أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد الحريزي - دموع الفرح - قصة قصيرة














المزيد.....

دموع الفرح - قصة قصيرة


حميد الحريزي
اديب

(Hameed Alhorazy)


الحوار المتمدن-العدد: 4066 - 2013 / 4 / 18 - 18:43
المحور: الادب والفن
    



خلع ((صدريته)) وهو على وشك مغادرة دار الأطباء ....رن هاتفه النقال ، كان رنينه كرنين توقيت إيقاظه صباح كل يوم هلو... هلو .. أهلا عيني أهلا دكتورة هيفاء ، كيف انت أيتها الحمامة البيضاء ،، هههه
وبشكل مفاجئ انتقل الى حالة الجد بعد تبادله حديثا بالانكليزية معها، بدت ملامحه بين تقطيبة الجد وانبساط الرغبة والفرح ، إحساس من ينتظر موعدا غراميا غير متوقع مع حبيبته التي طالت ممانعتها وغنجها الزائد، إنها الفرصة التي ينتظرها منذ زمن.عدل عن قراره بالذهاب لتناول طعام الغداء ، وقرر الذهاب الى حيث طلبت....
في طريقه إليها تداعت في مخيلته ونشطت ذكريات طفولته ، تذكره بطفولته وصباه مخططا مبهرا في حياكة المقالب لأقرانه واصد قائه في المحلة او زملائه في الدراسة، علاقات الصداقة والغرام العديدة و المتشعبة.
ما أروع وأشهى النساء ؟؟
يا الله شعرهن الحرير ، الخدود المكتنزة ، النهود النافرة ، السيقان البضة الملساء، مكوراتهن الساحرة ، عيونهن المبهرة ، وضع الخالق سر جبروته وقدرته في جمالهن ورقتهن.. يتوه في خيالاته وتصوراته وصور باذخة الجمال تدغدغ كل أعضاء جسده ، مشبعاً بنيران الرغبة الفوارة ، لا يستطيع ان يعيش بدونهن ،هذا ما يردده دائما مع نفسه ومع أصدقاءه ،لا يعرف ما ألذي يعتريه حين يلامس كفا ، او يشم عطرا، او يحتك ولو عرضا بجسد امراءة، رعشة تداهم كل أعضاء جسده، يتخطف لونه ويظهر عليه الارتباك.... رغم جسارته وشطارته التي يعرف بها في عمله المهني بشهادة أساتذته وزملائه في المهنة، في الحقيقة هو لا يعرف كيف يفسر هذا الذي يبدو تناقضا في سلوكه وردود فعله ... هيمنت عليه هذه الأفكار والصور قبل ان يصل المكان الذي طُلِب منه الحضور اليه. دخل عليها ، كان واضحا كم هي متلهفة لقدومه ، كملاك نزل عليها من السماء، بعد ان عجز الجميع عن إدخال الفرحة والبهجة الى قلبها الذي كاد ان يتفجر الماً ، كادت ان تحتضنه لولا... أدرك ذلك من خلال توسلات نظراتها وحركتها اللا ارادية نحوه ،هذه فرصتك أيها الشاطر لتثبت للجميع شطارتك في التعامل معهن في مثل هذه الحالات ،كانت كل محاولات زملائه رغم جديتها قد باءَت بالفشل ولم تحرز معها النجاح.... اخذ يخاطب نفسه- كنْ ثابتا قويا انزع عنك كل خوف وأنت تتعامل مع هذه الفاتنة ،وهي الآن بين يديك رغم ما عرف عنك من حل الغاز الكثيرات لكنك لم تفعل مثل هذا سابقا - مسح جبينه الذي تعرق رغم برودة الغرفة .....جلس قبالتها حاول ان يرفع فستانها ، صرخت بوجهه كالملدوغة انزلقت أمامه وهو يتابعها، ما ان يتراجع للخلف حتى تعود الى مكانها ولغة عيونها تطالبه ان يفعل ، يتلمس ساقيها فيعلو صراخها ثانية، تتلوى تحاول ان تنهض ولكنها لا تستطيع. بعد عدة محاولات، بدت تعبةً منهكة من الصراخ... امتدت أصابعه متلمسة ساقيها البضان ، تحسس ثنياتها الأسفنجية وطراوتها ودفئها الذي يزداد كلما توغلت كفوفه نحو الامام .... ، كانت قوة صراخها وبكائها وتمنعها وأسماعه كلمات سب وشتم تتناسب طرديا مع مقدار توغل يديه وزيادة انكشاف جسدها أمامه ، كاد ان ينسحب ويتركها لحالها فلم يعد يحتمل كل هذا الألم والخوف، مقابل متعة سيحس بها لو نجح معها ، متسائلا مع نفسه قائلا:- اما أمرُكِ عجيب حقا تحاولين الهرب مني وسبيِّ وكرهيِّ لهذه الدرجة المفزعة ، فلماذا إذن تستدعينني ان أقدم على وجه السرعة ؟؟؟؟؟؟ يمسك أعصابه مقررا ان يتم فعله رغم كل شيء ، اخذ يتوغل بكفيه رويدا رويدا وهي ترى حركاته ، قربه وانحناءُه عليها، حرارة أنفاسه وصوت لهاثه ،أخذ السرير يهتز صعودا ونزولا ، نزولا وصعودا ..متناغما مع صراخها وبكائها واهتزازات جسدها كأنها مصابة بالصرع ، ما لذي ورطك بمثل هذا الفعل ان كنت عاجزاً من ترويضها وكسر شوكة مقاومتها ، أنها تريد وتريد ،فلماذا الخوف والتردد؟؟؟
حين كان ينتظر هدوءها، يستعرض صور مراحله الدراسية المختلفة حتى في الكلية ،الفرح الذي يسيطر عليه حين يستلم شهادته في آخر العام من كل سنة مؤشراً عليها ( نبارك لكم نجاح ولدكم الأول على مرحلته) ، كيف كان محط إعجاب زملائه وزميلاته ، كانت والدته بالاشتراك مع عدد من نساء وفتيات المحلة تستقبله بالزغاريد وتوزيع ((الشربت)) وتنثر ال((الجكليت)) فوق راسه، ، غمزا تهن وقبلاتهن ومباركتهن له ولأمه.... أصبح يوم استلامه للشهادة عيداً من أعياد الجيران ، لما بلغ وبلغن الرشد أخذنَّ يتمنعنَّ ،خدودهن تحتقن بالحمرة وجباههن تتصبب عرقاً حين يتبادلن معه القبل امام الأهل والجيران ، يحس بشعور غريبٍ وهو يحتك بأجسادهن الطرية البضة.... واصل عمله بلغت يداه منتهاها تلمس لوازج دافئة تملأ كفوفه ، يرتعش جسدها ارتعاشته الأخيرة كادت ان تفقده صوابه ،تهيأَ و خلع..خلع ... نظارته المعروقة ، سحبه كتلة لحمية طرية ملوثة بالدم، ملأت صرخته الأولى فضاء الصالة ، تدفقت الدموع من عيون الفتاة البكرية فرحا وهي ترى وليدها الأول بين يدي دكتورة ((هناء)) بعد طول انتظار، تهلل وجه الدكتور فرحا باتمام توليد الفتاة بسلام ، فك رباط يديها من على السرير، بارك لها سلامتها وهنأها بوليدها الجميل.
ايميل :[email protected]



#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعوض ينتصر ل((الديمقراطية)).
- الاسلام السياسي في ميزان العصر
- دراسة حول الطبقة - الحزب - الفرد
- الوصف الطبقي لمرشحي مجالس المحافظات
- قول في الثقافة والأدب اراء وملاحظات حول مهرجان ((بغداد عاصمة ...
- اراء وملاحظات على جدار انتخابات مجالس المحافظات (2)
- رقصة المطر - نص شعري
- كينونة العشق - نص شعري
- قراءة انطباعية لرواية ((الحصاد )) للروائي طه الزرباطي
- زناة الحرف - نص شعري
- ارهاب طين !!
- الاعلان الدستوري حفاظا على الامن القومي ام حفاظا على امن الك ...
- معك - نص شعري
- ترنيمة عشق - نص شعري
- حول قرار مجلس الوزراء العراقي الغاء البطاقة التوينية
- بيانات مجنون - نص شعري
- زغاريد الضفادع - نص شعري
- رمضانيات فقراء العراق (( 4و5)) (( لكي لا ننسى -الجولة-)) و ( ...
- قصص قصيرة جدا 4
- المنبر الاصم - نص شعري


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد الحريزي - دموع الفرح - قصة قصيرة