أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - الأنظمة السياسية العربية المنهارة














المزيد.....

الأنظمة السياسية العربية المنهارة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 19:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما زال كلام المؤرخ المصري(المقريزي) يخطر على بالي كلما شاهدتُ جيوب الفقر في بلادي تمتد عرضا وطولا , ما زالت ذاكرتي تحتفظ بما قاله المقريزي حتى اليوم , ويعتبر فتحا كبيرا في مجال علم الاجتماع السياسي,ومن كلامه المهم قوله -عن المجاعة التي عاصرها-: أن سبب المجاعة في القرن الرابع عشر في مصر لا تعود إلى(جدب) نهر النيل, أي أنه ليس دائما أن يكون الفقر والجوع بسبب الظروف المناخية بل يرجع اغلبها إلى(النظم السياسية المنهارة) , وهذا مؤشر على أن المقريزي تلميذ ابن خلدون تحدث عن الفساد السياسي منذ أكثر من سبعة قرون,أي منذ أكثر من 700 سنة خلت.

واليوم نحن لا نستطيع القول بأن سبب الفقر يعود إلى جدب المنطقة التي نعيش فيها, فهنالك أسباب أخر أكثر أهمية من العوامل المناخية, وهي: فساد الحكام,والفساد السياسي,والتسلط الأمني,والدكتاتورية,ومراقبة الناس وملاحقتهم,وعدم اعطاء أي فرصة للناس بتغيير أوضاعها الاقتصادية, فالدول العربية جميعها تلاحق المواطن وتحاصره في مصادر رزقه وخصوصا محاصرة المثقفين وتهميشهم,ومراقبة أعمالهم وأشغالهم وما يحتاجونه من وسائل لتحسين طبيعة حياتهم,وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أننا نعاصر أنظمة حكم عربية منهارة, فحين يشعر الحاكم أنه في خطر فورا يلجأ إلى محاربة الناس ومقاومة التغيير,وتجحيش الشعوب, وإبعاد كل وطني حر عن الساحة السياسية والاجتماعية واستقطاب الجهال والغوغاء من الناس ورفعهم إلى أعلى المراتب الاجتماعية والسياسية, أما أولئك الأذكياء فتتم عملية تهميشهم وزجهم في السجون وفي المصحات العقلية ومحاصرتهم حتى لا يفكروا لا في الأدب ولا في السياسة ولا في الثقافة, والحاكم حين يشعر بأن كرسيه يهتز وبأن سقف قصره سينهار عليه, فورا يلجأ إلى تشكيل عصابات من اللصوص والحرامية والسرسرية والشلاتية, وتمكينهم من التحكم في رقاب الناس, ألا تلاحظون في كل بلد عربي أن الأذكياء والمثقفين يشحدون لقمة الخبز؟ وأيضا الجهال والغوغاء من الناس يمتلكون أعظم المراتب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية, وفي كل بلد عربي يلتم اللصوص والنصابون حول ضباط كبار في أجهزة الدولة , يبيعون ويشترون بالشرفاء؟ هؤلاء المثقفون هم الضحية للمجتمع ولأجهزة البيروقراط الفاسد, وكما قال أحد الفلاسفة: الذي يوهم الجماهير يصبح سيدا لهم,والذي يريد أن يزيل الغشاوة والوهم عن أعين الجماهير يصبح ضحية لهم.

