أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ملداء نصره - لِمَن ينتمي ؟!














المزيد.....

لِمَن ينتمي ؟!


ملداء نصره

الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 18:42
المحور: الادب والفن
    


كيف كان له أن لا يكون سخيـّاً بالحب ، وأن يدرك الخطرمن تقطير مشاعره وسكبها في قدح الدنيا دفعة واحدة ؟..
كيف له أن يعلم بأنّ من لا يتلو تراتيل الحذرعلى طول دربه ، سيمشي يوماً فوق الشوك مترنّحاً من الألم،، وسيبكي الشوك لأجله !..
كيف كان له أن يتنبأ ذات يوم ، بأنّ من يَجفل حينما يرتشف الأيام كـقهوة مالحة عليه أن يُبصر طالِعهُ فيها. . و يهرب قبل أن يُنفى ..
ما كانَ لطيبته أن تنفخ الظنون السوداء في قلبه و تطلقها معزوفة نشاذ تتصدع بها جدران الوطن، مثلما ينفخ طواغير الفتنة في مزمار البغض معزوفات الموت حيث تصدح بها السيوف والقنابل على الأجساد الممزَقة ..
كان الحب ينسكب منه غزيراً نقياً كماء الورد يروي بها أرض الوطن القاحلة ، و يضمّ سمائه بحنانٍ يتدفق هائماً بين الأوردة ، وكلما اتـقدَ حبه أكثر.. كلما استحالت الحرارة نيراناً في تدفقها ، و أشتعل مستمتعاً هو، غير آبه بالحرارة تلسعه بقوة !..
كيف كان له أن يستوعب حقيقة أنّ كل شيء يبلغ ذروته سيعود لنقطة الصفر؟،، هكذا كان عطائه هائلاً لا ينضّب،، فكبر قبل الأوان..
واكتسى الشحوب ملامحه ،، و ترنّحت طموحاته محنيّة الظهر تتكئ على عطف الوطن وشفقته ..
امتصّ الوطن طاقته بشراهة لا رحمة فيها كقصب السكر الشهي ، وما أن استحال القصب لركام قـشّة بلا طعم ،، طرحه أرضاً واستدار عنه و رحل ..
كيف كان له أن يعلم أن الأوطان تتثائب ضجراً وترحل عن مواطنيها .. تنفيهم خارج حدودها وتتركهم مشرّدين مذهولين،، يسكنهم الوطن بشدة غارزاً سكاكين الشوق والوحدة في قلوبهم اليتيمة؟! ..
من رأى يوماً سمكة طَردت البحر خارج حدود امبراطوريتها وحملت الغدر على ظهرها زاداً ، وهاجرت إلى قمة جبل لتعيش عليه ؟!،
هو لم يفتح عينيه يوماً خارج دفء الوطن فمرّت المصائر والأقدار من حوله كالسحب المعبّقة بالجراح والأحقاد والصدمات.. دون أن يلمحها .. ومن قوة خفقان قلبه لم يسمع بكاء المحطمين و آهات المقهورين ،، فاعتقد بأنّ الدنيا سرمدية البهجة .. وثيرة الأمان.
هو حضنَ بحبه كل الكون، و نزف أحاسيسه ووفائه في الفضاء ، هو أدّى كل رقصات الشوق والثقة كما ترقص الكواكب حول مداراتها مغمضةً أعينها لأنها تثق أن المدار يتشبث بها بين ذراعيّ جاذبيته، فتدرك بأنها مهما حصل فلن تسقط أبداً..
هو كان يتنفّس كل ذرة من الوطن ، من قلب قوقعة حماقاته..
كيف كان له أن يستبصرغداً قاتلاً ينتظره برؤية تفتح عينيه ليدرك أنه سيكون يوماً ما مسكوناً بوطن نفاه .. فيجرّ أحلامه و دموعه و طموحاته في حقيبة الدموع المـُتسمّرة خلف أحداق الوجع ,, ومع كل خطوة يمشيها في العدم ينزف حبه وجعاً يتيماً ..وصدى الوعود تلاحق خطواته المكسورة .. عن وطن كان ذات كذبة يغريه بإقامة أبدية! ..
اليوم يجد نفسه بمواجهة مصيره المُحبِط لثقة أغواها الأمان أن تغفو في حضنها,, وما أن أغلقت عينيها حتى ذبحتها الأنانية المتربّصة خلف الباب ..
هكذا الأوطان تسكننا بعمق وجنون ,, لكنن لا نملك فيها سوى استضافة ساحرة في ثنايا العمر ,, وما تلبس أن تتركنا زاحفة بلا تردد نحو مواطن جديد يُشعِل فيها الأمل و يعيد إكسير الإثارة كي تنعش أزقتها الضَجِـرة على رفاة حبه و ثقته ..
البلد . . الحبيب . . الصديق . . الإيمان . .مهما كان الوطن الذي احتلّ كياننا ،، فحتماً سيتخلّى عنا يوماً و يتركنا هائمين بوحدة مؤلمة وضياع مُخضَّب بالأنين ،، ممنوعين من العودة للإقامة فيه .. وعاجزين نهائياً أن نتمكن من أن ننتمي إلى أي وطن آخر ..



#ملداء_نصره (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرآة الدم
- هواجس مُبَعثَرة
- ربيع قبائل العرب...!؟
- فضيلة الحوار الغائبة....؟
- نصف كلمة عن طحالب الثورات
- الإعلام الرخيص فوق أشلاء السوريين
- شهامة العكيد سامر المصري
- حنين
- أغمض عينيك
- مقال _ فعل الشرف الحق...!؟
- إمبراطور الجليد
- من قبل.. ومن بعد...!؟
- عندما يهذي الأنا
- الإرهاب...!؟
- ما قلَّ.. ودل....!؟


المزيد.....




- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ملداء نصره - لِمَن ينتمي ؟!