|
عندما يُنتحل اسمي في مقالة
حسن محسن رمضان
الحوار المتمدن-العدد: 4392 - 2014 / 3 / 13 - 09:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما نشرت أولى مقالاتي على موقع الحوار المتمدن منذ حوالي الثلاث سنوات وأرسلت رابط المقالة لزملاء وزميلات لي، قابلتني إحدى هؤلاء الزميلات في نفس اليوم وقالت مبتسمة وبنبرة سؤال استنكاري: "الحوار المتمدن؟!". فأجبتها ضاحكاً: "يعجبني الاسم". فأعادت سؤالها ضاحكة مرة أخرى مع إشارة بيدها: "الحوار المتمدن؟!!"، فأعدت عليها الجواب: "الاسم، الاسم يعجبني"، فتركتني ضاحكة ومضت. ومن عادتنا أيضاً، أنا وزملاء لي، أن نلتقي على العشاء في فترات منتظمة، ويكون مطروحاً على ذلك العشاء قضايا متعددة ومتنوعة وفي مواضيع شتى، نتفق على بعضها ونختلف على الكثير، وما أكثر ما نختلف على موقع الحوار المتمدن. فأنا، ضمن المجموعة التي توافقني، يعجبنا جداً هامش الحرية الذي يُتيحها هذا الموقع، وما ينتج عن هذه الحرية قد لا يكون موافقاً للجميع ولكن المحتوى والمضمون الجيد والتنويري سيبقى وسيُؤثر عاجلاً أو آجلاً، والرديئ والسطحي سيتم تناسيه بسرعة ويختفي. بينما تصر المجموعة المعارضة على أن الحرية المطلقة غير المقننة ما هي على الحقيقة إلا "أوهام المثقفين" كأوهامهم في "المدينة الفاضلة"، وما سينتج عنها هو ببساطة نوع من أنواع الفوضى وما يستتبعه من انحدار شامل وكامل كنتيجة حتمية ومباشرة. بقي الخلاف بين أخذ ورد، يخفو فترة ليبرز فترات مع بعض المقالات التي أنشرها على صفحات هذا الموقع وما ينتج عنها من ردود أفعال "مسيحية متطرفة" في معظمها، تريد أن تهاجم الدين الإسلامي بالتحديد وحصراً تحت بند (الحرية والتنوير وكشف الحقائق) وفي نفس الوقت ترفض رفضاً قاطعاً وتتشنج إلى حدود الشتائم المقذعة والبذاءات والشكاوى إلى إدارة الموقع إذا تم وضع الدين المسيحي تحت المجهر وتحت نفس بند (الحرية والتنوير وكشف الحقائق). فالواقع هو أن شعارات (التحضر والعقلانية) عند هؤلاء هي ليست قناعة راسخة ومبدأ يتغلغل في إيمانهم، ولكنه قناع، كقناع أسماؤهم الوهمية، يتم التستر خلفه لخوض صراع ديني واضح ومكشوف ولصالح الدين المسيحي بالتحديد. إلا أن ذلك، في رأيي الذي أطرحه في مواجهة مَنْ لديه تحفظات على (الحوار المتمدن)، بأن ذلك متوقع تماماً ولا يؤثر إطلاقاً على سياق سرد الحقائق، فهم لا يتجاوزن حدود الشتائم و (الفذلكات المنطقية) المضحكة في الحقيقة، فأنا كنت ولا أزال في مواجهة مَن هم أشرس منه وأكثر تأثيراً كما حدث في كتابي (تشريح الفكر السلفي المتطرف) إلى الحد أن حتى الاستئناف الذي تقدمت به للمحكمة بخصوص الكتاب قد تم شطبه، فماذا عسى أن يفعل حفنة من المسيحيين المتطرفين غير سرد سيل الشتائم والشكوى لإدارة الحوار المتمدن في نفس الوقت الذي يصمتون فيه عن سيل البذاءات على أديان البشر الأخرى تحت حجج ساذجة؟
إلا أن تساؤلي السابق قد اُجيب عليه بصورة لا أخلاقية ومفاجئة للجميع بما فيهم أنا. فقد تم في البداية استخدام اسمي لكتابة تعليق لم أكتبه إطلاقاً. ثم حدث ما هو (أكثر انحداراً في المستوى الأخلاقي)، فقد تم كتابة مقالة باستخدام اسمي، ومن ثم إرسالها إلى موقع (الحوار المتمدن) في حوالي الثانية صباحاً وتحمل اسم (تزوير مسيحية النبي – 27)، ومِن دون أي تدقيق مِن جانب إدارة الحوار المتمدن تم نشر هذه المقالة على أنها لي. تلك المقالة في ذاتها هي نتاج جمع من مواقع الانترنت مع روابطها، وما يستخدمه نفس هؤلاء المتطرفون المسيحييون ومَنْ يُخفي دينه الحقيقي من أدوات لطرح رأيهم في الدين الإسلامي. ليست المشكلة هنا في هذا العمل اللاأخلاقي في ذاته، ولكن المشكلة الحقيقية الآن هو أن جميع كُتّاب هذا الموقع، وبدون استثناء، حتى المسيحيون المتطرفون أنفسهم أو يتخفى لأغراض تبشيرية بحتة، أصبحوا معرضين، مثلي تماماً، لأن يُنسب لهم ما لم يَكتبوا، وهي مشكلة إدارية وتنظيمية خطيرة في مواجهة مدراء تحرير هذا الموقع. إذ هذه الممارسة ستُفقِد هذا الموقع مصداقية هامة لاستمرارها. (فما أسهل الآن على أحد الإسلاميين المتطرفين أن يختار كاتباً تلو الآخر من الكُتّاب المسيحيين والتبشريين ويكتب تحت أسماؤهم في الدين المسيحي وفي يسوع ما لم يقله مالك في الخمر). ما أسهل ذلك الآن. بل ما يُدريني أو يُدري غيري بأن بعض المقالات التي تُكتَب تحت أسماء كُتّاب وكاتبات مضى على تركهم هذا الموقع زمن طويل هُم بالفعل مَن كتب هذه المقالات الجديدة؟ ولذلك أرى بأن على إدارة الموقع أن تتلافى هذا القصور الخطير، وذلك لأسباب كثيرة ومتعددة وواضحة جداً.
