((الانتخابات البرلمانية العراقية بين أجندة الداخل والخارج))

علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4387 - 2014 / 3 / 8 - 22:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

لم أكن متشائما الى حد اليأس ولا متفائلا الى حد الحلم بالتغيير الذي سيطرأ على الخارطة السياسية في الانتخابات البرلمانية المقبله,ربما هناك ستظهر بعض المفاجآت قد تسر طرف ما وتغيض أطراف عده أوبالعكس ,ولكي لا أحبط من معنويات المتفائلين بالتغيير ,علينا أن نعترف بان الانتخابات البرلمانية القادمة لم تدار عبر قناعات الداخل ,بل هناك قوى أقليمية ودوليه هي من تتحكم بها لفرض أجنداتها الخاصة على العراقيين عبر وسائل مختلفة ,فقسم من التجار المقيمين بالاردن من أصحاب الصفقات المشبوهة مثلا يمولون كيانات معينه بالمال السحت الحرام لغرض شراء ذمم وأصوات الناخبين, حيث تم أرسال ملايين الدولارات الى الكيانات التي أقاموها مؤخرا وبمسميات مختلفه ,,وهناك من ألتجأ الى مركز القرار بيروت ليأخذ الضوء الاخضر من نائب رئيس حزب الله وعضوا الارتباط المباشر مع الولي الفقيه في أيران ,كي يضمن حصوله على بعض المقاعد ,,وكثير من الكيانات تحظى بدعم العم سام حيث تم وضع الخارطة السياسية المقبلة في السفارة الامريكية بالمنطقة الخضراء ,,,وهناك ممن تتعالى صيحاتهم بالوطنية و قد غمرتهم بركات البترودولار السعودي الى حد التخمة,وهناك من غمرته تبريكات الولي الفقيه وتسبيحاته ودعائه المتواصل لهم بتحقيق الانتصار على اعداء المذهب والحفاظ على بيضة الاسلام , وهناك كيانات تدعم من قبل جماعات أوعدتهم بأن تمدهم مع المال بحور العين وقصور بجنان الخلد ,حتى الاردوغانية لها حضورها وبصماتها علىالساحة العراقية ولا يخفي على أحد تمويلها المالي لاطراف بعينها ,وكل طرف يحاول أن يبقي من ينفذ أجنداته متواجداعلى الساحة السياسية كي تبقى المحاصصة ومسميات الشراكة وغيرها من أجل أن يتواصل مسلسل الصراعات والمناكفات وعدم الاستقرار في البلد ,وعلينا عدم التغافل عن دور المرجعية الدينية والتي تحاول عبر فتاوي مختلفةعبر وعاظها من أقزام المنابر الحفاظ على حظوظ من يحافظ على مصالحهم,من المتحالفين معهم ,أما الذين يحلمون بأفراط بالتغيير فالمال ينقصهم بعد أن فقدوا ممولهم الرئيسي مام جلال لمرضه ,لذلك أضطروا الى جمع كل النقائض تحت يافطة العلمانية من أجل التمويل المالي ,فبينهم من هو يمولهم بالمال الكويتي واخر بالمال الصهيوني وأخر بالمال القطري .
المتشبثون بالسلطة كلهم يرفعون الشعارات الدينية والطائفية ,لكسب أصوات الناخبين مدركين تماما ان الاغلبية يركضون وراء هوياتهم المذهبية والطائفية بعد ان مسحوا من عقول أتباعهم الهوية الوطنية ,أما شعاراتهم الدينية فقد سقطت في أختبارات عدة وليس لها اي مصداقية في الشارع الا في عقول السذج ,
أما الكيانات التي هي خارج السلطة ,فالاغلب الاعم منها يرفع شعار المدنية والعلمانية والتي ليس لها صدى واسع الا في عقولهم, متناسين أن الناس عل دين ملوكهم ,
أن الكثير من شرائح المجتمع ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي قد عرفت الكثير من الحقائق التي لم تعد خافية على أحد ,فهي تعرف جيدا أن عمليات تمويل الدعاية الانتخابية لاحزاب السلطة هو من أموالهم المسروقة ,اما بقية الكيانات فقد عرف الكثير عن مصادر تمويلها الخارجية ولماذا تدفع لها الاموال بسخاء وماذا ستجني من الارباح عند فوز من تدعمهم ,فدفع الاموال ليس من أجل سواد عيون العراقيين بل من اجل الاستمرار بسرقتهم مجددا,
أن عزوف الكثير عن الادلاء بأصواتهم بالانتخابات القادمة وعدم تحديث سجلاتهم أو أقتنائهم بطاقاتهم الانتخابية وبحسب الكثير من الاستطلاعات الميدانية متولد من قناعة الناخب بان الوجوه الحالية ومنذ أكثر من عشر سنوات تسرق من الاموال ولابد من ان جيوبها قد أمتلئت ,لكن الجديد القادم يحتاج الى 10 سنوات عجاف أخرى كي تمتلئ جيوبه هو الاخر ,لذلك تولدت قناعة عند الاكثرية المطلقة من اللاهثين وراء الشعائر والمسيرات المليونية أن يبقى نفس الكديش بس يتبدل الجلال
فالى متى يبقى العراقي مسلوب الارادة والتفكير وقناعاته مرتهنة لاجندات خارجية وداخليه,وضحية لصراعات السياسيين على السلطة والمال ؟؟؟

#علي_الشمري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل