أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ملداء نصره - فضيلة الحوار الغائبة....؟














المزيد.....

فضيلة الحوار الغائبة....؟


ملداء نصره

الحوار المتمدن-العدد: 3987 - 2013 / 1 / 29 - 13:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعروف أن غالبية المجتمعات العربية تفتقد المناخ الذي يسمح لأي كان أن يدعي بتوفر فضيلة الحوار في أيٍ منها..! ولما كانت أغلب هذه المجتمعات شابة حيث تتجاوز نسبة الشباب في بعضها الستين بالمائة, فإنه يمكن الجزم بانتفاء وجود حوار حقيقي في بيئة الشباب نفسها كما بين الجهات التي تتولى المسئوليات السياسية والاجتماعية والادارية وغيرها وبين الشباب فكيف إذا كانت هذه الجهات المهيمنة والممسكة بكافة ملفات البلد هي المسئولة افتراضاً عن تخليق المناخ الصالح لكي يمكن الحديث عن توفر فضيلة الحوار.. كيف إذا كانت هذه الجهات تعمل العكس أو في أحسن الأحوال إذا كانت تهيمن وتتحكم بكافة مسارات الحوار وبمآلاته..؟
لا شك في أن أحد أهم أسباب انتفاء المناخ الصالح لأي شكل من أشكال الحوار في مجتمعات العرب يكمن في سطوة (( الطاعة )) المتوارثة منذ مئات السنين.. لقد هيمنت الطاعة وتكرَست بالوراثة جيلاً بعد جيل.. الأطفال ينشأون ويترعرعون في مسار الطاعة المطلقة قبل أي شيء آخر.. ثم جاءت الأديان لتعزز هذه الهيمنة .. ثم عملت الأحزاب على تعزيز هذا التعزيز فكان يتم فصل كل عضو يخرج عن طاعة القيادة الحزبية.. وقد عمقَت منظومات التعليم بكل أشكالها ودرجاتها كافة أشكال الطاعة ( قم للعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا ).
وهكذا يتضح من المعطيات المذكورة كيف تمَ منذ ما قبل قيام الدول تغيِّيب شرعية التساؤل والسؤال فكيف بشرعية الحوار الذي وحده يوفر الحيوية المجتمعية اللازمة لاندفاعة المجتمعات نحو التقدم على سلم الحضارة والرقي.. وقبل أن يسرع أحدٌ للقول: إذن ماذا نسمي ما يدور في مجتمعات العرب هذه الأيام نقول إن ما تشهده المجتمعات العربية وبالأخص نخبها المختلفة لا يعدو أن يكون جدالاً وربما صاخباً لكن شتان بين الحوار والجدال..!
الحوار فعل متمدن يتطلب عقلاً توافقياً مرناً..ثم إمكانية لرؤية الصواب وتشخيصه عند الأخر في حين أن الجدال يعني العناد والإصرار على الرأي وانعدام إمكانية تقديم أي تنازل كمقدمة للتوافق.. الحوار فعل راقٍ لا تعرفه المجتمعات المتخلفة كحال مجتمعاتنا العربية التي يسود فيها الجدل العقيم وحده وعلى هذا يترتب على الطامحين البدء بمعالجة أساس هذه المعضلة الكامن في غياب البيئة المناسبة التي لو أريد لها أن تكون لرأينا منظومة تعليمية محفزة على ثقافة الحوار.
في المجتمعات التي تفتقد بيئة الحوار ما أن يسمح بتشكيل أحزاب سياسية مثلاً حتى يتم الإعلان عن مئات الأحزاب والهيئات والتيارات.. ولأن الجدل العقيم هو السائد في أوساط مختلف النخب في المجتمعات العربية فإن مشهد النزاعات والصراعات والانشقاقات يظل غالباً على الدوام.
بالرغم مما تقدم فإن الأمل سيبقى مشرَّعاً وعلى هذا يترتب على الجميع تشجيع وتحفيز المبادرات الحوارية أينما ظهرت وخصوصاً في أوساط الشباب ويستلزم ذلك بذل الجهود من كافة الأطراف العاقلة ـ هذا إن وجدت ـ التي تعي الأهمية الكبرى لهذه القضية الحيوية والبالغة الأهمية فربما تنجح فرص أن لا تطغى على هذه المبادرات سمات الجدل الذي لا يغني ولا يفيد.



#ملداء_نصره (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصف كلمة عن طحالب الثورات
- الإعلام الرخيص فوق أشلاء السوريين
- شهامة العكيد سامر المصري
- حنين
- أغمض عينيك
- مقال _ فعل الشرف الحق...!؟
- إمبراطور الجليد
- من قبل.. ومن بعد...!؟
- عندما يهذي الأنا
- الإرهاب...!؟
- ما قلَّ.. ودل....!؟


المزيد.....




- أمير الموسوي في بلا قيود: تخصيب إيران اليورانيوم بنسبة 60% ...
- بعد مرور شهر على نظام المساعدات الجديد في غزة، أصبح إطلاق ال ...
- حكم للمحكمة العليا الأمريكية يُوسّع صلاحيات ترامب، والأخير ي ...
- عاجل: ترامب يقول إن وقف إطلاق النار في غزة بات قريباً، ويأمل ...
- ترامب للمرشد الإيراني علي خامنئي: لقد هزمت شرّ هزيمة
- سوريا تعلن ضبط نحو 3 ملايين حبة كبتاغون بعد اشتباك مع مهربين ...
- إعلام إسرائيلي: جثث 3 أسرى في غزة أعادها عناصر من مجموعة أبو ...
- القلق يتصاعد بعد ضربة إسرائيلية استهدفت سجن إيفين... مصير سج ...
- موقفا تخفيف العقوبات عن إيران.. ترامب لخامنئي: أنقذتك من -مو ...
- جيش الاحتلال يقتحم كفر مالك والمستوطنون يصعّدون بالضفة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ملداء نصره - فضيلة الحوار الغائبة....؟