أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ملداء نصره - عندما يهذي الأنا














المزيد.....

عندما يهذي الأنا


ملداء نصره

الحوار المتمدن-العدد: 2629 - 2009 / 4 / 27 - 06:56
المحور: الادب والفن
    


وحيداً .. والأشواق تؤرقني
أجلس على ضفاف ذكرى
لازالت دافئة في أوردتي
فلا جفاء الأيام ،، ولا غضب العيون
أطفئوا لهيب الشوق .. أو أبطئوا خفقات فؤادي
أسهر الليالي جاهداً ألا يغيب وجهك عن جبين القمر
فالقمر غاضب مني
والنجوم بغضتني
يتلفتون إلي بين اللحظات الثقيلة .. والوجوم يزيد الليل عتمة
والعتمة تغمر كياني
وكياني يحترق بحنين اسمه أنتِ


أنتِ يا حكاية الأمس المتمزق خلف خطى حياتي
عندما قررت أن تصبحين ذكرى.. وغادرتِ جزيرة هيامي
تاهت النوارس عن شطآني
وذبلت زهور سقيناها ببعض من ندى قلبينا
بعد رحيلك تشابكت خصلات الشمس هنا
وهجر الأريج بساتين الزنبق
بعد رحيلك تألمت أمواج البحر،،
وتحطمت صرخاتها على كتف صخور مزخرفة بأحرف اسمينا
بعد رحيلكِ شحب وجه القمر ،، وتصبّغ وشاحه بدموعي
وما عادت ضحكاتك تتكئ على جذوع النخلات
فهرمت وانحنت بيأس ِ مشتاق ٍ
.. واعتكفت الفراشات في ركن الخيبة
بعد رحيلك خـَبـَت نشوة جزيرتنا
وما عادت لحياتها حياة

حبيبتي
عودي .. أطفئي نيران قلبي
واغسلي بغفرانكِ أرقي
عودي .. إلى متشردٍ نفته حماقته من وطنه
عودي يا وطن العشق..
كم أفتقد سهراتكِ على شرفات حناني
والنعاس يدثر عينيكِ
ونبضاتك تحتضن قلبي
وفرحتكِ غافية بين جفنيّ
عودي
عودي وأعيدي إلينا الحياة
انتشلي آمالنا من مدافنها
واجمعي أشلاء السعادة المتحطمة في كل الزوايا
عودي ،، وأضيئي دروب الغد
فكل الدروب بأركانها ..وسماءها.. وبساتينها أغلقت في وجهي أبوابها
وتركتني أتمرغ وحيداً في اللامكان واللازمان
أبحث عن ظلكِ علهُ اختبأ خلف تلك الشجرة أو بين النجوم
متوسلاً مفاجئات القدر أن يكون قد تمرّد على وجعك وغضبك
وعاد منتظراً أن أعثر عليه بين أمنيات شوقي
عودي حبيبتي
ألمي لهجرانكِ فتح عيني على أخطائي وحماقاتي
الآن فقط أدركتُ مدى أهميتكِ في حياتي
بل للحياة
فأنا أعيش بسبب الحب الذي جمعنا
وسأموت بسبب الجرح الذي فرّقنا

عودي كما كنتِ يوماً
كوكباً تدور حوله أحلامي وأيامي
حبيبتي
أرجوكِ بأغلى الأيام التي جمعتنا
أرجوكِ لأجل الأمان الذي احتوانا .. وضيّعناه
لأجل أحلام كتبناها بأنفاسنا،، وطويناها بين الأمواج لتدوم أبداً
متوارية خلف الأفق ،، متألقة بهوى لا مثيل له
أرجوكِ حبيبتي
أن تعودي لتزرعي كلماتكِ بين يدي
فتزهر سنابل الأمل مجدداً
عودي واغزلي مساحات حزني الجرداء
بربيع إطلالتكِ على أيامي
عودي واقعاً مدهشاً في حياتي
واقتلي الذكرى التي تقتلني
فأنا أريدكِ كما كنتِ
وطني
الذي أغفو في حنانه ... وأصحو على عذوبة جنونه
وألملم همساً من على شطآنه
عودي ملكةً لوطني
ولهاً لأحاسيسي
آلهةً لعيوني
أحيي في أعماقي وأحييني
لا طيفاً.. لا ذكرى
عودي حقيقةً تحييني
واقتلي ذكرى تدمّرني
ذكرى حقاً تضنيني




**********************
علا صوت المنبه في ضجيج حلمي
فتحتُ عينيّ
إنها الساعة الثالثة ألماً,, وعشرون آهة
و سبعة عشر صدمة
صحوتُ من حلم تمنته الأنا فيّ
وتلهفت له مشاعري
و تهافتت عليه آمال معلّقة في ذكرى مبتلّة بنزف أحلامي
كان مجرد حلم !!
حلم اقترب من همساتي المبعثرة في فضاءات كياني


في ليلة..هربتُ من وعوده لأنجو بما تبقي فيّ من حياة
فباغت الأنا بوجداني
واعتقل أحلامي بين سراديب التمنيات
ليرنوا من لهفتي إليه
ويبهرني بوعوده
فتأخذني الأنا إليه ..
و يستيقظ شوقاً جامحاً كنتُ يوماً قد كبّلته بالكره
وعود كاذبة ومشاعر مخادعة
بقدر ما أدركها .. بقدر ما أحتاجها !..

هربتُ من تلك الليلة الواعدة
لكن كل ما فيّ بقي هناك
قلبي.. فكري.. جنوني .. ومشاعري المشتتة
ملأ كياني كلاماً سرابياً
ليتركني أغترف هذياناً من أنايَ

كلماته،، أمنياته،، وعذابه لبعدي
كان مجرد حلم
عاد من خلف جدران الذكرى،، ليعيدني عبدةً لهذيان الأنا المتحرّق له
وحاكَ كذبة كدتُ أصدقها
كي أختنق بحبالها
فيال حماقته!..
لم يدرك أنه يخنقنا كلينا
خلف أسوار تمحوا الحقيقة
فلا رحيلي فتح عينيه
لمدى روعتي في حياته ..
فحياته كادت تجسد أسطورة بوجودي
ولا رحيله أغمض عيناي عن حلم تعتـّق بنحيب الجراح
فرغم سواد الذكرى ... و قسوة الأمس
لازال نور الحلم يتبلوّر في ميادين الأنا
آسراً تمنيّات مشتاقة لتتحرر من شفتيه
لتأتيني وتأخذني إليه
لا هذياناً.. لا حلماً
بل وطناً ... كما سكب الهذيان في حلمي يوماً
كما همس للأنا !!



#ملداء_نصره (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب...!؟
- ما قلَّ.. ودل....!؟


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ملداء نصره - عندما يهذي الأنا