وهكذا هم المثقفون الحقيقيون في الوطن العربي,كلهم ضحايا للنظم الاجتماعية المنهارة وضحية للنظم السياسية المنهارة, وإن الفقر الذي نعيش ليس له علاقة بالاقتصاد وإنما يعود إلى طبيعة الأنظمة السياسية الفاسدة المنهارة, حيث تلجأ أجهزة الحكومة إلى تثبيط عزيمة الناس, وإحباط كل مساعيهم التي تهدف إلى التطوير والتغيير, والأنظمة العربية الحاكمة تكره مصطلح(التنمية الشاملة) لأن في التنمية الشاملة هلاك للمعسكرات القديمة التي تحكم بواسطة العشائرية والقبلية, فالعشائرية والقبلية أنظمة حكم قديمة جدا, والحكام مرتاحون عليها جدا وأي تطور اجتماعي فورا سيؤدي إلى زوال تلك النظم الاجتماعية وبالتالي تحل محلها أنظمة حكم حديثة تحت مسمى جديد وهو(مؤسسات المجتمع المدني) , وبالتالي المتحكمون والمتنفذون ينشطون جدا كلما لاحظوا أن هنالك سيحدث تطوير على أنظمة الحكم, لذلك تلجأ الدول العربية المنهارة إلى المحافظة على الجهل والتخلف والاستبداد وإعادة تحديث الاستبداد, وتقهر كل مثقف يهدف إلى التطوير والتغيير, وتلجأ إلى السعي وراء إفقار الناس لأن الشبع يؤدي إلى التفكير والتفلسف, وحتى يبقى المجتمع غارقا في الجهل تلجأ الدولة إلى التعمد لإفقار الناس وجعلهم يركضون وراء لقمة الخبز ليلا ونهارا, وهذا ليس من عند الله كما يزعمون, إذ أنهم يزعمون أن الرزق من الله والله لا يريد لفلان أن يشبع لقمة الخبز, أي أنها أيضا تحرض على تمرير مصطلحات (البلاد قليلة الموارد) في حين أن الدولة وأعوانها من العملاء والجواسيس الفاسدين هم من ينهب خيرات البلد ويحتكرون التجارة والتحكم بالزراعة, فأين تذهب موارد الدولة وما يأت الدول الفقيرة من مساعدات خارجية؟ إن الدولة من ينهب ويأكل كل شيء لتقول في النهاية بأن إرادة الله هي التي عملت على جدب المنطقة بأكملها, وهذا ليس لله فيه أي دخل لا من قريب ولا من بعيد والفقر سببه أنظمة حكم فاسدة ومنهارة , وتلجأ الدولة إلى المحافظة على أنظمة الحكم القديمة العشائرية والدينية وعدم تطوير أي منها, وتكفير المطورين الدينيين الذين يريدون تطوير الدين, واتهام المطورين السياسيين ووصفهم بالعملاء وبالخونة, والسبب في ذلك للبقاء على النظم القديمة لأن عقلية المتحكمين والمتنفذين هم كلهم ينتمون إلى نظام ثقافي وديني وسياسي قديم جدا وأي تغيير سيؤدي حتما إلى استبدال الأشخاص والرموز بأشخاص ورموز قديمة وهذا يتعارض مع النظم الاستبدادية المنهارة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضور يسوع في حياتي
- دوري في هذه الحياة
- من أنا بدون يسوع؟
- الألم جزء من حياتي
- يا رب
- هل أنا مجنون
- رسالة إلى المسيحيين وإلى المسلمين
- الرزق على الله
- قررت أن أكون مع الله
- نور الهدى محمد صلوا عليه
- يسوع أعادني طفلا
- يسوع وأنا
- أبحث عن يسوع
- يسوع ليس تاجرا
- يسوع ليس قاتلا ولا متطرفا
- لماذا جاء يسوع؟
- جوزيف المسيحي
- اختبرت يسوع
- إلى يسوع
- صلاتي ل يسوع


المزيد.....




- الضربات الأمريكية على إيران تثير مخاوف في دول الخليج من الان ...
- الولايات المتحدة غيّرت مسار المواجهة - كيف سترد إيران؟
- خاص يورونيوز: إسرائيل ترفض تقرير الاتحاد الأوروبي حول غزة وت ...
- خبير إسرائيلي: تل أبيب لا تريد التصعيد والكرة في الملعب الإي ...
- هل فشلت -أم القنابل- في تدمير -درة تاج- برنامج إيران النووي؟ ...
- أحداث تاريخية هزت العالم بالأسبوع الرابع من يونيو
- الرأسمالية نظام -غير ديمقراطي- يستنزف جنوب العالم ليرفّه عن ...
- هل يطلب المرشد الإيراني وقف إطلاق النار مع إسرائيل؟
- كيف نُفذت الضربة الأميركية على إيران؟ وما الأسلحة المستخدمة؟ ...
- كيف يرد الحوثيون بعد هجمات واشنطن على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - الأنظمة السياسية العربية المنهارة