أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الجليلي - اوراق على رصيف الذاكرة..انتفاضة آذار 1991..11














المزيد.....

اوراق على رصيف الذاكرة..انتفاضة آذار 1991..11


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4389 - 2014 / 3 / 10 - 22:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كان يقف امام الواجهة الزجاجية لمدخل
 لمستشفى وهو يلقي نظرة حيرى ملؤها الألم والحزن والغضب .. كان ضخم الجثة وذو عينين حادتي النظرة تختفيان خلف نظارات سميكة .. وصل المستشفى راكضا وهو يحمل طفلة مرغوبة وخلفه كانت  امها تتبعه مولولة ... كان يعبر الجسر كعادته كل يوم في طريقه الى المستشفى حين حام غراب  امريكي فوق بقايا الجسر الذي هده غراب اخر في الليلة الماضية ...صرخت الام وراء طفلتها التي ارعبها الغراب ركض الطبيب واحتضن الطفلة وراح يركض .. قال الطبيب مزمجرا : ما هو ذنب تلك الطفلة وماذا جنت من دخولنا الكويت !! رد عليه رفيق كان يقف قريبا منه .. صرخ الطبيب : انعل أبوكم لابو كبيركم ..!! غاب الزيتوني وتوارى خائفا منذ سقوط اول صاروخ توما هوك على المدينة مستهدفا برج اتصالات العماره ، استثني الرفاق الكبار الذين جلبوا الى المستشفى وقد أرعبهم دقة التصويب وذكاء الصاروخ .. لم نراهم مرة اخرى بالرغم من امتلاء ثلاجات الطب العدلي بالجثث المتفحمة من ضحايا غربان العربان والأمريكان ...لقد ضيعتهم الحيرة والتبلد الفكري وغياب الطلعة البهية للرفيق القائد واطلالته الدائمة بعد انقطاع البث التلفازي.. في تلك الساعة نورت المستشفى مجموعة مسلحة من مرتدي البدلات المرقطة الخضراء ومن الرفاق الأشداء وهم يمسكون ذلك الطبيب الذي سب اكبرهم!! اقتادوه وزج في قبو من أقبية الأمن متهما بشتم السيد الرئيس بعد ان وشى به الرفيق وأصر أمين سر الفرع ( ح. ر ) على ان بشنقه شنقا بعد ان علم ان ذلك الطبيب من بقايا ذوي الراية الحمراء ...!!!
في ذلك الصباح كان اول شخص التقيه في المستشفى هو د. ف وقد حرره الشباب المنتفض بعد اقتحامهم مديرية الأمن وجائوا به محمولا على الأكتاف وهم يعبرون الجسر مشيا ويهتفون بسقوط النظام ..!!!
كان يحتضن كتابا احمرا.. !! خلت انه واحدا من السلسلة الحمراء ولا ادري لماذا خطر في ذهني كتاب : خطوة الى الأمام .. خطوتان الى الوراء !! لكني حين اقتربت منه لكي احتضنه مهنئا لمحت عنوان الكتاب الأحمر مكتوبا بخط ابيض: الدعوة الإسلامية !!! حين عانقته همست في أذنه : مأجورين  شيخنا .. اجابني ... أجابني ضاحكا: جزاكم الله خيرا مولانا !!
كانت فرحة  لم تسبق لنا ان فرحنا بمثلها ونحن نعيش ونشاهد اول انتفاضة شعبية في حياتنا ضد نظام ذقنا منه ما ذقنا وآخرها هذه الخطوة العبثية التي تحطمت على اثرها اخر مرتكزات دولة العراق البنيوية والعسكرية والبشرية وأهين بها العراق وطنا وتاريخا وشعبا وجيش بشكل غير مسبوق .. فرحنا وتعانقنا ولكن .. كانت في البلعوم غصة مصدرها الخوف مما تحمله الايام القادمة وما يحمله الفكر وتجارب الماضي مع القوى الخفية والواضحة وحقيقة الامريكان والجرذان..!!! مانسمعه من سم يداف في قوالب العسل الذي يأت عبر الأثير ..وما حملته لنا صور الشارع والشعارات والانفلات يكاد ان يغطي ويلوث تلك التضحيات وصور البطولة التي أبداها الشباب الثوري المنتفض ... كانت فرحة يشوبها الخوف والحذر...

يتبع...



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991.. 10
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991. ..9
- اوراق على رصيف الذاكرة..1991..8
- اوراق على رصيف الذاكرة..انتفاضة آذار 1991..7
- خاطرة
- اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 ..6
- اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 .. 5
- اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 ...4
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991 ...3
- اوراق على رصيف الذاكرة انتفاضة آذار 2
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991
- بلا عنوان
- اسرار
- حمام الدوح
- حلم ..
- صح ... غلط
- اوراق على رصيف الذاكرة .. عريف عباس
- اوراق على رصيف الذاكرة .. حرب الكويت
- تضامن
- بين سبيلك و ميركه سور 1 ..( اوراق على رصيف الذاكرة)


المزيد.....




- ماذا قال ترامب عن -انتهاك- مقاتلات روسية المجال الجوي لإستون ...
- روسيا تصدر بيانا للرد على مزاعم -انتهاك- مقاتلاتها لأجواء إس ...
- البرتغال تعترف رسميا بدولة فلسطين الأحد المقبل
- الجزيرة نت تروي قصة مسجد في الفاشر شهد مجزرة وتحول إلى مقبرة ...
- تونس: ما أسباب تراجع الزيجات والولادات
- بعد بولندا ورومانيا، إستونيا تشكو خرق أجوائها من مقاتلات روس ...
- بعد سنوات من العداء، مصر وتركيا تبدآن الإثنين مناورات مشتركة ...
- الجزائر ترفض دعوى مالي ضدها أمام محكمة العدل الدولية
- أمريكا ستنهي وضع الحماية المؤقتة للسوريين
- مستشار ترامب: السودان أكبر كارثة إنسانية في العالم ولا يحظى ...


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الجليلي - اوراق على رصيف الذاكرة..انتفاضة آذار 1991..11