أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد الحريزي - قول في الثقافة والأدب اراء وملاحظات حول مهرجان ((بغداد عاصمة الثقافة العربية)















المزيد.....

قول في الثقافة والأدب اراء وملاحظات حول مهرجان ((بغداد عاصمة الثقافة العربية)


حميد الحريزي
اديب

(Hameed Alhorazy)


الحوار المتمدن-العدد: 4034 - 2013 / 3 / 17 - 08:33
المحور: الادب والفن
    


قول في الثقافة والأدب
اراء وملاحظات حول مهرجان ((بغداد عاصمة الثقافة العربية) )


الثقافة هذا المفهوم واسع المعنى كبير الدلالة ، مالك دلالات التقدم والرقي ومظاهر الحضارة ، هذا المؤشر الابلغ والأكثر تأثيرا في عالم المفاهيم والدلالات بين شعوب الارض...
حين يقال شعب مثقف او انسان مثقف فهي شهادة تسعى لها كل شعوب الارض ... شهادة يعتز ويفتخر بها كل انسان حينما تكون هذه شهادة منصفة حقيقة صادقة وممتلئة بمعناها العلمي .... لأنها تعني المعرفة والرقي الحضاري والرفعة في مجتمع معين وشعب معينا... وقد اكتسب هذا الوصف قيمة عليا الان في عصر العولمة فأصبح المثقف انسانا كونيا متجاوزا حيز المدينة والقطر والقارة ليكون ملك كل العالم ومحل اعتزازه وفخره وموضع تكريمه وتوقيره ، تقام له التماثيل وتسمى باسمه المدن والساحات والصروح العلمية ويمنح اضخم الجوائز والمكافئات ، لا يدانيه في شهرته وبريق شخصه رئيس او امير او وزير ......
نذكر ما تقدم لنقول اننا مع كل عمل وقول يسعى من اجل ترسيخ ثقافة المعرفة والتقدم والجمال والسلام والإبداع في العالم ومنها بلادنا العراق وهو بحاجة ماسة الى ترسيخ ثقافة السلام والحب والتكافل الاجتماعي ..
ان وصف مدينة بكونها عاصمة للثقافة لا يعني التباهي بماضيها الذهبي ان كان لها مثل هذا الماضي من حيث الجوهر وليس المظهر في دواوين السلاطين وقصورهم ..... بل يجب ان تفتخر هذه المدينة يحاضرها ، بصروحها العلمية والثقافية المميزة بين نظيراتها من مدن العالم العربي او الاسلامي او العالمي ..... ولا يخفى ان من اهم ة مظاهر وشواهد الثقافة هو مستوى التعليم في هذه المدينة او البلد المقصود ... كأن تفتخر بأنها تجاوزت بعدم وجودالابتدائي والمتوسط او الثانوي وحتى الجامعي الاولي لعموم ابناء الشعب ساكن عاصمة الثقافة المختارة ....
كأن تفتخر هذه المدينة بعدم وجود بيوت الصفيح و بيوت ومدارس الطين بين عماراتها وقصورها وعمرانها ..
ان تفتخر بأنها الاقل في وسطها من حيث عدد العاطلين عن العمل ...
ان تفتخر هذه المدينة بعدم وجود المتسولين والمشردين والحفاة في شوارعها وساحاتها ...
ان تفتخر هذه المدينة بان انسانها هو الاكثر قراءة وحب الثقافة قياسا بنظيراتها في محيطها على الاقل ....
ان تفتخر هذه المدينة بعدد ونوع مسارحها ومكتباتها ودور الطبع والنشر فيها ...
في ضوء ما تقدم ماذا تمتلك عاصمتنا بغداد لتكون عاصمة الثقافة العربية ؟؟؟
في بلد يقدر فيه عدد الاميين من الجنسين بالملايين ، في بلد لا زالت العديد من مدارسه مشيدة بالطين ، في بلد مدارسه تغص صفوفه بالطلبة وتنعدم في مدارسه ابسط الخدمات وهو بحاجة الى آلاف البنايات المدرسية لتستوعب طلبته وفق ابسط المعايير التربوية والصحية والتعليمية ، في بلد يفوق عدد العاطلين فيه على ربع السكان ، في بلد لازالت شوارعه موحلة ، في عاصمة تغرق بيوت ساكنيها مياه الامطار على شحتها ، في بلد يفترش ساحاته المشردين والمتسولين والجياع ، في بلد تسكن العديد من عوائله في المقابر وبيوت الصفيح والطين التي تفتقد لأبسط الشروط الصحية والإنسانية ، في بلد يطبع كتابه ومثقفيه كتبهم في مطابع عربية وأجنبية ، في بلد المثقف الملتزم والمستقل هو الافقر بين سكانه ، في بلد تنهشه النزاعات العرقية والطائفية وتلاحق حكوماته تهم الفساد والإفساد والتخلف ، في بلد لازال الملايين من مفكريه وعلمائه ومثقفيه يعيشون في بلاد الغربة ، في بلد يستورد ابسط احتياجاته من ملبس ومأكل من الخارج ،معامله معطلة ومزارعه متصحرة .، في بلد تفتقد كبريات مدنه لدور المسرح والموسيقى والسينما ، وفي بلد ... وفي بلد ....
هل يمكن في مثل هذا الواقع وبمثل هذا الحال تخصص عشرات الملايين من الدولارات لتتربع على عرش الثقافة العربية .... وان تدعو مئات الشعراء والأدباء والكتاب والاعلامين مع ملاحظة (( تتحمل وزارة الثقافة تكاليف السفر والإقامة ))؟؟؟!!!
في بلد اطفاله يتسولون ونساءه يتسولن في الشوارع والساحات . لا يوفر لهم لقمة العيش إلا في براميل قمامة الفنادق خمسة نجوم التي يقيم فيها ضيوف الثقافة والفكر والأدب !!!
نقول إلا يجب ان تخصص مثل هذه الاموال لبناء المدارس ، والمسارح ، ودور العلم ، وتعبيد الشوارع والمجاري ، واستبدال مدارس وبيوت الطين وتشغيل العاطلين ورعاية الكتاب والمثقفين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟وعندها يمكن ان نفتخر بكون عاصمتنا عاصمة للثقافة العربية .....