كلمة أخيرة لذلك التيار المسيحي المتطرف الذي يملأ صفحات الحوار المتمدن صراخاً وشكوى وأحياناً كثيرة شتائم وبذاءات. لهؤلاء أقول لهم: الفكر والدليل والبرهان لا يتم مجابهتهم إلا بالفكر والدليل والبرهان. ولذلك فإن العجز عن سرد الدليل الذي يُلغي ويفند ما أكتبه في سلسلة (تزوير مسيحية يسوع) لن يتم محوه إطلاقاً، إطلاقاً، من خلال سيل الشتائم أو من خلال مثل تلك الممارسات غير الأخلاقية في نسبة مقالة لي لم أكتبها. بالطبع، كان الغرض من صياغة مقالة تطعن بالنبي محمد وبالدين الإسلامي بشكل واضح وصريح وبواسطة استخدام ألفاظ حاطة ومهينة ومِن ثم نسبتها لي كان (غرضها الأساسي وهدفها الرئيس هو تعريضي للتكفير ومِن ثم القتل من جانب جماعة متطرفة ما)، هذا كان هدفها الحقيقي. وهو أمر مضحك وساذج في نفس الوقت لسببين. الأول هو أنني أعيش في الكويت، التي فيها، على قلته، ما يفتقده مَن يعيش في العراق وسوريا والسعودية والبحرين مصر وحتى لبنان منذ على على الأقل ستين سنة ولا يزال، فهؤلاء، وربما بعضهم يعيش خارج الوطن العربي لا يزال يحمل في نفسه (هاجس الدولة والخوف مِن الآخر) والذي لا نعرفه في الكويت. (فقط اسألوا مَنْ عاش فيها). نعم، لدينا تيارات متطرفة، ولكنها تقول فقط وتتشنج لفظياً وتهدد وتتوعد، ولكنها (تخاف أن تفعل). اسألوا (الكنائس المسيحية واسألوا مسيحييها وبوذييها وهندوسييها وسيخها وزردشتييها، نعم نعم، زردشتييها). والثاني مَن فعل هذا الفعل مِنْ الواضح أنه لم يقرأ كتابي (نقد نص الحديث)، فلو قرأه لكفاه أن ينقل منه وينشره هنا مرة ثانية باسمي.
والخلاصة هي، وبكل بساطة: سلسلة مقالات تزوير مسيحية يسوع .... ستستمر.
#حسن_محسن_رمضان (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تزوير مسيحية يسوع – 26
-
عندما تسحب السعودية والبحرين سفيريهما
-
تزوير مسيحية يسوع – 25
-
تزوير مسيحية يسوع – 24
-
تزوير مسيحية يسوع – 23
-
تزوير مسيحية يسوع – 22
-
تزوير مسيحية يسوع – 21
-
تزوير مسيحية يسوع – 20
-
تزوير مسيحية يسوع – 19
-
تزوير مسيحية يسوع – 18 – الجزء الثاني
-
تزوير مسيحية يسوع – 18 – الجزء الأول
-
تزوير مسيحية يسوع – 17 – الجزء الثاني
-
تزوير مسيحية يسوع – 17 – الجزء الأول
-
تزوير مسيحية يسوع - 16
-
تزوير مسيحية يسوع - 15
-
تزوير مسيحية يسوع - 14
-
تزوير مسيحية يسوع - 13
-
تزوير مسيحية يسوع - 12
-
تزوير مسيحية يسوع - 11
-
تزوير مسيحية يسوع - 10
المزيد.....
-
3 أسباب تُشعل الطائفية في سوريا
-
آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وسط قيود
...
-
جولي دهقاني في بلا قيود: لدينا أفراد في الكنيسة لا يقبلون سل
...
-
40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
-
الإفراج عن خطيب المسجد الأقصى وقاضي قضاة مدينة القدس بعد أن
...
-
رئيس تحرير جيروزالم بوست ليهود نيويورك: هذا دليلكم للإطاحة ب
...
-
رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممدا
...
-
أوليفييه روا: الغرب لا يرى الإسلام مشكلة ثقافية بل كتهديد وج
...
-
البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان -إرهابية-
-
المحامي العام يكشف تفاصيل تتعلق بوفاة شاب في الجامع الأموي
المزيد.....
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
المزيد.....
|