أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد الحريزي - لعبة ((التوكي))- قصة قصيرة















المزيد.....

لعبة ((التوكي))- قصة قصيرة


حميد الحريزي
اديب

(Hameed Alhorazy)


الحوار المتمدن-العدد: 4384 - 2014 / 3 / 5 - 00:28
المحور: الادب والفن
    



كعادتها في كل يوم ، خرجت عبير الى الشارع لتلعب ((التوكي)) مع قريناتها من صغيرات الحي ، وجدتهن متجمعات كشدة من الزهور الملونة الجميلة ، وقد تابطت كل منهن دميتها الصغيرة ،ضغطت بأصابعها بقوة على الوريقة النقدية وكأنها تريد ان تتأكد من عدم ضياعها اثناء اللعب ....
ابتسمت ابتسامة عريضة بوجه دميتها وهي تحتضنها بشوق وقوة ، لا تحزني حبيبتي سأشتري لك اليوم ما تريدين ، قدر ، طباخ ، ماكينة خياطة ، فستان جديد فقد قاربت حصالتي على الامتلاء ، اليوم ستصطحبني والدتي معها الى السوق ، ووعدتني ان تشتري لي اقراطا وأساور وقلادة ذهبية وفساتين جديدة ....
لا تكوني مشاكسة فانا لا اعرف لماذا كل هذا الكرم والسخاء الغير معهود ، ربما حصل والدي على رزق وفير ، انهم يحبونني كثيرا... وسط هذا الخيال والوعود دخلت حلقة الرقص (( شده يا ورد شده ... يا هي الورد شده كلنه ورد شده)) مع زميلاتها وصديقاتها ، ثم انغمست معهن في لعبة ((التوكي)) المحببة لهن جميعا ، لم تسمع نداء امها المتكرر ان كفى لعبا فقد حان وقت ذهابنا للتسوق ....
جففت عرق جبينها بمنديلها الوردي الصغير ، هرولت نحو والدتها وهي تطيل النظر بعيون دميتها تبشرها بقرب شراء ما وعدتها به....
ما هذا يا أمي هل سيذهبن معنا خالاتي وجاراتنا وكل هذا الجمع من النسوة ألغريبات
شنو يوم احنه رايحين لعرس لو رايحين لطهر واحد من اولاد الحي ؟؟؟؟
اهتزت ارداف النساء ضحكا وهن يتبادلن الغمز واللمز دون ان تدرك ((عبير ))من الامر شيئا ، تراكمت الاسئلة الاستفهامية في رأسها الصغير عما يجري وعن سر هذا الاهتمام المفاجئ بها ولكن دون جواب ......!!!
عدن بها الى الدار وهي محملة بالملابس والبدلات من كل لون وعلبة جميلة من المجوهرات الذهبية ، وقناني العطر وأدوات وعلب الزينة ....
أحطن بها من كل جانب وسط الزغاريد والهلاهل ونثر الحلوى والرقص المبتذل ،بعد خروجها من الحمام ، وعودتهن من صالون التجميل حيث جرت عملية صبغ الخدود الرموش ، الحواجب ،الشعر، الشفاه بلون الاحمر الصارخ رغم انه كان ممنوعا عليها حتى التقرب من علبة زينة والدتها ، البسنها بدلة بيضاء ، وهن يرددن ما اجملها من عروس ؟؟؟؟
تساءلت الصغيرة ما الامر ، هل اليوم هو عيد ميلادي وأنا لا اعلم ؟؟؟
ولكن لم يسبق ان عمل لي مثل هذا في اعياد ميلادي السابقة العيد الثامن والسابع والسادس ولا زلت اتذكر تماما حفلات اعياد ميلادي كلها...
لا تخافي عزيزتي انه حنون وطيب ، سيدللك ، سيجلب لك كل ما تريدين من الفساتين والحلويات واللعب والدمى ، سيملأ حصالتك بالذهب ، سيأخذك الى مدينة الالعاب ، وتركبين المراجيح ودولاب الهوى ووووو.....
ولكن اماه لماذا لا يأخذني والدي او احد اشقائي او خالاتي او انت ، لماذا هذا الرجل الغريب هو من سيأخذني الى مدينة الالعاب ؟؟؟؟؟
تلعثمت امي في الاجابة عن سؤالي وسط ضحك جمع النساء وأجابتني :-
انا بالقرب منك حبيبتي فلا تخافي ، لا تشاكسيه عزيزتي اطيعيه واستجيبي لكل ما يطلب منك كما استجيب انا لطلبات والدك !!!!
يا الله ما اجمل هذه السيارة المزركشة وكأنها سيارة عرس ، اسلمني والدي اليه وأنا اجرجر بدلني البيضاء بصعوبة ، ساعدتني امي بالصعود للسيارة وقد سحبني ((العم الطيب)) من يدي الصغيرة لأجلس بجانبه ، افزعتني شواربه الكثة ونفاذ عطره الرجولي ، وهو يتمتم بما لا افهمه كمن يقرأ دعاءا او سورة قرآنية .... صعدت والدتي بجانب السائق بعد ان وضعت حقائب كبيرة في صندوق السيارة .....
يا الهي ألهذه الدرجة مهم ((دولاب الهوى )) يحتاج لكل هذه المراسيم وهذا الاحتفال للوصول اليه ... كدت اتقيأ العصائر التي ارغموني على شربها اثناء عملية تصبيغي ، طبطب على ظهري مطمنا...... ان اطمئني حبيبتي سنصل قريبا وسنركب ((دولاب الهوى)) ونلعب حتى الصباح
وصلنا دارا غير بعيدة عن دارنا مقابلة لمدرستنا ، كان هناك جمعا من الشباب والشيوخ والنساء ، هرج ونثر حلوى ... حملني (( العم الطيب)) بين يديه وولج بي في غرفة واسعة معلقة على جدرانها السيوف ، والخناجر ... القى بي على سرير نوم كسرير العرائس الذي نراه في التلفزيون .... دخلت والدتي وشوشت في اذني كلام لم افهمه، تصورته تعليمات ركوب المراجيح او دولاب الهوى ووو.... ، لم تستجب لطلبي بالذهاب معها ، اغلقت الباب خلفها وتركتني ، لينفرد بي ((العم الطيب)) الذي اخذ يتخفف من ملابسه قطعة اثر اخرى حتى بدى شبه عاريا إلا من شعر عنز كثيف يكسو جسده ، سحبني من يدي اخذ يشتممني كالكلب ، يداعبني وهو يتلمس ويتحسس مواضع من جسدي لم يلمسها احد قبله سوى والدتي !!!
ينزع عني ملابسي مما اثار خوفي وفزعي فوالدي لم يكن يفعل هذا معي ... سألته:-
عمي ركوب المراجيح هم يحتاج خلع ألملابس ؟؟؟
فإذا كان كذلك فلا اريد صعود المراجيح ولا حتى دولاب الهوى .، اريد امي .....
اجابني لا لا تخافي وهو يزدرد شفاهي بقبلاته ويمتص خدودي ويقضمها قضما مؤلما ملطخا وجهي بلعابه المقرف ....حاولت التملص منه ولكن دون جدوى ، اكثر لي الوعود بالدمى واللعب ومدينة الالعاب ، كفه يمتد صوب محرماتي .. وأنا اتلوى في حضنه اخذت اشعر بأنه اولج قضيبا صلبا في جوفي كان قد اخفاه بين فخذيه اللذين اعاقا حركتي .... اتلوى اتضور اصرخ دون جدوى ولا من مجيب امي لا ادري اين اختفت ... تحسست المي فاصطبغت اصابعي بالدم ا كما تلطخت به شراشف السرير ....صرخت لا اريد دولاب الهوى لا اريد المراجيح اعدني الى لعبة ((التوكي)) امي ابي اخوتي اهلي ... سقطت فاقدة الوعي ولم اشعر بنفسي إلا بعد ظهر اليوم الثاني وأنا في المستشفى كما ترين صديقاتي العزيزات .... عتبي عليكن لماذا تركتتنني هكذا ...علا بكاء الصغيرات لألم ومرارة زميلتهن ((عبير )) ، حائرات بماذا بجيبين ((عبير)) الخائفة الشاحبة المذعورة ،. التي لازالت تصرخ لا اريد ((دولاب الهوى)) لا اريد ((المراجيح))....
لم يفهمن ما قالته الطبيبة للممرضة خطيه الطفلة عده تمزق فقد اختلطت الفتحات الثلاث مع بعضها ، ديري بالچ عليه عيني مسكينه، هسه هاي وين والعرس وين؟؟!
استأذنت الصغيرات بالمغادرة بعد توديعها بقبلات دامعة ، فسائق سيارة ((الكيا)) ينتظرهن في باب المستشفى لينقلهن للمدرسة ....قائلات :-
صدگينه عيوني عبير احنا صار يومين مالعبنه ((توكي)) لان انت ما موجوده ، وما راح نلعب إلا تجين ويانه .
ودعتهن وهي تصرخ وتبكي ديرن بالچن احد يقشمرچن و تروحن لدولاب الهوى ......



