أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - لن أبيع لحمي-11-














المزيد.....

لن أبيع لحمي-11-


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 4384 - 2014 / 3 / 5 - 16:52
المحور: الادب والفن
    


في هذه اللحظة بالذات و ما كنت منتبهة لشيء أو لأحد غيره وجدتها تقف أمامي و تخاطبني بكل صلف و تكبر : " مهلا، مهلا يا مادوموازيل... أبسرعة جذبته إلى تحت الشجرة...! كنت أظنك لا تفهمي إلا في "القراية "...
ثم وبكل قسوة النساء على النساء في المعركة على قلب رجل واصلت تقول و هي تُعلّق بذراعه ذراعها:" اسمعي يا آنسة، هذا الذي أمامك صاحبي لا... لا... بل هو "راجلي" و لعلمك فأنا التي اخترتك لتساعديه على المراجعة على اعتبار أنك من النوع الذي لا يُخشى منه...!!" و رمقتني بنظرة ازدراء تسلّقت بها جسدي من أسفل حذائي إلى أعلى رأسي.
كدت أنهار من صعقة المفاجأة و من شدة الطعنة التي بها عاجلتني و بقيت واجمة و تصورته يرد عليها الإهانة التي بسببه لحقتني لكنني رأيته يقول لها بشيء من الحزم
المصطنع "ما هذا الذي تقولينه!" و هي تجيبه و رأسها على كتفه " الله غالب تعرفني نغير عليك".
لم أستطع أن أقول شيئا فقد جف حلقي تماما و تمنيت في تلك اللحظة لو أقتلها كما قتلتني إهانتها لي أمامه و ربما تمنيت قتلها حقا لأنها قتلت أملا عظيما كان منذ قليل فقط يحلق بي عاليا إلى حدود السماء...لقد قالت بأن ذلك الرجل هو رجُلها فكيف لي أن لا أصدقها و أنسحب فورا في صمت الخاسرين...
ألم تكن تتهمني بمنتهى الثقة فيما تقول و ما سمعت منه تكذيبا لما قالت و لا رأيته ينهرها أو حتى يعتذر لي بدلا عنها...لقد احترت في ردة فعله فهل يكون غير قادر على إغضابها لأنه يبادلها الحب أم لأنها الطالبة الأكثر ثراء أم ...أم... أسئلة كثيرة ظلت تثقب خلايا عقلي و أنا عائدة إلى غرفة المبيت الباردة في ذلك اليوم الأسود و لست أدري إلى الآن أي أقدام حملتني يومها في طريق العودة إذ لا أذكر أني ركبت حافلة الطلبة كعادتي بل كل ما أذكره أنني كنت أبكي دون انقطاع و كانت فكرة واحدة تسيطر عليّ إما أن أقتلها أو أقتل نفسي... كنت وقتها على حافة ارتكاب المحظور لكنني لم أفعل... شيء ما بداخلي منعني و لست أدري ما هو بالضبط... ربما يكون خوفي على عائلتي أو ربما شيء آخر غير أن إيماني بالله اهتز يومها فجأة فكيف للرب العادل أن يظلمني كل هذا الظلم دون ذنب؟ و لماذا أُُهان إلى هذا الحد؟ أبسبب فقري؟ و لماذا أنا فقيرة ؟ لماذا أذهب إلى الجامعة بهيئة بائسة و تذهب هي بأفخر الثياب و الحقائب و الإكسسوارات ؟؟ كانت كلماتها و نظراتها الجارحة تتراقص أمامي فتشتعل نقمتي و لا أملك ما يطفئها سوى دموع حارة لا تزيدها إلا لهبا و حرقة.
-يتبع-



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن أبيع لحمي -10-
- و لن أجيبك
- و لكنّه الغدر...
- بلعيد هو أنا
- و الرصاص و ما جنى
- لن أبيع لحمي -9-
- و خلف الشفاه...
- دعاء الإنتقام
- لن أبيع لحمي -8-
- لن أبيع لحمي -7-
- لن أبيع لحمي -6-
- لن أبيع لحمي -5-
- لن أبيع لحمي -4-
- إذا مات القلب جوعا...
- لن أبيع لحمي -3-
- لن أبيع لحمي -2-
- لن أبيع لحمي -1-
- بدم النساء
- أيدُ الجراح كيَدُ الإلاه؟!
- دنياك ليست في الحواسيب


المزيد.....




- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - لن أبيع لحمي-11-