أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - من أنا بدون يسوع؟














المزيد.....

من أنا بدون يسوع؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 20:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من أظن نفسي بدونك؟ بدونك تهجرني الكلمات وتتجمد الدماءُ في عروقي,ويتوقف قلبي عن النبض , ويتورد خدي خجلا منك وتبتعد عني راحت النفس وراحت البال, بدونك أتعثر في خطاي وتتسع الجروح في جسدي, من أظن نفسي بدونك؟ ساحرٌ أم مخادعٌ جبان؟فارسٌ مقدام؟ ليت أني بدونك أعرف نفسي من أنا وما أريده وما الذي أبتغيه من هذه الحياة..بدونك لا أستطيع البكاء ولا الصراخ ولا العويل, بدونك لا أستطيع هضم الطعام أو تنفس الهواء, بدونك يا يسوع عبارة عن ملح بدون طعام أو طعام بدون أي ذرة من ذرات الملح, بدونك لا استطيع أن أرفع صوتي ولا استطيع أن أغرد, أنا اعتدتُ على الحياة معك, أنا اعتدت على النهوض معك, بدونك لا يمكن أن استحم من أوساخ البيت والحارة والشارع والعمل.
من غيرك يا يسوع يعرف سري؟ من غيرك يا يسوع يرفع سعري؟ من غيرك يملك قلبي؟؟, من غيرك يسند ظهري؟, من غيرك يكشف عن وجعي؟ أنا من أنا؟ أنا من أظنُ نفسي؟ هل أظن نفسي بأنني قادر على الحياة بمعزلٍ عنك؟ هل أنا قادرٌ على الصمود بغيرك؟ رأيتك تمشي على الماء, أحسستك في صدري, أشعرُ بك في دمائي تمشي, أحس أنك معي أينما ذهبت وأينما جلست ولا تفارقني حتى في غرفة نومي,ومن الضروري جدا أن أحس بك بكل هذا الإحساس العميق, وأن أحبك كل هذا الحب العميق, فما أجمل الحب معك وما ألطف الدنيا والناس حين يزداد شعوري بأنك فيها.. من المهم جدا أن اشعر بك كل هذا الشعور, ومن المهم معرفته أنني بدونك لا شيء ولا أساوي أي شيء , تتواجد معي أينما أردت أن اذهب, دائما اشعر وأنت معي بأنني طفل مهما كبرت وتقدمت بي السنين , ولولا رعايتك لي لانتهيت منذ زمن بعيد, جربت أن أتركك لتتركني, ولكنك أبدا تلاحقني بأحضانك أينما ذهبت وأينما رحت وأينما توجهت بوجهي, وترسل عيونك على الطريق الذي أسلكه في الحارات وفي الأزقة وفي الشوارع , أنا من أظن نفسي؟ هل أظن نفسي فارسا يتحدى هواك الذي تعمق في أحشائي حتى تمكن من كل عضو في جسدي؟ هل أظن نفسي قاطعَ طريق يسرق الكلمات ليتغزل باسمك؟, يسرق النسمات من العابرين إليك؟ أنا من أنا بدونك!!إنني لا شيء مطلقا, إنني فانٍ إلى الأبد, حياتي كلها ضياع في ضياع, وعيوني متعبة جدا ويغشاها النعاس, وأنفي متعب وخاصرتي تؤلمني وقلبي يغشاه التعب, مجدك قادم وصوتك قادم وأحضانك مفتوحة مثل باب بيتك على مصراعيه, أنا من أطن نفسي؟ أنا من أعتقد نفسي؟ أنا لست جبارا في الأرض وإنما أنا واحد من الذين يحتاجون رعايتك الأبدية لي ولأفراد أسرتي.

سكنت في بيتٍ غير بيتك فلم أرتح, نمت في سريرٍ غير سريرك فلم أنم طوال الليل, كنتُ طوال الليل أتقلب يمينا وشمالا صعودا وهبوطا ومن فوق إلى تحت ومن تحت إلى فوق, دخلت في أحضان غيرك فلم أشعر بالدفء, تسللت إلى بابٍ غير بابك وإلى وطنٍ غير وطنك فلم أشعر بالأمان, ها أنا أعيد الكرة مرة ثانية لأجد نفسي أنني لا يمكن أن استقر أنا وحالتي النفسية طالما أنا بعيد عنك يجرحني الهواء وتخنقني الكلمات وتزدريني الناس, أبدا كل هذا كان هراء في هراء, الحياة بدونك ليس لها طعم, الماء بدونك له رائحة مقرفة, الحب بدونك يتحول إلى ابتذال وتمثيل في تمثيل أحببت كل الناس يوم أحببتك, سامحت من اغتصب مني كلماتي, وسامحتُ من اعتدى عليّ بالصوت وبالصورة , معك أنت بالذات لا استطيع أن افعل شيئا سوى حب الناس وبأن أعيش من أجل غيري من الناس, معك لا يمكن أن أتحول إلى إنسانٍ أناني, أنا مفرط الحساسية فمن أظن نفسي؟ هل أظن نفسي بأنني قادرٌ على مقاومة الحساسية الزائدة التي تتسع في قلبي وصدري كلما مررتُ من هنا؟, من هنا أو من هاهنا لا يمر سوى العابرين المتعبين الذين لديهم بهذا الكون حساسية زائدة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الألم جزء من حياتي
- يا رب
- هل أنا مجنون
- رسالة إلى المسيحيين وإلى المسلمين
- الرزق على الله
- قررت أن أكون مع الله
- نور الهدى محمد صلوا عليه
- يسوع أعادني طفلا
- يسوع وأنا
- أبحث عن يسوع
- يسوع ليس تاجرا
- يسوع ليس قاتلا ولا متطرفا
- لماذا جاء يسوع؟
- جوزيف المسيحي
- اختبرت يسوع
- إلى يسوع
- صلاتي ل يسوع
- أحببت يسوع
- اعتدت على الحياة مع يسوع
- الحياة بدون يسوع


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - من أنا بدون يسوع؟