل. وإذ أكدنا على أهمية النموذج الأول وضروراته، لم نهمل النموذج الثاني لمعرفتنا بتعقيدات وضع العراق وطبيعة القوى التي تهيمن على السلطة وسياساتها المحتملة إزاء إقليم كردستان العراق وتوقعاتنا باحتمال نشوء مشكلات بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان. وهذا الاحتمال الذي توقعناه تمر بها العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الحكومة الاتحادية والإقليم منذ عدة سنوات. قدمنا مقترحنا المتواضع في العام 2006/2007. وكانت المادة التي قدمناها تحتاج إلى استكمالها بدراسات ونشاطات ميدانية واسعة النطاق لضمان البدء الناجح في التنفيذ. لقد رسمنا في حينها الاتجاهات العامة لتطوير اقتصاد الإقليم في مختلف مجالاته وقطاعاته الذي كان وما يزال يعاني، كما هو حال الاقتصاد العراقي عموماً، من طابعه الريعي النفطي ومن وحدانية الجانب وغياب الصناعة التحويلية وتراجع النشاط الزراعي وتخلف الإنتاج الحرفي وارتفاع البطالة المكشوفة، وخاصة المقنعة، واستنزاف نسبة عالية من دخل الإقليم السنوي لدفع رواتب الموظفين العاملين في أجهزة الإقليم المتضخمة باستمرار، واتساع الاستيراد السلعي الذي قاد إلى إغراق الأسواق المحلية بالسلع المستوردة التي عمقت من مكشوفية الاقتصاد الكردستاني على الخارج وعمقت من طابعه الريعي، إضافة إلى التوسع في العمران وبعيداً عن التنمية الاقتصادية وخاصة في مجالي الصناعة التحويلية والزراعة. كما يمكن أن نضيف عوامل أخرى منها الفساد المالي والفساد الإداري الذي يظهر بصورة المحسوبية والمنسوبية في التوظيف بعيداُ عن الاختصاص والنوعية من جهة, وغياب التوفير الاقتصادي في المشاريع وضعف الرقابة على الصرف والتنفيذ ومستوى الجودة والجدوى الاقتصادية ... من جهة أخرى.
لقد كنا جادين في ما اقترحناه حينذاك، وكنا راغبين في أن لا يأتي يوم يجد المجتمع الكردستاني نفسه أمام حصار اقتصادي أو مالي، كما هو عليه الآن، حيث تسعى حكومة بغداد فرض سياسة معينة على الإقليم، يرفض مسؤولو الإقليم القبول بها, بغض النظر عن طبيعة المشكلات ومن منهما على حق، أو تَفرضُ دول الجوار "المحبة جداً للكرد!!" حصاراً اقتصادياً على الإقليم لأي سبب سياسي محتمل.
كان هدفنا هو أن يبدأ الإقليم بعملية تنموية رصينة، بتنمية صناعية وزراعية وتحسين وسائل الإنتاج للقطاع الحرفي وتطويره لتستوعب المزيد من الأيدي العاملة العاطلة بدلاً من توظيفها في الإدارة الحكومية المتضخمة ودفع رواتب لها دون أن تمارس عملاً فعلياً بل تساهم في عرقلة العمل وإنجاز أشغال الشعب.
ولكن ومن المؤسف أن نقول بأن النموذج الخليجي هو الذي سيطر وما يزال على عقول وأفئدة المسؤولين عن النشاط الاقتصادي بالبلاد والماسكين للملف الاقتصادي، في حين يختلف وضع دول الخليج وموقعها والبحر الذي يحيط بها عن وضع الإقليم، في حين كان وما يزال الإقليم محاط بالأعداء الذين لا يريدون ازدهار الإقليم وتطوره وتحوله إلى نموذج لبقية أجزاء الأمة الكردية في بقية أجزاء كردستان.
إن السياسة الراهنة تستنزف القسم الأكبر من الدخل القومي المتحقق سنوياً في الإقليم ولا يبقي منه ما يُفترض أن يساهم في خلق التراكم الرأسمالي البدائي الضروري جداً للتنمية الوطنية وتغيير هيكل الاقتصاد وبنية المجتمع، وخاصة استثمار رؤوس الأموال الحكومية في القطاع الصناعي التحويلي وفي الزراعة وفي التعليم المهني وتشجيع القطاع الخاص المحلي والأجنبي على المشاركة بهذا الاتجاه,