#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب مصر انتصر لحريته
- قيامة القاعدة - نص شعري
- المنظمات المهنية ((المستقلة )) والانتخابات القادمة
- المحاصصة بين المناقشة و ((المناقصة ))......
- لايعني - نص شعري
- (( نهايات صيف ..... نهايات ديكتاتور)) - نقد ادبي
- ((قبضنا على المقتول والقاتل هرب))!!!!!
- فواتير - قصة قصيرةة جدا
- دراسة - حول ((الانتفاضات )) العربية - حوار مع الاستاذ (هاشم ...
- براكين العسل - نص شعري
- قول في الثقافة والادب ((نحن نكون اجمل حين لا نتشابه)) شيركو ...
- قول في الثقافة والادب اراء وملاحظات على هامش انعقاد ...
- ماذا يخطر ببال جيش (( النقشه بعثية))
- دموع الفرح - قصة قصيرة
- البعوض ينتصر ل((الديمقراطية)).
- الاسلام السياسي في ميزان العصر
- دراسة حول الطبقة - الحزب - الفرد
- الوصف الطبقي لمرشحي مجالس المحافظات
- قول في الثقافة والأدب اراء وملاحظات حول مهرجان ((بغداد عاصمة ...
- اراء وملاحظات على جدار انتخابات مجالس المحافظات (2)


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد الحريزي - لعبة ((التوكي))- قصة قصيرة