أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد الحريزي - قراءة انطباعية لرواية ((الحصاد )) للروائي طه الزرباطي















المزيد.....

قراءة انطباعية لرواية ((الحصاد )) للروائي طه الزرباطي


حميد الحريزي
اديب

(Hameed Alhorazy)


الحوار المتمدن-العدد: 3950 - 2012 / 12 / 23 - 15:53
المحور: الادب والفن
    


((بيوت الطين والاشجار التي تموت واقفة .... ، تموت ولاتسقط كي لايفرح الاعداء ))

الحصاد - في الارض المزروعة الغاما للروائي – طه الزرباطي الناشر مصر مرتضى للكتاب العراقي ط1 2012-12-22

حميد الحريــــــــــــــزي
قال الكاتب طه الزرباطي في الاهداء (( الى المدينة ، الام ، والمنفى ، الى النخلة التي احترقت بنيان الاهل ... ولم تركع ... الى اطرافها السوداء .... الى الانهار التي روضت لتجري في اوطان الاخرين .. فاعلنت عصيانها .....
كما قال الكاتب ((الاسماء والاحداث الواردة في الرواية هي محض خيال .... ولا تتحدث عن اشخاص من الواقع )).
وهنا نقول للكاتب ولكل من يقرأ هذه الرواية ومثيلاتها ـ ان لم تكن الاسماء من الواقع فهي موجودة فيه ، وان لم تكن الاحداث ملتقطة بكاميرا فوتوغرافية فهي حادثة فعلا ..... وربما اغفلت عين الكاتب وعجز خيال الكاتب الروائيو المؤرخ ان يتصورها او يوثقها او انه لم يشهدها او لم يسمع عنها ......فالعراق ارضا وشعبا ، مر خلال تاريخه الطويل ، بأحداث كبرى ، انتصارات ، خيبات ،ازدهار ، تردي وخواء .....
هذا التاريخ على امتداده لآلاف من السنين لم يشهد الانسان العراقي البسيط ، الانسان خارج حاشية السلطان ورهطه ، كذب من قال هناك عصرا ذهبيا مر به المواطن العراقي ، نعم عاش السلاطين والحكام حياة البذخ والهيبة والفخامة والبذخ ، ظل الانسان العراقي مقهورا مضطهدا ، يعاني قهر الطبيعة وقهر السلطان ، قهر اخيه الانسان ابن جلدته وابن وطنه .... قهر الخارجي المحتل وقهر ابن الوطن المستبد .... ورواية الروائي المبدع طه الزرباطي توثق لمرحلة من مراحل هذا القهر والظلم والمعاناة للإنسان العراقي الذي رفض ترويض السلطة ، رفض ان يكون ضمن قطعانها وعبيدها ، رفض ان يكون سيافا ، رفض ان يكون جاسوسا ، رفض ان يكون جلادا ، رفض ان يكون طبالا ، رفض ان تصادر احلامه .......
يوثق الروائي لمرحلة حكم (ألبعث )) للعراق وما جرى خلال هذا الحكم الشمولي من مصادرة حاريت الانسان بسيف الشرعية الثورية ، ومن خلال ضجيج طبل معاداة الامبريالية والرجعية والجاسوسية .... وشعارات كل شيء من اجل المعركة ... والوحدة والحرية والاشتراكية !!!!؟؟؟؟؟؟؟
اننا بحاجة فعلية لتوثيق تاريخ العراق وحراك الشعب العراقي وتحولاته الطبقية والاجتماعية والاقتصادية خلال فترة تطوره المختلفة ... بقلم الروائي الذي يحلل التاريخ ويتأمل رواياته ولا ينسخها ... انه يصور ويحلل ويركب ويستنتج هذه الاحداث والظواهر والتحولات ليرويها عبر شخصيات وجماعات وطبقات ورموز ... ليكون بذلك ضمير التاريخ الحي وروح الانسان العراقي ولسانه الذي لجمه وقطعه الطغاة خلال عقود من السنين ان لم نقل قرون من تاريخ الظلم والظلام .... وان تحدثنا عن فترة نعدها ذهبية فليس لأننا عشنا في واحة من الحرية والرفاه وإنما المقارنة نسبية بعصور وحقب اشد عسفا وظلاما وقهرا .........
كذلك تميز الروائي بتوثيق و ايضاح حياة الانسان العراقي في المنافي ودول المهجر والهجرة القسرية ... حيث يصف حالة المهاجر المنفي المطرود من وطنه قسرا فيقول :-
(( انها نوبات ((الهوم سك)) التي تجتاح كمال ، فيروي ، ويكتب ، ويبكي ، ويرسم وطنا في الذاكرة ، يتبع كل ايماءة وكل خطوة حتى يقع المصروع ، فيبتعد اياما في عالمه الصامت وكأنه في مرجل ، حتى يعود بفعل المهدئات والعقاقير المخدرة والملوثة بالحضارة كما يقول ، انها نوبات الشعر الذي يحتويه كالعواصف ، والذي يضيع معظمه في التيه والمخاوف ......)) ص 189 .
تميزت رواية الزرباطي بقوة الحبكة والسيطرة على مسارب الروي وتداخل الاحداث ، الغوص في عمق الشخصية العراقية وتحولاتها قوتها وضعفها ، نقائها وتلوثها ، جرأتها وجبنها وخوفها ...... وثق للكثير من السلوكيات والممارسات الشعبية العراقية وحميمية العلاقات .... كما استطاع ان يلتقط صورا ممكنة الوصف لبشاعة السلطات الفاشية وتهورها وعسفها وإغراقها في السادية والهمجية .... اقترب من نفسية المثقف العراقي وتحولاته واضطراباته وبواعث قراراته ...... .... اشاد ببطولة مقاومة قوات الانصار الشيوعيين في الجبال والاهوار وتضحياتهم من اجل الحرية والرفاه للشعب والسيادة للوطن .......
عبر الكاتب عن كل ذلك وغيره مما لا تسعه هذه المقالة الانطباعية عن النص الروائي بلغة سلسلة تهيمن عليها اللغة الشعرية الجميلة والمعبرة ......
نتمنى على كتاب الرواية من العراقيين الى الاهتمام بكتابة تاريخ العراق وطننا وشعبا روائيا ، لكشف ما خفي من التاريخ و ما لم يوثقه ويكشف عن المؤرخ ، خصوصا وان تاريخنا كتبه الاقوياء ـ كتبه كتاب السلاطين و وحواشيهم ، لاشك ان هناك محاولات ونصوص روائية عراق تؤشر بدايات طموحة ومبشرة بما هو اشمل وأكمل في هذا المجال .... فليس من المعقول ان يكتب الروائي العربي عبد الرحمن منيف تاريخ ((ارض االسواد ))،ويعجز عن ذلك اهل الدار ومن عاش اباءهم وأجدادهم وأجداد اجداهم على هذه الارض وعايش مختلف العصور والعهود والحقب الزمنية .... خصوصا الان وقد لجم قلم الرقيب وكسر سيف السياف ... ونحن نعيش حرية ولو نسبية في قول الحقيقة او ما يمثلها الى حد مقبول في اسوء الاحوال .......وهنا لابد لنا ان ننوه الى ضرورة التنظير في مجال مفهوم ومعنى ومبنى وأسلوب الرواية التاريخية ... لأننا نشهد احيانا عملية قص ولصق لاحداث تاريخية يرويها حكواتي لا يمتلك رؤية تحليلية وتحقيقة وبنائية وتركيببية للأحداث والظواهر التاريخية ويسميها رواية تاريخية ....
في الختام لا يسعنا إلا ان نعبر عن كبير تقديرنا للروائي الرائع طه الزرباطي متمنين له المزيد من الابداع والتألق في هذا المجال والجنس الادبي او غيره مع شكرنا الكبير له لإهدائنا نسخة من الرواية الرائعة التي ابكتنا وأمتعتنا حقا ..........