نقول لماذا كل هذا البذخ المظهري الزائف لأمر ثانوي دعائي لا اكثر ولا اقل لان الرسالة الثقافية سوف لن تصل لمن هو المقصود بها الانسان العراقي البسيط العادي لأنه مثقل بهموم حياته اليومية ان لم يكن لا يجيد القراءة والكتابة ....لماذا نترك ما هو اهم ، لماذا نترك الاسس الصحية لنبني قصورا وهمية خيالية .....؟؟؟؟
والسؤال المؤلم حقا كم من مثقف عراقي وعربي رفض مثل هذه المهرجانات خصوصا وهو يعلم علم اليقين معاناة المواطن العراقي في الوقت الحاضر ومدى حاجته لأمواله من اجل البناء والتقدم ليكون قادرا على سماعه والإنصات لصوته ....؟؟؟
اليس الانسان العراقي البسيط هو المقصود برسالة المفكر والمثقف والأديب ، فكيف سيفهم وكيف سيتقبل هذا الانسان رسالة المثقف وهو جائع وهو امي لا يقرء ولا يكتب وهو خائف وهو مشرد وهو محروم من ابسط حقوق الانسان .....؟؟؟
نقول انها مهرجانات السلاطين ، مهرجانات المتخمين ، مهرجانات لا تضيف للإنسان العراقي البسيط إلا مزيدا من التهميش والجوع والجهل والمرض ............!!!!

المطلوب من مثقفينا العرب، والعراقيين ان يكونوا بمستوى مهامهم الانسانية والوطنية ولا ان تكون شهرتهم ومتعهم واعتلائهم منصات ((الثقافة )) على حساب جوع وحرمان فقراء العراق ومعدميه ....
اهلا بهم حينما تكون تكاليف سفرهم وقامتهم على حساب جيوبهم الخاصة او جيوب من يدعونهم ويستضيفونهم وليس من جيوب فقراء العراق وحقوقهم ، فلا يمكن ان يكرم الجائع احدا وبطنه خاوية .......
في الختام تحياتنا لكل رموز الثقافة المنتجة الصادقة المعبرة عن هموم الانسان المتطلع نحو الجمال والسلام والعدالة ؟، والجمال لا يمكن ان يهادن القبح المتمثل بالفقر والجوع والمرض والتشرد والأمية ......



#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اراء وملاحظات على جدار انتخابات مجالس المحافظات (2)
- رقصة المطر - نص شعري
- كينونة العشق - نص شعري
- قراءة انطباعية لرواية ((الحصاد )) للروائي طه الزرباطي
- زناة الحرف - نص شعري
- ارهاب طين !!
- الاعلان الدستوري حفاظا على الامن القومي ام حفاظا على امن الك ...
- معك - نص شعري
- ترنيمة عشق - نص شعري
- حول قرار مجلس الوزراء العراقي الغاء البطاقة التوينية
- بيانات مجنون - نص شعري
- زغاريد الضفادع - نص شعري
- رمضانيات فقراء العراق (( 4و5)) (( لكي لا ننسى -الجولة-)) و ( ...
- قصص قصيرة جدا 4
- المنبر الاصم - نص شعري
- رمضانيات فقراء العراق ((2)) وينك ياعدس و ((3)) ماذينه يا ماذ ...
- رمضانيات فقير(1) ..عله كيفك ويانه يابصل
- ((العشرة المبشرة))* - نص فقري
- قول المطرقة والمنجل - نص شعري
- رقصة الاقراط - نص شعري


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد الحريزي - قول في الثقافة والأدب اراء وملاحظات حول مهرجان ((بغداد عاصمة الثقافة العربية)