إن البرجوازية الناشئة في إقليم كردستان حالياً ليست سوى برجوازية خدمية وتجارية وعقارية ومقاولة طفيلية, وهي مناهضة للتصنيع وتحديث الزراعة أو تغيير بنية الاقتصاد والمجتمع، وهي بالتالي بعيدة كل البعد عن نشوء وتطور طبقة برجوازية صناعية وزراعية وطنية يهمها تقدم البلاد وتطوره إلى جانب تغيير بنية المجتمع لصالح نشوء طبقة عاملة في القطاعات الاقتصادية الإنتاجية التحويلية وبناء المجتمع المدني الديمقاطي. لقد هيمن التجار المستوردون على السوق الكردستاني وأغرقوا الأسواق بالسلع الأجنبية الصناعية منها والزراعية بحيث خنقت كل توجه نحو الصناعة التحويلية المحلية والزراعة المحلية، وهي بذلك تستنزف جزءاً كبيراً ومهما من الدخل القومي السنوي الكردستاني, وهو أمر بالغ الضرر على الجيل الحالي والأجيال القادمة.
لقد فقد الإقليم سنوات عدة كانت مهمة للتنمية الصناعية والزراعية وتحقيق التراكم الرأسمالي، وسيفقد الكثير مستقبلاً ما لم يبدأ جدياً وبمسؤولية عالية صوب التنمية وبإستراتيجية واضحة ومسوؤلة وهادفة.
من الممكن أن يعبر الإقليم أزمته المالية الراهنة خلال الفترة القريبة القادمة بمساومات معينة مع الحكومة الاتحادية، ولكن الإقليم سيواجه أزمات أشد وأثقل على الاقتصاد والمجتمع ما لم يعمد بإصرار وحزم تامين إلى البدء الجاد صوب تلك التنمية التي تساهم مباشرة في تغيير طبيعة الاقتصاد الكردستاني وبنية المجتمع خلال العشرين سنة القادمة.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل عبر مقتدى الصدر عن حقيقة وطبيعة نوري المالكي؟
- من يزرع الريح يحصد العاصفة: العراق الراهن نموذجاً!!
- القتل بالجملة والاغتيالات مستمرة بالعراق المستباح
- هل لعقلاء العرب والمسلمين من مصلحة في نفي الهولوكوست ومحارق ...
- نيرون روما وبشار سوريا رضعا الجريمة والعهر السياسي!
- مرة أخرى حول العلاقة بين المثقف والسلطة!
- الجمهورية الثانية بالعراق - الفصل الأول حزب البعث العربي الا ...
- هل من دور للمثقفات والمثقفين في الحياة السياسية العراقية في ...
- المثقفون والهوية الثقافية الوطنية العراقية!
- شرطة المالكي تهين كل مثقفي العراق بالإساءة للشاعر عبد الزهرة ...
- قراءة في كتاب -أحاديث برلينية حول قضايا أوروبا والإسلام وفي ...
- المالكي وعسكرة العراق!
- لتتوحد جهود الشعب والجيش لدحر قوى الإرهاب، ولكن لا ينبغي إفل ...
- برنامج التحالف المدني الديمقراطي والموقف من الملاحظات التي ت ...
- وستنقضي الأيام والخير ضاحك يعم الورى والشر يبكي ويلطم للشاعر ...
- إلى متى تغوصون بدماء بنات وأبناء الشعب العراق أيها القتلة ال ...
- ولوج هادئ وودي على خط النقاش الحامي في عمٌان
- برنامج التحالف المدني الديمقراطي يجسد شغف الشعب بالحرية والد ...
- مانديلا الموحد للشعب والمالكي المفرق للصفوف
- من المسؤول عن الفساد وكيف يكافح؟


المزيد.....




- -بلدنا- القطرية تستثمر 3.5 مليارات دولار لإقامة مشروع للحليب ...
- خبراء يفسرون لـCNN أسباب خسارة البورصة المصرية 5 مليارات دول ...
- اقتصادي جدا.. طريقة عمل الجلاش المورق بدون لحمة وبيض
- تحد مصري لإسرائيل بغزة.. وحراك اقتصادي ببريكس
- بقيمة ضخمة.. مساعدات أميركية كبيرة لهذه الدول
- بركان ينفت الذهب في أقصى جنوب الأرض.. ما القصة؟
- أبوظبي تجمع 5 مليارات دولار من طرح أول سندات دولية منذ 2021 ...
- -القابضة- ADQ تستثمر 500 مليون دولار بقطاعات الاقتصاد الكيني ...
- الإمارات بالمركز 15 عالميا بالاستثمار الأجنبي المباشر الخارج ...
- -ستوكس 600- يهبط ويتراجع عن أعلى مستوى في أسبوع


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - كاظم حبيب - أسباب الأزمة المالية الراهنة في إقليم كردستان العراق