حميــــــــــــــــــــد الحريزي



#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زناة الحرف - نص شعري
- ارهاب طين !!
- الاعلان الدستوري حفاظا على الامن القومي ام حفاظا على امن الك ...
- معك - نص شعري
- ترنيمة عشق - نص شعري
- حول قرار مجلس الوزراء العراقي الغاء البطاقة التوينية
- بيانات مجنون - نص شعري
- زغاريد الضفادع - نص شعري
- رمضانيات فقراء العراق (( 4و5)) (( لكي لا ننسى -الجولة-)) و ( ...
- قصص قصيرة جدا 4
- المنبر الاصم - نص شعري
- رمضانيات فقراء العراق ((2)) وينك ياعدس و ((3)) ماذينه يا ماذ ...
- رمضانيات فقير(1) ..عله كيفك ويانه يابصل
- ((العشرة المبشرة))* - نص فقري
- قول المطرقة والمنجل - نص شعري
- رقصة الاقراط - نص شعري
- هاي ليش؟؟؟؟هاي ليش ........شي HIL ؟؟؟ 10 الانتصار في تحالف ق ...
- بمناسبة يوم الشهيد العالمي ((عطش الندى)) الى ((جيفارا الاهوا ...
- هاي ليش 9((((تتعدد المقترحات والفقر واحد))
- هاي ليش؟؟؟؟هاي ليش ........شي HIL ؟؟؟


المزيد.....




- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد الحريزي - قراءة انطباعية لرواية ((الحصاد )) للروائي طه الزرباطي